الأربعاء، 29 يونيو 2011

يعني إيه تكون فنان كلاكيت سادس مرة

هناك في نهاية النفق بعض من الضوء تعالوا إليه لعله يقودنا إلى الخلاص و هنا يبرز السؤال الذي ردده الشاب الباكي على شاشات التليفزيون المصري في سقطة إعلامية مُعتادة من ذلك الجهاز الذي كانت قد ملأته الفطريات الإعلامية و الصراصير الفنية السؤال هو الخلاص من مين؟ بالرجاء الشحتفة أثناء نُطق السؤال.

هناك نجوم تلمع بقوة لتنطفيء من بعد لمعانها و توهجها و هناك نجوم تلمع على مهل تحتل مكانتها في عالم الفلك الواسع تبقى مكانها لنسترشد بها في بحر الحياة لعل سفينتنا ترسو في ذلك الميناء المنتظر الذي يبدو أننا سنظل نحلم به كثيراً لأن هكذا قدرنا نحن العرب على العموم و المصريين على الأخص سنظل تائهين حائرين إلى أن نُدرك قيمة أنفسنا و أننا لا نحتاج إلى من يُلهمنا كيف نعيش إلا من يقودنا إلى كيف نسمو و نعلو نحن بالفعل قادرون على الإبهار و غداً سنكون قادرون على الإستمرار.

نجمة لامعة على مهل منذ زمن طويل تتألق بفنها الراقي تُقدم لنا تلقائية في الأداء لا نراها في أنصاف الفنانات أو قل بقايا الفنانات اللائي يُدركن أنهن لولا الكبت الذي يُعنيه المراهقين و العازبين لجلسوا في بيوتهن يغسلن الصحون اللائي يُدركن أنه لولا تلك الملابس الساخنة و غياب الدراما و الفن الحقيقي عن الأفلام لما سمع عنهم احد اللائي يُدركن أنه لولا وجود جزار يعمل بالإنتاج السينمائي و يعرف قيمة اللحم لما ظهروا على الشاشة الفضية التي ظهر عليها الكثير و الكثير من الفنانين الحقيقين.

نجمة لامعة تجاوزت الخمسين لازلت أذكر كيف كانت الأسرة تجتمع لتُشاهد لتنفعل لتنتظر الحلقة القادمة لتتأثر بما يدور على شاشة التليفزيون لازلت أذكر كيف بكينا و فرحنا كيف ملأنا الفخر و الحب كيف تألمنا و كيف حلمنا و كيف أنتصرنا كل هذا و نحن نُتابع قصة رفعت الجمال أو كما صنعوها تحت إسم رأفت الهجان.

و في الميدان رأيتها لازالت كما هي طيف يتحرك بيننا يلتف حولها أطياف من مُختلف البشر الذين يجمعهم كلهم أنهم فقط مصريين كانت هناك يعلو صوتها الذي لعِب الزمان بطبقاته فبدا خافتاً إلا أن قلبها جعله هادراً صارخاً غاضباً " مش عايزينيك مش عايزنيك" و يسري الهتاف في الجموع فتردده خلفها تسير فنسير تقود بلا أن تلعب دور القائدة تُلهم مشاعرنا أنا هناك نصر لنا على جاسوس بالداخل خان شعبه و جمع جُنده تكبر علينا و تجبر فخسف الله به و بمن على شاكلته.

لم يمنعها ضعفها من أن تقف وسطنا تُعلمنا أن الفنان حقاً هو من لا ينفصل عن هويته هو من لا يبيع شعبه هو من لا يُنافق أو يُدهان هو من يقف ليقول ما يُريد في وجه من يُريد لا أدري إن كنتم مثلي تذكروها كم أذكرها فقط هناك من الثائرين من يُدرك قيمة الأحلام في عيون الأطفال النائمة في دعوات أم و في حكايات اب لصغيرهما أن هناك غد سيكون مُشرق بإذن الله

تيسير فهمي شكراً أنا عرفت يعني إيه تكون فنان

الخميس، 23 يونيو 2011

يعني إيه تكون فنان كلاكيت خامس مرة

حينما يملأ الظلام عالمك فحتما ستسعى إلى أي بصيص من نور و حينما يملأ الكذب حياتك فأنت حقاً ستلتمس الصدق فيما حولك و حينما ترى الجميع لا يحترم عقلك فأنت حتماً ستنصرف عنهم محاولاً أن تشعر بوجودك ككائن مفُكر يستطيع أن يرى الوهم وهماً و الخداع خداعاً و الكذب كذباً ستنصرف عنهم محاولاً إيجاد من يتواصل معك مُقيماً لك وزناً معتبراً إياك ذو قدرة على التمييز بين الغث و السمين.

بينما سيبدأ التاريخ في مصر بكتابة قبل ٢٥ يناير ٢٠١١ و بعد ٢٥ يناير ٢٠١١ ستجد أن هناك من لم يتلونوا أو يتغيروا لم يختلفوا عن ذلك الجسد و الروح و الفكر و ستجد من تغيروا و أختلفوا تبدلت جلودهم سريعاً تغيرت ألوانهم بطريقة أسرع أرتدوا ثياب الحرب رفعوا الرايات أصبحوا مالكيين أكثر من مالك أصبحوا ثوريين أكثر من شهداء الوطن ذكرناهم كثيراً و كثيراً لن نكل و لن نمل سنظل فقط نُردد كلمات أمل دُنقل لا تُصالح و لو منحوك الذهب.

في واحدة من تلك الليالي أثناء الثورة المجيدة الذي مازالت أتوق أن أراها حققت أحلام طارق و كريم و أحمد و سالي و كل الشهداء العظام الذين مازالت أغبطهم على أنهم راحلوا عن هذا العالم الكريه بأجسادهم بينما بقيت أطيافهم تعبرنا يوماً بعد يوم تمسح دمعة نزلت عنوة عن أيتامهم تحتضن برفق زوجاتهم و محبيهم تحنو على أعزاء مثلهم ينتظروا أن يرحلوا برؤوسهم المرفوعة مثلهم في واحدة من تلك الليالي كانت أمام شاشة التلفاز أُشاهد قناة المحور بعد أن تابعت قنوات عريقة و حيادية و مهنية و واقعية مثل الجزيرة و البي بي سي و السي إن إن قلت لنفسي فلتنظر ماذا يقولون حتى أن رأيت فقلت ياليتني ما رأيت.

مشهد أول:
يدخل رئيس تحرير البرنامج إلى الأستوديو مشيراً إلى الجميع بالصمت فهو يتحدث مع مالك القناة و الذي فيما يبدو كان غير راض عن أدائهم النفاقي و يتطلع إلى المزيد أستمع بحرص عالي إلى ولي نعمته و أضاف إلى كلماته في الرد معاليك و توجيهات سموك و ما إلى ذلك من متطلبات مهنته كقواد عفواً كرئيس تحرير برنامج إخباري و في نهاية المكالمة أكد لمالك القناة أن هناك قنبلة و إنفراد سيكون على شاشة قناته ستجعل أصحاب السمو راضون عنه للغاية.

مشهد ثاني:
جلس رئيس التحرير مع الفتاة المنشودة و بادرها قائلاً هل حفظتي الدور المطلوب جيداً أنفعلت و هي تؤكد نعم نعم هل تود أن نقوم بتجربة الآن فرد عليها أنا تنتظر حتى يكون مقدمي البرنامج موجودين و ما أن وصلا حتى بدأ توزيع الأدوار طالباً من الجميع أن يُتقنوا أدوارهم فهو يُريد أن يبدو الأمر طبيعياً و حقيقياً هو يُريد أن يُحقق أكبر ضربة في تاريخ الإعلام المصري هو يُريد أن يكون صاحب أول ضربة إعلامية أجهضت الحرية
قاموا بعرض البروفة بينما هو يسبح في بحور الخيال و يحلُم بالمكاسب التي سيتحصل عليها و سينعم بها لقد واتته الفرصة هو و فريق العمل لخدمة الرأس الكبيرة مباشرة ياله من تفكير شيطاني الذي أتى بهذه الفكرة إلى رأسي قالها و هو يطالبهم بالإتقان في العمل.

مشهد ثالث:

تبدأ الحلقة من البرنامج الإخباري و تبدأ معها تمثيلية مثيرة للضحك مثيرة للإشمئزاز تخيلت نفسي جالس مع يوسف شاهين و نحن نرى تلك الحلقة فإذ به يسقط على الأرض ميتاً من كم الإبتذال و الإسفاف تخيلت نفسي جالس أتفرج على هذه الحلقة مع أحمد مكي و أحمد حلمي ملوك الكوميديا في مصر فإذ بهما يعتزلا العمل بعد أن رأوا كيف هبط المستوى إلى ما دون الحضيض.

الضيفة من المفترض أنها تلقت تدريبات هي و زملائها على قلب الحكم بطريقة سلمية يا ريت كلنا نحط خطين تلاتة تحت سلمية دي الضيفة أمضت قرابة السنة في التدريب على يد خبراء أجانب من قطر و أمريكا و صربيا و ماسونيا و زلابية و جزر الأنتيل و جزر فتحية العدوية و عند الست أم بوش و في الآخر مش عارفة تنطق و لا كلمة إنجليزي صح و الكارثة بقى في المحاور و المحاورة إيه يا أخي الحلاوة دي و الجمال ده مفيش اي نوع من أنواع الشك في الكلام اللي بيتقال طب أسألوا أسئلة نضيفة شوية طب حتى بصوا للكاميرا بإستغراب طب أي لقطة كده من لقطات الإندهاش يا أخي واحدة بتقلك إتدربت على قلب نظام الحكم أول حاجة أعملها أطلع موبيلي و أتصل بالشرطة و الجيش و المخابرات أفضل قاعد أدردش مع الأمورة كده عادي.
و تنتهي المأساة الهزلية على يد الكاتب المبدع بلال فضل بعد كشفه للشخصية الوهمية الهلامية الزلالية و هي صحفية مش عارف في جورنال إيه.

عادي ما إحنا ياما أتعودنا منكم و من أشكالكم على أكتر من كده

لحد ما جه فنان بجد و عمل كل اللي مصري بجد كان نفسه يعمله أتصل بيهم و هزهقهم على التليفون فنان قدم لنا حلم جميل في أحد أفلامه حلم جميل أوي قدمه بطريقة كوميدية مبدعة خلتنا و إحنا بنضحك نحلم و نفكر و إحنا بنفكر نتمنى و الحماس ياخدنا إنه هيجيلنا يوم و نبقى فعلاً أمة عظيمة

صحيح أنت عملت سلاح يردع عدونا في فيلم كوميدي لكن ردت بسلاح الصدق على كل منافق و كذاب بيستخف بعقولنا و بيحاول يلبسنا العمة

أحمد عيد روح يا عم و إنت فنان حقيقي

الأربعاء، 22 يونيو 2011

مين أطول

مشهد أول
دكة فصل في تالتة أول الإبتدائي قاعد عليه أتنين واحد اسمه محمود و واحد أسمه هاني

محمود: أتاخر شوية يا هاني أنا مش عارف أكتب
هاني: ماشي يا عم حودة بس إنت شايف الدكة صغيرة أوي أنا مش عارف قاعد كده أصلاً
محمود: هتلعب معانا كورة في الفسحة
هاني: لا يا عم مش هلعب الواد محمد و الواد خالد بيضربوني جامد أوي في الملعب الظاهر مش بيحبوني
محمود: مش هيبحبوك ليه يا عم ده بس عشان إنت حريف

مشهد تاني
بعد صلاة الجمعة في المسجد
المعلم توفيق أبو حتة قاعد في المسجد مع الشيخ حسين

ابو حتة: يعني يرضيك يا شيخ حسين اللي بيحصل ده و الله ده أفترا و حرام
الشيخ: يا معلم هدي نفسك الأمور مش بتتاخد قفش كده و كبر دماغك
أبو حتة: لا يا عم الشيخ ده ميرضيش ربنا أنا هجيب الترخيص يعني هجيب الترخيص يعني إيه الموظفى تقولي مينفعش نطول مئذنة الجامع شوية كل ده عشان متبقاش أطول من برج الكنيسة اللي قدام الجامع.
الشيخ: يعني هي هتفرق يا معلم توفيق مين أطول و لا مين أقصر
ابو حتة: لأ هتفرق يا شيخنا إشمعنى هما السنة اللي فاتت خدوا الترخيص و خلصوا البرج في ظرف أسبوع تفسرها إزاي دي بقى يا أخي ده إحنا مضطهدين في بلدنا و أحنا الأغلبية.
الشيخ: لا حول و لا قوة إلا بالله.

مشهد ثالث
الصائغ الشهير ناجي عريان قاعد مع القسيس في مكتبه في الكنيسة
عريان: أنا مش فاهم يا أبونا الناس دي عايزة إيه
القسيس: ناس مين بس
عريان: المعلم أبو حتة و الشيخ حسين
القسيس: مالهم إيه اللي حصل منهم
عريان: إنت مش واخد بالك يا أبونا و لا إيه دول علوا مئذنة الجامع لحد ما بقت أطول من برج الكنيسة بتلاتة متر طب انا مش هسكتلهم.
القسيس: يعني هي هتفرق يا ناجي مين أطول و لا مين أقصر
عريان: طبعاً هتفرق أموت و أعرف جابوا الترخيص إزاي دي ماري في الحي بتقولي الترخيص طلع بأوامر من فوق طبعاً ما هما ماسكين كل حاجة في البلد و إحنا على الرف يا جدعان ده إحنا أصحاب البلد دي
القسيس: ربنا كبير يا ناجي
عريان: بس أنا مش هسكت أنا هتصرف.

مشهد رابع
أتوبيس المدرسة متوجه إلى الإسماعيلية في رحلة مدرسية
محمود و هاني قاعدين سوى
هاني: تاخد يا محمود ساندوتش
محمود: هات يا هاني ساندوتش غيه ده
هاني: الواد محمد عمال يبص علينا و يتكلم مع عبد الله تفتكر بيقولوا إيه
محمود: معرفش يا هاني سيبك منهم دي عيال مش كويسة
هاني: أنا مش عارف هما بيعاملوني كده ليه
محمود: يا عم مش أنا صاحبك و بلعب معاك إنت زعلان ليه
هاني: كان نفسي الفصل كله يبقى زيك كده يا محمود
محمود: و أنا كان نفسي الفصل كله يبقى طيب زيك كده

ضجة في الأتوبيس و صوت صرير عجل و فجأة ظلام دامس

مشهد خامس
في منزل المعلم توفيق أبو حتة معالم الثراء تبدو على المنزل بشكل واضح بعد الغذاء الدسم يجلس المعلم أبو حتة مع زوجته لشرب الشاي بينما يُعد له الخادم الشيشة
أبو حتة: إيه يا أم طارق كنتي عاوزة إيه؟ إيه هوا الموضوع المهم اللي إنتي عاوزاني فيه من الصُبح و هاتك يا تررن تررن كل شوية على الموبيل
أم طارق: مفيش يا معلم دي الولية أم محمود جاتلي من الصُبحية و العياط مبهدلها إبنها الحيلة يا أخويا كان في الأتوبيس بتاعة رحلة إسماعيلية اللي أتقلب و الواد متكسر مية حتة و المستشفى بتقلهم عاوزين 20 ألف جنيه عشان يعملوا ليه العملية.
أبو حتة: عشرين ألف عفريت ير كبهم ولاد ...... دول هي الناس هتجيب منين مش دي الولية الغلبانة اللي فاتحة كشك على أول الشارع.
أم طارق: أيوا هي يا أخويا ولية غلبانة و منكسرة و بتعلم الواد بالعافية
أبو حتة: و كانت جايلك ليه الست دي
أم طارق: كانت بتقولي لو يعني - يعني لو ينفع يعني
أبو حتة: إيه هوا اللولوا بتاعتك دي متنطقي يا أم طارق
أم طارق: كانت يعني بتقول لو ينفع نساعدها يعني عشان تدفع مصاريف المستشفى
أبو حتة: آه طب و مالوا أديها متين جنيه من اللي معاكي يا أم طارق ولية غلبانة و واجب نقف جانبها
أم طارق: متين جنيه غيه يا سيد الرجالة هوا إنت مقامك متين جنيه برده و بعدين الست كانت عاوزك تدفع مصاريف العملية و هي مُستعدة تقسطهم أو تشتغل عندنا خدمة العمر كله
أبو حتة: مصاريف إيه يا أم طارق و عملية إيه هوا أنا يعني كنت ولي أمرها و بعدين ما أنا لسه صارف قد كده على المئذنة بتاعت الجامع.
أم طارق: تمصمص شفايفها و مالوا يا أخويا اللي تشوفوه.

مشهد سادس
في منزل الصائغ الشهير ناجي عريان بعد عودته من المنزل جالس مع إبنته ميرولا
عريان: أزيك يا حبيبة بابا عاملة إيه
ميرولا: نشكر الرب يا بابا كله تمام
عريان: و إيه أخبار الجامعة ماشي الحال
ميرولا: أيوا يا بابا عال العال بس قولي بقى إنت شكلك مبسوط أوي كده ليه
عريان: أوي يا ميرولا عرفت يا حبيبتي أجيب الترخيص عشان نعلي البرج بتاع الكنيسة و أتفقت مع المقاول و فهمته بقى هيعمل إيه و إيه بقى هجدد الصليب الكبير اللي علقناه السنة اللي فاتت على الكنيسة و هخليه مطلي بالدهب
ميرولا: يا سلام عليك يا بابا و إنت بتجتهد في خدمة الرب, الرب يرعاك يا بابا كنت عاوزة منك طلب
عريان: بس كده أي طلب لحبيبة بابا
ميرولا: الست أم هاني كانت عندنا من شوية و كانت محتاجة مساعدة
عريان: خير مالها عاوزة إيه
ميرولا: إبنها كان في الأتوبيس بتاع رحلة إسماعيلية اللي أتقلب ده و المستشفى بيقلها عاوزين عشرين ألف جنيه تحت الحساب عشان هاني حالته خطيرة و محتاج عملية.
عريان: طب يا حبيبتي أسحبي لها متين جنيه من الفيزا بتاعتي ما هي معاكي يا روح بابا
ميرولا: لا يا بابا هي كانت عاوزة حضرتك يعني لو ينفع تديها مصاريف العملية و هي تقسطهم أو تشتغل بيهم خدمة عندنا طول عمرها ده إبنه الوحيد
عريان: ما أنتي عارفة يا حبيبتي البير و غطاه و بعدين أنا تجديد الصليب و تعلية البرج محتاجين مني مصاريف كتير
ميرولا: و هي تُغالب دموعها اللي تشوفها يا بابا

مشهد سابع
في الشارع الفريقين واقفين في الشارع فريق قدام الجامع و فريق قدام الكنيسة و النعشين خارجين واحد خارج من الجامع و واحد خارج من الكنيسة 
المعلم أبو حتة بيفتح باب المرسيدس للشيخ و بيقوله أتفضل يا شيخنا عشان نلحق ندفن قبل المغرب و هو بيركب منسيش يبص على المئذنة بتاعت الجامع و البرج بتاع الكنيسة.
ناجي عريان بيفتح باب المرسيدس للقسيس و بيقوله اتفضل يا أبونا ندفن قبل ما الليل يخش علينا وهو بيركب منسيش يبص على برج الكنيسة و الصليب المُدهب و على مئذنة الجامع

الثلاثاء، 21 يونيو 2011

أتفقنا على ألا نتفق (مسلم ليبرالي2)

دعونا نتفق على أننا لا نتفق في أي شيئ على الإطلاق فنحن ملوك دعوات الإتهام لأي طرف يُخالفنا في الرأي أو لا يُشاركنا نفس الرأي تطبيقاً لمبدأ بوش أفندي اللي معانا علينا و مع كامل إحترامي لكل الأطراف المختلفة إلا أنه لا يوجد طرف يُعطي نفسه قدر ضئيل من الحيادية لعله يستطيع ترتيب أوراقه و الإستفادة منها و من الآخر كده كله مقتنع برأيه و بمرجعيته و لذلك يرفض و بشدة مجرد الإستماع للطرف التاني.

أستعنا على الشقا بالله
نقطة و من أول السطر العلمانين مالهم يا عم هقلك يا سيدي بس قبل ما أقلك تعالى نعرف يعني إيه علمانية زي ما الأخ ويكبديا بيقول العَلمانية (بالإنجليزية: Secularism‏) تعني اصطلاحاً فصل الدين والمعتقدات الدينية عن السياسة والحياة العامة، وعدم إجبار أي أحد على اعتناق وتبني معتقد أو دين أو تقليد معين لأسباب ذاتية غير موضوعية. ينطبق نفس المفهوم على الكون والأجرام السماوية عندما يُفسّر بصورة دنيوية بحتة بعيداً عن الدين في محاولة لإيجاد تفسير للكون ومكوناته.
وتقدم دائرة المعارف البريطانية تعريف العلمانية بكونها: "حركة اجتماعية تتجه نحو الاهتمام بالشؤون الأرضية بدلاً من الاهتمام بالشؤون الآخروية. وهي تعتبر جزءًا من النزعة الإنسانية التي سادت منذ عصر النهضة الداعية لإعلاء شأن الإنسان والأمور المرتبطة به بدلاً من إفراط الاهتمام بالعزوف عن شؤون الحياة والتأمل في الله واليوم الأخير. وقد كانت الإنجازات الثقافية البشرية المختلفة في عصر النهضة أحد أبرز منطلقاتها، فبدلاً من تحقيق غايات الإنسان من سعادة ورفاه في الحياة الآخرة، سعت العلمانية في أحد جوانبها إلى تحقيق ذلك في الحياة الحالية".[2]

بس يا عم حد عاوز يقرأ أكتر و يتبحر أكتر يدوس بقى على النت و يشوف المهم الأخوة الأفاضل مدُعي العلمانية هنا في مصر و كالمعتاد بيتمصروا و بيحولوا المبدأ اللي عندهم من مبدأ إلى وسيلة تحقيق لأغراضهم و هي متلخصة في حاجة واحدة بس الهجوم على الأديان كافةً و الدين الإسلامي خاصةً و ده راجع لأنه دين الأغلبية و مع أن مفهوم العلمانية بسيط أوي أوي و هو فقط فصل الدين عن السياسة إلا أنه هنا في مصر تحول إلا فصل الدين و التخلص منه تماماً يعني من الآخر كده تعالوا نخلي العملية زيطة طب إزاي نشأت العلمانية و إزاي تطورت هيقلك مفيش يا معنمي زمان أيام أوربا الوسطى كان فيه ملوك و أمراء و نبلاء و كان فيه كنيسة و كان الملك بيحكم شعبه بالحق الإلهي و اللي كانت بتوفره ليه الكنيسة و كان الموضوع لا علاقة له بأي حاجة إلا إن الكنيسة تدعم الملك دينياً و الملك يسيب الكنيسة تعمل اللي هي عاوزاه و كان نفوذ البابوات و المجتمع الكُنسي في بلاط ملك قوي و لا حدود له و يعمل اللي هوا عاوزه لدرجة إنكم عارفين إن جاليلو العالم الشهير كان مُطارد من قبل الكنيسة عشان بيعمل تجارب و أبحاث و عمال بيفكر فبدأ إتجاه تنويري في أوربا للقيام بفصل الدين عن الدولة و يشابه هذا الموضوع موضوع صراع الخُلفاء في بغداد و القاهرة يعني بطريقة أبسط العلمانية هي محاولة لفصل الخطاب الديني عن الخطاب السياسي.

لكن في مصر العلمانية تختلف بدل ما العلماني يركز على إنه يطبق المبدأ اللي هوا بيتكلم عليه و هو إن الدين لله و الوطن للجميع تلاقيه سايب كل حاجة و مسخر كل جهده و وقته لمهاجمة الدين عمال على بطال.

نقطة و من أول السطر الليبرالية تعني الحرية المشروطة بعدم الإعتداء على حرية الآخرين يعني لو فرضنا إن فيه حد عاوز يمشي عريان في الشارع فهو حر بس لو الناس أتأذت من هذا المنظر و أعترضت فهو كده إنتهك حريتهم بحريته فياخد على دماغه على طول و يلبس على فكرة الموضوع ده لسه حاصل طازة في أسبانيا و من مبادئ الليبرالية حرية الفكر و المعتقد و الرأي تلاقي الليبرالية في مصر طعم تاني و آخر حاجة مُضحكة حصلت كانت من مني مكرم عبيد اللي زعلت من تحقيق صحفي عن بنت مسلمة أتخطفت من جماعة أقباط و ضربوها و عذبوها و دقوا صليب على أيدها طب يا استاذة منى إيه الغلط في إن تحقيق زي ده يتنشر و هل إنتي بتتكلمي بصفة قبطية و لا بصفة ليبرالية طب لو إنتي بتتضايقي من كل الأخبار المُثيرة للفتنة ليه مزعلتيش من جريدة الأهرام لما كتبت تحقيق عن قنا و قطع ودان مواطن قبطي تطبيقاً لحد قطع الودان اللي لسه الأهرام مفتكساه حالاً هنا بقى مربط الفرس إن منى مكرم عبيد ليبرالية ظاهرياً قبطية باطنياً و هي دي مصر يا عبلة إن كل واحد بيلعب بالكارت اللي بيكسب بيه و مفيش مانع إنها تكون إسلامية بكرة لو فيه مصلحة ورا الموضوع ده.

الأخوان و السلفيين و ما نستطيع أن نضمه كله تحت مسمى واحد و هو التيار الديني الإسلامي و التيار كله مع بعضه قوي للغاية و لكنه مش مع بعضه غريبة دي مع أن المفروض إنهم بيطبقوا الدين و من الدين إنهم يجتمعوا سوياً و هنا بقى مربط الفرس إن كل طرف منهم بيقدم فهمه هوا للدين و ما سواه لأ أو تؤ متعرفش ليه برده المهم بقى إنت جوا التيار ده هتلاقي الناس اللي بتحتكم إلى المرجعية الدينية الإسلامية و اللي سبحان الله مش بتختلف مع أطراف أخرى إلا في المسمى يعني مثلاً الشيخ ليس له أي سلطة سياسية أو أي تدخل في الحكم هو مسئول عن النُصح و الإرشاد و الدعوة و تقديم العون للمجتمع بكل أفراده و طوائفه و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و ما إلى ذلك من واجبات دينية بحتة يعني الراجل متدخلش في السياسة اهه أومال العلمانين زعلانين ليه لكن فيه الكثير من التيار ده بيخلط الحابل بالنابل و بيدخل الدين في السياسة زي ما سمعنا عن غزوة الصناديق و زي ما سمعنا عن إن الأستفتاء بنعم واجب شرعي و ما إلى ذلك من شطحات غريبة و على فكرة برده أنا أعرف سلفيين راحوا قالوا لأ في الإستفتاء و مارسوا حقهم السياسي براحتهم عادي من غير أي ضغوط دينية التيار ده بيستند إلى مرجعية قوية و هي الدين الإسلامي و لكن بيختلف في التطبيق من طرف إلى طرف و أحب اشبهه بالسعودية تلاقيهم قافشين أوي في موضوع غريب و هي إن الست متقودش السيارة في حين إن أهم حلفائهم هم الأمريكان الصديق و الحليف و الحبيب للكيان الصهيوني مُغتصب الأرض و العرض الفلسطيني.

و في النهاية لا أستطيع أن أرى إلا إنه هناك الكثير من النقاط المشتركة بين كل طرف و التاني و هناك إختلافات بين كل طرف و التاني ليه كل طرف مش عاوز يشوف الإتفاق و عاوز يشوف الإختلاف ليه العلمانين بيهاجموا الدين عشان مجرد إنه دين و ليه التيار الديني مش شايف في الليبرالية غير إنها هتسيب الشواذ يمارسوا الفحشاء في الشارع على الرغم من إن الليبرالية مبتقولش كده و ليه الليبرالي عاوز يطبقها على كل الناس إلا على نفسه.

هي دي مصر و لا لأ

الأحد، 19 يونيو 2011

مسلم ليبرالي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

أكيد من التحية دي هتعرف إني مسلم و لله الحمد و لو كنت متابع الكلام اللي أنا بكتبه من زمان و كالعادة مش لاقي حد يتابعه هتعرف إني بحب الحرية و مقتنع بيها و مش معني كلمة حرية إن كل واحد يمشي على حل شعره قد ما هي إن كل واحد يكون ليه رأيه و بحرية شديدة  و دون ضغوط أو خوف أو مصلحة شخصية أو مادية و ما إلى ذلك من الأشياء اللي بتتدخل في الرأي الشخصي و القناعة الشخصية فتلاقي الواحد بدل ما بيقول الرأي اللي هوا مؤمن بيه غنه هيحقق أهدافه على المدى البعيد هتلاقيه بيقول رأي يديله خمسين جنيه دلوقتي و يطبق نظرية أحييني النهاردة و موتني كمان عشر دقايق.

عنوان المقالة كان صعب أوي بالنسبة لي إني أكتبه بس للأسف لقيته هوا الوحيد المعبر عن أرائي و عن قناعاتي الشخصية و الفكرية أيوا أنا مسلم الديانة و ده شيئ أنا بحمد ربنا عليه جداً و لكن طريقة تفكيري ليبرالية أيه الغلط بقى اللي في كده ليه بعض من الأخوة الأعزاء أول ما بيسمعوا كلمة ليبرالية على طول تلاقي جسمهم مقشعر و يبدأوا يقولوا على الناس اللي تفكيرهم ليبرالي ما قال مالك في الخمر مش عارف إيه علاقة الكلمة اللاتينية البريئة دي بالكفر و الفسوق و النفاق و الدعوة إلى الحرية الجنسية و اللواط و ضرب المخدرات كمان و لكن اللي أنا عارفه كويس و واثق منه إني هي دي طبيعتنا كمصريين و اللي تعبت أو عشان أتخلص منها بجد و الحمد لله قدرت إني أتخلص منها إيه هي بقى طبيعتنا كمصريين هقلك هي عدم قدرتنا على فهم الآخر أو تقبل الآخر أو اي حاجة في أي حاجة عن الآخر.
و الكارثة بقى إننا لما بنيجي نشوف الآخر بنشوف الأهبل اللي فيهم و نتكلم عنه كأنه النموذج القياسي للآخر الموضوع ده بالظبط حصل معايا و أنا في برلين كنت هناك في نفس وقت وفاة الدكتورة المسكينة مروة الشربيني و التي قُتلت على يد مواطن ألماني متعصب كريه وقتها كنت أنا في برلين و كنت بتفرج على المظاهرات الرهيبة اللي عندنا اللي بتُنادي بالموت لألمانيا و كل الألمان (مش عارف محدش وقتها فكر ليه أن السُياح الألمان بيدخلوا فلوس قد كده للبلد) وقتها فهمت إن الناس حدنا شافوا إن كل الألمان هو ذلك العنصري الحقير القاتل سبحان الله وقت أي حادثة إرهابية تلاقي نفس اللي كانوا في المظاهرة هما هما عمالين يقولوا هوا الإعلام بتاعهم بيبالغ ليه و الإسلام برئ من كل ما يحدث هما ليه بياخدوا الصورة السلبية عننا و يحاولوا ينشروها طب يا جماعة أتأمرون الناس بالبر و تنسون أنفسكم من باب أولى طبقوا إنتوا تعاليم دينكم السامية الجميلة المليانة بالحب و الرحمة و الإخاء و المودة علامات إستفهام و تعجب لا نهائية.

و من هنا تقدر تفهم ليه الناس كلها منقضة على الناس كلها يعني الإخوان يهاجموا أي شيئ إلا ما هو إخواني و الليبرالين يهاجموا أي شيئ إلا ما هو ليبرالي و العلماني مش عارف أصلاً يعني إيه علماني و عمال يهاجم في الأديان و خاصة الدين الإسلامي و السلفيين بصراحة مش بيهاجموا أي حد و هما دول الجيل الجديد اللي يلبس لبس العفريت يعني شوية الجماعات الإرهابية و الأصولية و شوية الأخوان و شوية الفلول و كل شوية أجري يا جدع و تلاقي الناس بتجري و النهاردة الشرطة و الشعب في خدمة المواطن و بكرة الشرطة في عرض الشعب و بعده الشرطة في خدمة الشعب و بعدين الشرطة و الشعب و الجيش و رقصني يا جدع.

و كعادته دائما قادر على صُنع المعجزات و الإبهار و لكنه غير قادر على الأستمرار و على الرغم من أن قليل دائم خير من كثير زائل إلا إنه المصري بجماله و فكاهته و طيبته و ذكائه غير قادر على المثابرة أو على تطبيق الفكر التراكمي إن كل ما واحد يقع يجيي غيره يمسك القلم و يكمل مكانه يمسك المفك و يكمل مكانه يمسك الفاس و يكمل مكانه يمسك السلاح و يكمل مكانه مفيش كلنا عندنا جينات أنا لازم أهد عشان أبني من أول و جديد محدش فكر يبني على قديمه محدش فكر يحافظ على هويته على كنهه على شطله و طعمه و ريحته لأ العيال يخشوا مدارس لغات و نفرح بيهم أوي و هما بيتكلموا ألماني و فرنساوي (الإنجليزي بقى موضة قديمة) و منفرحش إما نلاقي حد شاطر كده في العربي و متودك في قواعد النحو منفرحش كده إما نلاقي حد حفظ كتاب الله و هو في سن صغيرة و مع موضة الجامعة الأمريكية و الألمانية و الفرنسية و البريطانية ناقص ألاقي الجامعة البوركينوفاسوية موجودة هي كمان في التجمع الخامس تختفي الجامعة المصرية و مع الإعتراف أن أغلب خريجي هذه الجامعات تلقوا تعليم على مستوى عالي آخر مية حاجة إلا أنه على الوجه الآخر لازم نعترف إنهم دخلوا الجامعات دي برغبة دفينة في الإحداث و التناكة على المصريين العاديين ليس حباً في العلم ده بس عشان بابا و هوا عمال يغيظ في أصحابه في النادي أنا أبني خريج الجامعة الأمريكية و لا عشان مامي و هي بتتنك على أهل جوزها و يمكن أهلها هي كمان أنا بنتي خريجة الجامعة الألمانية و غالباً بيكون الأب و الأم و الأبن في التوهان (حتة حقد طبقي) و مع أن زويل خريج جامعة مصرية و مكسر الدنيا في أمريكا إلا إننا مالنش فيه لازم ندخل عيالنا جامعات بقد كده عشان نتنك على الناس كله عاوز يغير جلد ليه.

نرجع بقى لمعركة الآخر مع الآخر مع أن كل الناس لما أتلمت في التحرير في 18 يوم بس خلصوا على آخر أسر الفراعنة تخيلوا كده لو كانوا قاعدوا 18 شهر كمان مع بعض كان زمان كل الحياة لوز لوز مش كل واحد عاوز هو يبقى البرنجي بأسلوب تسلقي بشع يا جدعان ده ميكافيللي مكنش بيعمل كده إيه كمية الإتهامات بالخيانة و العمالة و إيه كمية الحجج الفارغة الميعة دي ما تشتغلوا مع بعض شوية إتفقوا على ألا نتفق مش مهم لازم يكون فيه تعدد و إختلاف في البرامج بس اتفقوا هتلعبوا إزاي إتفقوا هتشتغلوا أزاي و كفاية وجع دماغ

ملحوظة المقالة لسه مخلصتش بكرة نكمل إن شاء الله

السبت، 4 يونيو 2011

عاوز إيه يا مريد يا برغوثي مش كفاية إبنك

غريب هو أمر أولئك الشعراء عندهم قدرة فائقة على أن يستعملوا تلك الكلمات الرشيقة الخفيفة إلى جملة سهلة في قرائتها صعبة في فهمها يطلب منك أن تتأملها في عمق بينما هي التي تتاملك تطلب منك أن تُدرك ما خلفها بينما هي كراقصة باليه محترفة ترى في عيونك هل تُدرك معنى الجمال في رقصتها أم أنك فقط تستمع بذلك الجسد الممشوق الذي يتطاير في خفة و رشاقة بينما أنت تئن تحت ثقل جسدك الفاقد لمعنى الحياة.

من يومين يا معلم قاعد في حالي في الشغل و بعدين وصلت إلى مرحلة من الإندماج العملي صعب إني أوصلها إلا في شركتنا الحبيبة مدير بيتصل مستعجل على الشغل زملاء بيطمنوا على حجات متعلقة بيهم شركات بتتصل تتابع الموقف و أنا في وسط كل ده دماغي ساخنة و مليانة بهارات على الآخر المهم يدوبك بدأت الدنيا تروق و الحياة العملية بتستقر على الساعة الرابعة كده لقيت إني محتاج أروح قلت يا واد أقرأ الشروق جريدتك المفضلة مفيش يا معلم و ألاقيلك حوار مع مريد البرغوثي و هو شاعر فلسيطني كان عايش في مصر وتخرج في قسم اللغة الإنجليزية وآدابها العام 1967 وهو العام الذي احتلت فيه إسرائيل الضفة الغربيةومنعت الفلسطينيين الذين تصادف وجودهم خارج البلاد من العودة إليها. وعن هذا الموضوع كتب مريد البرغوثي في كتابه الذائع الصيت رأيت رام الله "نجحت في الحصول على شهادة تخرّجي وفشلتُ في العثور على حائط أعلِّق عليه شهادتي". خد بالك إنت بس من جملته الرشيقة دي عشان تعرف إنه شاعر و شاعر أوي كمان المهم مريد متزوج من رضوى عاشور أستاذة الأدب الإنجليزي بآداب عين شمس يا ريت لو تقرأوا شوية عن رضوى عاشور عشان أن تعرفوا إن الطيور على أشكالها تقع و إبنهم تميم البرغوثي من أكبر الأدلة على صدق هذا المثل و صدق المقولة هذا الشبل من ذاك الأسد المهم أقرأ الحوار عشان أتوقف عند جملة محددة بتقول يا ريت لو الثوار ميسمحوش نمر الشهداء من على موبيلاتهم يمكن يتصلوا بيهم يسألهم حققتم إيه من المطالب.

يا عم مريد ده لسه إبنك تميم مدينا مقالة كانت من الصعوبة بالدرجة اللي خلتني اتوقف عند كل كلمة و عند كل حرف فيها ده أنا لسه بفكر فيها لحد دلوقتي تيجي إنت تكمل علينا قال إيه بقى إبنه قال في مقالته:
"لم تقم فى مصر ثورة إن كنا نظن أن بيع الكرامة بالمال جائز، وأن قتل أولادنا خشية الإملاق حلال، وأن ترك بعض القتلة والمعذِبين واللصوص طلقاء، ناهيك عن إطلاق من حُبس منهم، لقاء منحة من حلفائهم الأغنياء، أمر مقبول. "

طب بجد بقى هنلاقيها منك و لا من إبنك يعني نعمل إيه في العبارات الواضحة الصريحة اللي أنتوا بتكتبوها دي مش اسلوب ده و الله يا جماعة.

يبدو أن هناك من يرفض أن يكسو الحزن النبيل وجهه أن يشنف الصمت الوقور أذنيه بينما هو يشاهد موكب الشهداء يمر في ميدان الصمود و الكرامة في ميدان التحرير كما يطلقون عليه و كما أعتاد دائما أن يكون رمزاً لتحريرنا من عبودية من ظلم من قهر.

لما قرأت الكلام بتاع البرغوثي و إبنه حسيت إن فيه حد عاوز يقلنا حافظوا على الثورة بنقائها و طهرها بتضحيات شهدائها بإصابات الشباب  المصابين اللي أتضربوا بالرصاص عشان يقوموا يقولوا تاني رصاصكم مقتلش جوانا غير الخوف المصابين اللي إتعلموا الحسد عشان بيحسدوا الشهداء فيه حد عاوز يقلنا ب 18 يوم مع بعض غيرتوا وجه مصر طب إيه اللي هيحصل لو كملتوا كده شهر شهرين سنة سنتين يا ترى مصر هتبقى فين.

فيه حد دمه مش مصري بس هوا مصري مية مية مش عاش على أرضها و شرب من المية بتاعتها مش كل نفس الأكل مش عاشر القوم أكتر من أربعين يوم بيقول إيه الحد ده بيقول فوقوا أبوس إيديكم اللي فات كان مجرد جولة لكن اللي جاي لسه أصعب و أصعب و كل ما هنكبر كل ما التحديات هتزيد علينا أكتر و أكتر كل ما الصعاب هتكتر مش مهم إنت إيه شكلك إيه لونك إيه جنسك إيه دينك إيه المهم إنك مصري و بتحب البلد دي أكتر ما هي بتحبك مصلحتك إنك تنسى كل ده و تركز في مصلحتك لأن مصلحتك إنت و أهلك مش هتلاقيها غير في بلدك و عشان كده أرجع لكلام تميم البرغوثي الشبل الصغير و هو بيقول في تعليقه على الفتنة الطائفية 

إن كل من يرى فى المسيحى أو الشيعى أو الشيوعى أو القومى أو الليبرالى عدوا له قبل أمريكا وإسرائيل إنما يعمل لمصلحة أمريكا وإسرائيل، وكل من يرى فى المسلم أو الإسلامى أو السلفى أو الوهابى عدوا له قبل أمريكا وإسرائيل إنما يعمل لمصلحة أمريكا وإسرائيل.

في شوية الكلمات اللي فوق لخص الموضوع بس مين يفهم اللي مكتوب على العموم يا برغوثي كبير و برغوثي صغير مش هقلكم إلا هنلاقيها من فين و لا من فين كله مش قادر يحدد مين عدوه كله مش قادر يعرف إن كله بيدور على مصلحته و لا بيهمه أي حاجة تانية

يا عم ما أنا قلت حسني مبارك ده مش كان مسلم و يوسف غالي ده مش كان مسيحي طب ما هما الأتنين إشتركوا في مص دمنا. 

الجمعة، 3 يونيو 2011

بلا حدود

فيلم يستحق المشاهدة بكل تأكيد فهو لا يترك لك الفرصة لإلتقاط الأنفاس مستخدماً كل المؤثرات البصرية و الصوتية أداء تلقائي قوي من الممثلين إحترافية عالية في التصوير نص مدهش و الفكرة أكثر من رائعة ستُجبرك على أن ترفع القبعة إحتراماً للكاتب بعد أن ينتهي الفيلم الأكثر من رائع, بلا حدود هو ليس مجرد فقط إسم للفيلم بل وصف أيضاً لكم من الإبداع السينمائي فائق الوصف.

الفيلم من بطولة الممثل الوسيم برادلي كوبر و صاحبة الجمال الهادئ آنا فيرل و معهم الشقراء صاحبة الجمال الصارخ آبي كورنيش و الظهور الشرفي للنجم الأقوى على مدار عقود السينما الأمريكية و أحد العظماء السبعة روبرت دي نيروالفيلم من إخراج نيل برجر صاحب المعجزة الفنية الساحر The Illusionist

 حقاً لن تستطيع التوقف عن مشاهدة هذا الفيلم الذي يبدأ من لقطة ما قبل النهاية ليعود مرة أخرى سريعاً إلى بدايته بطريقة السرد عن البطل الذي يوجد بداخل كلاً منا فهو عبارة عن طاقة مهدرة لا يستطيع أن يتحرك إلى الأمام على حافة الإنهيار تماماً و حبيبته إنفصلت عنه حديثاً لتلعب الصدفة دوراً في صعوده إلى القمة عن طريق مقابلته مع أخ زوجته السابقة الذي يعطيه عقار يجعله يستخدم الطاقة القصوى من عقله الأمر الذي يؤدي به إلى الصعود سريعاً إلى القمة بشكل أذهل كل من حوله حتى يلتقطه رجل الأعمال الشهير ليعمل معه.

دون الغوص في حبكة الفيلم الدرامية بشكل كبير فإن الإيقاع السريع و الصاخب للفيلم لن يدعك تتذكر أن هناك شعور يُدعى الملل و لكن تذكر أنك ستكون بحاجة إلى تركيز كاف يسمح لك أن تُتابع و بسرعة ذلك الإيقاع المدهش حقاً ستتوقف عيناك عن زوايا التصوير و اللمحات الإخراجية الجميلة و التي ستدفعك حتماً إلى عقد مقارنة بين ما يحدث في هوليود و بما يحدث هنا و هي مقارنة ظالمة لإن حينما تستخدم القاهرة الإمكانيات التقنية العالية فإنها تُقدم مشاهد تصويرية تُتيح للمخرج أن يتحرك بإبداع و إرتياحية أكثر في مشاهده الأداء التلقائي السلس الخالي من التكلف للممثلين سيجعلك تشعُر بأن ما يجري ليس فيلم بقدر ما هو حياة صاخبة لشاب عبقري.

سأتوقف قليلاً عند المونتاج فطريقة الربط بين المشاهد تكاد معها تشعر بأن الفيلم تم تصويره مرة واحدة ليس على مشاهد منفصلة فالترتيب و التنميق الواضح يجعلك ترى الفيلم على أنه جملة سينمائية واحدة.

نصيحة لا يفوتك هذا الفيلم.