الثلاثاء، 5 أغسطس 2014

صُنع في مصر لأحمد حلمي

قد يكون هو فنانك المُفضل و لكن يجب عليك أن تتعلم أن النقد لم يكُن يوماً غرضه التدمير أو التشويه بقدر ما هو غرضه التقويم و التعديل.

الإغراق في البساطة بكُل بساطة هو عنوان هذا العمل الفني الذي لم نرى فيه أي مقومات فنية أو أعمال إبداعية إلا البساطة الشديدة, بالطبع البساطة و سهولة الأداء و التلقائية كانت دائما و لازالت الغاية التي يتمنى أي مُمثل أو مُخرج أو مُبدع أن يصل لها لكن أن يبدو الأمر كمُجرد قصة من قصص ميكي القديمة فهذا الأمر ليس بالشيئ الجيد على الإطلاق.

حد فاهم حاجة من الكلام اللي فوق "طبعاُ لأ" طب بُص يا سيدي
أنا كمُشاهد بحب أحمد حلمي و بحب أحمد مكي لكن حُبي ده بجد لا يستطيع أن يمنعني إني أقول إنهم أوقات كتيرة أوي بيهبلوا للغاية و على رأي المجلة الصربية التشيكية الهولندية اللي قالت الوصول إلى القمة صعب لكن الأستمرار عليها أصعب من نفس ذات المُنطلق ده أحب أقول للأتنين حمرا و بشدة - أحمد مكي في آخر كارثة ليه سمير أو الليل باين أو أبو النيل مش فاكر كان بيحاول يهاجم الإعلام السبوبة المُتلون بس للأسف عمل الموضوع بطريقة سخيفة و مش ظريفة على الإطلاق و الموضوع طلع أوت منه خالص ليه بقى طلع منه أوت لأنه أفتقد إلى شيئ هام أوي و هو العُمق.

أيوا العُمق بمعنى إيه بقى العُمق ده - بمعنى إنك لم تيجي تناقش قضية كبيرة و هامة و حيوية مينفعش إنك تتعامل معها ببساطة شديدة لأن كُل مقام له مقال و حتى لو إنت بتحاول تبسط الصورة و توصل إلى أقل المستويات العقلية و الإجتماعية إدراكاً لفكرتك أو لقضيتك إلا إنك محتاج إنك تدي إهتمام بالقضية عشان تمنع عنها حجات مُضرة أوي منها التسفيه الإبتذال التدني الهبوط إلى مستويات غير مسبوقة من الهبل الإبداعي و مُحاولة طبخ أي فيلم و السلام.

خُد بقى الكلام اللي فوق ده و اللي باين أوي فيه إني بتكلم عن فيلم أحمد مكي الأخير و شوف فيلم أحمد حلمي الجديد هتلاقي إنه نفس النقد الموجه هو هو بالظبط للأسف أنا مش ضليع أو خبير في قواعد الإخراج و التمثيل و مش دارس بس أنا مُشاهد قديم أوي أوي و المُفترض إني أنا العُنصر الأهم في المنظومة الإعلامية المُفترض إن كُل الناس دي شغالة عندي لأني أنا اللي بحاسب على المشاريب في الآخر أنا اللي بدفع تمن التذكرة اللي هي مصدر دخلهم الوحيد فلازم الناس دي تظبطني و تحسسني إني مش كاورك - و مع إعترافي بعدم خبرتي في الإخراج و التمثيل إلا إني هاوي و عاشق للسينما و أحب أعرف - هو فين المُخرج فين الخيال الخصب و الوحي اللي جاله لما قرأ السيناريو و قرر إنه يحول لمشاهد و لوح سينمائية إبداعية - المُخرج مكنش موجود.

فين الأداء التمثيلي الراقي فين الفلسفة اللي بتدور حوليها فكرة الفيلم فين العُمق في الأداء - على فكرة الرسالة وصلتني و حلوة بس للأسف تفاهة السياق الدرامي و الأداء الإخراجي و التمثيلي المتواضع خلوني زعلان أوي منك يا حلمي و عليك زي ما زعلت من مكي زمان

أتمنى إنك تقلوظ الدنيا في العمل القادم إن شاء الله و إلا مصيرك هيكون زي محمد سعد أكيد كلكم عارفينه.

الأربعاء، 4 ديسمبر 2013

الفاجومي بين الصراحة و القباحة

مين اللي قال إن نجم مات - هو نجم إيه غير شوية كلمات في قصيدة أو في أُغنية في لقاء أو في مقال نجم فكرة و أسلوب و الأتنين دوول مش بيموتوا دول بيفضلوا عايشين معنا لحد ما إحنا اللي نموت - نجم أسم هيفضل أكتر من أسامي اللي قتلوه اللي دبحوه اللي كانوا بيخافوا منه أكتر من ظلمهم و إستبدادهم و جبروتهم - نجم قصة هتتحكي عنها آلاف الحكايات مع السلامة يا عم نجم - و يا رب ربنا يرحمك و يغفر للك كُل ذنوبك.


أنا الفاجومي ... مواطن غلبان

شايل في قلبه ... وطن

الاسم ... أحمد فؤاد نجم

المهنة ... شاعر

النوعية ...ذكر

وفوق دا كله باتمتع بجنسية مصر العربية

ولا تتعجب يا أخي .... إنها إرادة الله

اللي شفته حاقوله

من طقطق لسلامو عليكو

عجبك كلامي ... اشتري

وأهل زمان يقولوا الشاري كسبان والبايع خسران

ما عجبكش ... بين الشاري والبايع .. يفتح الله

وربك رازق البعض من البعض

وغاني البعض عن البعض

الله يرحمك يا أمه

هكذا يتحدث نجم عن نجم هكذا يتحدث ذلك الفنان القابع داخل ذلك الجسد المُتهالك الذي دمرته عوامل الحياة عن الإنسان أو بقايا الإنسان الذي كان يعيش بداخله - يلوم الكثير من الناس على عم نجم و يقولون أنه كان شاعر يستخدم لُغة إباحية بحتة - ‘ُذراً يا سادة يا من تدعون الأدب و الأخلاق في بعض كلمات بينما تُمارسون ما هو أفحش و أسوء من كُل تلك الكلمات - تُمارسون الظُلم و الإستبداد تُمارسون الإنبطاح و الخنوع و الخضوع بينما هذا الرُجل هو واحد ممن نستطيع القول عنهم أنهم قالوا كلمة حق عند سُلطان جائر

إن الفارق الجوهري بينكم و بين نجم أنه كان خلوق فعلاً لا خلوق قولاً بينما أنتم تدعون الأخلاق قولاً و أفعالكم تفضحكم تلومون على هذا الرُجل إستخدامه لكلمات قبيحة بينما هذا الواقع الذي نعيشه و الذي هو صنيعتكم هو أقبح من كُل كلمات نجم من كُل أغاني الشيخ إمام التي صاغها له هذا الشاعر البسيط دعوا عنكم رقتكم المُتناهية فهي كاذبة دعوا عنكم هذا التملق الزائف تلك الأساليب المُنمقة و الكلمات المُفخمة و العبارات المُذهبة فهي لا تخدع إلا من هُم على شاكلتكم من المُدعين الأغبياء.

عزيزي نجم لقد رحلت عن هذا الجسد البسيط الذي تعذب لسنوات في السجون و في الفقر و في موائد الظُلم و الإستبداد لقد رفضت أن تنحني حينما كان الإنحناء يضمن لك الثراء و الحُظوة لقد رفضت أن تكون أحد أولئك المطبلاتية الذين يتوجهون حيثُ يوجد الفتات حيثُ يتعايشوا كطُفيليات ماصة تسترزق من أجساد هذا الشعب لقد أخترت أن تظل واقفاً شامخاً على قدميك حينما لم يكُن الوقوف سهلاً حينما كان الأمر يتطلب منك ثمناً باهظاً دفعته عن طيب خاطر.

عزيزي نجم ستعيش كلماتك أكثر من جلاديك و ستعيش أنت كفكرة لأن الأفكار لا تموت أما أولئك من يدعون المثالية من يخوضون بوجوه مكشوفة في موائد العُهر فسيدهسم التاريخ و ستلفظهم الحياة إلى حيثُ يستحقوا.




الأربعاء، 23 أكتوبر 2013

مريم - القديسين أم العذراء بالوراق

يُقال في أحد التويتات " مريم 12 سنة - 13 رصاصة" بمعنى أن صاحبة الأثنى عشر ربيعاً قد أستقر في جسدها ثلاثة عشر رُصاصة لم يستغرق الأمر كثيراً من الوقت أو كثيراً من المجهود ليتم قتل طفلة و ثلاثة ضحايا آخرين و عدد كبير من المُصابين في حادث أصبح مُتكرر بشكل مُثير للدهشة مُثير للإستفزاز مُثير للتعجب حتى أن أحد الأقباط غرد قائلاً "هو كله كنايس كنايس هو مفيش كباريهات بتتحرق - فيه كفرة كتير غيرنا" ساخراً هو بنوع من الكوميديا السوداء التي تدعوك إلى البُكاء أكثر من أن تدعوك للإبتسام حتى.

ماذا كان المطلوب من هذا العمل الإجرامي الإرهابي المُتعفن - هل كان مُجرد قتل مريم أستوقفني سؤال هام عن أي مريم تتحدث عن طفلة الوراق أم عن جميلة الأسكندرية التي رحلت في حادث مُشابه أكثر دموية و هو حادث كنيسة القديسين بالأسكندرية.

كتب أحدهم مُعلقاً على صفحته بالفيسبوك الحمد لله أن اللي ماتوا كُلهم مسيحين مُعقباً أستبدل كلمة مسيحين بإخوان أو بخرفان لتجد أن العبارة تصلُح أيضاً - الأسوء كان الخبر الذي كتبته جريدة الأهرام و تقول فيه أن الفريق السيسي يتقدم بخالص تعازيه للأخوة الأقباط بينما كان يتقدم للشعب المصري بالتهنئة في عيد الأضحى الأمر الذي يجعل التساؤل هام للغاية هل الأقباط شيئما مُنفصلين عن الهوية المصرية لماذا لا يُقدم تعازيه للمصريين جميعاً في هذا الحادث الأجرامي لماذا لا يُقدم تعازيه للمُسلمين في أي حادث إجرامي يحدث لهم بالمثل - و لماذا يُهنئى الشعب المصري بالعيد الأضحى و هل كُل المصريين مُسلمين أم أن السيسي من أنصار الهوية الإسلامية لمصر.

لا يُدرك أحد على أرض هذا الوطن أنه لا تعارُض على الإطلاق بين الوطنية و الدين فهذا شيئ و هذا شيئ فأنت لا تستطيع أن تُقارن بين فريق كرة قدم و فريق كُرة يد و بالتحديد أن لا تستطيع أن تُحب الحذاء أكثر من نظارتك الطبية - قد تُفضل حذاء عن آخر قد ترتاح في نظارتك الطبية عن أستخدام العدسات اللاصقة و لكن كيف ترتاح لحذاءك أكثر من نظارتك الطبية.

و لكن لا تتعجب فأنت في مصر حيث الوطنية هي محطة وقود و الدين هو جلباب و نقاب و إذا أردت أن تتعمق أكثر فقد تصل إلى أنك أطلق لحيتك و أفعل ما شئت.

بعد كُل حادث مُماثل أجد نفسي بحاجة إلى الدفاع و ترديد نفس العبارات المُبتذلة سابقاً أن الدين الإسلامي بريئ من كُل هذه الأفعال و أن من قام بهذه الأفعال لا يمُت للدين بصلة و بعد دقائق ستغرق الجرائد و صفحات الفيسبوك و أفاتار التويتر بصور لا نهاية و لا حصر لها لهلال يُعانق صليب أو لمئذنة بجوار بُرج كنيسة أو شيخ يحتضن قسيس و بعض من الزيارات و الندوات و اللقاءات و في النهاية يضيع دم أي من مريم الوراق أو مريم الأسكندرية.

هاتفني صديقي القبطي قائلاً و مُحتداً كعادته و إلى متى يستمر هذا الإرهاب والترويع - إلى متى تستمر هذه الكراهية؟ - هذا السؤال الخاص بالكراهية بالتحديد هو السؤال الأهم فدعونا نتفق على أنه لا يوجد ما في الدين الإسلامي أو المسيحي ما يُطالب أتباعه بقتل المُسالمين من غير أتباعه بل أنه يوجد في الدين الإسلامي ما يُعرف بقواعد يجب على المُسلم إتباعها أثناء خوضه حرب ضد من يُناصبونه العداء فلا يقتُل شيخ أو إمراءة أو طفل و لا يقطع أو يحرق أشجارأو يُدمر قُرى لكن هل يوجد كراهية و عداء بالطبع يوجد و نحنُ بحاجة إلى أن نُعالج هذه المُشكلة و لكن هذا ليس هو موضوع هذه المقالة.

الأمر الأهم الآن هو كيفية تحديد المسئولين عن تلك الجريمة و تقديمهم للعدالة بأسرع وقت مُمكن حتى يرى الجميع أنه يوجد قانون في هذه البلاد و أنك لا تستطيع أن تفلت بجرائمك بلا عقاب, و على الداخلية أن تقوم بمسئوليتها ناحية تأمين الكنائس و المُحافظة على حقوق الملايين من الأقباط في مُمارسة شعائرهم الدينية كما يحلو لهم.

أين كانت الداخلية هذا السؤال يطرح نفسه بعُنف شديد و يُثير الريبة و الشكوك فإذا كانت البلد في حالة حرب على الإرهاب فهاهو الإرهاب لماذا لا تُحاربونه أم أن الإرهاب المقصود هو مُجرد بعض صبية من الأولتراس أو الطلبة يقوموا بمُظاهرات غاضبة فتنقض عليهم الداخلية لتقتل من تقتل و تُصيب من تُصيب الأمر الغريب هو ما أشار إليه أحدهم على صفحته على الفيسبوك قائلاً "كان فيه بنات بيطيروا بلالين عليها شعار رابعة و تم تفجير مبنى المُخابرات الحربية في الإسماعيلية - قالوا طب قبضتوا على اللي فجروا مبنى المُخابرات قالوا لأ قبضنا على البنات و معاهم البلالين"

بدون حماية من مُحترفين و مُدربين جيداً على الحماية للكنائس ستستمر هذه الحالات الإجرامية و لن تنتهي أياً كانت الدوافع و الأمراض و حالات الكراهية الموجودة إلى الجُناة و لكن الحل لن يكون بمزيد من الصور و المزيد من الندوات و المزيد من اللقاءات الصحفية الحل أمني بحت يجب على الداخلية أن تقوم بمسئوليتها و تقوم بتأمين كُل المصريين و غير المصريين  في كُل مكان  على أرض تلك الدولة.

عزيزي المسيحي المُسلم الحق لم يكُن عدوك أعلم بصدق أنك تتعجب من تلك الكلمات و أنت ترى البعض تفوح الكراهية من أفواههم تراها في تلك الكلمات البغيضة و التلميحات السخيفة التي أصبحت أنا و أصدقائي الأقباط نتندر عليها أصلاً لكن المُسلم الحق لا يحق له دينياً أن يؤذيك أنت أو غيرك العدو الحقيقي لنا سوياً هو عدم المبالاة بأرواحنا من المسئولين و من الداخلية - الجهل - التخلف - الفقر - المرض.

عزيزي المسيحي تذكر دائماً أن حُسني مُبارك كان مُسلم و أن بُطرس غالي كان مسيحي إذا تذكرت هذا فستُدرك جيداً أن الدين لا علاقة له بتصرفات الأشخاص و أن الخطأ ليس في الدين بل هو في الشخص الذي يقوم بالخطأ نفسه.

 

الخميس، 16 مايو 2013

هيا بنا نكذب


            الأخطر دائما ليس أن هُناك ثمة أشخاص بيننا يُمارسون الكذب بلا أي إتقان أو حيطة الأسوء و الأخطر أن هُناك من يُصدقون هذه الأكاذيب, تعودت أن أتعامل مع هذه الأكاذيب بمنطق التجاهل و أن عتاب الندل إجتنابه و لكن وجدت أن الكثير و الكثير بصورة مُقلقة قد رأوا أن عليهم إغلاق عقولهم و ركنها في بند يا راجل كبر مُخك و السير وراء الكذب بل و ترديده و لأنهم لا يُدركون أننا عادة ما نستيقظ من ترديد الأكاذيب على سقطة مُدوية فقد قررت أن أبدأ رحلتي مع التدبُر في حالة الكذب الإرادية و اللاإرادية التي ظهرت علناً في كُل مكان في مصر.
            عزيزي المواطن هيا بنا نكذب و نُصدق أنفُسنا فهو أمر مُريح إلى حد بعيد و دعنا نُصدق أن طالب مصر حطم أينشتاين و أن هُناك من أخترع علاج لفيروس سي و بي و إي أف دي و أخر أكتشف علاج أمراض السُكر و الربو و البلهارسيا و الديدان المعوية و الديدان الشرجية و الديدان اللي ماشية في حالها و أن هُناك آخر أستطاع أن يخترع موتور يعمل بالماء العذب و آخر أستطاع أن يخترع موتور يعمل بماء المجاري و أن هُناك مُخترع مصري غير مشهور عادة ما يكون إسمه المُخترع الصغير أستطاع أن يخترع بطاريات تعيش طوال العُمر دون أن يحدُث لها أي نضوب و أنه في فترات قليلة ستُحقق مصر الأكتفاء الذاتي من القمح.
            الأكتفاء الذاتي من القمح!!!!!!!!!!!!!!!!!
عفواً جوبلز أنت لا تحتاج إعلام دون ضمير لتخلق شعب بلا وعي أنت فقط تفتقد إلى العظمة التي نحنُ بها أنت فقط تحتاج إلى شعب طيب أغلبه غلبان محتاج إنه يصدق أي حاجة في أي حاجة دون أن يتأكد من أي حاجة بما فيهم كاتب هذه السطور و الذي أكيد أنه وقع في المحظورو نشر بدون قصد أو بقصد بعض من الأكاذيب, أعزائي صدقوني تامر من غمرة لم يكُن أُكذوبة صنعها الإعلام المصري المُتمكن بقدر ما هو أسلوب حياة هيا بنا نتحدث عن القمح عفواً هيا بنا نكذُب.
القمح تلك السلاسل الذهبية التي نأكُلها جميعاً أغنياء أو فُقراء في أفضل الحالات الإنتاجية لها و في الأماكن البحثية المُثلى قد تصل إنتاجيته إلى 24 أردب للفدان هذه المُعدلات خيالية  لحد ما فمتوسط إنتاجية الفدان المصري في أفضل الظروف لا تتجاوز ال18 أردب للفدان و هذه الإحصائيات من جريدة الأهرام الغراء صاحبة أفضل تصريحات حكومية على مر التاريخ.
مُعدل إستهلاك مصر من القمح سنوياً هو الأمر الهام بالنسبة لنا و ليس فقط مُعدلات الإنتاجية و دعونا نقتبس هذه الفقرة من تحقيق في نفس الجريدة "لندع الارقام تتحدث عن نفسها نجد أن استهلاك مصر من القمح سنوياً 11 مليون طن والإنتاج السنوى للقمح المصرى 6 ملايين طن على اساس أن المساحة المزروعة قمحاً هى 2.50 مليون فدان سنوياً أى أن مصر تحقق اكتفاء ذاتياً من القمح بنسبة 60% فى الوقت الحالى"
تحريك الأرقام المُرتبطة بالمُعادلة ليس صعباً يُمكنك أن تُطبق أبجديات الزراعة حقاً في محورين رئيسيين هُما التوسع الأُفقي بزيادة المساحة المزروعة و التوسع الرأسي بزيادة إنتاجية الفدان و لكن هذا الأمر سيتطلب أكثر من إبتسامات باسم عودة الواثقة أمام الكاميرات و بُصبحته أحد مُرتدي البيادات و الذي لا أعرف حقاً ما دخله بإنتاج القمح و لكن هي فُرصة جيدة للظهور في الصورة فأصحاب البيادات أياديهم واصلة في كُل شيئ إلا فيما يتعلق بأبجديات العسكرية نفسها على العموم هذا ليس موضوعنا من الأساس.
المساحة المزروعة من القمح تتراوح حول رقم 2.5 مليون فدان و هو ما يُحقق الرقم الذي رأيناه بالأعلى هذا الرقم يُمكن تحريكة بحد أقصى ليُصبح 3 مليون فدان و مع زيادة الإنتاجية و إتباع الأساليب العلمية الحديثة و خلافه من العوامل الأُخرى نستطيع أن نقضي على الفجوة بين الإستهلاك و الإنتاج و مع إنشاء أماكن جيدة للتخزين و ترتيب المنظومة يُمكن و لكن هذا لن يحدُث في يوم و ليلة.
عزيزي الناشط الفيسبوكي توقف قليلاً عن نشر قصص حرق أفدنة من القمح فحتى لو كان كلامك حقيقياً فإن حرق مئة فدان من القمح لن يكون له ذات التأثير الرهيب على الفجوة الرهيبة و الموجودة من الأساس أنت بحاجة إلى نشر أخبار مؤكدة عن حرق مليون فدان مثلاً من القمح كي تستطيع تسويق نظرية المؤامرة التي تؤمن بها و يجب أن تُحدد لنا القوة البشرية الكافية لحرق مليون فدان من القمح و عن نوع التسليح الذي سيقومون بإستخدامه في هذه المُهمة لأنك ستحتاج أن تخترع حرباً وهمية يا صديقي الناشط.
الإكتفاء الذاتي من القمح هو حُلم يجب أن يكون هدف و يجب أن يكون له خطة عمل بتوقيتات مُحددة و مسئولية مُباشرة أما أن يتحول الأمرإلى هذا القدر من الإبتذال فأنصحك أن تنضم إلى حملة هيا بنا نكذب فهُناك من يُصدق و هي بنا نُردد تلك الأكاذيب حتى تُصبح حقيقة زائفة و من ثم تستيقظ على كارثة مثل كارثة 67 حينما قام طُلاب الكُلية الجوية الإسرائيلية بتدمير مطارات و طائرات الجيش المصري العظيم الكبير الوهمي الذي أخترعة الرئيس عبد الناصر.
عزيزي المواطن الطيب الذي يبحث عن تصديق الكثير و الكثير من المُعجزات و إنتظارها أرجوك أفق من غفلتك قبل أن تستيقظ لترى كُفر قوم عاد – أُنظُر حولك تأمل – فكر – أستشر – لا تترُك لهم دماغك كي يعبثوا بها كما شاؤا – تعلم و ثقف نفسك و تدبر فيما تسمع و تقرأ كي لا تظل هكذا مُجرد مُنتظر لشيئ لن يأتي.
لماذا تتعب و تجتهد و تُفكر و تبحث و تقود و تعمل بينما يُمكنك أن تختلق الكثير من الأكاذيب و التي ستجد حتماً من يُرددها و يحفظها عن ظهر قلب.

الأربعاء، 31 أكتوبر 2012

الإزدراء


قد يتبادر إلى ذهنك عزيزي القارئ أننا سنتحدث عن قضية إزدراء الأديان تلك القضية السخيفة التي يحلو للكثير من رجال الإعلام أن يُخرجوها من الأدراج المُغلقة وقتما يأمرهُم الهوى أو وفقاً لحسابات مبيعات صُحفهم و برامجهم التي لا تُسمن و لا تُغني عن جوع و لكننا في هذا المقال البسيطة سنتحدث عن الإزدراء بصفة اعم و بصفة أشمل فأنت عزيزي القارئ مُزدري دون ان تدري.نعم لا تندهش فإن كُنت مُسلم سُني فأنت تزدري كُل من هو ليس على مذهبك بل و قد يكون كُل من هو ليس على نفس مرجعيتك إن كان على نفس مذهبك, و إن كُنت مسيحي فانت تزدري المُسلم و اليهودي و تزدري من هُم على مذاهب مسيحية أُخرى أما لو كُنت مُلحد فأنت تزدري الجميع بلا تفرقة و تزدري الأديان التي يؤمن بها الآخرون من الأساس.حاذر يا عزيزي فهذه المقالة ليست عن إزدراء الأديان فقط بل هي تشمل كُل أنواع الإزدراء فأنت إن كُنت رجُل فأنت تزدري النساء و إذا كُنتي يا عزيزتي فتاة أو سيدة فأنتي غالباً تزدري الرجال أو المُجتمع الذكوري كرد فعل عدائي تجاه نفس الإزدراء الذي يُمارس ضدك بكُل الأشكال و الصور و في كُل الأماكن.إذا كُنت أهلاوي فأنت تزدري جميع الفرق الأُخرى بنفس القدر الذي تزدريك به جميع مُشجعي الفرق الأُخرى و الجنوبي يزدري الشمالي و الساحلي يزدري الفلاحين و الفلاحين يزدروا القاهريين و القاهريين يزدروا كُل من هُم من خارج العاصمة و يُطلقوا عليهم سُكان الأقاليم حتى الأطفال يتعلموا أول خطوات الإزدراء في البيت و في النادي و في المدرسة فيُضيفوا إلى المُجتمع المصري مُزدري جديد كُل يوم.أصحاب المهن المُختلفة بالطبع لهم نصيب وافر من الإزدراء المُتبادل بينهم و يكفي ان تجلس وسط طائفة من الطوائف الحرفية لترى بنفسك كم الإزدراء الوافر الذي يتمتع به أولئك الحرفيين ضد بعضهم أخشى ما أخشاه أن تربُط بين الإزدراء الذي نُمارسه و بين عدم قُدرتنا على إكتشاف عيوبنا و تقييمها و تصحيحها فأنت إذا ربطت هذا الربط قد يتطور بك الأمر و تزدري نفسك كونك مصرياً تعيش في هذا المُجتمع الإزدرائي البحت و تُمارسه ليلاً نهاراً سراً و علانية لا تخشي فيه لومة لائم كما لو كان حقُ اليقين حقاً إنه مُجتمع إزدرائي بحت.حينما نُردد نفس المقولة لفترات طويلة فإننا غالباً نُصدقها ثُم ننتقل من مرحلة التصديق إلى مرحلة الإيمان التام ثُم منها إلى مرحلة الوكيل الحصري و على هذا الأساس نجد اليهود و قد إحتكروا الإضطهاد ضدهم حتى أصبح تُهمة يخشاها الجميع نجد أن هُناك من أحتكر التسامُح و أن هُناك من أحتكر الحق و أن هُناك من أحتكر الحضارة و أن هُناك من أحتكر الحداثة و التقدُم و أن هُناك من أحتكر الكلام بإسم الله و هذا الأخير الأكثر إيلاماً لي.قد ترى الإزدراء شيئ هين و شيئ بسيط حينما تُمارسه و لكنك تراه شيئ عظيم و جُرم كبير و ذنب لا يُغتفر إذا مُورِس ضِدك أنت شخصياً وقتها تشعُر بالإهانة و تنتفخ أوداجك و يتملكك شيطان الغضب الذي يُهول لك من مُصيبة أنه تم إزدرائك من هذا الشخص الذي أنت تزدريه فكيف به يتطاول على ذاتك العالية و سموك الكريم و يزدريك ثُم تأخُذك العِزة بالإثم فتبدأ في تبرير إزدرائك له و لا تتقبل أي أسباب دفعته إلى إزدرائك.عزيزي المُزدري عفواً أقصُد عزيزي المصري توقف قليلاً عن النظر للآخرين من ذلك المكان العالي الذي تقف فيه أهبط عن بُرجك العاجي الهش فهو عاجي صيني من أرخص الأنواع صنعته بأكاذيبك التي طالما رددتها حتى أضحت واقعاً لك بينما هي للأسف لازالت أكاذيب أتفق معك أنها أكاذيب حقيقية و لكنك أنت من صنعت منها حقيقية بكثرة تردديك لها و إيمانك بها – عزيزي المصري توقف قليلاً  عن تمجيدك لنفسك و لعشيرتك و لجماعتك و لفريقك و حزبك و دينك حاول ان تتعلم أن هذا العالم الذي خلقه الله واسع بصورة كافية ليضُمنا جميعاً تحت نفس الشمس نسير و على نفس الأرض نعيش نفس الهواء نتنفس و من نفس التُراب خُلقنا. 

العلاقة بين السياسة المصرية و كُرة القدم.


الساحرة المُستديرة كما يحلو للبعض إطلاق هذا الوصف عليها يبدو أن تأثيرها في كيان الشعب المصري أقوي و أكبر و أعمق مما نتخيل و يبدو أن الإنتماء الكروي و التعصب الشديد له قد أفرز مُتعصبين في كُل المجالات الأُخرى دون أن ندري هذا المُتعصب لا يرى لا يسمع لا يتكلم إلا بما يراه في فريقه الذي يُشجعه في حِزبه السياسي إن كان مُنضماً لحزب في أيدولوجيته أياً كانت هذا المُتعصب قد يكون أنا قد يكون أنت قد يكون كُل شخص في أرض الوطن العزيزة.قالها مُنذ زمن الرائع الراحل الساخر برنارد شو "كُل شيئ كان مُمكن أن يتم بصورة أفضل طالما قام به غيري" في إشارة واضحة إلا أن النفس البشرية بطبيعتها لا ترى الأفضل في الآخر بل تراه في نفسها فقط و مع ذلك فقد تخلص العالم الغربي و الأوربيين بشكل واضح من تلك الشوفيينة المُفرطة و بدأ ينظُر للجنس البشري على إختلافاته المُتعددة على أنه قوى مُضافة لا قوة مُضادة فلم يعُد الألمان مهوسون بتأكيد تفوق الجنس الآري و لم يعُد الإنجليز مشغولون بنقاء التركيبة السُكنية في لندن التي غالباُ لن تجد فيها إنجليزي الأصل بسهولة فقد اكتسحها العرب و الهنود و الباكستنين و عن فرنسا فحدث و لا حرج عن تعدد الثقافات و الأصول هُناك.إلا إننا في مصر لم نتخلص بعد من تلك الأزمة التي نراها في كُل مجال و في كُل مكان كُل شخص يرى نفسه هو الأنقى هو الأطهر هو الأفضل هو وحده المعصوم من الخطأ هو وحده الذي يجب أن يتكلم و يستمع له الآخرون – ليس غريب على المصريين أيضاً إيمانهم بالقيمة الفردية دون قيمة العمل الجماعي أو العمل المؤسسي و دائماً ما ينتظر المصري من شخص أن يكون المُلهم القائد الحكيم الذي يجب أن يسيروا ورائه الأمر الذي يُفسر لنا ظاهرة عبد الناصر و مُريديه التي لازالت مُستمرة حتى الآن و كما هو الحال عند السلفيين أتباع شيوخ بعينهم فهم يرفعونهم مكاناً عالياً و لا يستمعون لآخر غيرهم.إذا كُنت مُشجع أهلاوي فأنت غالباً سترى أبو تريكة أحد أفضل من أنجتهم الملاعب المصرية و لك الحق في ذلك و لكنك لن ترى على الإطلاق أن شيكابالا هو أحد أكثر اللاعبين المصريين مهارة و سُرعة من الثبات و تصويبات صاروخية ناعمة و العكس تماماً إذا كُنت زملكاوي فأنت لن ترى أن أبو تريكة قائد جيد للملعب و أنه يتميز بالقُدرة على صُنع ألعاب لزُملائه غالباً ما تنتهي بأهداف.قد يكون ما يحدُث مقبولاً في كُرة القدم أما على الوجه الآخر و هو الوجه السياسي فهذا أمر غير مقبول على الإطلاق يُهدد وحدة الوطن و سلامته و ستسأل نفسك غالباً كيف؟ سأقول لك حينما تُتابع شراسة الإنتخابات الأمريكية و هي قد أقتربت بالفعل ستتوقع أنه فور نهاية تلك الإنتخابات ستندلع الحرب الأهلية في الولايات المُتحدة مرة أُخرى بل بالتحديد نتذكر المعركة الإنتخابية بين آل جور و جورج بوش و التي يُقال أن بوش حسم المعركة الإنتخابية نتيجة خطأ في إحصاء الأصوات بولاية فلوريدا إلا أن الأمر مر بسلام و دائماً ما يمُر بسلام لأن هُناك النظام ينتصر و ما أن يصبح المُرشح رئيساً حتى يتلف الجميع من حوله و مُساعدته لا رغبة في نجاحه و تفوقه بقدر ما هو رغبة بدفع الوطن إلى الأمام و الحفاظ على مكانته كأقوى دولة في العالم.بعد أن إنتهت الإنتخابات المصرية بفوز مُرسي بفارق ضئيل رأيت مقالات و صفحات على الفيسبوك تتحدث عن انه يجب أن يُدرك أنه ليس رئيس كُل المصريين و أنه فاز بفارق ضئيل و صفحات من نوعية مُرسي مش رئيسي و كلام كثير من أشخاص يدعون أنهم النُخبة التي تُنادي بالليبرالية و الديمُقراطية و قيم الحُرية و المساواة و تفعيل دولة المؤسسات الأمر الذي وضعني في مأزق شديد فأنا اعتبر نفسي ممن يُنادون بالقيم الليبرالية المُتحررة من التعصُب و الشوفيينة فكيف بهؤلاء الناس يُطالبون بديمُقراطية إنتقائية تقتصر فقط على النُخبة التي لا أدري ما هي أُسس الإنضمام لها أو على أي أساس نعتبر هذا من النُخبة و هذا من الرُعاع كان الأمر حقاً مُحير و وقتها أدركت أن هُناك من لم يستطع أن يتقبل أن يكون هُناك رئيس مُختلف عن أيدولوجيته و عن حزبه و عن جماعته و دون التطرُق لموضوع أن الأختيار الآخر كان كارثي إلى حد بعيد و هو الفريق شفيق قاتلاً و مقتولاً مُحترماً القضاء و هارباً منه في نفس الوقت.سيأتي ذلك الوقت على كُل سياسي و سيكون عليه الأختيار بين مصلحة الوطن و مصلحته الحزبية لا أتذكر بالتحديد من قائل هذه العبارة الساحرة البديعة و لكنها واقعية إلى حد بعيد و يجب أن تكون ميثاق الشرف لكُل من يعمل بالحقل السياسي بأن تكون مصلحة الوطن أولاً و أخيراً في كُل إتجاهاته و حركاته و لكن للأسف ليس الأمر بهذه الصورة عند كُل السياسيين المصرين فهُم لازالوا مُتأثرين بنظرية الأهلي و الزمالك.يبقى حديث هام للغاية يحتاج إلى كثير من الشرح و الإسهاب و هو لماذا قامت الثورة المصرية؟ سنرى إجابة مُتوقعة و هي قامت من أجل إرساء قيم الحُرية و العدالة الإجتماعية و المُساواة و الديمُقراطية  و القضاء على الفساد و إعادة كرامة المصري المُهدرة و ما إلى ذلك و يأتي السؤال الثاني و هل نجحت الثورة المصرية في تحقيق أي من أهدافها أعتقد أن الإجابة ستكون بلا و يرجع هذا إلا أن الجميع يُريد أن يجلس على كُرسي قائد السيارة و لا أحد يرضى بأي دور بديل لأننا من داخلنا مُقتنعين بأننا الأفضل على الإطلاق بينما نحُن ....... على الإطلاق أيضاً.  

الديمقراطية المصرية


هُناك إختلاط كبير في المفاهيم السياسية على الساحة المصرية فعلى الرغم من إنشغال أغلب أفراد الشعب المصري بالسياسة مؤخراً إلا إنك ستجد إختلاط رهيب في المفاهيم و المعايير السياسية فحتى يومنا هذا ما أن تتحدث إلى أحد الخُبراء السياسين الجُدد عن جماعات الضغط و عن الكُتل التصويتة و عن اليمين المُحافظ و اليسار المُتحرر و عن تيارات الوسط الناعمة و عن أهمية المبدا الميكافيللي للدولة لا للحزب أو حتى لو تحدثت من مُصطلحات سياسية من نوعية ثيوقراطية و عسكرية و مدنية ستجد الخبير الواقف أمامك فاغراً فاه أو مؤلفاً أي ردود توحي بأنه لا يعرف أي شيئ في أي شيئ.إنها حقاً الثورة التي تسببت في أن الجميع يتحدث عن السياسة الأمر الذي لا يُثير الدهشة حينما ترى مُقدمي برامج الدعارة الرياضية و هُم يتحدثوا عن السياسية كما لو كانوا دكتورة هبة رؤوف أو مُعتز بالله عبد الفتاح فما بالك برجُل الشارع العادي الذي يعشق الفتي و إبداء الأراء.و لكن مع كُل هذا الإنفتاح السياسي و الشغف الرهيب بالسياسة الذي أصبح يُسيطر على جميع أفراد و طوائف الشعب المصري إلا أنك لا تملُك إلا ان تتعجب من أداء التيار النخبوي ودعونا في بداية الأمر نُحدد ما هو التيار النُخبوي هو ذلك التيار الذي يظهر في شاشات الفضائيات ليلاً نهاراً و جهاراً كمان ليملأ أدمغتنا بالكثير من الكلام و التنظير و التوصيف بدون وجود أي أفعال تتسق مع هذه البيانات و التصريحات و مع أن هذا التيار النُخبوي كان من المُفترض أن يضم المُثقفين و المُثقفات المُشتغلين بالأمور السياسية و ضالعين في علومها و ألاعيبها إلا إننا لا نرى مِنهم إلا قِلة تظهر على أستحياء و لا تُجيد توجيه الرأي العام بالشكل الذي تستطيعه بعض الأطراف الموجودة على الساحة و هُم من يستطيعون أن يُداعبوا عاطفة المصريين ذات الهوس الديني.الديمُقراطية لا تعني حُكم الأصلح و لكنها تعني حُكم الأكثرية للأسف مفهوم غائب عن الكثير من النُخبة إلا ما رحم ربي هذا المفهوم بحاجة إلى أن يتم تفعيله بصورة أو بأُخرى فالناخب البسيط أو الكُتل التصويتة الموجودة بقوة في المُحافظات و بأستثناء أصحاب الأيدولوجيات المُختلفة بحاجة إلى من يتحدث لُغتهم بحاجة إلى من يتحدث معهم و عنهُم بحاجة إلى من يمس الأحتياجات الحياتية لهُم و بمعنى أوضح الناخب و الكُتل التصويتة المُختلفة لن تنبهر بحديث عمرو حمزاوي مع مُعتزبالله عبد الفتاح عن أي الأنظمة السياسية أصلح للفترة القادمة و غالباً لن يُدركوا الفرق بين النظام البرلماني و النظام الرئاسي و لكنهم سينبهروا حينما يروا من يقترب منهم ببعض من الأحتيجات العينية التي لا يجدوها من مأكل و ملبس و مشرب يحتاجون أن يستمعوا عن من انشأ مدرسة أو مُستشفى خيرية أو يقوم بعمل أي مشروع يلتف حوله أبناء المنطقة في الأعياد أو في المُناسبات المُختلفة.يبدو ان النُخبة بحاجة لأن تُدرك أن العمل المُجتمعي المُكثف هو الطريق السليم للوجود بين رجُل الشارع أن الحديث بإستمرار مع طوائف الشعب المُختلفة و الإستماع لهم و لمشاكلهم و الأقتراب من حياتهم هو السبيل الأفضل عن الجلوس أمام مُذيعة حسناء أو مُذيع وسيم لبق الكلام يرتدي بدلة انيقة سعرها يتجاوز مُرتب سنة لأحد أبناء المناطق الشعبية ذات الكثافة السُكنية العالية.الأمر الذي لا يخلو من الطرافة على الإطلاق و يُثير حاسة السُخرية لدى المصريين حينما يبدو المُذيع و هو يسأل أحد معدومي لا محدودي الدخل عن أي حزب ينتمي إليه حزب الحُرية و العدالة أم حزب الدستور فيرُد عليه المواطن قائلاً انا حسبي الله و نعم الوكيل.لا أدري لماذا ترتسم على شفتي إبتسامة ساخرة عريضة و أنا عمرو حمزاوي يستخدم الألفاظ الرنانة المُعتادة له أو أحد تويتات البوب التي تُحرك بداخلي أنا مشاعر جمة و لكني لا أعتقد على الإطلاق ان عم أحمد البواب و أُم هُدى مراته هيتفهموا أي من تلك الأمور مع أنهم كُتلة تصويتة رائعة تتكون من 5 أفراد يعيشون جميعاً في غُرفة واحدة.أصحاب التيار السياسي الإسلامي أدركوا تلك اللُعبة مُبكراً و بدأوا بالهجوم على المُختلفين بطريقة مُنظمة و إن كُنت أنت أو انا نتسائل عن ماهية العقول التي تستمع لكلام خالد عبد الله و أتباعه المُنطلقين في الفضائيات الدينية فلا تقلق هُم أعداد تتعدى الملايين فاصحاب هذا التيار يُخاطبوا العاطفة الأسمى لدى المصريين عاطفة الدين و هُناك قطاع عريض من المصريين يُدرك أن الدُنيا أو الحياة المُرهفة بالنسبة له حُلم بعيد المُنال لذا فهو يبحث عن آخرته أضف إلى ذلك قطاع عريض من الشباب الذي يشعُر بأنه أستطاع أن يُرضي ضميره الديني بإنتخاب التيارات السياسية الإسلامية على اساس إنهم ناس بتوع ربنا بينما هو غارق في الهلس المُحرم بكُل انواعه.و يذكُرني في هذه النُقطة قصة ظريفة حدثت إبان الإنتخابات البرلمانية السابقة فقد ذهبت إلى المقهى لأجد نقاش سياسي حاد بين اثنين في قمة التناقض – مُهندس محمد و هو شخص مُحترم و مُثقف و مُطلع يعشق القراءة و التدبُر في كلام الله و أحاديث الرسول عليه الصلاة و السلام يُمارس عبادة التأمُل بطريقة روحانية جميلة و المُهندس عادل و هو مُهندس كمبيوتر حياته كُلها في الملذات و الشهونيات و ما رأيناه من قبل قارئ أو قابلناه في مسجد المنطقة الطريف في الأمر أن المُهندس عادل كان يُدافع بغستماتة رهيبة عن مفهوم الهوية الإسلامية و أنه يجب أن ننتخب من سيُطبقوا شرع الله في ارض الوطن بينما كان المُهندس محمد يتحدث عن الأمور التي يجب أن تؤخذ في الإعتبار هي من يستطيع خدمة الوطن و تلبية إحتياجات المُجتمع من تشريعات و قوانين تحفظ للفقير كرامته و تُعطيه حقه.عزيزي عضو التيار النُخبوي توقف قليلاً عن عباراتك الفخمة و مُصطلحاتك الرنانة دع كتاب الأمير لميكافيللي جانبا و تنازل قليلاً عن ثقافتك و اتجه إلى قلب الوطن النابض في الأحياء الشعبية و الارياف و المناطق النائية ثُم عُد مرة أُخرى لتقول لي إنت عامل إيه دلوقتي.