الثلاثاء، 6 ديسمبر 2011

نعمل فيكم إيه

هل المصريون غير مُستعدين للديمقراطية كما قال الخُرم الكبير عُمر سليمان في لقائه مع محطة أمريكية؟
هل يستطيع هذا الخُرم الكبير أن يقول مثل هذا الرأي مرة أخرى بعد حجم الإقبال الهائل الذي شاهدنه جميعا في كُل مُحافظات المرحلة الأولى.
أعتقد أنه لا يجرؤ أو يستطيع أن يُفكر في ذلك و لكنه يستطيع أن يتحسر على أيام كانت له و لأسرته و لشلة الأخرام الدائرة في فلك ملك الأخرام الغير مُبارك حُسني أفندي و إبنه الأهبل اللي خرب البلد ربنا ينتقم منهم قولوا آمين.
و لكن هل قرأ أحد ما بين سطور تلك الإنتخابات هل رأى أحد أو لاحظ أي تفسيرات طب بلاش حد شاف إيه السيناريوهات المُتوقعة بعد نتائج المرحلة الأولى و التي غالباً لن تختلف كثيراً عن نتائج المراحل المُقبلة عنها طب بلاش حد مُمكن يقولي إيه الهدف من كمية اللوم والتقريع و التريقة اللي شوية الناس اللي فاكرين نفسهم مُثقفين و ليبراليين و مُتحضرين و نازلين تريقة على الشعب المصري عشان قال كلمته.


أنا بقى فضلت مستني و عمال أفكر و أفكر هوا ليه الناس دي بتتصرف كده مع إن اللي حصل ده شيئ مُتوقع جداً فالشعب المصري بطبيعته شعب عاطفي ديني فعاطفته الدينية بتغلُب عليه في كل الأوجه و الأحوال إلا قلة قليلة تتعجب من هذه العاطفة التي قد يُسيئ البعض إستخدامها و قد يُحسن البعض إستغلالها فمن الطبيعي إن التيارات الإسلامية تكتسح أو تفوز بنسب كبيرة في الإنتخابات و على فكرة وجود التيارات الإسلامية مش إفتكاسة و لا بدعة مصرية خالصة لأن الأصوليين المسحيين موجودين في أمريكا و إنجلترا و الحزب الحاكم في ألمانيا أسمه الحزب الديمقراطي المسيحي و محدش قالهم إنتوا بتستغلوا الدين و بتخلطوا الدين بالسياسة و القلش بتاعنا اللي هنا ده.
و عندك بقى يا معلم تفتح التليفزيون  تسمع الراديو تقرأ الصحافة كله يا معلم هتلاقي هجوم التنين على الشعب المصري من كُل الأصناف و كُل الأشكال و اللي يقُلك ده شعب جعان بيبيع صوته بإزازة زيت و كيلو سُكر و اللي يقُلك ده شعب جاهل مش بيعرف يقرأ و لا يكتب و اللي يُقلك ده شعب مُستقطب دينياً بواسطة المساجد و السلفيين المُتشددين الأمر الذي يدعو للتعجب أنه لا يوجد أي شخص أشار إلى تدخل الكنيسة في العملية السياسية من قبل في أثناء الأستفتاء أو في أثناء المرحلة الأولى من الإنتخابات عن طريق دعم مُرشحين أقباط و هو الأمر العادي للغاية فمن الطبيعي أن تتم عملية تكتُل و إستقطاب في أي إنتخابات و إن كانت تتم على أساس ديني في مصر فهذا يعود لعدة أسباب أهمها على الإطلاق هو غياب الحياة السياسية الحزبية و عدم وجود الثقافة السياسية لمصر مع عُنصر هام و فعال و هو الإعلام الموجه الغريب الذي جعل من الحجاب و البيكيني معركة الدولة و أهم أولوياته.
و هو ما دعا الأستاذ فهمي هويدي و هو من كبار رجال الصحافة المصرية أن يكتب مقاله اليومي مُتحدثاً عن المناحة و العزاء الذي أُقُيم في إعلام مصر بعد نتائج مبدئية فقط للمرحلة الأولى و قد أصاب كبد الحقيقة في مقاله الذي أنصح الجميع بقرائته و هو يتحدث عن أن المصريين الليبرالين و العلمانين يتحسروا على نتائج الإنتخابات في المرحلة الأولى بشكل أكبر من أعدى أعداء مصر الصهاينة غير مُدركين أن الإسلاميين موجودين و بكثرة و بقوة في المُجتمع المصري و إن كان هُناك تحفُظات على تصرفات بعضهم إلا أن هُناك العديد من التحفظات على العديد من الليبرالين و العلمانيين 
مقال فهمي هويدي:
http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=06122011&id=e93152dc-ff28-4c96-b1f4-0b08fed89f75

و في نفس الوقت فإن الإعلام المصري يتناسى أو يتجاهل أي نوع من أنواع التطرفات الليبرالية الأمر الذي يوحي بأنه إعلام موجه و لا يعمل بحيادية أو موضوعية على الإطلاق و هذا على كُل الأوجه فأنا نفسي أتخيل حيرة أصدقائي في تصنيفي فمنهم من يعتقد أني ليبرالي علماني زنديق ثُم يُفاجيء بي واقف إلى جواره أثناء تأدية الصلاة و هُناك من يعتقد أني إسلامي مُتشدد لا يوافق على مدنية الدولة ثُم يُفاجي بي أتكلم عن أهمية مدنية الدولة و الحُرية و هذا الأمر ناتج عن حُب المصريين للتصنيف و العُنصرية فهذا زملكاوي و هذا أهلاوي و هذا مُسلم و هذا سلفي و هذا إخوانجي و هذا وهابي و هذا عنابي و ما أن يتم التصنيف حتى يبدأ كُل طرف بالأنحياز للطرف الذي ينتمي له و مُهاجمة أي فكر مُناقض لشخص قد يُصيب بقدر ما قد يُخطيء إلا أنه لا ينظر إلى الأمر بموضوعية بقدر ما ينظر إليه بعصبية و جاهلية و هو ذات الأمر الذي جعلني أختلف مع أعز أصدقائي بخصوص تصريحات المُهندس عبد المنعم الشحات عن حُرمة الخروج على الحاكم و عن حُرمة الديمقراطية و هي أشياء تدعو إلى التعجب فكيف نُحرم الخروج على حاكم ظالم لم يُراعي الله في شعبه أو في بلد و سلمها إلى الأعداء بكل سهولة و يُسر و عليها بوسة بدل من أن نُحرم على الشعب أنه ظل خانعاً خاضعاً مُتمسكاً بالحياة التي لم تكن كريمة على الإطلاق على الرغم من أننا هُنا فقط لفترة من الوقت (قضية الخلود التي تؤرق المصري منذ أن كان المصري القديم).
و على الطرف الآخر ترى أن هُناك من يُدمر أي فرصة للتواصل و التفاهم على أرضية مُشتركة هذا الطرف أعتقد أنه لم يجد غضاضة حينما قامت فرنسا قلعة الليبرالية بتجريم النقاب هو هنا لم يبكي على الحرية و إنما بكي عليها حينما كانت هُناك أحاديث من بعض الأشخاص عن إحتمال تجريم الخمر في مصر و هذا الطرف مُصيبته للأسف أكبر لأنه يُطالب بتدخل دولي في مصر لحمايته و يا ريت لو نُحط خمسين خط تحت كلمة تدخل دولي و أكيد إنتوا عارفين معنى الكلمة دي إيه الأستاذ ساويرس بيطالب بحماية دولية للخمر في مصر طب نقله إيه مُمكن تكون مش مصدق 
الفيديو بتاع ساويرس باشا
كُل ده و بننسى إن مُخطط السياسات في حزب الحُرية و العدالة قبطي و كُل ده و بننسى النماذج المُشرفة المُختلفة للأقباط المصريين بجد قبل ما يكون أقباط بجد و في نهاية هذا المقال يتبقى جُملة قالها أخ عزيز عليا بسيطة في كلماتها عميقة في معناها


طول ما مفيش عدل مش هتلاقي حيادية مش هتلاقي موضوعية مشهتلاقي إحترافية كُله بيدور على أي مصلحة

الأحد، 27 نوفمبر 2011

خربتوا البلد





المُشكلة في الثوار إنهم مش قادرين يفهموا إنهم فعلاً خربوا البلد دلوقتي و في المقالة دي هوضحلكم هُما إزاي خربوا البلد:
1. نسبة الأمية في مصر قبل الثورة كانت كام كانت صفر مكنش فيه واحد أُمي فيكي يا بلد جت الثورة و بقت نسبة الأُمية كام بقت 28 و نص في المية يا رجالة هاتبقوا خربتوا البلد و لا لأ
2. مصر كان فيه نسبة أكادميين مرموقين و أبحاثهم العلمية مغرقة الدنيا عارف عددهم كان كام قبل الثورة كان أكتر من 300 ألف أكاديمي مرموق و ذو مكانة علمية عالية في مصر مغرقين البلد أبحاث و براءات إختراعات قولي بقى بعد الثورة فيه كام واحد منهم موجود و لا واحد كُلهم سابوا البلد بعد الثورة و هربوا ما إنتوا خربتوا البلد و مش عارفين.
3. مصر كان عندها إقتصاد قوي أوي أوي و كان نسبة دخل الفرد فيها تتجاوز 50 دولار في اليوم و كانت مية مية فوق خط الفقر دلوقتي عارفين النسبة وصلت كام بسببكم وصلت 41 في مية تحت خط الفقر و 41 في المية زيهم واقفين على الخط مش عارفين ينزلوا و لا يطلعوا و باين إنهم مكسلين و ال18 في المية اللي فاضلين سابوا البلد و راحوا يقعدوا في أي دولة مُستقرة سياسياً و إقتصادياً زي بوركينا فاسو و التشاد و النيجر.
4. مصر قبل الثورة كانت المكان الوحيد اللي البورصة مش بتخسر فيه و على طوول في صعود مُستمر مدفوع بقوى الأستقرار و الإستحمار اللي كانت سائدة وقتها دلوقتي البورصة اللي هي أصلاً سوق للمضاربة و ملهاش علاقة بالأقتصاد عمالة تنزل بعُنف شديد ها قولي بقى خربتوا البلد و لا لأ.
5. مصر على المستوي الرياضي كانت أوعي وشك 7 كاس عالم و 20 كاس أمم و ميداليات ذهبية بالعبيط مش عارفين نوديها فين دلوقتي و بعد الدول ما لقيتنا بنعمل ثورة راحوا شايلين مننا كُل الحجات دي و مش معترفين لينا غير بالجون بتاع مجدي عبد الغني اللي عمال يذلنا بيه لحد دلوقتي و هوا بنالتي سرقة من الأقرع اللي مكنش أقرع أوي ساعتها.
6. مصر قبل الثورة كانت هتنظم كاس العالم و الأوليمبيكيات الصيفية و الشتوية و اللي مستهوية بعد الثورة كُله أتسحب مننا يا معلم تبقوا خربتوا البلد و لا لأ يا عالم يا فاضية.
7. مصر كانت قبل الثورة قبلة السياحة في العالم و نسبة الإشغال رهيبة ده إحنا كُنا بنأجر الفندق بحماماته بمطباخه شاكب راكب بالشيئ الفلاني دلوقتي بعد الثورة الدول عمالة تبعتلنا في عيال بلطجية بيضربوا مولوتوف معمول من الأزايز البلاستيك شوفتوا بقى عملتوا إيه فينا يا بلطجية يا مُخربين.
8. هاتلي واحد كده أتحبس ظُلم قبل الثورة و لا حد أتعذب و لا حد أتقتل ظُلم في أمن الدولة اللي وحيد حامد ظلمه لما صوره في مُسلسل الجماعة و هوا أصلاً السجون بتاعته أنضف من الفورشيزون الشين مش خطأ مطبعي ده خطأ معلوماتي ناتج عن الثورة اللي خربت البلد خربتوا البلد حرام عليكم حرام عليكم.
9. قبل الثورة كانت الناس كُلها شغالة و مفيش حد قاعد في البيت ده أنا كُنت بشتغل تلات شُغلانات و لما كنت بلاقي نفسي فاضي كُنت بشتغل نفسي دلوقتي نسبة البطالة بقت رهيبة بسبب الثورة وصلت لمُعدلات غير مسبوقة حرام عليكوا خربتوا البلد.
10. قبل الثورة كان فيها ديمقراطية رهيبة و أحزاب كتيرة مُحترمة جت الثورة و حرقت مقر الحزب الوطني و عملت حالة فوضى بس مش خلاقة زي ما رايس هانم كانت بتقول دي فوضي خربت البلد.
11. مش لاقي حاجة تاني اقولها غير حرام عليكم خربتوا البلد اللي كانت من دول العالم الأول خليتوها من دول العالم العاشر خربتوا البلد
12. لو حد لقى الجادون في إزازة كوكاكولا يبقى يقابلني مكنش فيه اكتر منه زمان قبل الثورة جتكوا القرف خربتوا البلد

السبت، 26 نوفمبر 2011

عزيزي الثائر



لا تطلب من الطُفيلي أن يُصبح كائن حي فالكائن الحي يتكون من خلايا مُتعددة تستطيع أن توفر لها مقومات الحياة في ظل التنافس الرهيب الذي خلقه الله على الأرض فالكائن الحي يملك مشاعر و جهاز عصبي أما الطُيلي فلا يملك إلا أن يبحث عن عائل يعيش في كنفه يمتصه بسرعة أو ببطء المُهم أنه يمتصه يخدعه في بداية الأمر حتى يصل إلى منطقة مُحببة له يقبع فيها و يُرسل ماصاته إلى دماء الكائن الحي فينهل منها و لا يستطيع أن يحيا إلا هكذا.


فلا تُطالبه أن يكون عنده نخوة أو ضمير لا تُطالبه أن لا يُدافع عن حقه في البقاء بالقضاء عليك لا تُطالبه أن يتوقف عن إمتصاصك و تدمير حياتك فهو مخلوق هكذا و لهذا الغرض عليك أن تكُف أنت عن الجدال معه و أن تبدأ فوراً في القضاء عليه عليك أن تُدرك قبل فوات الأوان وجوده عليك أن تعتذر لجسدك و روحك اللذان يُدمرهما ذلك الطُفيلي عن صمتك المُطبق الذي ران حتى ظنك الجميع جسد بلا حياة توقف عن الخيال بأنك العنقاء ستعود من تحت الرماد أو أنك أخيل أصابك باريس بسهمه في كعبك الفاني و أنك ستعود ذلك البطل كما كُنت من قبل توقف عن تلك الأساطير التي تعيشها لست عظيماً و لكنك تستطيع أن تصنع عظمتك بنفسك.


توقف عن جدالك مع الكلاب فهذا النوع من الكلاب تدرب على أن يكون له سيد واحد لا يستطيع أن يُدرك أنك أنت سيده لا يستطيع أن يفهم إلا من يُلقي إليه بقطعة اللحم المغموسة تماماً في دماء طاهرة نقية هذه الكلاب عاشت و تربت و هي لا يساورها أدنى شك في أن ما تفعله قد يكون خطأ بل هو يفعل الصحيح الذي لا يأتيه الباطل من ورائه و لا من أمامه لا تتخيل أنه يذهب إلى البيت بضمير مُعذب أو بعيون باكية لا يا سيدي هو يذهب إلى البيت بضحكاته الطويلة و يُداعب إبنه و يحتضن إبنته و يمارس الغرام مع زوجته و يأكل بشهية دون أن يطرف له جفن دون أن يتذكر أي أحلام و آمال كان تُمثلها تلك الحياة لأسرة أو لعائلة أو لوطن دون أن يعبأ أو يكترث بما سيكون مصير من تركهم قتيله بل الأدهى و الأنكى و الأمر أنه يذهب إلى الصلاة و يقف بين يدي الرحمن يتلو آياته الحكيمة و يركع و يسجد و قد يستمع إلى الآيات التي تُحرم قتل النفس إلا بالحق و لا تخترق ذلك الصخر الجاثم على قلبه.


قد يذهب إلى الإحتفال بعيد ميلاد صغيرته بعد أن إنتهي من تعذيب أحد أفراد جماعة الإخوان أو قتل شاب سلفي أو أنتهى من تلفيق قضية لمواطن شريف صاحب رأي أو أضطهاد قبطي دينياً أو تجاوز عن إساءة لمواطن لأن زميله طلب منه ذلك قد يكون أمر كلابه أن يتحرشوا جنسياً بزوجة مُعتقل حتى ينتزع منه إعتراف هو قد يعرف يقيناً أنه أعتراف كاذب توقف عن هذا الهُراء يا عزيزي الثائر فهؤلاء لا قلوب لهم و لا ضمائر لديهم أنت كمن يبحث عن النقاء و الطهارة بين ساقي عاهرة إنت كُنت تبحث عن النقاء أتراه حقاً في عيون الأطهار الثوار و الشهداء إن كُنت تبحث عن الشجاعة فهي في قلوب من فقد عيونهم بينما يدافعون عن قضيتهم.


عزيزي الثائر كُلنا نعلم أنك قدمت كُل ما تملُك في هذه الثورة و كُلنا نعلم أنهم قتلوك أكثر من مرة تارة يقولون أنك بلطجي و تارة يقولون أنك حديث العهد بالديمقراطية و تارة يقولون أنك مدمن للمخدرات و أنك تُشيع الفاحشة بين الناس و تارة يقولون عليك أنك مُسجل خطر و تارة يقولون عليك أنك لص مثُير للشغب كُلنا نعلم أنك أطهر ما في هذه الأرض لذا أنت تنتظر أن تكون مع من سبقوك من أهل السماء.


عزيزي الثائر إنهم بمصرنا و بمصيرنا و بأقدرانا يعبثون يعتقد الكثير منهم أنهم على حق و أنك عُثرة في وجه مقاعد برلمانية مُلوثة أو أنك حجر كبير في وجه إقتصاد كان مُنحدر و لازال ينحدر يذهب إلى الأسفل مدفوعاً بقوة أجيال تربت على الفساد و على الإنحطاط تعلمت منها الشياطين كيف تكون الأفعال.


عزيزي الثائر إن كانوا كُلهم كفروا بك فقد آمنت بك و بحلمك و بأملك وفقك الله على الطريق

الجمعة، 25 نوفمبر 2011

إلى كُل التائهين مثلي



تحية طيبة و بعد
أنا شاب منكم و تايه زيكم مع إتساع الأراء و إتساع الفجوات و الصراعات ما بين الفصائل المُختلفة حيثُ لا يجد كل طرف في الآخر أي نوع من أنواع الأتفاق مع الآخر يعني من الآخر كُله بيطبق نظرية لألعب لا مفيش لعب و فيه أغلبية و لا ليها رأي و لا بتعرف تحرير و لا تويتر و لا فيسبوك بس هي متربية على نظرية كلام أخوك الكبير يصير يا حسانين فحسانين يُقلها ليه يا أمايييي تقوله عشان هوا أخوك الكبير يا ولدي بس هُما مش عارفين أنا كلام أخوهم الكبير مش دايماً صح أضف إلى ذلك إن فيه طرف هام بيتكلم بأسم الأغلبية الصامتة أو الأغلبية النائمة أو حتى الأغلبية اللي مش من هنا الطرف ده هام لأنه طرف المُستفيدين و المُنتفعين و ده الطرف الأهم و الأصدق لأنه مش فارق معاه أي أيدولوجية إلا مصلحته و بيطبق نظرية أبجني تجدني.


المُهم يا معلم و أنا قاعد في الصحراء البعيدة عن القاهرة المحبوبة اللعينة سألت نفسي لو أنت في القاهرة كُنت هتعمل إيه لقيت نفسي بترد جري طبعاً في التحرير يا برنس تساعد الناس اللي بتنضرب و توديلهم أكل و دوا و الجو ده إنت مش بتاع خناقات بس مُمكن تعمل اللي عليك و بعدين لما أفتكرت منظر العسكري اللي بيجر جثة و بيرميها و لا الفيديو بتاع الشاذ جنسياً اللي ملازم أول ده و هوا بينشن في عين واحد لقيت الدم بيغلي في نافوخي و عمال بشتم كلاب الداخلية الأوساخ الأنجاس و تخيلت نفسي و أنا ماسك إبن الكلب ده و نازل فيه ضرب بخنجر لحد ما طلعت قلبه من صدره و شربت من دمه بصراحة حسيت إني أستريحت أوي أوي أوي.
بس رجعت سألت نفسي هوا كده صح لقيت إني مش عارف صح و لا غلط طب هوا صح يعمل كده في ولاد الناس لقيت واحد خازوق طالع على الفيسبوك عامله صفحة و بيقول بصوا الأشكال دي أشكال بلطجية بصيت كده لنفسي في المراية و قُلت إما أشوف كده هوا أنا مُمكن أتقتل و الشُرطة تقول عليا إني بلطجي زي ما قاله على كل حد قتلوه و بعد كده أفتكرت أيام الإنتخابات كان فيه بلطجية كتير فقُلت هوا ليه محدش قتل البلطجية دول مادام عقوبتهم الموت و لا  الناس دي بتقتل اللي على مزاجها من البلطجية و الباقي تقلك لأ البلد فيها قانون طب بلطجي إيه و لا زفت إيه اللي هيروح في مُظاهرة هوا البلطجي يهمه في إيه الكلام ده أكيد في حاجة غلط.


شوية و لقيت نفسي لسه تايه و سامع سيل من الشتائم على الإخوان قُلت إيه ده هُما صحيح مانزلوش ليه لقيت الأخوان بيقلك الإنتخابات على الأبواب و لازم مننجرش لفخ الأعتصامات دلوقتي كُلها كام يوم و الإنتخابات تخلص و يسيطروا على مجلس الشعب و ينضفوا البلد زي ما بيقوله و أدينا هنتفرج بس إزاي هيشوفوا مناظر الناس دي و مش هينزلوا يا عم هي المُظاهرات دي عشان بتطالب بتأجيل الإنتخابات طب مين قال كده لقيت نفسي مش عارف و مش فاهم بس برده حسيت بمرارة إنهم منزلوش عشان خاطر الناس اللي بتموت و زعلت منهم بس لقيت واحد صاحبي أخوانجي قديم بيكلمني من ميدان التحرير بيقلي أنا نازلت المنظر بشع بشكل مُبالغ فيه بيضربوا علينا حجات براند نيو يا مان إحنا مش عارفين نعمل إيه معاهم ولاد الكلب دووول بقله هُما الإخوان نزلوا قالي رسمي لأ بس فيه كتير مننا مُش مُقتنعين بالكلام بتاع عدم النزول ده و قافشين يقفوا جنب الناس اللي بتموت دي و قالي كلمة فرحتني أوي يا عم إحنا كُلنا بني آدميين و مصريين بطلوا التصنيفات بقى و قفل و من ساعتها و أنا معرفش عنه حاجة.


كلمت صاحبي الليبرالي المُتطرف اللي شايف إن الدُنيا كُلها لازم تكون حُرية لقيته في البيت مع أصاحبه بقله رايح فين يا كبير قالي أنا رايح على التحرير و لميت شنطة أدوية أنا و صاحبتي و طيران على هناك الناس بتموت يا ممدوح قُلتله مش إنتوا عاوزين الإنتخابات تتأجل عشان الأخوان ميكسبوش قالي يا عن إنتخابات إيه و زفت إيه طب يا رب يا عم الإنتخابات تتعمل و الأخوان ياخدوا مية في المية و يفرجونا بقى هيعملوا إيه و فين الخير اللي بيقولوا عليه بس اللي هيكبت حريتي هنزله التحرير على طول قُلت ده أميد مطرقع و كلمت صديقي المُعتدل لقيته في طريقه للتحرير بقله فلت إزاي من مراتك قالي يا معلم و لا مراتي و لا حماتي أنا قرأت لهم شوية كلام من بتاع جيفار قاموا عملوا لي أكل يكفي عشرين واحد و رايح بيه طيران على التحرير شُفت الواد اللي بينضرب بالعصيان ده ده من المنطقة عندنا و واد  غلبان و حظه زفت في أي خناقة لازم هوا اللي ينضرب ما بيعرفش يجري من مواجهة أي شيئ ربنا يُستر عليه.


كلمت صاحبي السلفي حبيبي ضميري الحي اللي بينصحني بالخير تاني رد قالي السلام عليكم فيه صلاة قيام النهاردة و هندعي لأخواتنا اللي في التحرير ربنا ينصرهم على الظُلم و الإستبداد و متنساش كُل ما الناس دي بتفتري أعرف إن ربنا ليه تدبير و هو الجبار المُنتقم قُلتله إنت فين يا عم الشيخ قالي لسه راجع من التحرير الغاز الجديد ده قوي أوي يا أبو حميد ربنا يقدرنا و نفوق منه.
قعدت أفكر أفكر ناقص مين عشان أكلمه و أنا فرحان إن الظُلم عرف يجمعنا ضده بعد ما كُنا هنختلف لقيت إبن عمي الفلول من العبيد بيقول نعم نعم للمجلس العسكري أتخنقت أوي.


خون من تشاء من الإخوان فهم كُلهم ليسوا كما تظن كفر من تشاء من الليبرالين فحسابك عند الله فبعضهم يقف بجواري في المسجد ألعن كما تستطيع من العلمانين و من الأشتراكيين و الشيوعيون فهم في النهاية بني آدميين و هي صحيفتك أملأها بما تشاء إن كان لك رأي فلك مُطلق الحُرية فيما تقتنع به و لكن لا تلعن من خالفك إياه و لو حد عرف الصح فين يقولي عليه.

الخميس، 17 نوفمبر 2011

تلات فرخات و دجاجة





في كُتب الإغريق كانت الأم أو الزوجة تقول للراجل و هو رايح يحارب أرجع بدرعك أو محمول عليه و في ألمانيا كانوا بيقولوا الحق عشان يبقى حق لازم يكون قوي و أمريكا اللي لما أتعملت دولة كان فيها آلاف الجنسيات و الثقافات و بينهم ما صنع الحداد و مع ذلك عملت تاريخ و بقت أُمة عظمية صحيح أتبنت بالحديد و النار زي ما قرأنا عن التاريخ الأمريكي و زي ما شفنا في الأفلام بس في النهاية وصلت إلا إنها بتقود العالم و بتمتصه من أجل مصلحتها هي و بتضحك على الخونة و العُملاء بكلام معسول عن السلام و الحب و الأمم المتحدة و هي متعرفش غير مصلحتها.


في مصر بقى الأم بتقول لإبنها و الزوجة بتقول لزوجها ياما جاب الغُراب لأمه و ألحق هاتلما رغيف عيش و ضل راجل و لا ضل حيطة و خليك جانبي أنا مش عارفة هعيش إزاي من بعدك و كل واحد مننا متبت في الحياة كأنها نهاية المطاف و مع إننا بنخوض حرب دينية واسعة النطاق ضد العلمانين و الليبرالين الملاعين و أصحاب الديانات الأُخرى إلا إننا محتاجين نفهم إن في حاجة أسمها شُهداء هيروحوا الجنة طالما بيدافعوا عن قضيتهم و حقهم في الحياة بطريقة كريمة مفيهش ذُل و عبودية إلا لربنا سُبحانه و تعالى و مع إننا عارفين إن كُلنا سواسية أمام الله إلا إننا بنتنك على بعض و بنتعالى على بعض و كُل واحد شايف نفسه أحسن واحد في الدنيا و في الآخرة و هوا بس اللي هيوصل لأنه هوا اللي صح و محدش عارف الصح غيره و أحلى حاجة بقى الشوفينية الرهيبة اللي الناس عايشة فيها المسيحين يقولوا ليك بالطول بالعرض إحنا أصحاب الأرض يُرد عليهم المسلمين بأن الأرض أرضنا و العرض عرضنا و يقعدوا هُما الأتنين يتخانقوا مع بعض و يلهف التورتة مين المجلس العسكري و الفلول و الذيول و ما إلى ذلك من طُفيليات متمرسة و متودكة في علوم الإستيلاء على حقوق الغير و بناء إمبراطوريات رهيبة من الحرام و الفساد.


و أحلى حاجة بحب أسمعها على طوول حرام عليكم خربتوا البلد لأ ياواد حوش مصر كانت رايحة كاس العالم و إحنا عطلناها و لا المكوك بتاع رمسيس 3 كان رايح المجرة اللي جنبين يعمل أكتشافات مُذهلة و إحنا قطعنا عنه البنزين و لا مُمكن يكون سُفن الجيش المصري كانت رايحة تحتل أمريكا و إحنا ٌولنا ليهم لأ بلاش دي أمريكا  حلوة, و بعدين بقى كُل شوية يطلعلك خازوق يُقلك 6 إبريل عُملاء لأمريكا أيوا صح هُما اللي بيلهفوا منها المعونة و بيوزعها على بعض و شوية و يقلك البرادعي عميل لإسرائيل أيوا صح هوا اللي عبا الغاز الطبيعي في كوبايات و راح بعوا ليها هناك و في الآخر يطلع الأربعة الوطنين مُرتضى سيديهات و أحمد إزبادير مُغني الترجيع و دكتور البط عُكاشة أفندي و الموزع الحرامي الأهبل يتاع إتنين سويسرين من الجماعات الإسلامية بياكلوا طعمية في الشبراوي عمرو مشمش.


و من الأجمل و الأحلى في هذا الشعب التُحفة هو قضية إزدواج المعايير و المضامين و التنين يعني تلاقي واحد مُلتحي و زبيبة الصلاة قد كده في وشه و مراته مُنتقبة و يجيي عريس لبنته يقول بُص يا معلم الشقة 200 متر و الشبكة مش أقل من 30 ألف جنيه و لازم يكون عندك عربية 1600 سي سي على الأقل و مؤخر الصداق 100 ألف جنيه إيه يا عم الطلبات التعبانة دي مش عاوز يكون عندي هليكوبتر كمان إنت متعرفش الحديث بتاع الرسول عليه الصلاة و السلام اللي بيقلك متغاليش في الطلبات يُقلك عارفه طبعاً, تلاقي واحد تاني ليبرالي أمور يُقلك إحنا لازم نتقبل الآخر و نختلف معها و يختلف معانا و لازم نتفهم بعض و بعدها بنص ساعة تلاقيه نازل شتيمة في شيخ سلفي و لا واحد من الأخوان عشان بس مربي دقنه و لا لابس جلبية قُصيرة و ممكن تلاقي واحد علماني يُقلك العلم بيقول و العلم بيعمل و العلم بيودي و بيجيب و هوا أصلاً خريج جامعات من اللي بفلوس دي و مش بتعلم أي حاجة أصلاً و مشفناش ليه أي فايدة أو إختراع غير الرغي بتاعه اللي مصدعنا بيه عن أهمية العُري و الديسكو و أثرهم في تقدُم الاُمم.


و في نهاية المطاف المجلس السمكري بوثيقته و بدلته و حلاوة ماشيته يُقلك أنا وقفت جنب الثورة أنا حميت الثورة أنا قرطست الثورة و عملتلها قرون أنا و أنا و أنا و هوا أصلاً جُزء لا يتجزأ من النظام الفاسد 


عزيزي اللي معرفوش من أهم حكم أستيكرات التاكسي الأبيض " تلات فرخات و دجاجة و لا حد فاهم حاجة"

الأربعاء، 9 نوفمبر 2011

و لكننا

نسير تحت نفس الشمس و نستنشق نفس الهواء قد يجمعنا ضوء القمر ذات مساء أو نرنو بأعيُن ساهرة إلى أضواء المراكب تتهادى أمامنا و نحن على شاطئ بحر - بُحيرة - أو نهر النيل, قد نجتمع سوياً في أتوبيس نقل عام أو قد نجلس بجوار أحدنا الآخر على الطائرة المُتجهة إلى القارة العجوز قد نكون قاطنين في نفس ذات الحي و نُلقي على بعض تحية الصباح و المساء قد أتبرع بقليل من الدم يسري في دم إبنك الذي سيأتي يوم ليتبرع بقليل من الدم فيسري في جسدي.


و لكننا نحمل نفس الصفات قد نختلف في القليل و لكننا على العموم نفس الشكل و الأعضاء بالمثل هي وظائفنا الفسيولوجية و الحيوية لا يوجد إختلافات أنظر إننا نأكل من نفس الطعام و نشرب نفس الماء و حينما ننام قد يتصادف أن نمتلك نفس الأحلام و حينما نصحو في الصباح راكضين ضد الوقت ضد الزحام قد يُضحكنا نفس الموقف قد تدمع عيوننا لنفس المنظر لطفلة شاحبة تلتمس الغذاء أو لشاب أستلقى على الأرض يتلمس دفء في هذا الشتاء.


قد نجلس سوياً على نفس ذات المقهى نُشجع نفس الفريق نصرخ بجنون لإحرازه هدف الفوز في لقاء مصيري ننفعل و نصخب و نقذف بالسباب على اللاعبين و الحكم و كُل المُتفرجين قد نسخط بنفس القدر على فرصة ضائعة قد نشترى المواد الغذائية من نفس البائع قد نجلس في نفس السينما نُتابع نفس الفيلم.


و لكننا أحياناً نختلف قد أعشق أنا الفول المدمس و تعشق أنت الطعمية قد أشتهي المأكولات البحرية بينما تذوب أنت في المطعم ذو النكهة الإيطالية قد أُتقن الفرنسية بينما تُتقن أنت الألمانية قد أكون أهلاوي و قد تكون أنت زمالكاوي قد أُحب اللون الأخضر و تعشق أنت الأصفر قد أقتني سيارة ألمانية و تقتني أنت سيارة يابانية قد ترتدي ملابس رياضية شبابية و أرتدي أنا بدلة عتيقة إنجليزية قد تعشق المشي و أهوى أنا ركوب الدراجة قد تُحب الغطس و لا أُجيد أنا السباحة.


و لكننا نفس الخلايا و نفس الدماء نفس الروح في جسد تحت نفس السماء

الخميس، 3 نوفمبر 2011

الأريكة الوثيرة

تنهدت و أنا أرى الماضي أمامي يمر كشريط جميل من الذكريات المليئة بأيام الطفولة البريئة و أيام المراهقة الصاخبة و أيام الشباب اللاهية العابثة كُل هذا مر سريعاً حتى توقفت أو بدأ الشريط يمر ببطء نوعاً ما أمام عيناي في تلك الفترة التي تزوجت فيها و كيف تغيرت الحياة و أصبح الشعور بالمسئولية يُرهقني و يضغط على أعصابي حتى أتى ذلك الطفل الجميل إلى الحياة كهدية رائعة من الله سُبحانه و تعالى فبدأت أشعر بأن هُناك هدف لي في تلك الحياة التي كانت من قبل مليئة باليأس و الإحباط.


كانت نظرة واحدة في عيون هذا الملاك الصغيرة كفيلة أن تمنحني طاقة دافئة مليئة بالإيجابية و الأمل و هو يتحرك في هدوء و سكينة أو و هو يتحرك بعشوائية و تتغير ملامح وجهه و يبدأ في البُكاء فتأتي أمه مُسرعة كي تُطعمه أو تُساعده في شئونه الصغيرة فأبتسم في هدوء شاكراً الله عز و جل على نِعمه الكثيرة التي وهبنا إياها.


تنهيدة أُخرى حارة تتبعها ذات الدمعة الساخنة التي طالما أرغمت عيناي نفسي و غالبتها بين الحين و الآخر على تذرف مثلها هي مرات قليلة حقاً تلك التي بكيت فيها و أنا أرى صروح الأماني التي بنيتها بالآمال و الأحلام تتهاوى كما لو كانت بُنيت من عيدان الثقاب اليوم أبلُغ الثالثة و الستين من العُمر و لازالت أجلس على نفس الأريكة, تعبر أمامي أنثى مُتشحة بالسواد فلا أُعيرها إنتباهي لا أكاد أستمع إلى صيحات الأطفال و هُم يلعبون حولي بينما تتسلل هي في هدوء و تحتضن كفي تتساقط عليه تلك الدموع ببطء شديد ننظر إليك نُحدق ملياً في عيناك الصامتة نتوارى بنظرتنا خجلاً منك أتنهد مرة أُخرى و يبدأ لساني في الحديث أتحسس تلك الأريكة و أتكلم في هدوء بينما أُحدق في عيناك لا أنتظر مِنك إلا أن تُسامحني يا ولدي العزيز.


في يوم مثل هذا جلست على ذات الوثيرة الأريكة كنت في عنفوان الشباب و فورته أُتابع بحماس قناة الجزيرة و هي تنقُل بثاً مُباشراً لما يجرى في القاهرة وقتها كان الخامس و العشرين من يناير عام ألفان و إحدى عشر كانت مصر في هذا الوقت يا فلذة كبدي تعيش أيام من أصعب أيامها كانت دولة البوليس ذات القبضة الحديدة لا تتواني عن الضرب بعُنف مُبالغ فيه على كُل من تُسول له نفسه أن يحتج أو أن يعترض و كان المبدأ السائد لدى غالبية الشعب من خاف سِلم إلا أنه كان هُناك فئة أدركت أن الخوف مهانة و أن السكوت على الظُلم السائد في هذا الوقت خيانة للأمانة و للبلد فخرجوا صارخين فأنقضت عليهم جحالف الأشاوس المغاوير بقيادة أنصاف أو أشباه الرجال و لكن الشباب لم يتراجعوا و لم يهنوا و لم يحزنوا و أدركوا أنهم الأعلون هل تدري ما كان سبب هذا يا ولدي العزيز كان بسبب قتل الشرطة السرية لفتي يُسمى خالد سعيد وقتها كانت مواقع التواصل الإجتماعي تجذب عدد كبير من الشباب كانت المكان الوحيد الذي يتنفسوا فيه حُرية بعيداً عن عيون أمن الدولة ذلك الجهاز الأسطوري و آلة التعذيب الجُهنمية في ذلك الوقت الآن يطلقون عليه الأمن الوطني كان هذا الجهاز يُراقب كُل كبيرة و صغيرة إلا أنه كان لا يُدرك قوة الإنترنت و مواقع التواصل الإجتماعي.


ألتف الناس حول قصة خالد سعيد و من بعده الشاب السلفي المسكين سيد بلال الذي وهبه الله الشهادة على يد مصري مثله و لكنه مصري بلا ضمير إنساني كان ما أكثرهم في هذا الجهاز أغلبهم بلا ضمائر أو أخلاق أحس الناس بإن الحياة أصبحت لا تُساوي و هم يرون البلد نتُلتهم من كل طرف أعداء و أصدقاء وصوليون و منافقون الجميع يُضاجع تلك البلد كما لو كانت عاهرة رخيصة في حواري شيكاغو أو في شارع الشانزليزيه كان الجميع يغترف من الثروات و هُم لا يجدون إلا الفُتات و قد لا يجدوه أحياناً فأتت جُمعة يا ولدي أطلقوا عليها جُمعة الغضب.


 أين كُنت أنا؟ يا ليتني كُنت معهم هذا كان لسان حالي و أنا على ذات الأريكة إما باحثاً عن ترددات قناة الجزيرة أو أكُتب على حاسوبي المحمول ما يروق لي من كلمات أبكي قليلاً و أُفكر كثيراً أُدخن بشراهة و أحتسي الشاي أتعاطف مع أولئك الشباب الذين أتخذوا من ميدان التحرير رمز و أصروا على أن يصلوا إليه و أحتلوه بجموع غفيرة يا ولدي سقط الكثير في هذه الثورة وقتها بين قتيل و جريح بين من فقد عيناه و من أقتنصته قناصة مصر التي لم تتفوه بكلمة واحدة وقت مقتل 6 من جنودها على الحدود مع العدو الإسرائيلي وقتها يا ولدي وجد رجال الجيش أنه لا مفر من التضحية برأس النظام و إهداء الثوار قطعة حلوى مُمتلئة بالمُخدر و هيتمثيلية مُحاكمة الرئيس و أعوانه و التي حدث فيها ما يُضحك أكثر مما يُبكي.


و كُنت أنا أيضاً على نفس ذات الأريكة أُتابع فقط أو أشترك بهدوء من خلال كتاباتي القليلة التي كُنت أحاول أن أرضي بها ضميري الذي كان يُنغص علي حياتي و أنا أرى الشباب يتساقطون و أرى النُشطاء الساسيون يتم القبض عليهم لا لشيئ إلا لأنهم يقولوا رأيهم وقتها يا ولدي العزيز كانت ثورتنا و أعذرني إن كُنت أدعوها ثورتنا لأني لم أقُدم لها حياتي كي أقول ثورتنا وقتها يا ولدي كانت ثورتنا ناقصة فقد أطاحت فقط بأحد الطواغيت و لكن ما لبث أن تشكل مجموعة من طواغيت أخرى تلعب نفس الدور الذي كان يلعبه خرجوا من عبائته و ساروا على دربه و طبقوا مبدأ فرق تسُد و بالفعل نالوا مُرادهم بمُساعدة الأغبياء من هذا الوطن زرعوا الفتنة في كُل مكان و أنطلقوا وحدهم دون غيرهم يمتصوا رحيق هذا الوطن كما يمتص الطفيلي دماء ضحيته بصمت و هدوء أنطلق أبناء الوطن الواحد يختلفون و يتصارعون و يتناحرون و نسوا أنهم في 18 يوم فقط وقفوا فيه صفاً إلى صف سوياً أسقطوا فرعون هذا الزمان لا أحد يستطيع أن يتخيل ما قد يحدث إن كانوا وقفوا 18 شهر يد واحدة كما كانوا من قبل.


ولدي العزيز سقط الكثير و الكثير من القنص و التعذيب و من المُحاكمات العسكرية و رويداً رويداً بدأت الحياة تعود إلى ما كانت عليه من قبل تغيرت الأسماء و الوجوه و لم تتغير النفوس ظلت كما هي شيطانية تبيع الوطن لمن يدفع الثمن كما لو كان قادة هذا الوطن يعملون لدى الأعداء لا يعملون لدى الوطن و بدأت الأيام تأخذنا قليلاً فقليل حتى عُدنا نرضى بنفس القليل الذي ثُرنا عليه من قبل و أنصرف كُل منا إلى حاله نتخاطف اللُقمة لنُطعم الأفواه و تركنا المائدة العامرة بما لذ و طاب لهم ساعدنهم بصمتنا و خوفنا و غبائنا و كل فترة نسمع عن ضحية جديدة للتعذيب عن بريئ في السجون عن شهيد على يد شُرطة بلده كان يقول حي على العدل حي على الكرامة.


سامحني يا ولدي على تساقُط دموعي بغزارة فلو كُنت تحركت من على تلك الأريكة الوثيرة و نزلت إلى الشارع صارخاً لا للظُلم لا للإستبداد ما كُنت أنت في مكانك هُنا, أحسست بيدها الرقيقة تُربت على ظهري و غالبت دموعها و هي تحاول أن تبدو مُتماسكة و قالت في صمت الراضي بقضاء الله هون عليك و أحتسب عِند الله إنه كان وديعة و أستردها الله و يكفيني فخراً أنني أُم الشهيد, ثُم أنهمرت دموعنا بينما تحتضن رأسي بذراعيها و أنا أسمع قلبها يبكي و ينفطر و غالبت مرة أخرى تقطُع صوتها و قالت هل أسبلت عيني إبنك و قُمت لإنهاء إجراءات الدفن صرخت قائلاً قتلته بصمتي قتلته بجلوسي على تلك الأريكة لأرى و لم أُشارك قتلته بيأسي لماذا لم نُهاجر فإن أرض الله واسعة, ربتت مرة أُخرى على ظهري و قالت لا تلومنا نفسك فقد ربيته على أن يكون شهيد.


الأربعاء، 2 نوفمبر 2011

علاء عبد الفتاح



متعرفوش مش مهم شخص عادي ممكن تكون قرأت له مقالة أو تويتة أو تدوينة ممكن تكون تعرف شكله من كُتر صوره على الفيسبوك اللي ناس حطها بروفايل بيكتشر ممكن تكون قرأت عنه كلمتين في أي جورنال أو في أي حتة برده كل ده مش مُهم المهم إنك ممكن تكون بُكرة علاؤ عبد الفتاح أو خالد سعيد أو سيد بلال أو مينا دانيال أو أي أسم من أسامي الناس الكتيرة المظلومة و المقهورة الناس اللي ماتت أو أتحبست عشان مُجرد بتقول رأي معجبش الأسياد اللي للأسف مش قادرين يفهموا إنه فيه ربنا يُمهل و لا يُهمل و أنه جبار قادر مُنتقم.


علاء عبد الفتاح طبقاً للسيرة الذاتية بتاعته المُنتشرة على الفيسبوك من أُسرة أدبية ناشطة سياسياً فهو ابن الناشطين السياسيين المصريين أحمد سيف الإسلام، المحامي والحقوقي المصري ومدير مركز هشام مبارك للقانون، والدكتورة ليلى سويف أستاذة الرياضيات بكلية علوم جامعة القاهرةو زوجته المُدونة منال حسن 
إنت ممكن تختلف مع علاء و ممكن تتفق معه لكن لو إنت بني آدم عندك أي نوع من أنواع الضمير عندك وازع أخلاقي أو ديني هتحترم إنه إنسان بيحب بلده مستني يحضر لحظة كُلنا بنتمناها و هي لحظة ميلاد طفل كانت كُل جريمة أبوه إنه عاوزه يطلع في بلد بتحترم أدمية المواطن و بتحافظ على حقوقه و لم بيغالط بتحاسبه بالقانون مش بتنفخه أو بتقتله أو بتعتبر إنه مُجرد رقم أو أسم هيتنسي مع مرور الزمن طب معلش حد كده يبص في صورة علاء عبد الفتاح و يقولي إيه رأيه ده منظر واحد بيخطط لقلب نظام الحُكم و هو فين أصلاً النظام عشان يتقلب ما إنتوا قالبين كُل حاجة و العملية عندكم زي ما تكون عزبة ورثينها عن مُبارك أفندي اللي ضحكتوا علينا بتمثيلية المُحاكمة و تمثلية إنه عيان و تمثيلات تاني كتير.


علاء عبد الفتاح بيحُاكم عسكرياً بتهم فريدة من نوعها بتفكرني بخبر إتنشر في الأهرام التعبيرية كان بيقول إن أربع مُسلمين إندسوا في مُظاهرة قبطية و ضربوا كتم ظابط و كام عسكري أمن مركزي و كسروا و حرقوا مُدرعات الشرطة و بعدين كسروا أتوبيس كُل ده طبعاً حصل من غير صواريخ أر بي جيه أو دبابة ده بقبضتهم العارية طب أدوني 50 واحد من دول و أنا أمسح إسرائيل من على الخريطة أو أدوني 500 و إحنا نحتل أمريكا و نرجع.


لسه لحد دلوقتي فيه ناس بتصدق الأشكال الوسخة اللي بتكتب أي غازات كريهة مكانها في الحمام و دول بيحطوها على الجرايد زي ما في ناس بتقلك و إيه المُشكلة إما خالد سعيد يموت مش كان بيشرب بانجو ما هوا حضرتك لو عقوبة شارب البانجو الموت يبقى كده عدد سُكان مصر هيخس النُص و لو عقوبة شارب الحشيش أو الترامادول النفخ يبقى نص ظُباط الشرطة و معاهم شوية من ظُباط الجيش هيتنفخوا لحد ما يموتوا.


لكن قانون النفخ بيُطبق بالمزاج و لا تتعجب و لا تستغرب فأنت قد وقفت صامتاً و هُناك مظلوم وقفت صامتاً و هُناك سلطان جائر فأصبحت كالشيطان الأخرس أصبحت مُشترك في ذات الجريمة التي قد تتفق مع فاعلها و تبرر له فعلته قائلاً و لكنه حشاش و لكنه بلطجي و لكنه و لكنه و أين القانون و أين القانون و أين القانون أيه الشيطان الأخرس هُناك من تسبب في موت الآلاف و لم يُعاقب و هناك من نهب و سرق الملايين و لم يُعاقب و هناك من باع بلده للأعداء و لم يُعاقب.


لا أدري لماذا قفز إلى ذهني ذلك السؤال البريئ الذي طرحه علي أحد الأشخاص البُسطاء بأحلامه القليلة في لقمة عيش أو وظيفة أو مكان يسكن به هو و أسرته الفقيرة أو مستشفي يُعالج به صغيراً خالقه به رحيم سألني و هو مُنفعل و لما المُشير بيقول إن مُبارك مطلبش من الجيش إطلاق النار على المتظاهرين أومال الجيش حمى الثورة من إيه رد ساعتها صاحبي على السؤال بإجابة إن المجلس السمكري و لا يلزموا مُبارك و لا غيره يلزمه مصلحته و هوا لقى الشعب الطرف الأقوى فأنحاز ليه عشان يعرف يلبسه العمة كويس و الحمد لله لبسناها كلنا.
عزيزي الغبي أو عزيزي المواطن المصري خليك أهبل و مشغول بالشعارات الدينية صح و لا غلط و خليك مشغول بأنك مُضطهد و لا مش مُضطهد و خليك مشغول بالكرة و الأفلام و الأغاني و البرامج التافهة خليك مشغول بالعالم التافهة زي خالد مذعور و أسامة خليل و حسام حسن و أخوه و شوبير و اللي خلفوه و مدحت شلبي رقاصة الإعلام الرياضي و بقناة الفراعين المُتخلفة خليك كده زي ما أنت أهبل و عبيط و فرحان إن أحمد أسبايدر بيعمل ندوة لطُلاب المدارس بيعلمهم الوطنية خليك كده يا عم عشان إنت لو فتحت عينيك زي علاء عبد الفتاح هتروح السجن و تتحاكم بتهمة إنك زكي.

الخميس، 27 أكتوبر 2011

أنا مش سعيد زي خالد مش سعيد





خالد سعيد الشاب السكندري ما أن تُطالع صورته المنشورة أو صوره بالأصح المتداولة على صفحات الإنترنت المُتعددة حتى تُصاب بالذهول المُطلق إن كان عندك إحساس و الإحباط و اليأس و الحُزن إن كنت مُرهف الأحساس أو بالرغبة الشديدة في الحديث و التساؤل و مُناقشة قضيته و التحول إلى ناشط سياسي حقوقي تبحث عن حقوق تلك الروح التي يعتقد الكثير منا أنها بريئة و طاهرة.


و هنا أقف دقائق لأتذكر كم البُكاء و الدموع التي كانت تُغرق عيناي و أنا أكتب عنه أو و أنا أقرأ عنه و أتعجب من حكمة الله سُبحانه و تعالى فمقتل هذا الشاب نقل مصر نقلة نوعية فريدة لا أعتقد أنها ستحدث في أي وقت قادم و مُتأكد أنها لم تحدث من قبل فقط نظرة واحدة في إحدى صوره و بالتحديد في عيناه لترى سؤال يرتسم أمامك ببطء و صمت و نُبل ووقار بأي ذنب قُتلت؟ هذا السؤال غالباً لن تجد له إجابه سوى أنها حكمة الله سُبحانه و تعالى فقد تأثر شاب ذو خُلق و ذو مكانة علمية مرموقة و يعمل بشركة تُعد هي الأقوى بين شركات الإنترنت على مستوى العالم بما حدث و أنشأ صفحة على الفيسبوك أشهر موقع تواصل إجتماعي على مستوى العالم جذبت تلك الصفحة الآلاف من المؤيدين و أيضاً حفنة من المُعارضين الذين دأبوا بكل وسعهم على تشويه الصفحة و تشويه سمعة خالد سعيد أنتظر دقائق و تنفس بعمق و فكر ملياً في طِباع هذا الشعب لتُدرك كم التغير الرهيب الذي حدث في هذا الشعب فخالد سعيد قد تم ضربه حتى الموت و بدم بارد أمام الكثير من المارة و أمام بيته بل أنه تم أقتياده من أحد مقاهي الإنترنت و كان كُل ما يشغل بال صاحب المقهى هو أن يبتعدوا عن مكان أكل عيشه ليس أكثر و لا أقل.


وائل غُنيم أحد أهم رجال خالد سعيد بل أنا أعتقد أنه أحد جنود الله التي جندها لتتم الكثير من الأمور التي قدرها المولى عز و جل فقد أندلعت الإحتجاجات واحدة بواحدة حتى أتى ذلك اليوم الذي يعتبره الكثير منا اليوم الأغلى في حياته و إن هناك من كان يبكي ندماً على هذا اليوم أن لم يكن حاضر كي يموت شهيد على يد زبانية البلد و لقد رزق الله أطهر أهل هذه البلد الشهادة و للأسف أنها أتت لا على يد عدو صهيوني أو أجنبي لقد أتت على يد من يحملون الجنسية المصرية و من المُفترض أنهم يقومون بحماية هذا الشعب إلا أنهم كانوا كلاب للنظام و أعداء للشعب هذا الوائل غُنيم رجُل لن تستفيد به مصر لأنه في رأيي المتواضع سيكون مثل جمال حمدان و زويل و مجدي يعقوب و غيره من الذين لفظتهم آلة التدمير الجُهنمية التي تعبث بهذا البلد.


الجميع يعرف تطورات الأحداث و جمعة الغضب و قصص ميدان الرجولة و الصمود و قصص الشُهداء المختلفة و لكن القليل منا يُدرك أنها دعوة أم في قلب الليل وصلت إلى العزيز الجبار يبدو أنها صرخت إني مغلوبة فأنتصر و لكن الشعب المصري كما يُجيد صناعة المعجزات يُجيد بكل بساطة تدمير تلك المُعجزات و الدليل هو الحُكم الصادر ضد قتلة خالد سعيد و هو حُكم يُثير الكثير من الشجن في النفوس فقد تم الحكم على قاتليه بسبع سنين سجن بينما هناك من عوقب بعشرة سنين سجن لمجرد رسمه على الحائط و هُناك من عوقب بما هو أكثر لا لشيئ إلا لأنه ليس مع الفئة الباغية و رأيي المتواضع أنه لا يوجد ما يدعو للتعجب فقضاء مصر أخرج ممدوح إسماعيل براءة و هو من تسبب في موت ما يزيد على الألف و شرطة مصر قامت بترقية وائل الكومي لشرطة الكهرباء و أنتم تدرون من هو وائل الكومي و مصر نفسها لا تستطيع أن تنتقم لمقتل جنودها على الحدود أو من نظام مارس التدمير في كُل شيئ بها حتى أصبحت دولة مواطنيها بلا ولاء سوى قليل من الشعارات الجوفاء.


خالد سعيد غداً قد يكون أنا قد يكون أنت قد يكون شخص تعرفه طالما أن هُناك مصري يرضى بالظلم فقط لمجرد أن يعيش يرضى بأن يكون غير موجود من أجل بضعة لُقيمات و من أجل ليلة في فراش مع إمراءة من أجل قليل من المُخدر يأخذه بعيداً عن واقعه العاجز إلى خيالاته المريضة ليفيق منه ناقم حاسد كاره غير مُدرك أنه يستحب الحياة كالحيوان على أن يموت كإنسان بينما هو يُدرك بيقين كامل أنه و لو عاش ألف عام هو ميت في نهاية الأمر 
خالد سعيد مولود يوم 27 يناير 1982 و مقتول يوم 6 يونيو 2010 خالد سعيد كان ينتظر تأشيرة تسمح له بالهجرة من تلك البلدة الظالم أهلها إلى دولة كافرة يعدل أهلها خالد سعيد لم يكن مجرد أسم أو مجرد رقم لم يكن مجرد صفحة على موقع الفيسبوك أو غيره كان روح كان جسد يمشي على الأرض كان أحلام تستيقظ حين ننام كان أماني تنتظر لغد أفضل. 


أتوسل إليكم لا تنسوا هذا الشاب و أدعوا له بالرحمة من الله العزيز اللهم إنتقم من كل من ظلمه بالقول أو الفعل أو بأي سوء إنك قادر اللهم أرنا فيهم قدرتك فقد أعجزونا ببغيهم و لا ملجأ لنا سواك.




و هنا نعود إلى تلك المقولة الخالدة للغزالي رحمه الله فيما أعتقد و الله أدرى و أعلم


 اللَّهُ يَنْصُرُ الدَّوْلَةَ الْعَادِلَةَ وَإِنْ كَانَتْ كَافِرَةً وَلَا يَنْصُرُ الدَّوْلَةَ الظَّالِمَةَ وَإِنْ كَانَتْ مُؤْمِنَةً 



الخميس، 20 أكتوبر 2011

قليل

و قليل من الأحلام المُبعثرة على تلك الصفحات المُتناثرة كثيرة هي تلك الكلمات بقدر ما هي صادقة حالمة بقدر ما هي آسفة مُدركة أنها تخفي ورائها عجز أصحابها يضغطون فقط على تلك الأزرار في لوحة المفاتيح لتتحول إلى تغريدات أو مقالات أو حالة على صفحات ذلك العالم المُمتدد أمامنا و بينما هُم يُدركون أنهم مفعول به لا فاعل و أنهم مُعطلون لا عاطل تبقى تلك الأحلام المُبعثرة دليل على أنهم موجودن قد يكونوا من مقهى مقاهي الشبكة أو على مكاتبهم بسيطة كانت أو فارهة أو و هم يحملون أحد تلك الأجهزة الحديثة على أسرتهم أو في سياراتهم لا يهم المكان و لا الزمان المُهم الشعور بأنهم حقاً يعيشون.


و قليل من الأجساد تراصت في هدوء و صمت بنبل ووقار مشت حتى ذلك الميدان طافت به محمولة على الأعناق هاتفة و لا يسمع هتافها أياً من المخلوقات مُستنشقة نسيم الحرية المُدنس بمئات المؤمرات تُحاك على مرأى و مسمع من أُولي الأمر فيغضوا البصر عنها و يستغشون ثيابهم كما لو كانوا لا يُبصرون و كثير من الدماء أُريقت بلا حق و أين الحق في تلك الأرض المُغتصبة بظُلم الجُهلاء ضاجعوها حتى أنجبت مسوخ و أنقرض من عليها الشُرفاء أين العدل هو حقاً فقط في السماء.


و قليل من بُكاء و إبتسامات حزينة تُخفي خلفها عويل النساء و نحيب اليتامى و تساؤلات الأبرياء بأي حق كان هذا هو الجزاء و من أين لك يا صاحب العصا بتلك الروح السادية و ضرباتك القوية من أين لك يا صاحب النجوم و البدلة الرسمية بهذا الكبرياء - كبرياء مُجرم يُدرك أنه سيغدو حُراً في المساء, ألا عليكم لعنة من في السماء ألا عليكم لعنة من في السماء ألا عليكم لعنة من في السماء  

الأربعاء، 5 أكتوبر 2011

لا شيئ جديد فالمصريون كالعادة صنعوا التاريخ.

لا شيئ جديد فالمصريون كالعادة صنعوا التاريخ.


كانت تلك العبارة أحد العبارات التي أثارت بداخلي الفخر فهي جاءت من شخص لا وجود له بين المصريين فهو إيطالي و كان أيضاً شخص مُقرب من النظام السابق كما كان مُقرب من الملعون الآخر ملك ملوك أفريقيا و قائد أعلى سلاحف الننجا القذافي و لكنه لم يكُن مقرب لهما حُباً في طلعة أياً منهم البهية بقدر ما هو حُباً في مصلحة بلده و خدمة أهدافها الإستعمارية الإقتصادية.


و لكن بعد فترة من الفخر و بعد فترة من الأمل و بعد فترة من الشبع و بعد فترة مش عارف من إيه تاني لقيت إن العبارة دي وراها مغزى تاني خالص و كان المفروض تتقال كالتالي لا شيئ جديد فالمصريون كالعادة يُكرروا التاريخ و لا يعرفوا أي شيئ أسمه دراسة التاريخ و لا تحليله و لا أي حاجة عن التاريخ و لا الجُغرافيا اللهم إن عندهم شوية أهرامات و شوية تماثيل الأجانب بتحب تتفرج عليهم و بدل ما يستغلوا الموضوع ده بشياكة و بنضافة كالعادة ممرطين أم بلدنا و سُمعتنا و أقتصادنا بطريقتهم الغبية التي تدل على غباء السنين.


طب ممكن واحد يسألني أنت ليه بتقول كده أروح أرد عليه و أقوله لو أنت كُنت مسافر بعد الثورة أو عمال بتهس السلعوة مع صاحب شريف الأكتر من سخيف و مش متابع أي حاجة على النت أو شبكة الموبايل عندك قاطعة أو بتشرب سيجارة في البلكونة و مش واخد بالك من اللي بيحصل في الماتش قصدي من اللي بيحصل في البلد أقلك مفيش جديد متقلقش كُل الموضوع إنهم شالوا شخص و جه مكانه شوية أشخاص بس أهدى و أتقل محصلش أي تغيير تاني خالص الموضوع كله و ما فيه شوية مُظاهرات فئوية و شوية فتن طائفية مع شوية صراعات دستورية و معاهم شوية مبادئ مهلبية و عندك مجموعة دوائر إنتخابية محدش فاهم أي حاجة عنها و لا منها و يا ريت مننساش إني اللي زور الإنتخابات اللي فاتت هوا اللي هيزور الإنتخابات اللي جاية و العاقبة عندكم في المسرات و مفيش مانع من إضفاء طابع كوميدي على بعض التصريحات الخبيثة اللي الهدف منها تسويف أي قرار شبه ثوري البلد محتاجه بقوة زي مثلاً تطبيق قانون الغدر و عزل الأشكال الواطية عن الإنتخابات القادمة فطبعاً لو عملوا كده هتبقى مُشكلة كبيرة للناس اللي يهمها مصلحتها و لا يهمها بلد فمش عاوزين يطبقوا قانون الغدر بس الناس عاوزة و الإعلام بيضغط عليهم يروحوا يعملوا إيه قالك إحنا نسوف الموضوع و نحوله لجدال و دراسات و لجان و الناس مع الوقت هتنسى أسلوب صهيوني شوية معلش أصل إنت متعرفش إسرائيل كانت واصلة لحد فين و بعدين من فُكاهة الموضوع واحد من الأشكال الواطية خارج علينا بتصريح يقولك فيه أعضاء الحزب الوطني مش وباء عشان يتعزلوا طب تقله إيه ده أصل هتقله يا شيخ مش مكسوف هوا و لا شيخ و لا بيتكسف و بعدين اللي بيتكسف من مصر ما يطلعش منها ملايين هتقله طب الناس هيقلك متقلقش على الناس و زي ما الإعلام قايم بواجبه و مطلع ده عميل و ده خاين و ده علماني كافر و ده ليبرالي زنديق و ده سلفي بيقطع ودان و ده إخيييي إخوان فالفلول مش هيغلبه هيضحكوا على الناس بالفلوس و بالدين و بالحشيش و بالنسوان بكل طريقة ممكنة إنها شهوة الحُكم يا سادة و ما أدراكم ما هو كرسي البرلمان يعني لو صرف مليون هيجيب عشرة قدهم الناس دي بتعرف تجيب اللي ميتجبش.


و لأن المصري بيحب قصص التاريخ أوي و مش بيحب يتعلم منها و المصري القديم كان اللي يخاف منه يعبده و اللي يستنفع منه يعبده ده حتى الشر عملوا له غله و قعدوا يعبدوا فيه فمن دلوقتي كل واحد عمال بيدور على إله عشان يعبده عشان يمجده عشان يقول إنه ده مصر أتولدت يوم ما هو أتولد مع الإعتذار الحار لكلب السرايا عشان يقول إن كل اللي بيعمله صح و الناس كلها غلط عشان كده أنا مش مستغرب من الناس اللي بتمجد في المجلس السمكري ما هما دول نفس اللي كانوا عايشين في الضل بغبائهم و خبثهم بتاع الفلاحين الأهبل ده بحيوانيتهم و شهواتهم و رغبتهم الدفينة إنهم مايكونوش أحرار فقط يُحسنوا شروط العبودية 


الأربعاء، 21 سبتمبر 2011

شالوا ألدوا و جابوا شاهين ألدو قال مانتوش لعبين



في بداية هذه المقالة اللي مش عصماء أحب اقول إني تشابه في الأسماء أو في الأحداث فهو مُجرد صدُفة من خيال المتنيل الكاتب و إني غير مسئول عن أي حد فاكر إن الكاتب بيهرج لأن الكاتب بيقول كلام مش شغال و بس ده شغال طحن.


الحكاية و ما فيها إن و لا فيها نظام وقع و لا فيه نظام أتشال و لا فيه ثورة و من الأصل الموضوع كُله على رأي الحيوان اللي بيغني معمول فوتوشوب مع إن نفس الحيوان اللي بيلحن هو نفس الحيوان اللي بيوزع هو نفس الحيوان اللي مش بيفهم ميعرفش إن الفوتوشوب و ده واضح من أسمه بس هو حيوان يعني أكيد جاهل بيتعامل مع الفوتوز مش مع الموشون يعني بيتعامل مع الصور الفوتوغرافية و ليس مع الصور المُتحركة واضح كده إننا بنظلم الحيوان لما بنوصف بيه الكائن الغريب ده.


و لأن أحد أسباب الثورة شركة عُمرها 125 سنة و شركة بتقلك عبر مين قدك فقررت إني أشترك في الثورة و أعبر مين قدي يعني هي جت عليا أنا كمان قوووووووم إيه جبت جزمة فجل و حزمة جرجير و قعدت أعد فيهم كم عووود جرجير يمكن أترشح للرئاسة و معرفش أجاوب على السؤال الهام ده في مُناظرة تليفزوكية فيسبوكية و بعدين بقى عملت حركة جامدة أوي و رحت لماما قولتلها ماما هو أنتي كُنتي بتزغطي دكر البط إزاي و لا برك البهايم في السوق بكام قالتلي يا إبني عيب بقى أُمك اللي كان أبوها عالم في الأزهر الشريف و كانت مُربية أجيال في وزارة التربية و التعليم و مربية دكاترة و مُهندسين و عُلماء كانت تعرف الهبل و الخرف اللي أنت بتقوله ده قلتله ما أنتي لو كُنتي عرفتي كان زمانك رئيسة الجمهورية ده غير إني رُحت عزا بتاع أُم أمين الشرطة اللي في منطقتنا راح واخدني بالحُضن و قالي إنت اللي بتلعب عنكب على الحيط و بتغني و أنت بترجع قولتله أيوا أنا قالي خليك جانبي إنت زي إبني و الواد الشحات اللي طلع العمارة اللي من دورين عشان يشيل قميص النوم البمبي اللي متلعق عليها و يُحط مكانه بوكسر مُحترم كان قاعد قُدامي بتواضع و كان لابس شبشب ده غير إني جاتلي مُكالمة من واحد ماسوني قالي سجل المُكالمة دي عشان هتمتحن فيها بُكرة رُحت مسجلها و قالي على كل أسئلة الإمتحان و قالي أنا عارف إنك وطني بس لو بتحب البلد دي بجد أرجوك بطل تغني و إنت بترجع أستنى لما تقوم بالسلامة مصر محتجالك كُل ده حصل و أنا حاسس بهوا جايلي من تحت اللي يخرب بيت الغطا اللي بيوقع كُل شوية ده.


كُل ده بيتلخص في إن فيه فيلم جميل أوي أسمه أضحك مع الثوار و على الثوار يعني ناس ماتت و إنضربت و أتعجنت إيه المُشكلة إما نفرحهم بحتة تورتة و لا بحتة جاتوه و لا بشوية بونبوني ماسوني صهيوني موزمبيقي مُشترك عاوزين يتفرجوا على ألدو و هو بيتحاكم و ماله نفرجهم ما يضوووورش الواوات الكتير دي مش خطأ مطبعي هُما بيتكلموا كده و بعدين عاوزين نعمل أحكام على الناس طب ما الهربانين كتير عاوزين يحطوا على السفارة اللي بنقلع فيها و ننام على بطننا طب و ماله و أهي حتة الجزيرة بتصور و الناس تتفك و تنبسط و الماسونيين مغرقين البلد و كُلهم لابسيين حظاظات و بيشتروا تي شيرتات بولو رالف أو موباكو من اللي عليها الأسد و ده طبعاً غير الأسد اللي عند الراجل السعودي اللي في الرحاب.


ها خلصتوا فُرجة و فرحتوا يلا بقى عشان عجلة الإنتاج مفسية و مش لاقيين مُنفاخ فهننفخكوا إنتم بدلها و القناصة موجودين و أسطح العمارات موجودة و إذا كان بهايم حبيبة مقدروش عليكم فبهايم طنطا ميعرفوش في الحق لومة لائم كُل واحد يا أخويا حاططلي كاب أحمر زي إيمنم و جيفارا و هاتك يا ضرب في الناس و فُرجة على الملابس الداخلية للثائرات قال بيشوفوا بيستعملوا فيكتوريا سيكريت و لا لأ عشان فيكتوريا قافشة على الثائرات شويتين.


و يقلك إيه ده إحنا بنحمي الثورة ثورة إيه يا برنس ده أحلى من الشرف مفيش و على رأي المثل يقلك أديلنا في الطوارئ تلاتين سنة عايشين و في الآخر هيطبقوا قانون الطوارئ عشان يحموا البلد طب هو إمتى أصلاً إتشال و سلملي على الإخوان و الأخوات و السادة المواطنين و بعدين زعلانين ليه ما العلمانيين شابطين في الإسلاميين و الليبراليين ضاربين بوز مع الإخوانين و التنين بيصحى الناس النايمين و سلملي على وحشني وحشة سنين يا مسكين


و في نهاية المطاف أحب أقلكم شالوا ألدو جابو شاهين ألدو قال هوا أنتوا لسه شوفتوا حاجة هاأوأوااااااا


و في نهاية المطاف غوروا جتكم القرف خلوا البلد تنضف الكلام ده لألدو و شاهين و فتحي السباك اللي بوظلنا البانيو و السمكري اللي تحت البيت مش عارفين ننام منه


أنا مش عاوز أسيبكم بس يلا مش مُهم

الثلاثاء، 20 سبتمبر 2011

إلى متى؟

تأمل هذه الصورة جيداً فقد تعرفه قد تكون قابلته ذات يوم و أنت في مُشكلة ما و ساعدك على حلها قد يكون أنقذك دون أن تدري من حرامي عاوز يلهف محفظتك أو من هجام عاوز يثبتك و ياخد اللي معاك و مش بعيد يقتلك ممكن يكون أنقذ مراتك أو أخوك أمك أو أبوك طفلك طفلتك مش مُهم أنقذ مين أو ساعد مين المُهم أنه عمل كده كتير ليه عشان ده ظابط شُرطة عارف واجبه و عاوز يعمله صح عارف إن إذا كان رؤسائه مش بيقدروا و لا بيهتموا اصلاً باللي هوا بيعمله ففيه ربنا هيحاسب كُل الناس بالحق و العدل و الأتنين من أسمائه الحُسنى.


ربي إني أدعوك دُعاءاً حاراً أن تغفر لحازم عزب و أن تُدخله الجنة بلا حساب أو سابقة عذاب اللهم نقه من الذنوب و الخطايا كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم إحتسبه شهيداً عندك كما نحسب و عامله بكرمك و رحمتك و عفوك فأنت العفو الكريم و أنت القادر الرحيم لا إله إلا إنت سُبحانك عليك نتوكل و إليك المصير.


تعجز أصابعي عن الكتابة و يعجز لساني عن الكلام فقط تنحدر تلك الدمعة الساخنة غصب عني لتبكي رجُلاً في زمن عز فيه الرجال تبكي رجُلاً مات و هو يحمينا و هُناك من هو مثله يؤدي التحية العسكرية لمُجرم في قفص الإتهام أي سُخرية أكبر من هذه التي نراها و أي مسرحية هزلية يقومون بها في ساحات القضلء في الإعلام في الشوارع و الطُرقات كيف يتركوا أولئك البلطجية يعبثون بحياتنا و حياة الأشراف و يتجبروا و يتكبروا على مُشجعين كرة قدم غاضبين حتى و إن كانوا مُذنبين.


كيف أبكيك أنت و من تركت بينما أنت في مكان أفضل منا كيف أشعر بالأسى و قد أختارك الرحمن إلى جواره كيف و رحيلك هذا يضع الملايين منا إلى وضع ذلك السؤال في كُل مكان في حياتهم على المكاتب و هم يعملون على السيارات و هم سائرون أم الأعيُن و العقول و القلوب إلى متى؟


يعني بجد لحد إمتى هنفضل كده من غير قوة فاهمة الحق من غير قوة تعرف تثأر لرجال الحق من غير قوة تعرف تجيب حق الناس اللي بتموت دي أقلك إطلع بص في صورة الشهيد دي تاني و أسأل نفسك أبوه عامل إيه دلوقتي طب يا ترى والدته إيه أخبارها طب أخته اللي هتتحرم من أنها تتباهى بأخوها قُدام زمايلها و أصحابها طب يا ترى لو متجوز مراته إيه أخبارها و هي شايفة نفسها إترملت بدري و هي عارفة إنها هتبات من غير الأمان اللي كان بيحضنها و لو عنده أولاد يا ترى مين هياخد باله من أولاده و لو مش متجوز يا ترى البنت اللي مستنية إنه يجيي يُخطُبها و يتجوزها هتحلم بإيه دلوقتي ياااااااه دي حجات كتير أوي حصلت من غيرك يا سيادة النقيب يا أجدع و أشرف و أنضف ظابط شُرطة شفته في حياتي يا ترى فيه كام واحد نضيف زيك كده مستنين دورهم عشان يقابلوا ربهم و هما راضيين عن نفسهم و فرحانين إنهم سابوا البلد لشوية إيه مش لاقي لفظ يعني جحافل الأمن المركزي تهجم على شوية مُشجعين بيشتموا العادلي مش عارفة تقتحم أوكار البلطجة مش عارفة تنضف البلد من الحرامية و القتلة و تُجار المُخدرات.


هقلك إيه يا حُسام غير ربنا يرحمك و يرحم كُل الرجالة اللي زيك اللي فاهمين إن البلد دي بلدنا كُلنا و إننا لازم نحافظ عليها اللي فاهمين دورهم صح و بيعمله و بيقدموا حياتهم و مش مستنين حتى كلمة شُكر في حقهم ربنا يرحمك يا سيادة النقيب 

الاثنين، 19 سبتمبر 2011

سوء التطبيق لا يُثبت فساد النظرية.

و من هذا المُنطلق الإنبعاجي في البُعد اللابؤري و لا محوري نجد أن هُناك مُترادفات لا تتقابل على أياً من المستويات الأُفقية أو الرئسية أو حتى المُندمجة المُتبعثرة.


لو حد فاهم حاجة من الجُملة اللي فوق يا ريت ما يقوليش لأني مش عاوز أفهمها بس للأسف الشديد هي دي اللغة اللي بيتكلم بيها الناس اللي إحنا بنسميهم النُخبة أو المُثقفين و هم يقوموا بعملية بسيطة للغاية إيه يا برنس تنظير النظريات و رغي السنين في كلام بعيد كُل البُعد عن أي واقع أو خُطة أو جدول زمني مُحدد لعملية أو مشروع نقوم به يعني من الآخر رغي مصاطب و مفيش شُغل و مفيش رؤية عشان نتحرك من خلالها و بيساعدهم على كده إن خلاص دفعة الحماس الثوري و اللي مش ثوري إنتهت من زمان و كمان الداعم الرئيسي لعملية قعدة المصاطب هُما الناس اللي ماسكين البلد و تعالوا مننكرش إن فيه ناس بتتحرك بس زي ما فيه ناس بتتحرك في الخير بعيد عنكم فيه ناس بتتحرك و أسرع أوي في الشر يعني زي ما الأخوان و حزب العدل بيعملوا قوافل طبية مجانية و حملات تثقيف و توعية للناس بأهمية الصوت الإنتخابي و بأهمية المُشاركة و زي ما جمعية رسالة نازلة طحن في أعمال خيرية هي و جمعيات كتيرة فيه ناس لسه بتلعب على تقيل و بتلعب عشان مصلحتها هي و بس و ملبسة ناس كتير أوي أوي العِمم.


و مع ذلك تظل المُشكلة الأبدية التي لا تفهمها النُخبة إن الرغي الكتير و تنظير التنظير مالوش أي ستين لازمة مع كامل إحترامي ليهم و لفكرهم العالي و لدماغهم المتكلفة بس و إيه نهاية الرغي ده و إيه نهاية علم الكلام اللي إحنا عايشين فيه ده إمتى ننتقل إلى علم الأفعال و علم الواقع و مع كده الصورة مش سودا أوي لأن فيه ناس بتكتب و بتتكلم عن فكر مش عن نظريات يعني كل شوية واحد يطلع يقنعك بالعلمانية وواحد يطلع يقنعك بالليبرالية وواحد يطلع يقنعك بالدولة المدنية ده غير إن هيكون فيه كتير بيقنعوك بالدولة الدينية كُل دول ماشفوش إنهم بيتكلموا في نفس النظريات اللي باين أوي إنها مُختلفة إلا إنهم ماشفوش أوجه الشبه الكتير اللي بينهم يعنيالعلماني دي ما يعرفش إن مفيش الإسلام مش بيخلط الدين بالسياسة و إن الإسلام فيه قيم و أخلاق بتتحلى بيها المُجتمعات العلمانية اللي هو فرحان بيها و إن الموضوع مش موضوع هوية قد ما هوا موضوع إجتهاد و عرق و كفاح و إن أوربا العلمانية اللي هو هيموت من الفرحة كل ما تيجي سيرتها بنت علومها الحديثة و حضارتها على العلوم اللي أسس مبادئها عُلماء مُسلمين هقلك إيه عُمرك شفت الجامع مطلع ناس تدور على العُلماء و تقول عليهم هراطقة مفيش الأستاذ الليبرالي اللي مصدعنا عن الحُرية و الفرص المُتساوية مخدش باله إن الإسلام في تعاليمه بيُنادي بإحترام الحياة الشخصية و الملكية الشخصية و حُرية الرأي اللي بيقول الدولة مدنية و هوا مش عارف يعني إيه الدولة مدنية مش فاهم إن الإسلام في تعاليمه لا يوجد دولة دينية و إنما يوجد دولة مدنية بس الفكرة إنها بتستقي التشريع بتاعها من الدين الإسلامي محدش شاف أُوجه الشبه بينه و بين غيره كُل واحد عاوز ينفرد بإنه هو الوحيد اللي على حق و الناس كُلها على باطل و بيقعد يبرهن على كلامه بتجارب الآخرين دون أن يقوم هو بتجربة أي شيئ على الإطلاق دون أن يفعل أي فعل و يراقب نتيجة هذا الفعل و يُحسن و يطور و يجود في هذا الفعل حتى يصل إلى ما يُناسبه هو لا يأخذ كوبي و بيست من اللي غيره بيعمله حتى من غير ما يغير فيه عشان يليق عليه هو.


ليه كل واحد بيتكلم عن فكره و عن أرائه ليه محدش بيتكلم عن أفعاله و أعماله و تحركاته يا جماعة البلد محتاجة كتير أوي و من الواضح كده إن المجلس مش ناوي يعمل أي حاجة غير إنه يدمر في معنوياتنا و يحسسنا إن البلد مفيش حاجة أتغيرت فيه بدليل التطور الطبيعي للرقاص و القواد جابوا شنبوا في المصيدة ليه الشرطة معملتش شُغلها و ليه الخبراء اللي عمالين يتكلموا معملوش شُغلهم لسه الفقراء فقراء و أزدادوا و لسه الدُنيا خربانة زي ما هي مفيش أي فرق عن قبل الثورة.


الناس اللي بتهاجم الثورة عندها مشكلة عويصة أوي مش قادرة تفهم أن التطبيق الغلط مش معناها إن النظرية غلط إنما التطبيق الصح هوا اللي يحدد إذا كانت النظرية غلط أو صح و في النهاية أحب أقول إن الصح صح و الغلط غلط و أرقصي يا مصر إنتي لسه قدامك كتير على ما تصحي.

الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011

الإله الذي نزف

عزيزي المصري أقسم بالله العلي العظيم أني أحبك أياً كان شكلك أو جنسك أو لونك أو دينك أياً كان إنتمائك السياسي أو الفكري أياً كان الفريق الذي تُشجعه لأننا خُلقنا في هذه الدُنيا كُلاً منا بأفكاره و معتقداته لنختلف و لنتحاور و نتحدث و كل منا له رأيه و لكنه يجب عليه أن يحترم رأي من يُخالفه لذا أستمع رأيي في هدوء و إن كان لا يُعجبك فسأسمح لنفسي بتقبل إهاناتك و شتائمك أو تعليقاتك الساخرة أو أعتراضك و إختلافك المحترم.


عزيزي المصري يبدو أننا نحمل جين وراثي فريد من نوعه ألا و هو جين التقديس و أعتقد أن الأسطورة المصرية الرائعة التي غابت عننا و نحن في غفلة عنها جمال حمدان لو كان معنا لبحث هذا الأمر بطريقته العلمية القوية المُتعمقة و لكن دعنا من العلم و العلوم و هيا بنا نتحدث قليلاً و أرجو منك أن تعود بالذاكرة قليلاً إلى أيام كُنا نتدارس فيها تاريخ مصر و ما أثمره و أكثره و بالتحديد في تلك الحُقبة العظيمة الهامة و هي حُقبة الفراعنة في هذا الوقت ما فعل المصري قديم شيئ إلا أن عبد كُل شيئ الطيور و النجوم و الكواكب و الحيوانات المزرعية و الحيوانات البرية و الشمس و حتى الملك تمت عبادته و تقديسه و في كل مرة يموت الملك كان المصري القديم يتعجب و هل يموت الإله فتفتق عن ذهنه ذلك التخيل الغريب الذي ترك لنا آلاف و آلاف من الآثار و هي الرحلة بعد الموت فأخذ المصري القديم فكرة الإستعداد للموت على أنه رحلة و أن الروح تحتاج إلى أشياء كانت معها في حياتها في الأرض لذا فهي تحتاجها في حياتها الأخرى.


يبدو أن الأديان السماوية غيرتنا إلا قليلاً فنحنُ لازالنا نُقدس الأشياء و نُقدس الأشخاص فبدون حكمتهم لن نصير أمة و بدون بصيرتهم فلا خُطط مُستقبلية و لا مرحلية و لا أي حاجة خالص و من هنا و على مدار ثلاثون عاماً صنعنا ذلك الإله و هو الذي أدرك ذلك فينا و أدركته تلك الحاشية فدأبوا على كنز كُل ما يقع تحت أيديهم لا أعلم لأي حياة فغالبيتهم كانوا في الرمق الأخير و لكن عفواً نحنُ من صنعهم فصدقوا أنفسهم فتمادوا ة تجبروا و تكبروا و بقدر ما كان الصعود عالياً بقدر ما كان السقوط مدوياً فكيف يسقط من هو في مصاف الآلهة لا يُخطئ و هو فوق الحساب كيف واتتنا الجرأة على أن نضع شخص بهذه المنزلة حقاً و فينا من رجال الدين و المتديينين ما يكفي و يفيض.


و سقط ذاك الفرعون و لم نتوقف عن هوايتنا في صناعة الآلهة و لكن في هذه المرة تفرق أتباع الفرعون فخلق كُل منا لنفسه من يسير ورائه و في هذه الأيام التي نستنشق فيها عبير الحُرية التي لم نعلمها قط و لم نختبرها كُلها بعد نرى أننا بيننا أغلبية كبيرة تصنع ذات الآله و ترتكب نفس الجريمة التي ربما لن يغفرها لهم الأجيال القادمة و ستظل يد العار بأصابعها الخمس فوق تلك الجباه الذليلة و لأنهم تعودوا على الذُل فأعتقدوا أنه لا أمان بدونه و لأنهم نسوا طعم الكرامة فأعتقدوا أن الأمور لا تستقيم إلا إذا حُرموا من كرامتهم و قالوا فيما بينهم إن هذا الإله الحكيم سيطبق بالحديد و النار على اللصوص و المجرمين فقط أما نحنُ الشُرفاء فلن تطولنا يداه فنحنُ نُسبح بحمده و نسير وفق رؤيته الثاقبة للأمور.


رافضين مبدأ أن لهم عقول يفقهون بها و أنهم يستحقون أن يقولوا ما يشاءوا و أن يفعلوا ما يريدوا ماداموا لم يُخالفوا القانون أو الشرع الذي شرعه لنا الله و هم صنعوا من ذلك المُشير الخادم الأمين الإله الجديد الذي سيُنقذ مصر التي خربتها ثورة الشُرفاء من بؤس ما كانت فيه أُمة من قبل و من ذُل ما رأته أعيُن قط ثورة خرجت تُنادي بالعدالة و الحرية و المساواة و كُل تلك القيم الجميلة التي كُنا نحلُم بها و يبدو أننا سنستمر في الأحلام طويلاً.


إلى كُل من يصنع من المجلس العسكري إله ورائه يسير تذكر فمن زمن قليل كان هُناك إله صنعتوه من قبل و لكنه نزف و هو الآن ذليل و كسير لأنه هُناك إله واحد لا إله إلا هو سُبحانه و تعالى فبالله عليكم لا تصنعوا من البشر شيئاً إلا أن تتركوهم بشر لا تُسرفوا في الحديث و تعديد المثالب فيفتنوا و يظنوا أنهم حقاً كما تتخيلون بينما هم اقل من القليل.


إتقوا الله فينا رحمنا و إياكم.

أُحبك

قالوا عن مراياته أنها عمياء كيف و قد رأت في قسمات وجهك المليحة الجمال و أدركت بعيناي المجردتين حينما نظرت أليكي معنى الطُهر و النقاء قالوا عنه أنه شعور جارف و عاصف و أمواجه هوجاء كيف و قد أستكان بين ثنايا قلبك كطفل رضيع أو و قد أغمضت عيناكي الجميلتين عليه كحلم وليد نما و ترعرع حتى أصبح واقع جميل.


قليلاً هم من يستطيعون أن يتكلموا عنه و قليلاً هما من أستطاعوا أن يعيشوا إحدى قصصه الجميلة أن يختبروه كم أختبرته فلا تُصدقي كُل ما يُقال عنه فكل عاشق عشقه بطريقته و ذاب فيه كم تذوب قطع الشيكولاتة السحرية بين حبتين من الكريز أو بين صفوف من التوت البري تُضاهي في حمرتها وجنتي عذراء تستمع إلى أولى قصائد الغرام ينثرها من حولها كقطع ذهبية شاعر عاشق أراد فقط أن يُخبرها كم تكون رائعة حين تبتسم.


هو ذاك الشعور الذي يرفعنا بأجنحته البيضاء إلى ذلك الفضاء السرمدي و يُجلِسنا برفق و هدوء بين تلك النجوم اللامعة فتنساب النظرات الهادئة الهادفة حيث تتحدث العيون بتلك اللغة التي يُجيد هو فقط فهمها ترتجف القلوب من ذلك الحديث و تنطلق التنهيدات الحارة من دفء ذلك الشعور الذي يبدو حيناً كأشعة ذهبية أشرقت على قمة تلك الجبال البيضاء فأذابتها من حلاوة دفئها فصارت ماءاً رقراقاً حانيا تدحرج بلُطف بالغ من أعلى الجبل حتى أستقر في سهلِه و روى نبتة صغيرة كانت تنتظر تلك القطرات التي تحمل كلمة الحياة.


حبيبتي ستجلسين ذات يوم أمام تلك المدفأة العتيقة لتحكي لصغيرتي كيف يكون الحُب و ما هو معنى العطاء بلا حدود و بلا توقف ما هو معنى الحرية بلا قيود و لا تهور كيف نكون عاشقين لمن يمنحنا تلك السعادة و كيف نكون مُخلصين لمن يحمل لنا قلبه الكثير أتدرين لقد جلست في ذاك المكان يوماً حينما كُنت صغير كُنت أعبث بألعابي و أتأمل ذلك الضوء الجميل و ألاعبه و يُلاعبُني حتى أقتربت فشعرت به قوياً حارقاً و في هذا المساء أخبرتني أمي أني لا أحتاج أن أغوص في التفاصيل كي أُدرك الحقيقة أخبرتني بأني ساشُعر بدفء الحب إذا وقفت بجواره هادئاً و لكن إن أقتحمته عنوة و جاهدتُ نفسي عليه فلن يُصيني إلا ما أصابني قُرب تلك المدفأة.


أخبريها بأن هُناك يوماً ستكون هي و لا شيئ غيرها سيُجاهد ذلك العاشق نفسه مُحاولاً إيجاد تلك الكلمات التي تليقُ بجمالها الآخذ ستبدو حروف تلك الكلمات لامعة براقة من فرط ما بها من إحساس صادق لا يُزيفها كلمات القصائد و القصص الغرامية بل يملؤها صدقاً أفعاله الصبيانية يملؤها حقاً دقات قلبه المُتأنية بينما هو يهمس أُحبك.



و لأني لستُ تُركياً فوددت أن أكون تُركياً.


الموضوع ز ما فيه إني مش بحمل الجنسية التُركية و لا أي جنسية تانية غير الجنسية المصرية و هي تقريباً الجنسية الوحيدة اللي فيها مُميزات مش موجودة عند أي دولة تانية في العالم و من أهمها إنك مواطن بلا جنسية أو بمعنى أصح بلا كرامة و لا في وطنك و لا في بلدك و زمان و أنا صغير غير إني كنت بحلم أبقى كبير كان أبويا الله يرحمه و يحسن إليه بيحكلنا كتير عن أيام العذاب اللي كان عايشها في الكويت لا لشيئ إلا لخوفه على مُستقبل أطفاله الصغار و كان بيتكلم عن الصلف و الغرور الكويتي بشكل مُبالغ فيه بس كُل ده موجعنيش اللي واجعني أوي إنه كان بيقولنا إن كلمة مصري دي شتيمة.

و لما كبرت شوية و كُنت في الثانوية وقتها كُنت بدأت أفهم الدُنيا على قدي واحدة واحدة لقيت إننا خيرنا مش لينا خيرنا لغيرنا لأجنبي أو واحد مننا بيتعامل مع أجنبي و فرحان إنه ماشي وراه زي اللا مؤاخذة و حصل لي موقف وجعني أكتر و أكتر كُنت في المدرسة و عيان بموت من البرد و التعب فرحت للعيادة في الفُسحة اللي هي أصلاً رُبع ساعة الهانم الدكتورة و كل الأشكال الواطية اللي معها قاعدين يتدلعوا و يتكلموا و بيشتغلوا على مهلهم أوي و أنا عمال أكُح و أعطس و لا حد معبراني و شوية تلامذة غلابة زيي كده مستنين دورهم بس الفُسحة خلصت و أنا مختش بالي طلعت جري على الفصل ظبطني الناظر و هاتك يا ضرب فيا زي ما أكون حرامي في مولد و أنا في الأصل عيان و تعبان بقوله يا أستاذ كُنت في العيادة و أنا عيان هوا أنا مش من حقي أتعالج قالي لأ مش من حقك تتنيل روح على فصلك بحكي لواحد صاحبي القصة دي قالي يا بني إنت أهبل إنت عاوز بتوع التأمين صحي يعالجوك دول يموتوك ماشي لكن يعالجوك ده صعب أوي.

و من يوم للتاني و أنا عمال بشوف نفسي ببعد عن البلد دي عمال بحس إنها مش بلدي كُل حاجة فيها عذاب في عذاب و أرجع و ألاقي نفسي بحبها و بعيط عشانها كمان أفرح لما نكسب ماتش و أزعل لما نخسر ماتش لحد ما زهقت منها و بقيت بشجع الأهلي بس يمكن عشان أغلب الوقت هو اللي بيكسب كُل قرار فيها متوجه ضدي و ضد الناس الغلابة كُل حاجة بتحصل مُجرد إضافة كتير للعذاب و الناس المُتدينة بلحيتهم و نقابهم و جلاليبهم القُصيرة يقولوا لينا أصبروا و يبشرونا أن الجنة للفُقراء مع إن كان فيه صحابة للرسول عليه الصلاة و السلام من الأغنياء و مين أصلاً عاوز يكون غني أنا نفسي أكون إنسان ليه كرامة في بلده سواء فقير أو غني سواء غفير أو وزير سواء جاهل أو مُتعلم نفسي بس أحس إني إنسان لما أتحرق في قصر الثقافة تمني يبقى غالي و الدُنيا تتقلب لم أغرق في عبارة اللي كانوا السبب يتعاقبوا لم تقُع عليا عمارة الناس اللي سابتها تُقع تتحبس لما اليهود يقتلوني على الحدود مصر تخرب الدُنيا و تجيبلي حقي و أنا شهيد.

بس ملقتش ده كله في بلدي و حتى لما سافرت برة بالصُدفة و حسيت بمعنى إنك تكون إنسان و الناس بتتعامل معاك بإحترام و بتقدير فكرت إني أعيش هناك و مرجعش بس أفتكرت إني هصحى أروح الشُغل من غير ما أكلم أُمي على التليفون من غير ما أشرب الشاي بعد الغدا مع أبويا الله يرحمه من غير ما أُقعد بليل ألعب مع العفريتة بنت أُختي من غير ما أروح السُخنة مع أصحابي و من غير ما أقعد على القهوة معاهم لحد الفجر أيام الأجازات من غير ما أروح الأستاد و أقعُد أشتم في الزمالك و الإسماعيلي الحجات دي هي اللي خلتني أرجع و أقعد في مصر و أتجوز و ربنا يُرزقني بطفل جميل لسه رضيع كل يوم لازم أبصله و أقول لنفسي يا ترى يا أبني أنا غلطت إني كُنت السبب في إنك جيت للحياة  يا ترى هتطلع تلاقي بلدك مش عايزاك زي ما هي مكنتش عاوزة أبوك و لا عمك و جدك و لا أي حد يا ترى هتلاقي نفسك هنا في نفس الأرض اللي أبوك فضل فيها تايه يا ترى هتفضل تجري تدور على رزقك زي ما جدك الله يرحمه كان بيعمل و في الآخر هتموت و مصر مش عارفة قد إيه إنت تعبت عشانها و أتبهدلت و مع ذلك أديتك بالجزمة القديمة على دماغك يا ترى هتكون ليك فُرصة عادلة و لا الواسطة و المحسوبية هتدمر مُستقبلك يا ترى هتروح زي أبوك لعيادة المدرسة و تلاقي الدكتورة بترغي مع المُمرضات و يسبوك عيان و تعبان و الناظر يضربك و لا هتلاقي ناس بتهتم بيك و بصحتك.

يا ترى لو ربنا رزقك الشهادة زي الجنود الستة الي لسه مايتين قُريب مصر هتزعل و هتتنرفز و هتجيبلك حقك و لا زي كُل مرة معلش و إحنا مُش مُستعدين لحرب دلوقتي و بلاش تصعيد و السلام خيار أستراتيجي يا ترى هتلاقي رئيس كويس ماسك البلد و لا حرامي كالمُعتاد يا ترى هيبقى ظابط الشُرطة زي ما هوا جاهل و مُتحكم و جبار و برشوط على الناس في أكل عيشها و لا هتلاقيها مُحترم و بيخاف عليك و بيحميك من البلطجية و الحرامية.

فيه ناس من غيار شعارات دينية و لا شعارات سياسية في 10 سنين بس بقوا قوة صاعدة في المنطقة بقى المواطن عندهم ليه قيمة و ليه قيمة كبيرة أوي بقى عندهم صناعة و زراعة و تجارة و رجال أعمال بقوا بيشتغلوا كُلهم و عندهم سياحة و عندهم خير كتير و كُل ده في عشر سنين بس و فيه ناس راضية باللي هي فيه و زعلانة من اللي بيقول آه و مضايقة أوي من اللي عملوا ثورة لمجرد إنهم عاوزين يعيشوا حياة مُحترمة فيها كرامة ليهم و هما أطفال و هما صبية و هما شباب و هما عواجيز و هما مرضى و هما بصحتهم و هما في بلد تانية غير بلدهم نفسهم يحسوا إنهم مش عبيد إنهم إنسان.

عايزين يحسوا إن دمهم غالي لما يسيح الدُنيا متسكتش متهداش متدورش على أمريكا هتقول إيه و لا إسرائيل هتعمل إيه متدورش على الإنتخابات أولاً و الدستور أولاً متدورش على أي حاجة غير على القصاص و ده اللي مخليني وددت أن أكون تُركياً