الخميس، 19 أبريل 2012

لماذا تكره الإخوان؟





بهذا السؤال الصادم إلى حد بعيد إبتدء النقاش بيني و بين صديق مازال مُصر إنه لا ينتمي إلى جماعة الإخوان و أنا من الأساس لم أتهمه بالإنتماء لها و إن كان يؤكد أن الإنضمام و الإنتماء لهذه الجماعة هو شرف لا يُضهيه شرف و مع إني لا أكره الإخوان و لا أكره الأخوات و لا أي فصيل سياسي بعينه فاعجبت من هذا السؤال و حاولت أن أنظُر له بمعمقية أكثر يعني بعُمق بس قُلت مُمكن تطلع كلمة صح و أطلع أنا ضليع في اللُغة و أهه أسمي بحُط التاتش بتاعتي برده.
عزيزي الإخواني أنا عن صدق لا أكرهك و لا أكره جماعتك على الإطلاق بل على العكس تماماً فجماعتك تحمل في قلبي و نفسي الكثير من الود و الإحترام بل و الإعجاب أيضاً فهذه الجماعة التي خرج من رحمها الكثير و الكثير من العُظماء حقاً و صدقاً لا يستطيع إنسان صادق أن يكرهها و لكن و توقف معي قليلاً عن و لكن هذا لا يمنع أنني سأنتقدها أو أنتقد أدائها السياسي في أي وقت و في أي موقف لأن هذا واجبي و هذا رأيي و قد كُنت أتخذت قرار أن أتوقف عن كوني شيطان أخرس سأجتهد و أتناقش مع أي شخص لعلي أصل إلى الحقيقة ذات يوم أو يهيدني الله إليها أو يتقبل مني إجتهادي حينما أقف بين يديه في يوم الحق.
عزيزي الإخواني لا تتحدث معي عن تاريخ جماعتك أو عن الظُلم البين الذي وقع على أفرادها أو على التعذيب فهُناك مُلحد مُعارض تم تعذيبه و إنتهاكه جنسياً و جسدياً و هُناك من هُم بلا أيدولوجيات و وقع عليهم الظُلم و هُناك من أنتحر يأساً من وجود عدل على أرض بلده و هُناك من هاجر و ترك بعض ذكريات و قلة من بسمات هبت على روح طفل كان هو ذات يوم في شوارع القاهرة أو في حواري و أزقة الأسكندرية, توقف عن الصُراخ بأنك كُنت مظلوم و أن الله لك أنتصر فبني صهيون يفعلون المثل فنستنكره عليهم فلا تحزن إذا أستنكرنه عليك فكُلُنا كان مظلوم و مقهور فإذا كان النظام السابق قد قام بتعذيبك فهُناك من غرق في البرح بسبب النظام السابق و هُناك من مات في حادثة طريق أو في قطار مُحترق أو في قصر ثقافة مُحترق أو في مُستشفى لا يجد الدواء أنت تنعم الآن بالحياة فلا تتخذ من عذاباتك السابقة وسيلة إثبات أنك الحق و ما دونك باطل فالحق هو الله و الكُل يؤخذ منه و يُرد إليه إلا صلوات الله عليه و سلامه رسوله الكريم مُحمد سيد الخلق أجمعين.


لذا رجاءاً لا تفهم كُل نقد على أنه موجه ضدك أو أنك الوحيد الذي تعرضت للإضطها فكُلنا في الهواء سواء فخالد سعيد لم يكُن إخوانياً و سيد بلال لم يكُن إخوانياً و عبد الحميد شتا المُنتحر بعد العُنصرية الرهيبة ضد تفوقه لم يكُن إخوانياً لذا دع عنك أفكار الهولوكوست الإخواني و تعالى نتفق على أن نختلف دون أن تتميز عني أو أتميز عنك فجميعاً نبحث عن الحقيقية و جميعاً نبحث عن مصلحتنا أو مصلحة هذا الوطن.


حينما قامت الثورة كان لكم الدور الإيجابي الرائع و جلس الجميع سوياً بحلم واحد و هدف واحد و رغبة واحدة و لم بدا أنها في طريقها إلى أن تتحقق كُنا و كُنتم كالرُماة يوم أُحد تركنا مواقعنا و ثغراتنا فأنتفض العدو منها و أنقض علينا فتشرذمنا ثُم طلبنا منكم أن نكون معكم و تكونوا معنا فغرتكم كثرتكم و أغلبيتكم البرلمانية و قُلتم نحنُ نبحث عن الشرعية البرلمانية و الدستورية و سمحتم للعدو أن يستخدمكم فيما يُحقق أهدافه هو للأسف لقد بدوتم كمن أدار ظهره لرفاق السلاح فأستوى في عينكم يداً سيفُها كان لك بيداً سيفُها أثكلك و مرة أُخرى كررت عن قصد أو عن حُسن نية نفس أخطاء الماضي كما لو كُنتم لا تقرأوا التاريخ و لا تُدركوا أنه يُعيد نفسه بنفس ذات الطريقة و من الغباء أن تُكرر نفس التجرُبة بنفس الطريقة و نفس العوامل و تتوقع نتائج مُغايرة للسابقة.


عزيزي الإخواني إن ما يدور على الأرض يختلف إختلاف كُلي و جُزئي عما يدور في رأسك فليس كُل الخلاف تشويه و ليس كُل النقد هجوم بل قد يكون من مصلحتك أن تُراجع أفعالك و أن ترى أخطائك من أولئك الذين تتوسم فيهم  العداوة و هُم ليسوا كذلك قبل أن تقع فيها على يد من أولئك تعتقد فيهم الصدق و الصداقة و هُم ليسوا كذلك.

الأربعاء، 18 أبريل 2012

أبو إسماعيل و أولاده





السلامُ عليكم و رحمة الله و بركاته


بِما إننا داخلين على موضوع حيوي و هام و خطير بعد ما خلاص اللجنة بتاعت الإنتخابات الرئاسية أقرت بمنع المُرشحين العشرة اللي هي كانت منعتهم من كام يوم كده بس إديتهم مُهلة عشان لو حد عاوز يتظلم حد عاوز يشتكي مع إن كُلنا عارفيين إن الشكوى لغير الله مذلة إلا إنهم أدوا الناس المترشحة فُرصة إنها تشتكي و في الآخر برده قالوا ليهم إخبطوا دماغكم في الحيط أيز


المقالة دي كُلها مُخصصة للحديث عن أبو إسماعيل الظاهرة الأقوى في عالم الإنتخابات الرئاسية المصرية بكُل ما له من أراء و تعليقات مُحبيين و مُرييدين صفحات فيسبوكية دعاية بوسترات سُخرية منه و دفاع عنه أكاد أُجزم أنه لولا هذا الشخص ما كان شعر الكثير منا بأن هُناك إنتخابات رئاسية تجري في مصر فهذه المرة و على عكس كُل المرات اللي أبويا الله يرحمه شافها في حياته محدش عارف مين الرئيس القادم حتى عم قِرد اللي مالي الدنيا يُفط كبيرة زرقة مكتوب عليها الرئيس.


أقدر من موقعي هذا إني أطلع إعتراف هام و حيوي بالنسبة لي بس قبل ما أقول الإعتراف لازم أوضح إني مُسلم الديانة و لله الحمد و كفى بها نعمة ليبرالي الفكر السياسي غير مُؤمن على الإطلاق بالمشروع السياسي للإخوان أو السلفيين و لا أعتقد أنه الطريق إلى الجنة على الإطلاق فالطريق إلى الجنة واضح لمن يُريده إلا إنني و من موقعي هذا و بحُكم إني عاوز أكون إنسان صادق مع نفسي و مع الآخريين و حيادي إلى أبعد الحدود الإعتراف أهه أنا مصدق للغاية أبو إسماعيل و أولاده حتى الثُمالة و مش مصدق اللجنة بتاعت الإنتخابات دي خالص مالص.


الإعتراف ده بينبُع (حلوة ينبُع دي) من عدة أسباب كتيرة خالص مالص أهمها هوا إن إيه في حياتنا الحكومة أو مجلس الشعب أو أي لجنة أتعملت فيكي يا مصر قالت الحقيقة يا جودعان ده حتى الناس اللي ماتت في المُظاهرات السلمية محدش عارف يحُكم على حد من اللي قتلهم و على الرغم من وجود فيديو خرطوش مالي الدُنيا أيام موقعة محمد محمود إلا إن النواب الموقرين من حزب النور قالوا يا أيُها الذين آمنوا إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا و لما جه مُصطفى بكري يقول نبأ فرحوا أوي و قعدوا يصقفوا زي اللي بنتها هتتجوز بعد ما حفيت عليها يعني نكدب عييونا و نصدق الكتاتني و وزير الداخلية آه الناس دي مبتكدبش يعني بالفكاكة كده وزير الداخلية صاحب أكبر عملية عُنصرية في تاريخ مصر (السودانيين - مصطفى محمود راجع عدد القتلى) هيبقى خلاص مش كداب و أبو إسماعيل هوا اللي هيكذب تلاقي خازوقي لولبي صعلوكي يقولك آه مش فيه مُستندات تقوله يا عم مُستندات مين ده إحنا بنوريك فيديوهات يُقلك لأ ماليش دعوة اللجنة معها مُستندات طب فين يا عم المُستندات يُقلك مع اللجنة و هُنا لازم نُدرك جميعاً اللحظة الفارقة.


إيه يا عم موضوع اللحظة الفارقة ده بقى هقلك يا برنس اللحظة الفارقة دي هي اللي إنت المفروض تحكم فيها عقلك و إسمحلي أخدك بعيد شوية عن الموضوع بعد الحرب مع إسرائيل السادات قرر إن مصر هتتجه ناحية أمريكا و أدى الصابونة التمام للسوفييت إعتقاداً منه إن واشنطن دي سي البلد أو المحطة هي اللي في إيديها أوراق اللعبة كُلها سواء بقى بحُسن نية أو بسوء نية هوا ده اللي حصل و قرر تغيير العقيدة القتالية المصرية من الشرقية للأمريكية يعني من الآخر دخلنا في عب أمريكا و هنا أدركت أمريكا اللحظة الفارقة و قفشت في مصر قفشة السنين ليه بقى لأن أمريكا بيقرأوا التاريخ و عارفين إن مصر هي الليلة كُلها من الآخر عشان كده مش هيسبوها و هيعملوا كُل ما بوسعهم إنهم يفضلوا مسيطرين عليها طب دلوقتي إيه علاقة الكلام ده بأبو إسماعيل و أولاده إتفق أو إختلف أبو إسماعيل و أولاده عندهم مشروع نهضة إداري بحت عاوزين يعملوه عاوزين يتحركوا من الإسلام النظري إلى الإسلام العملي عاوزين يشتغلوا على كافة المجالات يعني قضاياهم الإسلامية مش هتبقى زي السعودية الست تسوق و لا متسوقش و الجلابية طولها قد إيه لأ دوول عاوزين ينطلقوا إلى آفاق أُخرى من العمل بتقول عمل هنا بقى تلقت مصالح مجلس العار مع مصالح أمريكا لأن أبو إسماعيل أعلنها صراحة إنه هيفتح ملفات و حوارات و إنه مش هيركع و مش هيطبق سياسة القطيع طب ما ناس كتيرة قالت كده بس مش ناس كتيرة إنتشرت زي الراجل ده كده على الرغم من إني ليا تحفظات عليه و على أفكاره و على بعض المواضيع اللي إتفتحت لكنه كان ثوري إسلامي قدر إنه يكسب تأييد ناس كتير مش هتتخيلوا نظرة الذهول و أنا بسمع أن إتعمله أكتر من 30 ألف توكيل من أقباط.


كُنت مُتأكد من بداية مُتابعتي للراجل ده إنه هيتم تصفيته جسدياً لكن للأسف تم تصفيته معنوياً و سياسياً ليه بقى لأن اللي بيلعبوا أذكى من إنهم يحولوه لشهيد و بطل فتبدأ فكرته تنتشر و تسود نفس السيناريو اللي حصل مع الإمام حسن البنا الخوف من الأصوليين ذوي الفهم العملي للمنهج الإسلامي أكبر من إن العسكر أو الأمريكان يتعملوا معاهم طبقاً لقواعد الشفافية و الديمقراطية و الجو ده و لنا في حماس عِبرة.


هل أخطأ أبو إسماعيل في إدارة الأزمة؟ إجابة السؤال ده من الأفضل إنها تيجي من عنده هو كنوع من أنواع النقد الذاتي و تصحيح الأخطاء و المُحارب المُتمرس هو من يقع ليقوم مرة أُخرى أقوى من ذي قبل لكن بالطبع هو أخطأ و بالطبع أنصاره أخطأوا الكثير من الأخطاء أهمها على الإطلاق أن هذا الحماس الثوري الرهيب الذي رأيناه منهم لم نراه في أوقات الجُثث ما كانت بتترمي في ركُن مليئ بالقمامة و البنات بتتعرى أعتقد لو كانوا وقفوا وقتها نفس الوقفة مكنش حصل اللي حصل تاني حاجة لا بُد أن لاننسى أن الحُكم الخاطيء على الأشخاص هو اللي خلاهم يندفعوا وراء نعم للتعديلات الدستورية التي يُقال أنها أعطت الشرعية للمجلس العاري أن يُجهض الثورة و يستمر بها.


ولاد أبو إسماعيل إن كان أبو إسماعيل رحل فالفكرة لم ترحل و إن كُنتوا خسرتوا جولة فتعلموا منها بقدر المُستطاع أقراءوا التاريخ جيداً فهو يُعيد نفسه بجدارة لا تقعوا في أخطاء المحظوظة كونوا مع المبدأ كونوا مع المنهج و ربنا يوفقكم إن شاء الله




أخوكم الليبرالي المُتحاذلق محمد ممدوح

الثلاثاء، 17 أبريل 2012

ثائر على ما تُفرج



عزيزي الثائر على ما تُفرج أرجوك و أتوسل إليك حاول تفكر شوية في الأسباب اللي بتدفعك إلى الثورة و إن كُنت مُتفق معاك إن من حقك إنك تثور في أي وقت و لأي سبب إنت شايف إنه منطقي بس أرجوك حاول تخلي أسباب ثورتك فعلاً منطقية و إنها تكون في خدمة الوطن أو المنهج مش في خدمة حزب سياسي إنت مُتحمس ليه و مُتعصب ليه و مش هتجيبها لبر إلا لما اللي في بالك يتم أرجوك لما تيجي تثور تسأل نفسك شوية أسئلة صُغيرة و بسيطة الموضوع دلوقتي بقى مُعقد للغاية و مش مستحمل أي خلافات أيدولوجية عقيمة أو مرجعيات مُتباينة تعالى نسيب كُل ده في البيت قبل ما ننزل نثور تعالى ننسى شوية كُل المُصطلحات اللي من نوعية ليبرالي علماني تُركماني باتنجاني أناركي ما أناركيش إسلامي إخوانجي سلفنجي قبطي مُتأسلم كُل الكلام ده مش في مصلحتنا على الإطلاق في الوقت الحالي لأن زي ما قُلتلك الوضع بقى مُتأزم للغاية.


عزيزي الثائر على ما تُفرج الثورة اللي قامت في البداية تفتكر قامت عشان إحنا مش عارفيين نصلي أو مش عارفيين نصوم أو يمكن ممنوعين من أداء فريضة الحج أو بيلموا من الزكاة و يضحكوا علينا و يروحوا يلعبوا بيها قُمار في لاس فيجاس معتقدش و متهيألي إنت كمان متعتقدش زيي لأن و الحمد لله الجوامع كتيرة و الكنايس كتيرة و اللي عاوز يصلي يصلي و اللي عاوز يهلس يهلس يعني الثورة مبدأتش لأسباب دينية ليه بقى إحنا عاوزين نعملها ثورة دينية الثورة قامت لأسباب إجتماعية بحتة تعالى نوصل للحُرية و للعدالة الإجتماعية و للعيش و التعليم و الصحة الكويسيين و بعدين نشوف بقى مين هيقدر يطبق المشروع السياسي بتاعه مين هيقدر يقنع الناخب إنه بيشتغل عشان مصلحة مصر مش عشان مصلحته الشخصية مصر دي يا عزيزي الثائر بتاعتنا كُلنا مش مكتوب عليها في أي رُكن من أركانها للأقباط فقط أو للعلمانيين فقط أو للإسلاميين فقط مصر دي أرض كُل واحد أتولد عليها و عاش فيها و مُستعد يموت عشانها.


عزيزي الثائر أياً كان نوعك شكلك دينك مُعتقدك مرجعيتك حلمك ألمك هدفك لو إنت نازل عشان ترفع راية غير راية مصر لو إنت نازل عشان تنادي بشعارات حزبية طائفية عُنصرية أستميحك عُذراً ريح في البيت شد ضهرك على السرير لابتوبك جنبك الشاشة اللي سي دي الجميلة متعلقة على الحيط الريموت كُنترول في إيديك و أُقعد بقى شير و ريتويت و كومنت و إكتب و إشتم و ألعن و هزق براحتك لكن الشارع ده يا عزيزي الثائر للمصريين اللي قدموا يجي 5000 أوكتر أو أقل من الشباب إلى السماء عشان الحال المايل يتعدل ده غير بقى العذاب اللي كُلنا عماليين بنتعذبه بنزين و عيش و رز و حكومة رايحة و حكومة جاية و طوابير في كُل حتة بسبب إن اللي قافشين في البلد من شياطين الإنس مش عاوزين يدونا فُرصة نشم نفسنا و بيستغلونا كُلنا في إننا نساعدهم على كده شوية يعمل نفسه معاك و شوية يعمل نفسه مع اللي عكسك و إنت و أنا زي الغنم زايطين في الزياطة طب ما تيجي نُدرك اللحظة الفارقة و نُدرك إننا كُلنا في نفس أُم المركب سوى سوى يعني ميصحش أخُرم المركب و أقول أصل الحتة دي بتاعتي.


عزيزي الثائر على ما تٌفرج أنا عاوز أُقلك حاجة أنا مُسلم الحمد لله و فخور بديني جداً و بصلي و بصوم و بتمنى ربنا يغفر لي ذنوبي اللي حاسس إنها كترت أوي و عشان كده بستغفر الله دائما و بأدعي إنه يرحم والدي و يشفي أُمي و مع ذلك أنا مش من التيارات الإسلامية السياسية إيه ده طب إزاي آه و الله زي ما بقُلك كده لأني مش مُقتنع بطريقتهم في التطبيق و لكن هذا لا يعني إني مش مُقتنع بالمنهج نفسه أن في الإسلام لقيت حجات كتيرة أوي عظيمة بس ملقتش منها إني لو مكُنتش في التيار الإسلامي السياسي أبقى أنا كده زنديق و فاسق أن لقيت عبادات رائعة بتغذي الروح و لقيت مُعاملات جميلة بتُنمي روح الحُب و الود في المُجتمع و لقيت روحانيات جميلة بتسمو بالإنسان فوق كُل التعقيدات الدنيوية الزائلة لقيت إن مع الله و من إجل شرع الله أفضل بكثير جداً من أي شعارات حزبية إسلامية فالإسلام لم يُطالب أتباعه بأن ينصروا جماعة تتحدث بإسمه و أن يتعصبوا لحزب أو لشخص مُعين لا أعتقد ذلك على الإطلاق.


عزيزي الثائر على ما تُفرج زي ما من حقك إنك تثور فصاحب المشروع الإسلامي من حقه إنه يثور الفكرة هي اللي هتكسب مش الشخص اللي بيفكر صح و بيشتغل صح هو اللي يكسب بس لو كُلنا بنفكر صح في مصر أكيد كُلنا هنبقى إيد واحدة ضد العدو اللي كُلنا عارفينه كويس جداً جداً و مع ذلك ساييبين الحُمار و بنتشطر على البرادعة إذا كان من حقك أن تثور لأنك ترى إنك صاحب حق في بلدك فهو أيضاً له نفس الحق هو ليس عدوك هو مُجرد شخص يختلف معك في الرأي



الخميس، 5 أبريل 2012

محمد مُصطفى




في يوم ميلادك أبكي و أدعو لك بالرحمة بدلاً من أصطحب معي هدية لائقة و أرتدي أفضل ملابسي و أضع عطري المُفضل لأذهب لتهنئتك 


هكذا أتخيل حبيبته و هي تكتُب تلك الكلمات في ورقة تُغرقها الدموع و الأفكار و الذكريات فقصتها لم يُكتب لها أن تبدأ مع فارسها الذي فضل أن يكون دمه ثمتاً لحُرية مصر بلاً من أن يعيش قصص الغرام الحالمة على أرض يُقتل فيها الحُب بدم بارد و نقف جميعلً نتفرج بدم بارد و مِنا من يُبارك هذا القتل بدم بارد و مِنا من يغُض الطرف عن هذا القتل بدم بارد و مِنا من يُغمض عيناه و يستغشي ثياباه و يُغلق أُذنيه عن هذا القتل بدم بارد كما لو كان الدم البارد هو أصل وراثي نتميز به عن سائر البشر.


أتخيلها الآن و هي واقفة بعيون مُغطاة بدموع و قلب مُنكسر بِحسرة تتأمل صورتها في المرايا الكاذبة الخادعة التي حاول هذا الشهيد أن يُكسرها تتسائل هي الآن أكان حُلمك صدق أكان حُبي لك صدق أأنت بالفعل في العالم الآخر حي صدق تتسائل عن كيف هي حال الأُم و الأُخت الأهل و الأقارب و الأصدقاء.


في يوم ميلادك أبكي و أدعو لك بالرحمة بعد أن تحركت أصابعي فاتحة صفحتك الشخصية على موقع التواصلالإجتماعي أحد عوامل تفجير الثورة رُغماً عني يا صديقي أكُتب لك كُل سنة و أنت بخير و يا رب السنة اللي جاية تكون أحلى و أتذكر و أنا عبراتي تخنُقني أنه لا يوجد سنة قادمة أو أيام أو حتى دقائق تنتزعني ثقتي بأنك حي عند الله عز و جل من حُزني و تُخبرني أن هُناك من صدق الله ما وعده فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلاً.


هكذا يكتب أصدقائه و هُم يُصارعون تلك الدموع الساخنة و هُم يتذكرون تلك الأيام الباسمة و كم أنتي ظالمة يا أرضنا حينما يكون القاتل هو الأخ و هو مُقلة العيون هو القلب المكنون في أعماقنا هو سلاحُنا هو فخرُنا هو أملُنا هو نِدائُنا حينما يقف الخوف يطرِق باب بيتُنا هو الوحيد حينمت تطأ أُرجل العدو حينُا, كم أنتي ظالمة يا أرضنا حينما تختلط مشاعر الحُزن بصور الوجوه الباسمة.


في يوم ميلادك أبكي و أدعو لك بالرحمة و تأخُذني قدماي إلى المطبخ أُعد لك ما تشتهي من طعام أجتهد حتى أصنع تلك الكعكة أفضل من محلات الحلويات الشهيرة سأنتظر حتى أستمع لكلمات الساخرة اللاذعة و أنت تقول أنني بحاجة ماسة إلى تدريب على يد خبير فرنسي كي أُدرك كيف تُصنع كعكة أعياد الميلاد سأنتظرك و أنت عائد بهدايا أصدقائك و صديقاتك سأرى ماذا أحضرت لك صديقاتك أتمنى أن تكون زوجتك إحداهن و لكن أتمنى أن تكون لي كما أنت دائما لن أبكي يوم عُرسك لأنه لن يأتي ذلك اليوم لأن أقف بفخر أُم سعيدة بتلقي تهاني الأهل و الأصدقاء لن أتناقش أنا و أبيك في كيف سنُجهز شقتك أو من أين ستكون بدلتك لن أُذغرد و أنا أحتضن وليدك أو ليدتك فما للموتى أن يُنجبوا.


هكذا تُراود أُمه الذكريات و تقتلعها من عالم النسيان إلى عالم الواقع المرير إلى عالم ملأته الأحذية الثقيلة قسوة غلى عالم طمست شياطين الإنس بهجته سحقتها بغِلظة و كانت لهُم الدُنيا و كانت لك السماء فهنيئاً إبني ما أنت فيه و صبراً فالله المُستعان.




أكُتبه أنا عزيزي الشهيد محمد مُصطفى هكذا أنت عندي مهما صرخت كُل الشيوخ مهما تحدث الرجال الذين ملأتهم الشروخ مهما ظهر على الإعلام كُل أولئك المسوخ هكذا أنت عندي و عند آلاف مثلي شهيد عند الله هو بك أدرى منا و أدرى بنا منك فأدعوه و أنت حي تُرزق أنا مغلبون فأنتصر و أُبشرك بأن غداً









سيولد من يلبس الدرع كاملة - من يوقد النار شاملة - من يستولد الحق من أضلُع المُستحيل




أخوك الذي ينتظر دوره محمد ممدوح

الأربعاء، 4 أبريل 2012

كلماتي: الحُب

كلماتي: الحُب: قد يتبادر إلى ذهن القارئ العزيز أن هذه المقالة مقالة رومانسية مليئة بالأشواق و الحنين إلى روح المُراهقة الهادرة و مشاعرها التي تستطيع ...

الحُب


قد يتبادر إلى ذهن القارئ العزيز أن هذه المقالة مقالة رومانسية مليئة بالأشواق و الحنين إلى روح المُراهقة الهادرة و مشاعرها التي تستطيع أن تقتحم كُل حصون العادات و التقاليد أو أنها مُتشبعة بطعم الشباب و جُرأته و إقدامه على تحطيم القيود و كسر ما يُعانيه من إحباط أو يأس بقصص تُلهب خيال القارئ و تُدغدغ مشاعره و قد يذهبُ الفكر بعيداً و يتصور أنها مقالة عن مرحلة النُضج و مشاعر أبناء ما فوق الثلاثون إلا أنني أعتذر هي مقالة سياسية بحتة لا يوجد بها أياً من السابق ذكره إلا أنها تتحدث عن شعور كثيراً ما نفتقده في كُل حياتنا و في مُختلف أوجه الحياة.

قد تستوقفك بعض العبارات الدينية سواء كانت في الدين الإسلامي أو في الدين المسيحي آيات من القرآن الكريم أو تعاليم الإنجيل تتحدث عن هذا الشعور و عن أهميته و عن أنه إذا صلُح القلب و أمتلأ به صلُح الجسدَ كُله و أنتشت الحياة و تناغمت مع ما حولها من مُشكلات و مُتطلِبات و عوامل مُختلفة و لكن ما أن تنظُر في وجوه المُتدينين حتى تجد أنك تفتقد هذا في عيونهم إلا ما رَحِم ربي و هُم للأسف قِلة حتى أنني في ذات يوم أنفعلت و أنا أتحدث مع صديق سلفي قائلاً يالا العجب لما لا تتصدر أنت و أمثالك المشهد السياسي لهذا الفصيل الكبير فوالله ما رأيت منهم إلا القليل من الحق و الحُب و دليلي هُنا أن حزب وليد جمع أغلبية كبيرة من ثقة الناس به يعتذر في أقل من 3 شهور عن الكثير و الكثير من الأخطاء الناجمة عن غياب الحُب و الإحترام و الصدق و هي قيم دينية سامية قبل أن تكون قيم أخلاقية حتى أصبح البعض يتندر على الأستاذ بكار قائلاً المُعتذر الرسمي بدلاً من المُتحدث الرسمي لحزب النور.

قد تتعجب من حملات السُخرية و الإنتقاد المتواصلة بين كُل حزب أو جماعة بين كُل مرجعية أو ثقافة بين كُل فصيل كما لو كان لا خير لمِصر إلا بالصراعات يُساعدهم على ذلك الراعي الرسمي للإنشقاق و التفسُخ و هو لا يُلام في ذلك فمن مصلحته و مصلحة أسياده أن نظل هكذا غير عابئون إلا بتوافه الأمور مُتناحرين مُتشاحنين كأبن كلثوم من تغلُب و إبن هند ملك الحيرة لا نتوقف عن الصراعات إلا لو أكلت الأخضر و اليابس و تركت وجوه الأطفال كشيخٌ عابس ينتظره الموت ببُطء و تأني.

فترى المعركة تلو الأُخرى و ترى النفوس التي تآلفت في ثمانية عشر يوم صنعت فيهم ببركة الله و فضله مُعجزة لو كان تحدث عنها من قبل أن تحدُث لقُلنا مجنون ثُم مجنون ثُم مجنون و أني لأتذكر وقت أن ذهبت العرض لفيلم دُكان شِحاتة و هو يبدأ بتوقع ثورة جياع تجتاح مصر أنا خرجت و أنا ناقم من العرض على هذا الخيال الذي يودي بصاحبه إلا أن يتخيل سيناريو كهذا فمن المُتعارف عليه دولياً أنه في مصر لا أحد يموت من الجوع و أن الجميع يتشارك في حمل الهم حتى و لو بلغ مداه فمن جمعيات خيرية إسلامية إلى جمعيات خيرية ليبرالية إلى كنائس كُل يقوم بما يستطيع به من جمع للتبرعات هُناك من يدفعها سعيد و هُناك من يدفعها مُدركاً أنه له يومه و لا بأس بأن يدفع هذا النُذر القليل اليسير الآن و هُناك دولة بحجم مِصر قامت ببناء و تشغيل و تجهيز مُستشفي للسرطان بأموال الشعب بينما الدولة هي من سرطنت كُل شيئ للشعب ثُم تُطالبه بأن يتبرع لعلاج نفسه لا تتعجب فهي إرادة الله فقد حدث ما حدث و خرج أبناء الصمت عن صمتهم و كسر الخائفون حاجز الخوف أسقطوه بصرخة قائلة خدوا ما تشاؤا من الدماء فهي ليست لنا هي لرب كريم جبار مُقتدر هو العزيزُ القوي خذوا حتى تشبعوا فعنده الكتاب و إليه الحساب و إليه مرجِعنا جميعاً.

و حتى أنتهت أيام فتح الله علينا بنسمات من الحُرية من عبودية الإنسان و الإتجاه إلى عبودية الله بدأت الفِتن تتوالى لن أشغل بالي بيد من عسكر كان أم أمريكان ظرف ثالث أم رابع أو فليكن عاشر فأنا لا ألومن إلا نفسي إلا غبائي كشعب لم يُدرك اللحظة الفارقة لم يُؤثر على نفسه من يتوسم به الحاجة من يمد يده للآخر قائلاً فلنطرح هذا جانباً و نتعاون أتروا معي أنا هُناك من يُنشد لأبن كُلثوم قائلاً:

أَبَا هِنْدٍ فَلا تَعْجَلْ عَلَيْنا  وَأَنْظِرْنا نُخَبِّرْكَ الْيَقِينا
بأَنَّا نُورِدُ الرَّايَاتِ بِيضاً وَنُصْدِرُهُنَّ حُمْراً قَدْ رَوِينا
إِذا بَلَغَ الْفِطَامَ لَنا صَبِيٌّ تَخِرُّ لَهُ الْجَبابِرُ ساجِدِينا


و الجميع يستبدل كلمة أبا هند مُخاطباً الجماعة التي يرى أنها تُعاديها و يا ليت أبا هند تعاون مع إبن كُلثوم و أتحدوا ضد الفُرس أو الروم و صنعوا لهُم مجداً مُشتركاً و لكن يبدو أننا نُكرر نفس الأخطاء بنفس الدقة و بنفس الحرفية مع أن هُناك حديث للرسول الكريم صلاوات الله عليه و سلامه يقول لا يُلدغ المُؤمن من جحراً مرتين.

عزيزي الليبرالي أو العلماني السلفي أو الإخواني المدني أو المسيحي أياً كان شكلك أياً كان لونك جنسك مُعتقدك دينك الذي يُقارعك بالفكرة ليس عدوك عدوك هُناك رابض يغتصب في أرض أهلك و ينظُر بسعادة و غِبطة لصراعاتك و غبائك و يتمنى لك داوم الحال 


قد نختلف في الشكل و في اللون و لكننا شخص واحد في عيون بن صهيون 

الثلاثاء، 3 أبريل 2012

أجندةالثورة (إنهم يكتبونني)


       مُنذ بداية الثورة يوم 25 يناير 2011 و الأحاديث لا تنقطع عن أن الثوار لديهم أجندات كُنا نستمع إلى تلك الكلمات المُتناثرة عن أجندات تملأ ميدان التحرير و ميادين المُحافظات التي حفلت بفاعليات ثورية لكن دون أي دليل مادي على وجودة تلك الأجندات و دون أن يستطيع الجهاز الأمني الرهيب المُرعب أن يضبط و يتحفظ على أجندة واحدة و يعرضها على شاشات التلفاز أو تُستعمل كدليل مادي في قاعات المحاكم.

       و بعد أن أطمئن جمهور الثوار لسيطرتهم على مقاليد الأمور في البلد و عدم خوفهم من أي عقاب أو مُحاسبة هاهي الأجندات تظهر بل و يتم طباعتها في كِتاب و يتم توزيعه في كُل مكتبات القاهرة أستطعت بعد جُهد ليس بقليل أن أحصُل على نُسختي من مكتبة الشروق بسيتي ستارز حِفظه الله لنا و للأُمة العربية كُلها و بدأت خيوط المؤمراة تتضح أمامي خيط تلو الأخر و تساءلت في إعماقي عن ماذا كان سيحدُث في مصرنا الحبيبة لو كان كُل مصري لديه تلك الإجندة!!!!! و يا ليت.

      أجندة الثورة (إنهم يكتبونني) بقلم ثلاثة من المصريين و كفى بهذا الوصف بلاغةً فكلمة مصري عادت إلى كرامتها و عِزتها شيئما بعد أن تدهورت تلك الكلمة كثيراً في الثلاثة عقود الماضية و رأيت ذلك بأُم عيني في كُل مرة أسعدني الحظ فيها و كُنت خارج مصر أو بصُحبة أصدقاء من خارج مصر على أرض القاهرة لكن هذا الوضع تغير و أصبح العالم ينظُر إلينا بكثير من الإحترام و التقدير.

إنجي مُحيي الدين - هالة الزغندي - أحمد سلطان

     ثلاثة من الشباب المصريين قاموا بنشر الأجندة التي ظلت طوال أكثر من عام مُختفية فتحت صفحات الكتاب على عجل بينما أنا أُتجه إلي سيارتي لأجد بعد أن وصلت إلى السيارة أن الأمر يتطلب مني أنا أرتجل منها مرة أُخرى و تسللت خارجاً إلى مكان هادئ و أنا أُجاهد عيناي و يداي أن لا أبدأ القراءة و أنا أسير في الطُرقات إلى المقهى الهاديئ المُنعزل و ما أن أرتميت على ذاك المقعد الوثير حتى هدأت نفسي و بدأت ألتهم بشراهة تلك الأجندة الرائعة.

     هُناك من تراه فتتذكر موقف أو مُناسبة جميلة و هُناك من تتحدث معه فتسترجع بعضاً من الوقت الجميل الذي مضى إلى حال سبيله و لكن قليلة هي تلك الأشياء التي تستطيع أن تنتقل بك إلى الماضي و تُعيد معك نفس مشاعرك و أحاسيسك نفس شوقك و لهفتك نفس دموعك و ضحكاتك نفس الأسى و نفس الفرحة كما لو كانت آلة زمن رجعت بك إلى الماضي الذي أنقض عليه الحاضر يمحيه لياخُذ مكانه لاحقاً أجندة الثورة واحد من تلك الأشياء التي أستطاعت أن تُعيديني إلى الوراء قليلاً ما يقُرب من عام و بِضعة شهور وقت كان أبي رحمةُ اللهِ عليه يأتني صوته عبر الهاتف مُطمئناً أنهم بخير و أن الوضع آمن في القاهرة بينما أنا أُغالب دموع خوفي و رهبتي و فرحتي مما يحدُث و بما يحدُث.

      عُدت إلى أوقات كُنا نحلُم بينما هُناك من يدهسون الأحلام في تلك العيون البريئة غلى أوقات كانت قلوبنا تهفو إلى أي أمل وقتما كان هُناك من يذبحون الأمل بدمٍ بارد و بوحشيةِ مُقززة وقتها كُنا نهرب من كُل هذا إلى واقعنا الإفتراضي على صفحات موقع التواصل الإجتماعي الأشهر على مُستوى العالم لنضع كلِماتنا على تلك الصفحات لنرى أنفُسنا كما نُريد لا كما يُريدوا لنتشارك لوحات نرسُمها بكلِمات هي بنات أحلامنا و أمانينا و آمالنا المُعلقة حتى أتى ذلك اليوم الذي تحقق فيه اليسير من تلك الأحلام و أضحى حقيقة و بينما يُطارِدنا الواقع تكون أجندة الثورة هي الوسيلة الوحيدة لتعيش نفس ذات الأيام التي رأينا بها الحلم و هو يُولد من رحِم المُعاناة و بصبر و تأني و شوق و لهفة أستقبلنا الحُلم الوليد لعله يكون رحيماً بنا.

      أجندة الثورة الحقيقة هي ذلك الكتاب الذي أمام عيناي الآن بكُلِ حروفه و أفكاره هو ما كتبت أنا و أنت أو ما كُتِبَ عني و عنك نعم قد لا نكون مشهوريين و مرموقيين كي يكتبوا عنا و يحكوا قصصنا و لكن يكفي أن نكون مصريين ليكتبوا عنا فما حدث وقتها كان أكبر و أضخم من أن لا يُكتب عنا كتاب معه تشعر بالحميمية و القُرب تحتضنه كعاشق ألتمس عشقه أخيراً بعد طول صبر سترى فيه إسمك أو كلماتك سترى فيه قصتك أو أحلامك سترى فيه نفسك وقت الثمانية عشر يوم الذين خلدهم التاريخ.

      هذا الكتاب جمعه و كتبه أشخاص قد جلسوا بجوارك في الجامعة ركبتم سوياً نفس القطار حضرتم حفل فيلم في ذات السينما عبروا الطريق أمامك و أنت مُسرع بسيارتك تُحاول اللحاق بعملك تقابلتم سوياً في مطار القاهرة الدولي بينما أنت مُسافر و هُم عائدون شجعتم بنفس الحرارة الفريق المصري و هو يُحرز بطولة ذرفتم نفس الدموع تشاركتم نفس الحُلم أبتهجتم نفس البهجة هُم كتبوا عنا لإنهم حقاً منا.


إجندة الثورة هي تلك الإجندة التي كُلما فتحتها رأيتُ بها حلماً أو أُمنية أو أمل يصرُخ قائلاً أنا مصري.