الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011

و لأني لستُ تُركياً فوددت أن أكون تُركياً.


الموضوع ز ما فيه إني مش بحمل الجنسية التُركية و لا أي جنسية تانية غير الجنسية المصرية و هي تقريباً الجنسية الوحيدة اللي فيها مُميزات مش موجودة عند أي دولة تانية في العالم و من أهمها إنك مواطن بلا جنسية أو بمعنى أصح بلا كرامة و لا في وطنك و لا في بلدك و زمان و أنا صغير غير إني كنت بحلم أبقى كبير كان أبويا الله يرحمه و يحسن إليه بيحكلنا كتير عن أيام العذاب اللي كان عايشها في الكويت لا لشيئ إلا لخوفه على مُستقبل أطفاله الصغار و كان بيتكلم عن الصلف و الغرور الكويتي بشكل مُبالغ فيه بس كُل ده موجعنيش اللي واجعني أوي إنه كان بيقولنا إن كلمة مصري دي شتيمة.

و لما كبرت شوية و كُنت في الثانوية وقتها كُنت بدأت أفهم الدُنيا على قدي واحدة واحدة لقيت إننا خيرنا مش لينا خيرنا لغيرنا لأجنبي أو واحد مننا بيتعامل مع أجنبي و فرحان إنه ماشي وراه زي اللا مؤاخذة و حصل لي موقف وجعني أكتر و أكتر كُنت في المدرسة و عيان بموت من البرد و التعب فرحت للعيادة في الفُسحة اللي هي أصلاً رُبع ساعة الهانم الدكتورة و كل الأشكال الواطية اللي معها قاعدين يتدلعوا و يتكلموا و بيشتغلوا على مهلهم أوي و أنا عمال أكُح و أعطس و لا حد معبراني و شوية تلامذة غلابة زيي كده مستنين دورهم بس الفُسحة خلصت و أنا مختش بالي طلعت جري على الفصل ظبطني الناظر و هاتك يا ضرب فيا زي ما أكون حرامي في مولد و أنا في الأصل عيان و تعبان بقوله يا أستاذ كُنت في العيادة و أنا عيان هوا أنا مش من حقي أتعالج قالي لأ مش من حقك تتنيل روح على فصلك بحكي لواحد صاحبي القصة دي قالي يا بني إنت أهبل إنت عاوز بتوع التأمين صحي يعالجوك دول يموتوك ماشي لكن يعالجوك ده صعب أوي.

و من يوم للتاني و أنا عمال بشوف نفسي ببعد عن البلد دي عمال بحس إنها مش بلدي كُل حاجة فيها عذاب في عذاب و أرجع و ألاقي نفسي بحبها و بعيط عشانها كمان أفرح لما نكسب ماتش و أزعل لما نخسر ماتش لحد ما زهقت منها و بقيت بشجع الأهلي بس يمكن عشان أغلب الوقت هو اللي بيكسب كُل قرار فيها متوجه ضدي و ضد الناس الغلابة كُل حاجة بتحصل مُجرد إضافة كتير للعذاب و الناس المُتدينة بلحيتهم و نقابهم و جلاليبهم القُصيرة يقولوا لينا أصبروا و يبشرونا أن الجنة للفُقراء مع إن كان فيه صحابة للرسول عليه الصلاة و السلام من الأغنياء و مين أصلاً عاوز يكون غني أنا نفسي أكون إنسان ليه كرامة في بلده سواء فقير أو غني سواء غفير أو وزير سواء جاهل أو مُتعلم نفسي بس أحس إني إنسان لما أتحرق في قصر الثقافة تمني يبقى غالي و الدُنيا تتقلب لم أغرق في عبارة اللي كانوا السبب يتعاقبوا لم تقُع عليا عمارة الناس اللي سابتها تُقع تتحبس لما اليهود يقتلوني على الحدود مصر تخرب الدُنيا و تجيبلي حقي و أنا شهيد.

بس ملقتش ده كله في بلدي و حتى لما سافرت برة بالصُدفة و حسيت بمعنى إنك تكون إنسان و الناس بتتعامل معاك بإحترام و بتقدير فكرت إني أعيش هناك و مرجعش بس أفتكرت إني هصحى أروح الشُغل من غير ما أكلم أُمي على التليفون من غير ما أشرب الشاي بعد الغدا مع أبويا الله يرحمه من غير ما أُقعد بليل ألعب مع العفريتة بنت أُختي من غير ما أروح السُخنة مع أصحابي و من غير ما أقعد على القهوة معاهم لحد الفجر أيام الأجازات من غير ما أروح الأستاد و أقعُد أشتم في الزمالك و الإسماعيلي الحجات دي هي اللي خلتني أرجع و أقعد في مصر و أتجوز و ربنا يُرزقني بطفل جميل لسه رضيع كل يوم لازم أبصله و أقول لنفسي يا ترى يا أبني أنا غلطت إني كُنت السبب في إنك جيت للحياة  يا ترى هتطلع تلاقي بلدك مش عايزاك زي ما هي مكنتش عاوزة أبوك و لا عمك و جدك و لا أي حد يا ترى هتلاقي نفسك هنا في نفس الأرض اللي أبوك فضل فيها تايه يا ترى هتفضل تجري تدور على رزقك زي ما جدك الله يرحمه كان بيعمل و في الآخر هتموت و مصر مش عارفة قد إيه إنت تعبت عشانها و أتبهدلت و مع ذلك أديتك بالجزمة القديمة على دماغك يا ترى هتكون ليك فُرصة عادلة و لا الواسطة و المحسوبية هتدمر مُستقبلك يا ترى هتروح زي أبوك لعيادة المدرسة و تلاقي الدكتورة بترغي مع المُمرضات و يسبوك عيان و تعبان و الناظر يضربك و لا هتلاقي ناس بتهتم بيك و بصحتك.

يا ترى لو ربنا رزقك الشهادة زي الجنود الستة الي لسه مايتين قُريب مصر هتزعل و هتتنرفز و هتجيبلك حقك و لا زي كُل مرة معلش و إحنا مُش مُستعدين لحرب دلوقتي و بلاش تصعيد و السلام خيار أستراتيجي يا ترى هتلاقي رئيس كويس ماسك البلد و لا حرامي كالمُعتاد يا ترى هيبقى ظابط الشُرطة زي ما هوا جاهل و مُتحكم و جبار و برشوط على الناس في أكل عيشها و لا هتلاقيها مُحترم و بيخاف عليك و بيحميك من البلطجية و الحرامية.

فيه ناس من غيار شعارات دينية و لا شعارات سياسية في 10 سنين بس بقوا قوة صاعدة في المنطقة بقى المواطن عندهم ليه قيمة و ليه قيمة كبيرة أوي بقى عندهم صناعة و زراعة و تجارة و رجال أعمال بقوا بيشتغلوا كُلهم و عندهم سياحة و عندهم خير كتير و كُل ده في عشر سنين بس و فيه ناس راضية باللي هي فيه و زعلانة من اللي بيقول آه و مضايقة أوي من اللي عملوا ثورة لمجرد إنهم عاوزين يعيشوا حياة مُحترمة فيها كرامة ليهم و هما أطفال و هما صبية و هما شباب و هما عواجيز و هما مرضى و هما بصحتهم و هما في بلد تانية غير بلدهم نفسهم يحسوا إنهم مش عبيد إنهم إنسان.

عايزين يحسوا إن دمهم غالي لما يسيح الدُنيا متسكتش متهداش متدورش على أمريكا هتقول إيه و لا إسرائيل هتعمل إيه متدورش على الإنتخابات أولاً و الدستور أولاً متدورش على أي حاجة غير على القصاص و ده اللي مخليني وددت أن أكون تُركياً

ليست هناك تعليقات: