الثلاثاء، 6 سبتمبر 2011

ليست دعوة أُخرى إلى الثاُر


مش عارف ليه المرة دي هخش في الموضوع على طول و من غير أي مُقدمات كتير و في نفس الوقت مش عارف ليه و لحد إمتى هقعد أفتح قصيدة لا تُصالح للموهوب أمل دُنقل إبن الجنوب ذو الدماء الحارة المليئة بالرجولة و المليئة في نفس الوقت بالفهم و بُعد الرؤية أتخيله يخُط قصيدته و هو يرى ما حدث في تلك الأيام الماضية و ما يحدُث في تلك الأيام و الأهم من ده كله مش عارف ليه في ناس مش قادرة تفهم و لا قادرة تسمع و لا عندها رغبة في أي شيئ سوى إنها تعملها كبير و تمشي وراه.

و على الرغم من إننا دولة من المُعتقد فيها إنها دولة ذات مرجعية دينية و دولة نسبة المُتديينين فيها عاملة بسم الله ما شاء الله تزيد إلا إني فيلم شارع الهرم بيحقق أعلى إيرادات و هو على ما سمعت مُجرد فيلم إباحي آخر لنفس المسوخ المُكررة و بنفس المنطق هُناك من يُدرك أن هُناك آية في القرآن الكريم تقول " و لكم في القصاص حياة" و على الرغم من أنه ذو مرجعية إسلامية بحتة و يُنادي نهاراً جِهاراً بأنه يُمثل الإسلام إلا أنه لم يتوقف قليلاً عند تفسير هذه الآية بل و يلعب نفس الدور الأقصائي الذي كانت الحكومة و النظام الملعون يلعبها معه و مع الجميع و بنفس عُنصرية بوش الكريهة ينتهج مبدأ إذا لم تكن معي فأنت ضدي و بين كل أولوياته لم أجد أي وجود لهذه الآية الكريمة على الإطلاق.

أعزائي الصارخون الصاخبون من كل الأشكال و الأطياف من كل التيارات و التوجهات السياسية و الغير سياسية أعزائي الباحثون عن لُقمة العيش أعزائي الخائفون على عجلة الإنتاج و عجلة الواد بياع الجرايد فلتذهبوا جميعاً إلى الجحيم و أتمنى من العزيز المُنتقم أن نراكم فيه إذا لم تكن تلك الآية الكريمة ضمن أولوياتكم اللعينة لا أدري كيف تستطيعون النوم ليلاً و هناك أب أبيضت عيناه من الحُزن على إبنه و كثرة البُكاء و هناك أم ثكلى مازالت تنتظر إبنها الذي أعددت له طعام العشاء أنتظرته كي يُعد لها الشاي و يتسامروا أمام التليفزيون و تستمع لقفشاته الضاحكة على ما يبثه هذا الجهاز من هبل و عبط في عقول الناس كيف تنامون و هناك رضيع تيتم قبل أن يرى وجه أبيه عليكم اللعنة كيف تنامون و هناك أرملة لازالت في بداية عُمرها تتحسس بحسرة برودة فراشها بعد أن أخذ منها الأوغاد زوجها كيف تستقر رأسكم على تلك الوسادة الناعمة و ذاك الفِراش الوثير بينما هناك طفلة قد قضت أول عيد فطر دون قُبلة أبيها دون أن يمنحها تلك العيدية دون أن يذهبوا سوياً إلى الحدائق و إلى الجدة قضت أول عيد بين شواهد القبور و قد أتشحت الجدة بالسواد بينما أندلعت دمعة ساخنة أخرى على وجنات الجد بينما تهتز أُمها من البُكاء.

يا أغبياء يا متسلقي هذا الزمن إن سهماً أتاني من الخلف فسوف يجيئك من ألف خلف اليوم أنت تتسلق على أرواح طاهرة و غداً سيتسلقوا على جثتك العاهرة سيضعوها و يكدسوها لعلهم يصعدوا إلى ذلك المكان القبيح الذي حلمت دوماً بالوصول إليه.

أعزائي الباحثون في قشور الأمور و صغائرها المخنلفون حول التوافه و تاركون الثوابت إيه الراكضون وراء مباديء فوق دستورية و تحت مهلبية الراكضون وراء مقاعد البرلمان الراكضون وراء كرسي الحُكم الراكضون وراء الوهم وراء السراب وراء دينية أم مدنية وراء العلمانية وراء الجحيم هلا كففتم عن الحديث و الحديث و التنظير لكل شيئ و البعد عن التطبيق أين أنتم من أرض الواقع إين أنتم من كل ما نُعانيه من تلال القمامة و غلاء المعيشة من الرعاية الطبية السيئة من الزراعة المتدهورة من الصناعة الضائعة من التجارة الكاسدة لماذا لا تتوقفون عن صخبكم المقيت و هرائكم الكريه و تنظروا إلى أُم السيد و عم رمضان و الفتيات المساكين و الشباب العاطلين و التعليم المتنيل بستين ألف نيلة بصراحة يا أعزائي جتكم القرف.

و في النهاية أهدي صورة نشرتها جريدة الشروق إلى المجلس العسكري و مُحبيه إلى من يصنعون من إله آخر يقدر و يعفو يمنح و يمنع صورة لكلاب الأمن المركزي يسحلون أب لأن جريمته أنه أنجب رجل أشرف و أطهر منكم جميعا رجل قدم حياته ثمناً مُعتقداً أنه يُنقذ وطن بينما هو فقط أعطاه لمجموعة جديدة من الحُثالة بدلاً من الحُثالة القديمة و مع هذه الصورة أرجو أن نتذكر جميعاً شهداء القوات المُسلحة التي قتلها العدو بدم بارد مُدركاً أنه لن يحاسبه أحد و كيف يحاسبه من يقتلون أبنائهم ثم يذهبون إلى العشاء و هم في غاية الترف و الأطمئنان

ليست هناك تعليقات: