الثلاثاء، 28 فبراير 2012

الإعتذار للحُمار

مما لا شك فيه أن النائب الموقر زياد العليمي أخطأ خطأ جسيم حينما وصف المُشير بالحُمار فالحُمار لا يأمر حميره المُتوحشة بقتل و سحل و تعرية أبناء و بنات جنسه من الحمير المسكينة الغلبانة اللي طالعة بتنهق إعتراضاً على أدائه السياسي كحُمار و هو الأمر الذي يمس أبسط أحتياجاتهم الأساسية من مقومات الحياة العادية و عُمرك ما شفت حُمار يموت من أهل عشيرته 77 واحد في أقل من نص ساعة شنقاً و ذبحاً و رمياً من على أسوار الإستاد و يقُلك عادي الحوادث دي بتحصل في أي حتة فيها حمير و إن كُل الحمير لازم تشترك و تساعد بعضها على التخلص من بعضها الحُمار مش بينسى أبداً طريقه و لا عُمرك شوفت حُمار بيخدع الحمير اللي زيهم و يُقلهم أنا بحميكم و أنا بحافظ عليكم و هو عمال يقتل في بني جِنسه و يساعد في نجاح الثورة المُضادة اللي راجعة بقوتها ضد الحمير المساكين الغلابة اللي صدقوا الكلام أو صدقوا النهيق اللي الحُمار الكبير قاله و عمله فعشان كده لازم نتفق إن النائب الموقر أخطأ أدبياً و لغوياً و معنويا في حق راجل كُلنا بنحترمه و بنقدره و شايلين جميل حمايته للثورة و أهدافها فوق رأسنا من فوق.


من الغريب إن المجلس الموقر اللي النائب الموقر جُزء لا يتجزأ منه إعتراضه كان على السب و القذف أقوى مما نتخيل كُلنا كحمير قصدي كشعب إنتخب هذا المجلس فنفس هذا المجلس لم يجد غضاضة في إرسال لجان تقصي حقائق هُنا و هُناك في أي حادثة قتل أو كارثة من الكوارث الغير طبيعية التي تحدث في بلدنا الحبيبة بلد الحمير هذا المجلس الموقر إتخذ إجراءات سريعة قوية مؤثرة لضمان عدم تكرار واقعة السب المشهورة بموقعة الحُمار بينما نراه حائراً خائفاً متوجساً و هو يُناقش أشياء أُخرى أهم بكثير من واقعة السب أو من موقعة الحُمار أو من الحُمار نفسه.


من الرهيب و العجيب و المُريب إن فيه موقعة القرنين و دي في رأي المُتواضع أهم بكتير من موقعة الحُمار لأن موقعة القرنين بطولة واحد بيتميز بقُدرة رهيبة على الإنبطاح و إرتداء أجود و أفخم أنواع الملابس المُثيرة لأي صاحب سُلطة أو نفوذ بل إنه بيتفانى في إداء العملية الملعونة بإستمتاع رهيب يحسده عليه كُل شواذ العالم الإنبطاحيين قال كلام في حق شخص مش هنحكم عليه إلا إنه من الحق أن نقول إنه أحد أهم عوامل الثورة و أحد أهم من قاموا بتحريك المياه الراكدة أبو القرون ده بقى قال عليه إنه عميل و بالدليل و المُستندات و السيديهات و الديفيدهات بل و الفلاشات أيضاً و قال عليه أكثر مما قيل في الخمر و مع ذلك المجلس الموقر قعد في وصلة تصفيق طرباً و إعجابا بهذا الكم من الإنبطاح تفوق إعجابنا بفريق برشلونة و هو يُمارس أفعاله السحرية في أي فريق يقابله.


و مع إن هذا المجلس يمتلك أغلبية كبيرة من تيار الإسلام السياسي الذين قدموا إلى المجلس بوصفهم أسود الشريعة و نمور الأُمة و فهود الشعب و ديناصورات و تنيانات الإسلام و أنهم سيعودوا بنا إلى أيام مثل أيام عُمر بن عبد العزيز إلا إنك لا تراهم ينتفضوا إلى أي شيئ له علاقة بقيم و تعاليم الإسلام بل و يبدو الأمر أنهم ضد هذه القيم و التعاليم فمنهم من إتهم حامل كتاب الله بالفسق لأنه ليس من جماعته السياسية و طالب أن نتبين حتى لا نُصيب شُرطة مصر و خرطوشها بجهالة و بينما نقيب الأطباء مُصاب بخرطوش و مُراسلة صحفية مُصابة بخرطوش و الفيديوهات لا تُعد و لا تُحصى عن إطلاق خرطوش إلا أن هذا النائب الموقر تذكر فجأة تلك الآية كم لو كانت نزلت في واقعة تُطالبنا بأن نصُدقه هو و جماعته و نُكذب النائب الآخر لمُجرد أنه ليس من جماعته السياسية.


الأمر يبدو كأنه مُزحة ثقيلة فبينما نحن في وسط كُل هذا الغم و الهم و القتلى و الإنفلات الأمني و الأخلاقي و الأعضائي و(محدش يسأل يعني إيه إنفلات أعضائي عشان عجبتني) و السياسي و الشخرمون اللي طاش في الترالالي تلاقي نائب موقر جميل ظريف لطيف خارج علينا بطلب غلق المواقع الإباحية من على الإنترنت و هُنا يعجز القلم و الكيبورد و الأي باد و التاب و السيف و القرطاس عن التحدُث أو عن المُناقشة أو عن أي حاجة خالص مالص غير إن الواحد يقول حسبي الله و نعم الوكيل فيمن لم يُحرك مقتل الشباب و سحل البنات و كشف عُذريتهن قلبه و حركتها المواقع الإباحية لعنة الله عليها و لو كان درس الموضوع لكان أدرك أن هُناك من الوسائل و الأساليب التقنية ما يسمح لمن يُريد أن يفتح هذه المواقع سيفتحها حتى لو من على البوتاجاز إلا أن هذا الموقر أكتشف أن كُل بلاوي مصر مُتلخصة في المواقع الإباحية و أن غلقها سيؤدي بنا إلى التقدم و الإزدهار أو لعله أدرك أن المسئولين عن القصاص للشُهداء و إسترجاع أموال و ثروات البلد المنهوبة مشغولين بمُتابعة تلك المواقع فقالك نقفلها ليهم بقى عشان نعرف نخليهم يشتغلوا أستقيموا يرحمكم الله.


هل الناس اللي نظام بلا يُخالف شرع الله دول عارفين يعني إيه كلمة حق عند سُلطان جائر عارفين يعني إيه حُرمة الروح و العرض و المال و الجسد و عقوبة من ينتهك الحُرمات دي عارفين يعني إيه إفساد في الأرض بغير حق و إيه عقوبته عند الله و إيه عقوبة اللي ساكت عليه طب نقول إيه و لا نعمل إيه و لا نتصرف إزاي نقول حسبي الله و نعم الوكيل له الأمر من قبل و من بعد أجلسكم في مقاعد من ظلموكم لتُمارسوا نفس ظُلمهم مارسوه فسيستبدلكم الله بمن هو خير منكم إن شاء الله.



الخميس، 23 فبراير 2012

الصراع الخايب

لا أستطيع كشخص عادي تماماً لا ناقة له و لا جمل في حيل و ألاعيب السياسية الفكسانة إلا إني أُطلق على اللي بيحصل في البلد الكام يوم اللي فاتوا و الكام يوم اللي هيفوتوا بعدهم إلا كِلمة واحدة مريرة للغاية لأنها بتبعبر عن مكنون الموضوع ألا و هي تيييييييـــــــت آه للأسف مش هينفع أكتب الكلمة لأن مراتي و الكثير من أصدقائي عاملين حملة مسعورة ضد سفالة لساني المعهودة و بيني و بينكم عندهم حق فعلاً المفروض الواحد يخلي باله من لسانه لأنه حُصانك إن صُنته صانك و لأنه ممكن يوديك جُهنم بنفس القدر اللي مُمكن يوديك به الجنة إن شاء الله و على رأي مش عارف إيه الأدب فضلوه على العلم و على رأي الإخوة الفيسبوكيين المُبدعيين في عالم الفوتوشوب ما هوا لو كُل واحد شتم المُشير هيطلع يعتذر في التليفزيون البلد كُلها هتبقى في ماسبيرو فبدل من نستعمل الكلمة القبيحة هنستعمل العنوان اللي فوق و هو كلمة صراع خايب.


قصة الصراع الخايب دي أنا للأسف الشديد عندي شك فظيع آخر متين حاجة إنها معمولة عمولة برة مصر و متاخدة كوبي و بيست من كتاب خارجي إسمه البظرميط في شُغل التفحيط أنصحك متدورش على الكتاب ده لأنه كِتاب ماسوني صهيوني حماسي أخواني قطري إيراني مُشترك و عليه علامة الماسونية الجديدة و هي علامة عربية ستروين بعد ما نجم البط الأوحد هرش علامة العربية الرينو و بعد ما الراجل بتاع رالف بولو إنتحر لأن الأفاضل أعداء الماسونية إكتشفوا السر الفظيع المُريع إن الأسدين أو الأسد اللي على التي شيرتات دي هو علامة الماسونية ده كمان إيه ده فريق مانشيستر يونايتد مش عارف يكسب الدوري هناك في لوندون البلد بعد ما نجم البط الأوحد فضح مُخطط الماسونية في العالم و بقى ماسونية إنيمي نامبر وان.


قصة الصراع الخايب دي مُمكن أي طفل صُغير يعملها و هوا قاعد في بيتهم فقط إذا توافرات عنده المقادير اللازمة و دي و الحمد لله مُتوفرة و بشدة و لأن من المعروف إن مصاريين الواحد بتتعارك في بطنه و أن هُناك من التضاد بين الأطراف المُختلفة للشعب أكثر من الإتفاق و مع غياب المعايير الثابتة و القانون اللي ماشي على الكُل فعشان كده فيه ناس بتتحاسب على أي هفوة أو فيمتوهفوة و فيه ناس بتعمل المُصيبة و تلاقي اللي يُقلك عادي و قشطة شغال و كُله في التمام المقادير سهلة و بسيطة إعلام مقُزز و متحيز و يبحث عن الأخبار المُهيجة للجماهير و يا ريت محدش يفهمني صح إعلامنا فعلاً للأسف الشديد بعيد كُل البُعد عن المهنية في الإداء و ده على كُل مُستوى هو أشبه ما يكون بالأفلام البورنو اللي الناس في بلاد برة بيقرفوا منها و بيعملوها عشان يبيعوها لينا إحنا هنا في بلدنا بدليل إن أكثر كلمات بيبحث عنها العرب على الأخ الفاضل جوجول هي كلمة سيكس بس عاوز إيه تاني دليل عشان تعرف إننا شعوب البورنو في حياتها هو رقم واحد و أعتقد أن البورنو الإعلامي واخد المركز الأول و لله الحمد.


الحاجة المُهمة التانية مُتطرفين من كُل ناحية و ده بقى مش هتلاقي أكتر منه فإحنا كشعب مُمكن نموت في مُظاهرة مُمكن نموت في أتوبيس مُمكن نموت في ماتش كورة مُمكن نموت عادي كده من غير أي أسباب منطقية إلا إننا مش مُمكن نسمع للطرف الآخر أو نناقش رأينا خلاص هي كده قافلة معنا قافلة التنين رأيي لا يتغير لو عملت فيها القرد أبو صديري و ده من أهم المقادير هوا صحيح جه في المرتبة التانية بعد الدعارة الإعلامية إلا إن دعارة إعلامية من غير مُتطرفين لا تُساوي شيئ لأن أفلام الدعارة لو موجودة في مُجتمع فاضل مش هتغير فيهم حاجة و لا هتأثر فيهم على الإطلاق أبسلوتليي ده هُما اللي هيأثروا فيها و بس.


بعد كده بقى يتفضل مقدار هام و حيوي و هو القضايا الخلافية التافهة و اللي طبعاً المتطرفين فيها هيعيدوا و يزيدوا و يحصل لجان و إجتماعات و صوت عالي و دوشة و الناس تلتف حولها زي ما تكون حلة فتة و كُل ما العملية تبدأ تهدى يتم عملية شعللة ليها و لكُل حاجة من حواليها قضايا مذهبية - دينية - فتنة طائفية - فتنة كروية - فتنة عُنصرية و أي دوشة مع أوشاعات عشان تخلي الطبخة سبايسي شوية بحيث تبقى خايف و قلقان و حاسس إن إنت مُمكن تتثبت في أي وقت و في كُل مكان و محدش هيعرف يطلعك من اللي إنت فيه غير إنك تستسلم و تضحي بأي شيئ عشان إبنك و مراتك و عربيتك و شُغلك كما لو كانت الدُنيا هي نهاية المطاف و إن مفيش آخرة و مفيش حساب و مفيش و مفيش كُله مفيش


هنا بقى تقدر تقول إنك عملت الصح مع بلدك و مع المُجتمع و تبقى كده قشطة

الاثنين، 20 فبراير 2012

رقصة الموت الأخيرة.

كانت تطير بأجنحتها الجميلة تبتسم إلى الضوء القادم من بعيد في نفس الوقت الذي كانت فيه أُم جابر تقوم بإعداد ملابس جابر و ملابسها و تقوم بلفها في تلك الملاية صانعة ما يُطلق عليه بالبؤجة كانت تبتسم في صمت و سعادة فهاهي أخيراً ذاهبة إلى لقاء أُمها و أباها و أخوتها ستتذكر معهم كيف كانت تجري بين العيدان الخضراء كيف كانت حياتهم باسمة ضاحكة كيف أعترى الخجل وجهها و هي ذات الأربعة عشر ربيعاً بينما أُمها تُخبرها أن هُناك عريس لها من أبناء عمومتهم القاطنين بجوارهم و لكن يعملون في القاهرة و كيف أسهبت الأم في الحديث عن هذا الرجُل و شهامته و وسامته و كيف أنها ستكون معه في القاهرة تذكرت تلك الأيام الخوالي و هي تبتسم حتى دخل عليها زوجها فما أن رأي تلك الإبتسامة حتى فهم على الفور ذلك الحنين و الشوق الذي تُغالبه زوجته أو صغيرته كما يُحب أن يُناديها.


أبو جابر هو أحد أولئك الرجال الذين تركوا بلادهم في الجنوب و زحفوا إلى الشمال مع بعض من أصدقائه تعاهدوا على أن يعملوا كي يوفروا إلى إهليهم النقود التي أصبحت عزيزة في الجنوب كان يضيق صدره بشدة من سُخرية القاهريين من الصعايدة و كان يتسائل كيف يسخرون منا و هُما لا يملكون ما نملُك من عزة و كبرياء و شهامة و رجولة و جدعنة و صحة إفتكر و هو سارح بخياله لما كانوا بيطلعوا الرمل في الشُقق و كان الواد المُهندس واقف معاهم في الشمس و مرة واحدة أُغمى عليه و وقع عشان جاتله ضربة شمس عيل خِرع صحيح.


حامت الفراشة من بعيد مرة أُخرى حول ذلك المصباح لا تدري أهي تلتمس الضوء أم تلتمس الدفء أم تبحث عن النهاية هل كانت مُدركة أن على زُجاج هذا المصباح ستغدو رماداً - إبتسمت أم جابر و هي تنظر لزوجها بملامحه الجنوبية الأصيلة و في تلك الحُجرة الصغيرة التي يقطنوا بها و التي أضحت جنة أبو جابر بعد أن تزوجها كما صرح لها أكثر من مرة فلقد أكد لها أن لمستها البسيطة في تلك الحُجرة الضيقة قد حولتها من حُجرة صغيرة إلى مكان جميل يحتضن زوجين و طفل صغير كان أبو جابر قد حصل على تلك الوظيفة الرائعة التي كانت تُدر عليها مبلغاً مُحترماً من المال يُنفق منه على أُسرته و يدخر منه جُزء كبير يُساهم في إعالة أُسرته الكبيرة و بناء منزل جديد لهم في القرية كان يبدأ صباحه مع أذان الفجر يغسل السيارات الفارهة القاطنة أمام تلك العمارة التي يعمل بها كُل شيئ بواب و حارس و عامل صيانة و عامل دليفري حتى أُم جابر كانت تُساعد سيدات العمارة في خدمات المنزل من إعداد الأطعمة و التنظيف و توصيل الأطفال الصغار إلى الحضانة حيثُ كانت تنبهر حينما تسترق النظر إلى داخل تلك الحضانات من ألعاب و أنشطة و مُدرسات خواجات زي لهطة الجِشطة كما كانت تصفهم إلى أبو جابر كانت تسرح بخيالها أحياناً و تحلُم بجابر و هو بين أقرانه من الأطفال في حضانة مثل تلك إلا أنها كانت تستيقظ على واقع المستوى الإجتماعي لتؤكد لنفسها أنها ستفعل ما ينبغي نحو تعليمه و تثقيفه حتى يُصبح أفندي كالذين تراهم.


يحتضنها زوجها نحنية بالغة و هي نائمة فتشعر بالدفء و الأمان و سُرعان ما تنام بينما المصباح الأصفر الصغير ينطفئ نوره لعله كان يقول لتلك الفراشة إن رقصتك الأخيرة لم تُحن بعد.


أستعدت أُم جابر بإحلامها البسيطة تحملها بداخل عقلها الصغير الذي لا يستوعب سوى الحُب و الحنية و الروح الجميلة لا يستوعب برودة الواقع لا يستوعب تعقيدات المُستقبل لم تتعلم في أي يوم من الأيام أن تخاف فدائما هُناك رجُل يحمل عنها همومها تذكرت أباها بحضنه الدافئ و قبلته الحانية و أعدت نفس لجلسات السمر التي ستكون بعد الغروب و بعد أن تُعد دور الشاي الصعيدي المُحترم سيجلسون بالقُرب من باب المنزل يتسامرون ستحكي عن السيدات في مصر ستحكي عن السيارات الفارهة و عن الأكلات الغريبة ذات الأسماء الغريبة ستحكي عن كُل شيء كم تشتاق أُمها لرؤية جابر و كم تشتاق هي إلى إحتضان أخيها الصغير لماذا تمُر الدقائق بطيئة و هي تنتظر ميعاد الوصول إلى محطة مصر.


محطة مصر يا أسطى هكذا قالها أبو جابر و هو يُشير بيداه إلى التاكسي الذي أخذ يتناقش معاه في الأجُرة قبل أن يُشير لصغيرته أو زوجته بالركوب المسافة من مدينة نصر إلى محطة مصر ليست بالكثيرة أستغرقها أبو جابر في التفكير في أسباب هذا الشعور الذي داهمه فجأة قلق عنيف أرجعه أبو جابر إلا أنها أول مرة ستُسافر أُم جابر إلى الجنوب إلى الأرض الطيبة كم يحلو لهم أن يُطلقوا عليها تذكر أحلى أيام حياته مع أُم جابر في شهر العسل تذكر الخجل الذي كان يعتريها و كيف أنه أجتهد معها في إزاحة ذلك الخوف الرقيق و كيف عاشوا معاً أحلى أيام العُمر يجترفه ذلك الشعور بالقلق ليقطعه صوت أُم جابر قائلة يا أبو جابر إنت نسيت نور الأوضة مفتوح كده السُكان هيفتكرونا في البيت ضحكة رقيقة و تهمس هتوحشني أوي يا أبو جابر بقى مكنش ينفع تيجي معانا العيد ده يرُد عليها قائلاً إن كُل الأيام عنده عيد طوول ما هي معاه تحتضن كفه في رفق و تقول ربنا يخليك ليا يا تاج راسي.


بالقرب من مصباح تلك الغُرفة الضيقة كانت الفراشة الجميلة تتراقص كما لو كانت تتراقص على أنغام الموسيقى الهادئة كان المُجتمع المصري يستقبل أيام العيد في صخبه المُعتاد بينما كانت تستعد أُم جابر لركوب القطار و أبو جابر يؤكد عليها أن تحترس و لا تُغادر مقعدها إلى حال الوصول سيكون أبيه و أخيه الأصغر في إستقبالها في المحطة عليها أن تحترس جيداً أعطاها الكثير من الأموال التي أخفتها بعناية بين طيات ملابسها و حفظت عن ظهر قلب تعليمات زوجها و أستقلت القطار جلست و هي تحتضن جابر و تسترسل في الأحلام.


كانت الفراشة تلف و تقترب بهدوء ترقُص رقصتها الأخيرة أحتضنت المصباح الزُجاجي في هدوء شعرت بالدف يغمُرها كانت أُم جابر غارقة في أحلامها بينما تعالت الأصوات من حولها شعرت بدفء حار رهيب و رائحة شياط مُنبعثة بقوة من حولها صرخات حادة و رُكاب من حولها يتدافعون أحلامها تتناثر من حولها مع إزدياد الشعور بالحرارة و الإختناق نظرت في عيون جابر تلتمس الأمان فوجدت عيونه تبهت إنحدرت دموع صامتة حائرة تبخرت في هدوء شعرت بالحياة تخرُج من جسد وليدها بينما الحرارة ترتفع و تقترب إحتضنته في خوف في صمت في ترقب رأت صورة أبو جابر أمامها إبتسمت في صمت و هي تحتضن وليدها.



الأحد، 19 فبراير 2012

أنجلينا جولي و البرادعي و أصحاب العقول في راحة

دائماً ما كُنت أعتبر الفنان صاحب رسالة سامية و إن كان له سقطات كثيرة في إختلافات عقائدية و سياسية و جنسية و إلى كُل ما نختلف فيه سوياً نحن سائر البشر لذا لم أستسلم في يوم من الأيام إلى نظرية تشويه الفنان على أنه مُجرد ماجن لاهي عابث أو أنه مكير شرير يُريد أن يعيثُ في الأرض فساداً و إن كانت تصرفات بعض الفنانين هُنا تدفعني إلى تصديق تلك الإتهامات إلا أنني كُنت أقول إنه مُجتمع فيه الغث و فيه السمين به صاحب الرسالة و حاملها و به من يُريد أن تشيع الفاحشة بين الناس.


و حتى قامت الثورة و ظهر الكثير و الكثير من الحقائق التي ظهرت من خِلال المواقف المُتعددة فالمُنافق بان على حقيقته و الفنان بان على حقيقته و كُنت كتبت قبل كده سلسلة من المقالات بعنوان يعني إيه تكون فنان كانت مُرتبطة بمواقف الفنانين المصريين على وجه الأخص و كان مِنهم ناس كتيرة برهنت على إنها على قدر المسئولية المرة دي أنا بكتب عن فنانة عالمية بمعنى الكلمة قد تختلف معي أو تتفق إلا إنها تحمل بجوار لقب فنانة عالمية لقب إنسانة الفنانة دي إسمها أنجلينا جولي.


المُمثلة الأمريكية الشهيرة المولودة في الرابع من يونيو عام 1975 و التي أنفصلا والدها بعد عام واحد من ولادتها لم تكُن تتوقع أن تحظى بهذا القدر من الشُهرة و الإثارة و الجمال كما يبدو أنها لم تتوقع أن تحظى بهذا القدر من الإنسانية و لأننا هُنا لسنا بصدد الحديث عن تاريخها الفني فسنتجاوزه قائلين أنها حققت ما لم تستطيع نجمات عديدة أن تُحققه سواء على المستوى الفني أو على المستوى الإنساني و الذي بدأ يتشكل مع تعاطفها الشديد مع الدول التي تمر بحروب و صراعات دموية عديدة و لذا قامت الأُمم المُتحدة بتعيينها سفيرة النوايا الحسنة الأمر الذي يبدو أنها أعجب تلك الإنسانة الجميلة بداخلها فأنطلقت تجوب دول العالم تُحقق سعادتها برؤية نفسها تُساعد الآخرين:

  • منحت مليون دولار لأحد معسكرات اللجوء الأفغاني في باكستان
  • مليون دولار لمنظمة أطباء بلا حدود.
  • مليون دولار لمنظمة الطفل العالمي.
  • مليون دولار لمنظمة غلوبال إيدز أليانس.
  • مليون دولار لمنكوبي دارفور.
  • 5 ملايين دولار لأطفال كمبوديا.
  • 100 ألف دولار لمؤسسة دانيال بيرل
  • كما أنها تقوم حالياً بإنشاء مركز طبي لعلاج الإيدز في أثيوبيا و يُقال أنها قدمت دعما معنوياً و مادياً لآلاف العراقيين في زيارتها لهم و يُقال أيضاً أن مجموع ما تبرعت به في الثمان سنوات الأخير ماعدا الأطعمة و الأدوية قيمته 20 مليون دولار أمريكي نقلاً عن موقع الويكبيديا 
اللي حصل بينها و بين البرادعي كان مثار تعليق الكثيرين من أصحاب العقول اللي في راحة شديدة للغاية فالموضوع و ما فيه إن البرادعي كان معزوم في مهرجان برلين السينمائي بصفته الدولية المُحترمة في كُل حتة إلا عن أصدقائنا من السلفيين و الإخوان و المصريين اللي ماشيين ورا أبواق القناة الأولى شانل توو بدون إعمال العقل أو التفكير في إن الراجل لما خد جايزة نوبل أتبرع بيها على طول للعشوائيات في مصر إن الراجل اللي بيحمل بداخله قلب إنسان كان أحد أيقونات ثورة التغيير إن الراجل عمره ما كان هو سبب دخول أمريكا العراق و لا نيلة إلا إن فيه ناس بتحب تمشي ورا مُصطفى بقري و خلافه من المُغييبين لهم على الأقل عشان يريحوا ضميرهم إن مفيش حد كويس و إن كُلنا عالم ضايعة المُهم بقى أخونا البرادعي قال الكلمة الجميلة بتاعته و من محاسن الصُدف إن الأخت الفاضلة أنجيلينا كانت موجودة في المهرجان عشان كانت عاملة فيلم عن حروب البوسنة و الهرسك و كتقليد مُتبع سلمت على البرادعي بقُبلة تتفق أو تختلف على هذه البوسة إلا إنها لم و لن تكون موضوع الخلاف على الإطلاق المفروض موضوع الخلاف يكون كيف لهذه الزنديقة و هذا الزنديق من وجهة نظر البعض أن يُقدموا للأنسانية كُل هذا الدعم و كُل هذه الأموال التي لم يُقدمها أحد الأفاضل المُحترمين اللي مصدعين دماغنا بالرغي عن القيم اللي مش بينفذوها أي قيم عنها يتكلمون و هُناك من يقول أنهم يمتلكون قصور و سيارات فارهة و في نهاية الأمر لم يُقدموا لمصر أو للإنسانية أي شيئ سوى المزيد من الرغي و الهري و الكلام الفاضي عن أن ما فعله البرادعي في هذه القُبلة لا يتفق مع القيم و الأخلاق و التعاليم الشرقية الدينية.

طب سؤال إعتراضي غلس من شخص غلس هل إحنا موكلون بأن نرى سقطات الناس فقط و غير موكلون بأن نرى ما يفعله الناس من خير يعني واحد زي البرادعي و لا أنجيلينا دول بعد كُل اللي عمله من أجل البشرية و من أجل المُعذبون في الأرض مش مُمكن يكون خير عند الله من اللي كتير أوي من اللي بيتحدثوا بإسم الله و مش بيعملوا بأي حاجة من كلامهم أعتقد إن فعلاً أصحاب العقول في راحة.

الثلاثاء، 7 فبراير 2012

إنها حقاً الديمقراطية



أعتقد في وقت سابق سابق يعني مش من كتير بس أنا مش عارف أحدده قُلت قبل كده تصريح في تويتة تناقلها بتاع أربع أو خمس أفراد و ده رقم كبير أوي صعب إن أي مُدون أو كاتب يوصل ليه إلا الموهوبين أمثالي إن مش من حق النُخبة اللي هي و لا نُخبة و لا نيلة و بس كُل واحد فيهم قرالوا كام كتاب على كام سفرية برة على كام مؤتمر من الحلوين دول و عنده شوية بدل متفهمش كان محموش تمانهم من صُغره و لا إيه الجو المُهم قُلت مش من حقها إنها تُصادر حق الأغلبية في إختيار ما تُريد أياً كانت وسيلة الإستقطاب ديني مادي كروي ماسوني صهيوني مُشترك لأن هذه هي لُعبة الديمقراطية و كُنت بعترض الكثير و الكثير من الإعتراض على هذه المُهاترات الللي من نوعية الشعب فقير الشعب جاهل طب نعملكوا إيه يعني الشعب فقير و جاهل ميختارش يعني و لا عشان الأختيار مش جاي على مزاجكم يعني و لا إيه الجو.


طبعاً الكلام ده كان بيفرح قُرائي الكتير أوي من جماعة الإخوان اللي بيحبوا إنهم يتنوروا بفكري المُنير و هُما شخصين أو تلاتة بالكتير عندي على الفيسبوك أو الفيك بوص في إحدى الروايات و أول ما بيسمعوا الكلام ده بيقولوا أيوة كده يا وديع و بيبدأوا في مرحلة النشوى التي تبتع السُكر من تأثير كراسي البرلمان و هو ما يُقال أن تأثيره أشد من تأثير الكحوليات الضارة بالجسم و اللي بتوسع الصدر و تخلي الواحد يعمل فيها سبع رجالة و أول ما يموت فوق السبعين طبقاً للروايات الرسمية و أكتر من المية و خمسين طبقاً للراويات المنطقية و الألتراسية بيروح أبو صدر واسع يعمل جلساته لمُناقشة أنبوبة الغاز و ده أكيد بسبب إنهم عاوزين يوفروا للناس أنابيب عشان يولعوا في نفسهم بيها بدل التعب و الجري ورا عربيات الجاز اللي أصلاً مش موجود.


أرجع بعد كده يا معنمي أنتقد غياب المعيار الثابت و إن زي ما الأخوان قالوا على لقاء المُرشد العام بالسفيرة الأمريكية إنه إعتراف من واشنطن بقيادة الأخوان للمرحلة القادمة في مصر و إنه نصر عظيم و قعدوا يهللوا و يرقصوا و يفرحوا و يغنوا المفروض لما بتوع ستة إبليس مع الإعتذار لأبليس باشا أو إبريل باشا يقابلوا هيلاري المفروض إنه يكون نفس الموضوع نصر عظيم لستة إبليس و إعتراف من الإدارة الأمريكية بأنهم هيقودوا المرحلة القادمة في مصر و نسيبهم بقى يرقصوا و يغنوا و يهللوا زينا يُقلك لأ دول عُملاء و خونة و معاهم أجندات و كشاكيل سلك مُستوردة طب تقول إيه و لا تُرد إزاي يا برنس الجيل بقى على الكلام ده لما البرادعي الراجل اللي عاش حياته كُلها في مناصب مرموقة و قابل كُل الناس و لما خد جايزة نوبل مضربش عليها في جيبه ده إتبرع بيها للعشوائيات في مصر متهيألي يقابل حد أجنبي حتى يا أخي واحدة صاحبته كانوا بيروحوا سوى يضربوا موكا في كوستا اللي في أمريكا يُقلك عميل و بالدليل طب إيه القلش ده.


تيجي بعد كده يا معنمي تلاقيني بقيت ليبرالي متحاذلق أو أفعواني أخطوبطي متزلق أو حزلئوم بالصلصة الحارة أو مشروم بالبتنجان و مُمكن برده تلاقي حد بيظرُفك إتهام في دينك أو في جنسيتك أو في أستقامتك الجنسية كُل ده عشان مُجرد بس إنك بتحاول تفهم وات ذا هيل إذ جوينج أون؟ يعني لازم يكون فيه حاجة ثابتة إحنا بنقيس عليها حاجة نعرف نوزن بيها هنشتغل بالكيلو و لا بالرطل و لا بإيه نورونا الله ينوركم يا أسود الشريعة و المُحافظين على الهوية الإسلامية المصرية و هُنا نتساءل هل الهوية الإسلامية المصرية بالكلام هل بني الخُلفاء الراشدين إمبراطورية الإسلام في العصور الرائعة الماضية بفِعل عملهم و عدلهم و إلتزامهم بتعاليم الإسلام أم أنهم قاموا بهذا بمثل ما رأيناه مِنكم في مجلس الشعب.


إنها حقاً الديمقراطية التي جاءت بِكم إلى هذه الكراسي فأول ما فعلتم أن قُمتم بطلب وزير الداخلية بضرب المُتظاهرين بالنار و أتهمتوا الناس بأنهم يتعاطون الترامادول الشهي اللي بيفتح النفس على الموت أين العقل و المنطقية و الحكمة فيما تقولوا يا سادة أين الذكاء حتى في تزييف الإتهام و قلب الحقائق أنحُن نبدو بمثِل هذا الغباء أمامكم المُهم بقى أنا أنقذني من الغم بيكم و عليكم مقطع فيديو للشيخ أحمد السيسي بارك الله له كان بيتكلم عن أحداث بورسعيد و بيقول كلام زي الفل و الله يا ريت الناس تشوفوه




و عندك يا معلمي واحد مصطفى بكري الله هوا إنت متعرفش مُصطفى بكري طب خُد يا معلم مين هوا مُصطفى بكري يا كبير


و الله و فيه كتير عنده لكن كيف يخجل مثل هذا و هو لا هم له إلا ما هو فيه من إنبطاح و إنبطاح و إنبطاح لحد ما بقى شمال خالص ده بقى عامل زي المؤخرة اللي عايشة مكان جسمه كُله تحول إلى مؤخرة كبيرة المُهم المُؤخرة ده بقى طالع يُقلك في مجلس الشعب إن البرادعي عميل لأمريكا لأ يا برنس أصلي و دي عرفتها لوحدك و لا جبت معاك حد عشان تكتشفوا الليلة دي يا برنس السنين طب و إيه تاني مفيش يا معلم تلاقي أسود الشريعة و حُماة الدين و الهوية بيصقفوا لكلمته و فرحانين ألعب يا سمك أيوا يا عم مش خبط في البرادعي اللي بنته بتلبس مايوه يبقى لازم نصقف طب و الناس اللي بتموت مين اللي هيصقف ليهم يا عم دول مُخربين و مجانين و معاهم تنين و الناس نايمين و كُله في البظرميط المتفشحط في السانو ناو.


عزيزي المنقوط مثلي أرجوك لا تحزن و لا تبتئس إنا لله و إنا إليه راجعون دول أربع سنين إختبار لمصر دورك إنك تتكلم و تعلم الناس إفشل و حاول تاني و تالت و رابع أنا شخصياً عمال أفشل في كُل حاجة أهه و شغال عادي بحاول و ربنا يقدرني و أضيف حاجة قبل ما أموت و يا رب أموت و ربنا راضي عني يا رب و كُلي أمل إن أكون فاهم الدين صح و إني مكونش في الضياع زي ما بيقولوا عليا و إني أبقى كويس لإت الإنسان لازم يكون كويس

الأحد، 5 فبراير 2012

خالد عبد الله عاوز إيه

صحيح كُل واحد حُر في رأيه و إن هي دي الديمُقراطية بس من الغريب إن رأي زي الرأي بتاع الأستاذ ده هو و الأستاذة التانية اللي أسمها عبلة الكحلاوي في التوقيت ده و بالفجاجة دي يمر مرور الكرام و ميستاهلش التعليق عليه و للأسف إن الأتنين دول بيتكلموا بأسم التيار الديني الإسلامي و بيظهروا في برامج دينية و في رأيهم أشك إنه فيه مُحاولة آثمة سواء عن قصد أو عن حُسن نية لتبرير و تمرير مقتل أكتر من سبعين شاب في ماتش كورة.


سألت نفسي قبل كده هوا أنا ليه زعلان أوي و حزين أوي عشان الشباب دوول و في نفس الوقت مزعلتش بنفس الدرجة عشان اللي قبلهم فلقيت الإجابة سهلة و بسيطة إن اللي قبلهم الواحد زعل عليهم حُزن المصري على فقدان أحد جُنود الحرية اللي و هُما رايحين مُهمتم فاهمين إنهم بيضحوا بأمنهم و حياتهم و جسمهم عشان خاطر مصر تعيش حُرة لكن دوول مش رايحين معركة مش رايحين مُظاهرة مش رايحيين يشتبكوا مع أي حد و لا رايحيين يجروا شكل حد دول رايحين ماتش كورة.


و هُنا يرقُد الشيطان في التفاصيل و في أدق التفاصيل بخُبثه المعهود و خسته و دناءة مقصده فالتفاصيل ترسم بصورة دقيقة للغاية مدى الإحترافية الشيطانية التي تمتعوا بها و هُنا لن أتحدث عن الإمكانيات التي يبدو أنها مُتوفرة بشدة لأداء مثل هذه الهجمات و غير مُتوفرة على الإطلاق لحل أزمات من نوعية أزمة الأنابيب أو غيرها من الأزمات التسلسل الغريب للأحداث يدُل على أن هُناك أطراف كثيرة و كبيرة تستطيع أن تفعل ما تشاء وقت ما تشاء و القتلة لم يموتوا في مواجهة مُباشرة القتلة ماتوا في جريمة أغتيال مُنظمة تمت بدم بارد و بمُباركة من رجال الشرطة الخائنين الذين وقفوا يتفرجوا على تفاصيل المذبحة التي أنحنى الشيطان تكريماً لخستها.


عفواً أنا هُنا لستُ بصدد الحديث عن تلك المجزرة التي أشترك فيها من أشترك و أغمض عيناه عنها من أغمض أنا هُنا لأتسائل ما الذي يُريده الأخ خالد عبد الله و هو الذي طالعنا قبل ذلك بتريقة على خلق الله لمُجرد أنهُم يُخالفون فكره الذي من رؤيته هو الفهم الصحيح لدين الله الإسلام و على الرغم من إنه في تريقته الجميلة على البرادعي و على عمرو حموزاي لطش أشرف بنت في مصر بتلسين يليقُ بمجالس النسوان كان ضارباً بعرض الحائط بأحد تعاليم الإسلام الراقية و السامية و التي أبتعدنا كثيراً عن جوهره و تمسكنا بمظاهره و هي عدم السُخرية من الآخر فتقول الآية الكريمة يا أيُها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم هذا المُتحدث الديني الذي يُطالع الملايين من البُسطاء على شاشته الدينية التي من المُفترض عليها أن تكون شاشة تنويرية تتبحر في علوم الدين و تتحدث عن قيمه و رقيه و أخلاق المُسلم و كيف تكون تحولت إلى منَبِر سياسي و للأسف سياسي قذر لأنه منبر لا يطرح أفكار أو يُناقش بدائل هو فقط مِنبر يُشوه الخصوم و يفعل ذلك بدأب و حرص بالغ كما لو كان يُجاهد في سبيل الله.


المُهم هذا السؤال الذي يلح و يلح على اللي خلفوني إيه هي الرسالة اللي إنت عاوز توصلها لينا من خلال برنامجك الشيق الذي يُينافس البرنامج النفاقي الأهبل بتاع عُكاشة يعني إحنا دلوقتي لما نلاقي أب أو أُم إبنهم ميت مقتول عشان راح بورسعيد يشجع فريقه في ماتش كورة قدم و بلطجية هجموا عليهم و هاتك يا دبح و رمي من فوق الأستاد و عدد ضحايا يفوق السبعين ضحية فتقول لأهلهم إنهُم شُهداء إن شاء الله و حتى يا أخي لو مش شُهداء فإنا نتمنى من الله أن يقبلهم كشُهداء عنده إيه بقى اللي مزعلك إنت في إننا قُلنا كده إيه اللي كابس على نفسك و مخليك محروق أوي كده بقى بدل ما تزعل مع الناس اللي زعلت و اللي منهم عالم إنت بتقول عليهم كفرة زعلوا و أتأثروا بموت لأ بمقتل هؤلاء الشباب بدل ما تزعل أوي كده إن محمود سعد بيطالب بإننا نقول عليهم شُهداء إزعل عليهم بدل ما أنت زعلان أوي كده على العسكري اللي واقف يحمي وزارة الداخلية طب ما تزعل على الشباب اللي ماتت و رجالة وزارة الداخلية متحركوش معاملوش أي مجهود غير إنهم أتفرجوا عليهم.


و هذا يا أخ خالد كلمات من الرائع طارق سويدان يصف به نوع من الشُهداء يُقال عليهم شُهداء الآخرة ألا ترى معى أنه ينطبق بشكل أو بأخر على الشباب الذين قُتلوا ظُلما و عدواناً لا سامحك الله و سوف نقتص منك يوم القيامة إن شاء الله:


شهيد الآخرة الذي يكون له أجر شهيد في الآخرة لكنه في الدنيا يطبق عليه ما يطبق على الميت العادي( من تغسيله وعدم دفنه في ثيابه .. الخ) فهذا أصناف منهم المقتول ظلماً من غير قتال، وكالميت بأنواع من الأمراض ونحو ذلك، وكالغريق في البحر الذي ركبه وكان الغالب فيه السلامة بخلاف من ركبه وكان الغالب عدم السلامة، أو ركبه لإتيان معصية من المعاصي ونحو ذلك،



الخميس، 2 فبراير 2012

حكايتي مع الألتراس الأهلاوي





هكتبها النهاردة و أنا من إمبارح عمال أعيط - أعيط جامد و بحُرقة و ألم عشان اللي ماتوا مش هيعرفوا يقروها مش هيعرفوا يسافروا تاني ورا فريق كرة عشان يتفرجوا على ماتش كرة عشان يشجعوا عشان يهيصوا عشان يفرحوا لما الأهلي يفوز و يفرحوا لما الأهلي يخسر مكنتش فارقة معاهم مكسب و لا خُسارة كانت العملية عندهم أسلوب تشجيع و أسلوب حياة.
أختلف معاهم زي ما أنت عاوز تختلف قوول عليهم اللي إنت عاوز تقوله بس أفتكر دول كانوا شوية شباب سنه صغير ملقاش حزب سياسي يلمه و لا نادي يلعب فيه محبش إنه يُقعد على القهوة أو يقف في الشارع يعاكس البنات لقى في التشجيع حاجة بيعملها حاجة بيحبها بيخرج طاقته فيها حاجة بتشغله عن إنه يتطرف دينياً أو ينزلق في فخ الصياعة اللي إنزلق فيه كتير أوي من ولادك يا مصر في الفترة اللي فاتت سجاير و بانجو و حشيش و ترامادول كُل ده كان طريق مفتوح و مفروش بالورد و الدماغ و الكيف ليهم لكن رفضوه قرورا إنهم يخرجوا طاقتهم في التشجيع و لا شيئ غير التشجيع و التنافس في التشجيع أنا شايف إن الشباب دي عملت الصح مع نفسها أنا مُمكن أكون شاب زيهم بس كان حظي أحسن شوية كُنت و لا بتاع لعب كرة و لا بتاع نشاطات عنيفة كان حُبي الكتاب و كُنت بحب الكرة و كنت بروح الأستاد كتير و هناك قابلتهم أصغر مني بس مش كتير بس أجدع مني و مُنظمين كتير عني و عندهم حاجة بيضحوا عشانها بالتعب و الجُهد و المال و مكنش بيهمهم أي حاجة تفتيش و تنطيط في أتوبيسات و قطارات و عربيات و بهدلة في المحافظات و خناقات بتخرج على مفيش مع الألتراس الزملكاوي و الإسماعيلاوي.
أتعرفت على شباب كتير منهم و فوجئت بإن فيهم المُهندس و الدكتور و المُحامي و المُدرس و فيهم الطالب المُثقف الواعي و فيهم الشاب الغلبان الفقير اللي و لا مُثقف و لا واعي بس بيحب إنه يكون مع ناس مُحترمة و بيحب إنه يحس إن ليه دور في أي حاجة في البلد دي كُنت دايما ببص ليهم بإحترام مرجعيته حاجة واحدة بس إن مهما كان العدد كبير فأنت بتتعامل مع شخص واحد قلب واحد هتاف واحد فكر واحد ياااااااه قد كِده فيه ناس بتعرف تنتمي و بتعرف تحب بتعرف تعمل حاجة للكيان اللي هي تبعه بتعرف تعيش نظام حياة بالطريقة دي و نُقطة و من أول السطر.


كُل ده كان قبل الثورة, الثورة اللي رجعتلي أمل إن دعوات المظلومين و المظلومات المقهورين و المقهورات الجائعين و الجائعات جابت نتيجة إن فيه واحد زيي شاف ست فقيرة معها شنطة و داخلة جوة صندوق قمامة عمالة تنقي منه حجات عشات تاكلها هي و عيالها بدل ما يُقعد يعيط زيي نزل يُصرخ من الظُلم و الألم و الأسى بدل ما يُقعد يكتب على التويتر و لا فيسبوك نِزل عشان يقولها بصوت عالي وقتها أنا حسيت إن مصر بتتغير و إن الحق بيكبر و وقتها حسيت إن أكيد هيكون ليهم دور و دور كبير و هُما اللي ياما قاسوا من الداخلية و أمراضها السادية و شعورها بالتميز و التكبُر لا لشيئ إلا لأنه لابس بدلة ميري في وطن قالك لو فاتك الميري أتمرمغ في ترابه في وطن عاش حياته كُلها يضرب تعظيم سلام لأي حد يركب و يدلدل رجليها و معرفش على إيه بدلة ميري و من جوة خواء تام لا فكر و لا عقل و لا ثقافة و لا علم مُجرد روح سادية إنتقامية مهولة.


و فعلاً كان ليهم دور و دور كبير سواء بأغانيهم في الماتشات أو في التحرير قِبلة الحُرية في مصر آه لو تعرف هُما و أبناء الطبقة الفقيرة اللي عندهم موتسيكلات صيني أنقذوا قد إيه و ساهموا في نقل مُصابين قد إيه في كُل أيام و أحداث المُظاهرات في السنة اللي فاتت كُلها دور بطولي دور جميل من شباب أصيل و لقيت فيهم شباب بتفهم مع إن مُمكن يكون مش خريج جامعة ألمانية أو أمريكية يمكن يكون مش بيعرف حتى يقرأ و يكتب بس عارف إن الحق حق و إن الطُلم نهايته جبارة عشان كده خرجوا و يا سُبحان الله أتحدوا أهلاوي مع زملكاوي مع إسماعيلاوي مع كُل الأطياف.


فضحوا الظُباط و عرفوهم حقيقتهم في أُغنيتهم يا غُراب و معشش فعلاً فضحوهم فضيحة جامدة أوي فكرتني بقصة جميلة أوي عن أب فلاح ثري غير مُتعلم يعشق الفشخرة و المنظرة عياله فشلة ضايعين و مضيعينوا معاهم في كُل حتة و مع إنهم دبلوم إلا إنه أصر إنهم ياخدوا ثانوية عامة منازل و بالعافية أخدوها و بعد كده قعد يجري و يروح و يتطنط في كُل حتة عشان يخلي عياله الأتنين يخشوا شُرطة و كان بيتباهي بالفلوس اللي هو دافعها للواء فلان و العميد عِلان و سهرات و قعدات و إختبارات و كُشوفات و في الآخر سألته إنت راجل إبن سوق و فاهم ليه دفعت ده كُله و صرفت ده كُله و تعبت عيالك عشان يخشوا شُرطة قالي يا بيه السُلطة و النفوذ و يبقى الواد ماشي ببدالته كده بيقول يا أرض أتهدي ما عليكي قدي فعلاً هوا ده كلام الأُغنية قصة كُل عيل فاشل مالوش أي ستين لازمة بفلوس أبوه أو بواسطته بقى ظابط شُرطة عاوز إيه من بهيمة زي دي غير اللي بيحصل.


كان لازم ينتقموا منهم عشان بيزعلوا أوي لما حد يعرفهم حقيقتهم لما حد يُقلهم إنتوا قاع المُجتمع إنتوا زبالته فعلاً و حصل اللي حصل في ماتش الكاس القديم و لما عبيد شعبنا سكتوا كالمُعتاد أتكرر تاني الإنتقام بس بشكل أفظع و أبشع بشكل خلانا كُلنا بنعزي بعض خلانا كُلنا بنعيط على أكتر من 70 شهيد راحوا ضحية ماتش كورة كُل ده و مفيش حد عاوز يتطهر من الذنوب اللي هوا غرقان فيها.


كام واحد لازم يموت عشان تسيونا نعيش قد إيه دم عاوزينوا يسيل عشان ترحلوا كُل ده عشان هتفوا يسقط يسقط حُكم العسكر


طب يسقط يسقط حُكم العسكر