الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011

أُحبك

قالوا عن مراياته أنها عمياء كيف و قد رأت في قسمات وجهك المليحة الجمال و أدركت بعيناي المجردتين حينما نظرت أليكي معنى الطُهر و النقاء قالوا عنه أنه شعور جارف و عاصف و أمواجه هوجاء كيف و قد أستكان بين ثنايا قلبك كطفل رضيع أو و قد أغمضت عيناكي الجميلتين عليه كحلم وليد نما و ترعرع حتى أصبح واقع جميل.


قليلاً هم من يستطيعون أن يتكلموا عنه و قليلاً هما من أستطاعوا أن يعيشوا إحدى قصصه الجميلة أن يختبروه كم أختبرته فلا تُصدقي كُل ما يُقال عنه فكل عاشق عشقه بطريقته و ذاب فيه كم تذوب قطع الشيكولاتة السحرية بين حبتين من الكريز أو بين صفوف من التوت البري تُضاهي في حمرتها وجنتي عذراء تستمع إلى أولى قصائد الغرام ينثرها من حولها كقطع ذهبية شاعر عاشق أراد فقط أن يُخبرها كم تكون رائعة حين تبتسم.


هو ذاك الشعور الذي يرفعنا بأجنحته البيضاء إلى ذلك الفضاء السرمدي و يُجلِسنا برفق و هدوء بين تلك النجوم اللامعة فتنساب النظرات الهادئة الهادفة حيث تتحدث العيون بتلك اللغة التي يُجيد هو فقط فهمها ترتجف القلوب من ذلك الحديث و تنطلق التنهيدات الحارة من دفء ذلك الشعور الذي يبدو حيناً كأشعة ذهبية أشرقت على قمة تلك الجبال البيضاء فأذابتها من حلاوة دفئها فصارت ماءاً رقراقاً حانيا تدحرج بلُطف بالغ من أعلى الجبل حتى أستقر في سهلِه و روى نبتة صغيرة كانت تنتظر تلك القطرات التي تحمل كلمة الحياة.


حبيبتي ستجلسين ذات يوم أمام تلك المدفأة العتيقة لتحكي لصغيرتي كيف يكون الحُب و ما هو معنى العطاء بلا حدود و بلا توقف ما هو معنى الحرية بلا قيود و لا تهور كيف نكون عاشقين لمن يمنحنا تلك السعادة و كيف نكون مُخلصين لمن يحمل لنا قلبه الكثير أتدرين لقد جلست في ذاك المكان يوماً حينما كُنت صغير كُنت أعبث بألعابي و أتأمل ذلك الضوء الجميل و ألاعبه و يُلاعبُني حتى أقتربت فشعرت به قوياً حارقاً و في هذا المساء أخبرتني أمي أني لا أحتاج أن أغوص في التفاصيل كي أُدرك الحقيقة أخبرتني بأني ساشُعر بدفء الحب إذا وقفت بجواره هادئاً و لكن إن أقتحمته عنوة و جاهدتُ نفسي عليه فلن يُصيني إلا ما أصابني قُرب تلك المدفأة.


أخبريها بأن هُناك يوماً ستكون هي و لا شيئ غيرها سيُجاهد ذلك العاشق نفسه مُحاولاً إيجاد تلك الكلمات التي تليقُ بجمالها الآخذ ستبدو حروف تلك الكلمات لامعة براقة من فرط ما بها من إحساس صادق لا يُزيفها كلمات القصائد و القصص الغرامية بل يملؤها صدقاً أفعاله الصبيانية يملؤها حقاً دقات قلبه المُتأنية بينما هو يهمس أُحبك.



ليست هناك تعليقات: