الأربعاء، 31 أكتوبر 2012

الإزدراء


قد يتبادر إلى ذهنك عزيزي القارئ أننا سنتحدث عن قضية إزدراء الأديان تلك القضية السخيفة التي يحلو للكثير من رجال الإعلام أن يُخرجوها من الأدراج المُغلقة وقتما يأمرهُم الهوى أو وفقاً لحسابات مبيعات صُحفهم و برامجهم التي لا تُسمن و لا تُغني عن جوع و لكننا في هذا المقال البسيطة سنتحدث عن الإزدراء بصفة اعم و بصفة أشمل فأنت عزيزي القارئ مُزدري دون ان تدري.نعم لا تندهش فإن كُنت مُسلم سُني فأنت تزدري كُل من هو ليس على مذهبك بل و قد يكون كُل من هو ليس على نفس مرجعيتك إن كان على نفس مذهبك, و إن كُنت مسيحي فانت تزدري المُسلم و اليهودي و تزدري من هُم على مذاهب مسيحية أُخرى أما لو كُنت مُلحد فأنت تزدري الجميع بلا تفرقة و تزدري الأديان التي يؤمن بها الآخرون من الأساس.حاذر يا عزيزي فهذه المقالة ليست عن إزدراء الأديان فقط بل هي تشمل كُل أنواع الإزدراء فأنت إن كُنت رجُل فأنت تزدري النساء و إذا كُنتي يا عزيزتي فتاة أو سيدة فأنتي غالباً تزدري الرجال أو المُجتمع الذكوري كرد فعل عدائي تجاه نفس الإزدراء الذي يُمارس ضدك بكُل الأشكال و الصور و في كُل الأماكن.إذا كُنت أهلاوي فأنت تزدري جميع الفرق الأُخرى بنفس القدر الذي تزدريك به جميع مُشجعي الفرق الأُخرى و الجنوبي يزدري الشمالي و الساحلي يزدري الفلاحين و الفلاحين يزدروا القاهريين و القاهريين يزدروا كُل من هُم من خارج العاصمة و يُطلقوا عليهم سُكان الأقاليم حتى الأطفال يتعلموا أول خطوات الإزدراء في البيت و في النادي و في المدرسة فيُضيفوا إلى المُجتمع المصري مُزدري جديد كُل يوم.أصحاب المهن المُختلفة بالطبع لهم نصيب وافر من الإزدراء المُتبادل بينهم و يكفي ان تجلس وسط طائفة من الطوائف الحرفية لترى بنفسك كم الإزدراء الوافر الذي يتمتع به أولئك الحرفيين ضد بعضهم أخشى ما أخشاه أن تربُط بين الإزدراء الذي نُمارسه و بين عدم قُدرتنا على إكتشاف عيوبنا و تقييمها و تصحيحها فأنت إذا ربطت هذا الربط قد يتطور بك الأمر و تزدري نفسك كونك مصرياً تعيش في هذا المُجتمع الإزدرائي البحت و تُمارسه ليلاً نهاراً سراً و علانية لا تخشي فيه لومة لائم كما لو كان حقُ اليقين حقاً إنه مُجتمع إزدرائي بحت.حينما نُردد نفس المقولة لفترات طويلة فإننا غالباً نُصدقها ثُم ننتقل من مرحلة التصديق إلى مرحلة الإيمان التام ثُم منها إلى مرحلة الوكيل الحصري و على هذا الأساس نجد اليهود و قد إحتكروا الإضطهاد ضدهم حتى أصبح تُهمة يخشاها الجميع نجد أن هُناك من أحتكر التسامُح و أن هُناك من أحتكر الحق و أن هُناك من أحتكر الحضارة و أن هُناك من أحتكر الحداثة و التقدُم و أن هُناك من أحتكر الكلام بإسم الله و هذا الأخير الأكثر إيلاماً لي.قد ترى الإزدراء شيئ هين و شيئ بسيط حينما تُمارسه و لكنك تراه شيئ عظيم و جُرم كبير و ذنب لا يُغتفر إذا مُورِس ضِدك أنت شخصياً وقتها تشعُر بالإهانة و تنتفخ أوداجك و يتملكك شيطان الغضب الذي يُهول لك من مُصيبة أنه تم إزدرائك من هذا الشخص الذي أنت تزدريه فكيف به يتطاول على ذاتك العالية و سموك الكريم و يزدريك ثُم تأخُذك العِزة بالإثم فتبدأ في تبرير إزدرائك له و لا تتقبل أي أسباب دفعته إلى إزدرائك.عزيزي المُزدري عفواً أقصُد عزيزي المصري توقف قليلاً عن النظر للآخرين من ذلك المكان العالي الذي تقف فيه أهبط عن بُرجك العاجي الهش فهو عاجي صيني من أرخص الأنواع صنعته بأكاذيبك التي طالما رددتها حتى أضحت واقعاً لك بينما هي للأسف لازالت أكاذيب أتفق معك أنها أكاذيب حقيقية و لكنك أنت من صنعت منها حقيقية بكثرة تردديك لها و إيمانك بها – عزيزي المصري توقف قليلاً  عن تمجيدك لنفسك و لعشيرتك و لجماعتك و لفريقك و حزبك و دينك حاول ان تتعلم أن هذا العالم الذي خلقه الله واسع بصورة كافية ليضُمنا جميعاً تحت نفس الشمس نسير و على نفس الأرض نعيش نفس الهواء نتنفس و من نفس التُراب خُلقنا. 

العلاقة بين السياسة المصرية و كُرة القدم.


الساحرة المُستديرة كما يحلو للبعض إطلاق هذا الوصف عليها يبدو أن تأثيرها في كيان الشعب المصري أقوي و أكبر و أعمق مما نتخيل و يبدو أن الإنتماء الكروي و التعصب الشديد له قد أفرز مُتعصبين في كُل المجالات الأُخرى دون أن ندري هذا المُتعصب لا يرى لا يسمع لا يتكلم إلا بما يراه في فريقه الذي يُشجعه في حِزبه السياسي إن كان مُنضماً لحزب في أيدولوجيته أياً كانت هذا المُتعصب قد يكون أنا قد يكون أنت قد يكون كُل شخص في أرض الوطن العزيزة.قالها مُنذ زمن الرائع الراحل الساخر برنارد شو "كُل شيئ كان مُمكن أن يتم بصورة أفضل طالما قام به غيري" في إشارة واضحة إلا أن النفس البشرية بطبيعتها لا ترى الأفضل في الآخر بل تراه في نفسها فقط و مع ذلك فقد تخلص العالم الغربي و الأوربيين بشكل واضح من تلك الشوفيينة المُفرطة و بدأ ينظُر للجنس البشري على إختلافاته المُتعددة على أنه قوى مُضافة لا قوة مُضادة فلم يعُد الألمان مهوسون بتأكيد تفوق الجنس الآري و لم يعُد الإنجليز مشغولون بنقاء التركيبة السُكنية في لندن التي غالباُ لن تجد فيها إنجليزي الأصل بسهولة فقد اكتسحها العرب و الهنود و الباكستنين و عن فرنسا فحدث و لا حرج عن تعدد الثقافات و الأصول هُناك.إلا إننا في مصر لم نتخلص بعد من تلك الأزمة التي نراها في كُل مجال و في كُل مكان كُل شخص يرى نفسه هو الأنقى هو الأطهر هو الأفضل هو وحده المعصوم من الخطأ هو وحده الذي يجب أن يتكلم و يستمع له الآخرون – ليس غريب على المصريين أيضاً إيمانهم بالقيمة الفردية دون قيمة العمل الجماعي أو العمل المؤسسي و دائماً ما ينتظر المصري من شخص أن يكون المُلهم القائد الحكيم الذي يجب أن يسيروا ورائه الأمر الذي يُفسر لنا ظاهرة عبد الناصر و مُريديه التي لازالت مُستمرة حتى الآن و كما هو الحال عند السلفيين أتباع شيوخ بعينهم فهم يرفعونهم مكاناً عالياً و لا يستمعون لآخر غيرهم.إذا كُنت مُشجع أهلاوي فأنت غالباً سترى أبو تريكة أحد أفضل من أنجتهم الملاعب المصرية و لك الحق في ذلك و لكنك لن ترى على الإطلاق أن شيكابالا هو أحد أكثر اللاعبين المصريين مهارة و سُرعة من الثبات و تصويبات صاروخية ناعمة و العكس تماماً إذا كُنت زملكاوي فأنت لن ترى أن أبو تريكة قائد جيد للملعب و أنه يتميز بالقُدرة على صُنع ألعاب لزُملائه غالباً ما تنتهي بأهداف.قد يكون ما يحدُث مقبولاً في كُرة القدم أما على الوجه الآخر و هو الوجه السياسي فهذا أمر غير مقبول على الإطلاق يُهدد وحدة الوطن و سلامته و ستسأل نفسك غالباً كيف؟ سأقول لك حينما تُتابع شراسة الإنتخابات الأمريكية و هي قد أقتربت بالفعل ستتوقع أنه فور نهاية تلك الإنتخابات ستندلع الحرب الأهلية في الولايات المُتحدة مرة أُخرى بل بالتحديد نتذكر المعركة الإنتخابية بين آل جور و جورج بوش و التي يُقال أن بوش حسم المعركة الإنتخابية نتيجة خطأ في إحصاء الأصوات بولاية فلوريدا إلا أن الأمر مر بسلام و دائماً ما يمُر بسلام لأن هُناك النظام ينتصر و ما أن يصبح المُرشح رئيساً حتى يتلف الجميع من حوله و مُساعدته لا رغبة في نجاحه و تفوقه بقدر ما هو رغبة بدفع الوطن إلى الأمام و الحفاظ على مكانته كأقوى دولة في العالم.بعد أن إنتهت الإنتخابات المصرية بفوز مُرسي بفارق ضئيل رأيت مقالات و صفحات على الفيسبوك تتحدث عن انه يجب أن يُدرك أنه ليس رئيس كُل المصريين و أنه فاز بفارق ضئيل و صفحات من نوعية مُرسي مش رئيسي و كلام كثير من أشخاص يدعون أنهم النُخبة التي تُنادي بالليبرالية و الديمُقراطية و قيم الحُرية و المساواة و تفعيل دولة المؤسسات الأمر الذي وضعني في مأزق شديد فأنا اعتبر نفسي ممن يُنادون بالقيم الليبرالية المُتحررة من التعصُب و الشوفيينة فكيف بهؤلاء الناس يُطالبون بديمُقراطية إنتقائية تقتصر فقط على النُخبة التي لا أدري ما هي أُسس الإنضمام لها أو على أي أساس نعتبر هذا من النُخبة و هذا من الرُعاع كان الأمر حقاً مُحير و وقتها أدركت أن هُناك من لم يستطع أن يتقبل أن يكون هُناك رئيس مُختلف عن أيدولوجيته و عن حزبه و عن جماعته و دون التطرُق لموضوع أن الأختيار الآخر كان كارثي إلى حد بعيد و هو الفريق شفيق قاتلاً و مقتولاً مُحترماً القضاء و هارباً منه في نفس الوقت.سيأتي ذلك الوقت على كُل سياسي و سيكون عليه الأختيار بين مصلحة الوطن و مصلحته الحزبية لا أتذكر بالتحديد من قائل هذه العبارة الساحرة البديعة و لكنها واقعية إلى حد بعيد و يجب أن تكون ميثاق الشرف لكُل من يعمل بالحقل السياسي بأن تكون مصلحة الوطن أولاً و أخيراً في كُل إتجاهاته و حركاته و لكن للأسف ليس الأمر بهذه الصورة عند كُل السياسيين المصرين فهُم لازالوا مُتأثرين بنظرية الأهلي و الزمالك.يبقى حديث هام للغاية يحتاج إلى كثير من الشرح و الإسهاب و هو لماذا قامت الثورة المصرية؟ سنرى إجابة مُتوقعة و هي قامت من أجل إرساء قيم الحُرية و العدالة الإجتماعية و المُساواة و الديمُقراطية  و القضاء على الفساد و إعادة كرامة المصري المُهدرة و ما إلى ذلك و يأتي السؤال الثاني و هل نجحت الثورة المصرية في تحقيق أي من أهدافها أعتقد أن الإجابة ستكون بلا و يرجع هذا إلا أن الجميع يُريد أن يجلس على كُرسي قائد السيارة و لا أحد يرضى بأي دور بديل لأننا من داخلنا مُقتنعين بأننا الأفضل على الإطلاق بينما نحُن ....... على الإطلاق أيضاً.  

الديمقراطية المصرية


هُناك إختلاط كبير في المفاهيم السياسية على الساحة المصرية فعلى الرغم من إنشغال أغلب أفراد الشعب المصري بالسياسة مؤخراً إلا إنك ستجد إختلاط رهيب في المفاهيم و المعايير السياسية فحتى يومنا هذا ما أن تتحدث إلى أحد الخُبراء السياسين الجُدد عن جماعات الضغط و عن الكُتل التصويتة و عن اليمين المُحافظ و اليسار المُتحرر و عن تيارات الوسط الناعمة و عن أهمية المبدا الميكافيللي للدولة لا للحزب أو حتى لو تحدثت من مُصطلحات سياسية من نوعية ثيوقراطية و عسكرية و مدنية ستجد الخبير الواقف أمامك فاغراً فاه أو مؤلفاً أي ردود توحي بأنه لا يعرف أي شيئ في أي شيئ.إنها حقاً الثورة التي تسببت في أن الجميع يتحدث عن السياسة الأمر الذي لا يُثير الدهشة حينما ترى مُقدمي برامج الدعارة الرياضية و هُم يتحدثوا عن السياسية كما لو كانوا دكتورة هبة رؤوف أو مُعتز بالله عبد الفتاح فما بالك برجُل الشارع العادي الذي يعشق الفتي و إبداء الأراء.و لكن مع كُل هذا الإنفتاح السياسي و الشغف الرهيب بالسياسة الذي أصبح يُسيطر على جميع أفراد و طوائف الشعب المصري إلا أنك لا تملُك إلا ان تتعجب من أداء التيار النخبوي ودعونا في بداية الأمر نُحدد ما هو التيار النُخبوي هو ذلك التيار الذي يظهر في شاشات الفضائيات ليلاً نهاراً و جهاراً كمان ليملأ أدمغتنا بالكثير من الكلام و التنظير و التوصيف بدون وجود أي أفعال تتسق مع هذه البيانات و التصريحات و مع أن هذا التيار النُخبوي كان من المُفترض أن يضم المُثقفين و المُثقفات المُشتغلين بالأمور السياسية و ضالعين في علومها و ألاعيبها إلا إننا لا نرى مِنهم إلا قِلة تظهر على أستحياء و لا تُجيد توجيه الرأي العام بالشكل الذي تستطيعه بعض الأطراف الموجودة على الساحة و هُم من يستطيعون أن يُداعبوا عاطفة المصريين ذات الهوس الديني.الديمُقراطية لا تعني حُكم الأصلح و لكنها تعني حُكم الأكثرية للأسف مفهوم غائب عن الكثير من النُخبة إلا ما رحم ربي هذا المفهوم بحاجة إلى أن يتم تفعيله بصورة أو بأُخرى فالناخب البسيط أو الكُتل التصويتة الموجودة بقوة في المُحافظات و بأستثناء أصحاب الأيدولوجيات المُختلفة بحاجة إلى من يتحدث لُغتهم بحاجة إلى من يتحدث معهم و عنهُم بحاجة إلى من يمس الأحتياجات الحياتية لهُم و بمعنى أوضح الناخب و الكُتل التصويتة المُختلفة لن تنبهر بحديث عمرو حمزاوي مع مُعتزبالله عبد الفتاح عن أي الأنظمة السياسية أصلح للفترة القادمة و غالباً لن يُدركوا الفرق بين النظام البرلماني و النظام الرئاسي و لكنهم سينبهروا حينما يروا من يقترب منهم ببعض من الأحتيجات العينية التي لا يجدوها من مأكل و ملبس و مشرب يحتاجون أن يستمعوا عن من انشأ مدرسة أو مُستشفى خيرية أو يقوم بعمل أي مشروع يلتف حوله أبناء المنطقة في الأعياد أو في المُناسبات المُختلفة.يبدو ان النُخبة بحاجة لأن تُدرك أن العمل المُجتمعي المُكثف هو الطريق السليم للوجود بين رجُل الشارع أن الحديث بإستمرار مع طوائف الشعب المُختلفة و الإستماع لهم و لمشاكلهم و الأقتراب من حياتهم هو السبيل الأفضل عن الجلوس أمام مُذيعة حسناء أو مُذيع وسيم لبق الكلام يرتدي بدلة انيقة سعرها يتجاوز مُرتب سنة لأحد أبناء المناطق الشعبية ذات الكثافة السُكنية العالية.الأمر الذي لا يخلو من الطرافة على الإطلاق و يُثير حاسة السُخرية لدى المصريين حينما يبدو المُذيع و هو يسأل أحد معدومي لا محدودي الدخل عن أي حزب ينتمي إليه حزب الحُرية و العدالة أم حزب الدستور فيرُد عليه المواطن قائلاً انا حسبي الله و نعم الوكيل.لا أدري لماذا ترتسم على شفتي إبتسامة ساخرة عريضة و أنا عمرو حمزاوي يستخدم الألفاظ الرنانة المُعتادة له أو أحد تويتات البوب التي تُحرك بداخلي أنا مشاعر جمة و لكني لا أعتقد على الإطلاق ان عم أحمد البواب و أُم هُدى مراته هيتفهموا أي من تلك الأمور مع أنهم كُتلة تصويتة رائعة تتكون من 5 أفراد يعيشون جميعاً في غُرفة واحدة.أصحاب التيار السياسي الإسلامي أدركوا تلك اللُعبة مُبكراً و بدأوا بالهجوم على المُختلفين بطريقة مُنظمة و إن كُنت أنت أو انا نتسائل عن ماهية العقول التي تستمع لكلام خالد عبد الله و أتباعه المُنطلقين في الفضائيات الدينية فلا تقلق هُم أعداد تتعدى الملايين فاصحاب هذا التيار يُخاطبوا العاطفة الأسمى لدى المصريين عاطفة الدين و هُناك قطاع عريض من المصريين يُدرك أن الدُنيا أو الحياة المُرهفة بالنسبة له حُلم بعيد المُنال لذا فهو يبحث عن آخرته أضف إلى ذلك قطاع عريض من الشباب الذي يشعُر بأنه أستطاع أن يُرضي ضميره الديني بإنتخاب التيارات السياسية الإسلامية على اساس إنهم ناس بتوع ربنا بينما هو غارق في الهلس المُحرم بكُل انواعه.و يذكُرني في هذه النُقطة قصة ظريفة حدثت إبان الإنتخابات البرلمانية السابقة فقد ذهبت إلى المقهى لأجد نقاش سياسي حاد بين اثنين في قمة التناقض – مُهندس محمد و هو شخص مُحترم و مُثقف و مُطلع يعشق القراءة و التدبُر في كلام الله و أحاديث الرسول عليه الصلاة و السلام يُمارس عبادة التأمُل بطريقة روحانية جميلة و المُهندس عادل و هو مُهندس كمبيوتر حياته كُلها في الملذات و الشهونيات و ما رأيناه من قبل قارئ أو قابلناه في مسجد المنطقة الطريف في الأمر أن المُهندس عادل كان يُدافع بغستماتة رهيبة عن مفهوم الهوية الإسلامية و أنه يجب أن ننتخب من سيُطبقوا شرع الله في ارض الوطن بينما كان المُهندس محمد يتحدث عن الأمور التي يجب أن تؤخذ في الإعتبار هي من يستطيع خدمة الوطن و تلبية إحتياجات المُجتمع من تشريعات و قوانين تحفظ للفقير كرامته و تُعطيه حقه.عزيزي عضو التيار النُخبوي توقف قليلاً عن عباراتك الفخمة و مُصطلحاتك الرنانة دع كتاب الأمير لميكافيللي جانبا و تنازل قليلاً عن ثقافتك و اتجه إلى قلب الوطن النابض في الأحياء الشعبية و الارياف و المناطق النائية ثُم عُد مرة أُخرى لتقول لي إنت عامل إيه دلوقتي.  

ساندي تُقدم رقصتها القبل الأخيرة


إعصار هائل يضرب سواحل نيوريوك المدينة الأمريكية التي يعرفها الكثير منا فهي تُعتبر العاصمة التُجارية للولايات المُتحدة الأمريكية الكثير منا كمصريين و كعرب قد واتته الفُرصة و أصبح زائر لها أو مُقيم بها أو على الأقل مثلي يحلُم بأن يكون أحد مواطنيها – نعم هُناك الكثير منا يحلُم أن ينتمي إلى هذا العالم الذي يحترم قيمة الإنسان و يُقدره إلى هذا العالم الذي يحتوي الجميع و لا يُفرق بين شخص و آخر لا على أساس ديني و لا عرقي و لا حتى على أساس رائحة ملابسه أو شكلها أو هيئته أنت إنسان لك كُل الحقوق و عليك كُل الواجبات.            الإعصار الكاسح لم ينقض عليهم إذ فجأة كما نعتقد بل ضرب العديد من المناطق قبل أن ينتقل إلى أمريكا حصيلة الضحايا حتى هذا اليوم هي 44 قتيل على ما أعتقد مع العديد من المفقودين و العديد من الأستثمارات الضائعة و الخسائر المادية الكبيرة التي غالباً ستتولى الحكومة الأمريكية و شركات التأمين تعويض المُضارين من هذه الكارثة الطبيعية كُل هذا و المزيد من التحليلات ستأتي تباعاً تُقدم و تُحلل و تُجبر الجميع على الإحترام لتلك المقدرة السياسية على قيادة الأزمة و كيفية إحتواء آثارها و التخفيف منها إلى حد كبير – الكُل يعمل يا عزيزي من أجل الفرد و الفرد يعمل من أجل الكُل بهذه العبارة المُستوحاة من أبطال الفُرسان الثلاثة أرى المُجتمع الأمريكي الناضج يتعامل مع أزمته بقدر وافر من الحرفية في الأداء و الإنسانية أيضاً في التعامل و لن تمُر أيام كثيرة حتى نرى فيلم أو لقطات حية لمُحاولات إنقاذ لقطة أو كلب أو إنسان لا فرق هُنا بين كُل الكائنات الحية في ذلك الوقت.            و بصفتي لستُ خبيراً في الأعاصير و الكوارث الطبيعية فلن أتكلم عن هذا الإعصار ذو الإسم الناعم إلى حد كبير و مع أني حاصل على دورات عديدة و شهادات من مُنظمة العمل الأمريكية نفسها في التعامل مع الأزمات و الكواراث إلا أنني لن أتحدث أيضاً عن ذلك الأمر فهُناك من هُم أجدر مني ملايين المرات على الحديث عن هذا الأمر فما درسته شيئ و ما تم و يتم شيئ آخر غلى حد كبير فالجلوس في القاعات المُكيفة و الإستماع إلى المُحاضر ذو الأنجليزية الأمريكية المرحة لا يتساوى على الإطلاق على الوقوف بين أنقاض هذا الجحيم العابر أنا فقط سأتحدث عن مردود هذا الإعصار على صفحات الفيسبوك و التوتير و سُخرية المصريين و تعليقاتهم المرحة التي قد تُصيب أي إنسان عاقل بسكتة قلبية حينما يرى كم الإستهزاء بالأرواح و هونها على هذا الشعب لا أقول الجميع و لكن الغالب منه.            الأمر الذي أثار حفيظتي في بدايته و تعجبت منه كثيراً هو وجود بعض من ذوي التوجه الإسلامي الذين يعتقدون أن ما حدث في أمريكا هو ضربة الرب التي تسحق كُل من يتأمر على أورشليم عفواً على المُسلمين و على الرغم أن من بين الضحايا يوجد مُسلمين أيضاً إلا إن هذا لم يمنع بعض أولئك الغاضبون من أن يشمتوا في أمريكا الشيطان الأكبر بل قد وصل الأمر بالبعض أن يقول أن أمريكا ألقت جُثة بن لادن في البحر فجاء الله لهم بالبحر في عُقر دارهم و أغرقهم كما أغرقوا الشهيد المُبجل أسد الله بن لادن – لا أدري عن أي شهيد يتحدثون و هو رجُل صناعة أمريكية بحتة أيام الغزو السوفيتي لأفغانستان أو ما يُعرف بالقلم الأمريكي للسوفييت رداً على القلم السوفييتي لأمريكا في فيتنام بل إنه أستمر بعد ذلك في لعب دور هام ألا و هو المُبرر في الحرب على بلاد المُسلمين و العرب لفترات طويلة بحُجة مُقاومة الإرهاب هذا الشيخ الذي يروع الآمنين و يُمارس أعمال تتنافى مع الإسلام و مع فقه الحروب الإسلامية أصبح شهيداً و ينتقم له الرب أيضاً على الرغم من أن المساحة الزمنية بين موته و بين إنتقام الله تبدو بعيدة إلى حد ما.            و مرة أُخرى على الرغم من عدم وجاهة هذا السبب إلا إنهم قالوا أن هذا الإعصار بسبب أن الحكومة الأمريكية رفضت أن ترفع الفيلم المُسيئ للرسول عليه الصلاةُ و أفضل السلام من على اليوتيوب  لهذا جاء إنتقام الله منهم في عُقر دارهم و على الرغم من عدم وجود معلومات كافية تؤكد ان مُصنعي الفيلم بين الضحايا أو أن مقر شركة جوجل و يوتيوب من بين المواقع المُصابة إذا كان أصلاً في نيويورك إلا أن هذه المعلومة إنتشرت و أخذت وضعها على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي بكثافة و للأسف لا أستطيع أن أُحدد بقُدراتي العقلية المُتواضعة من يُسيئ إلى النبي أكثر مُصنعي فيلم هابط لنا الفضل في نشر إعلاناته و الترويج له أم الشيخ الذي صرح بأن النبي الكريم الذي كان خُلقه القُرآن كان سباب هو و الصديق رضِي الله عنه هُم أم من يرمون الناس بالباطل لمُجرد الإختلاف معهم في بعض الأمور أو حتى الإختلاف الأيدولوجي معهم.            أؤمن تمام الإيمان بأن الله عزيزٌ ذو إنتقام و لكن لماذا تأخر هذا الإنتقام إذا كان ما تقولونه حقاً و لماذا لم ينتقم الله ممن قتلو و سحلوا و شردوا و عذبوا المئات بل و الآلاف من المُسلمين في بلادنا لماذا لم ينتقم الله عز و جل من أولئك اللواطيين و مُعاقري الخمور و الزُناة الذين تفيض بيهم شوارع الأُمة الإسلامية و العربية كُلها لماذا لم ينتقم الله من أولئك الذين أفقروا شعوبهم و عذبوا ابناء أوطانهم من أجل البقاء في منصب أو الحصول على مكاسب دُنيوية حقيرة مُتواضعة مالكم كيف تحكمون؟            بالفعل أمريكا عدو لنا و لكن كيف أستعددنا لهذا العدو الذي يحمي مصالحه في أرضنا و يمتص ثرواتنا و يُمارس السلب و النهب المُنظم بينما هُناك من يمُد له يده و يحتضنها برفق و يعتبره الصديق الصدوق من أبناء الأُمة الإسلامية كيف و نحن نعيش على أسلحته التي يبيعنا إياها و يُدرك حجم قواتنا و تسليحنا و قُدراتنا باكثر مما نُدرك نحن كيف أستعددنا لمعركة مع من نعيش تحت وطأة و ثِقل أقدامهم و هي تدهس أحلامنا البسيطة في عيش كريم و حُرية و عدالة قضائية و إجتماعية.            عزيزي المُعتقد أن الكوارث الطبيعية هي إنتقام الله و قد تكون بالفعل هلا أنتقمت أنت لدينك و لنفسك و توقفت قليلاً عن طلب الإنتقام من الله فإن الله لا يُغير ما بقوم حتى يُغيروا ما بأنفسهم هلا تأملت و تدبرت فيما يحدُث في أرضك و وطنك من ظُلم و إستبداد و فساد هلا أنتفضت لما حدث مؤخراً على يد أبناء الداخلية من تعذيب و تلفيق تُهم لناشطين سياسيين أو حقوقين هل سألت نفسك أيُهم أفضل لك و لدينك و لحياتك أن تشمت في الأمريكان أو أن تغضب لتعاليم و قيم دينك المُهدرة على يد حكومتك و أبناء وطنك سامحك الله يا سيدي الفاضل. 

الأحد، 23 سبتمبر 2012

حقاً إنها دولة رائعة



بما إن كُل الإخوان شياطين لا يُريدون إلا مصلحتهم الشخصية و السلفيين لا يبحثون إلا عن المُتعة الجنسية في الزواج من القاصرات و يُريدون تعميم ركوب الجمال و تحريم ركوب السيارات و أن يُبعدون عن العلم و القراءة و الحُرية و الليبراليين مُتحررين شواذ - خمورجية - كُفار و العياذ بالله عاوزين يعروا الستات و يهتكوا عرض و حياء البنات و بما أن البرادعي عميل و بالدليل و صباحي طالب سُلطة و مش مُناضل ده عميل و أبو الفتوح إخواني مُستتر و حازم مامته أمريكية طب ما نتصل بشفيق بقى عشان يجيي هوا يُحكم و لا نطلع الأشكال الوسخة اللي في طُرة براءة و نريح دماغنا.

أومال إحنا عملنا ثورة ليه كانت هذه الكلمات من صديق عزيز للغاية عليا خسر تقريباً اللي وراه و اللي قُدامه و أحيانا اللي جنبه في الكام يوم بتوع الثورة و الكام شهر اللي وراهم يمكن هو كان كسلان و كان مُتنطع بس العملية كانت ماشية معاه و سعات كانت بتبقى راكبة هامر أو هليكوبتر أباتشي و كان على طوول جيبه مليان من الفلوس و السجاير و الشيكولاتت الغالية بتاعت سويسرا و كانت عربيته يوم في شرم و يوم في الغردقة و حياته كانت مُستقرة و بدأت الثورة و في الأول مكنش مُقتنع بس كان مُتعاطف مع الصوت العالي و الحماس و الإلتفاف حوالين هدف واحد و مع الوقت بدأ إيمانه بالثورة يضعف شيئاً فشيئاً حتى وصل لتساؤلات أعمق بكتير من اللي فوق.

الراجل ده كان شاب في مُقتبل العُمر بيحب التجارة و كان فاهم أوي فيها قدر إنه يشتغل في ظروف منيلة و كُلنا عارفينها شُغل حُر فتح محل و أتنين و تلاتة لحد ما وصل عدد المحلات اللي هو مشارك فيها إلى حيداشر محل منهم الكبير و منهم الصُغير فلسفته كانت بسيطة و سهلة و جميلة كانت بتقول هامش ربح صُغير مبيعات كتيرة تعمل فلوس و الناس تعيش و إنت تعيش كان بيعمل فكر جديد في مصر فكر قائم على إحترام العميل مش فكر النصب على العميل كان فكره بينحصر في تنمية المُجتمع اللي هو بيعيش فيه عشان يفيد المُجتمع و يستفيد من المُجتمع ربنا كان جعله سبب في إن ناس كتيرة تسترزق و يتفتح بيوتها و تكبر في مجالها.

و بدأت الثورة و صاحبنا عمال بيكابر مش عاوز يسرح العمالة اللي عنده مش عاوز يوقف خطوط الإنتاج المواد الخام عمالة بتغلى الأمن بيضيع المبيعات تقترب من الإختناق و تصل إلى درجات مُتدنية السيولة عمالة بتختفي و هو لازال على عهد إنه يفضل زي ما هو بنفس حياته بنفس حُبه لشُغله بنفس حُبه للناس اللي شغالين معاه اللي كانوا مستغربين و راضيين و ساكتين و إذ فجأة إنهارت تلك المملكة الصغيرة في لمح البصر و خسر صاحبنا كُل ثروته بسهولة تقترب من سهولة تكوينه لتلك الثروة الصغيرة التي لم تتجاوز حد المليون جنيه.

و أصبح صديقي الطيب فقير يتسول تقريباً يبحث عمن يُساعده يتحدث عن مشروع النهضة بحُب و بود و يحلُم بأن السوق سيعود إلى عهده مرة أخُرى و أن التغيير سيأخذ قليلاً من الوقت يتلمس الأخبار من آن إلى آخر و هو جالس في ذلك المقهى البلدي يُتابع الأخبار من على موبيله الأندرويد الفاخر آخر ما تبقى له من أثار النعمة عليه يتسائل عن ماهية الصراع الدائر و عن كيف أصبح الجميع خونة و عُملاء و جُبناء و يبحثون عن مصلحتهم الشخصية كيف استطاعوا أن يحشدوا كُل تلك الجماهير المُتجمهرة و كُل تلك الحشود المُحتدشة ليصنعوا تلك الثورة التي لم يكرهها يوماً بقدر ما كرهته هي.

توقف صديقي عن الأسئلة و هو يبحث عن بديل لدواء لطفلته الصغيرة لأن الدواء المطلوب سعره مُرتفع و تذكر و هو واقف في مكانه أنه لازال ينتظر أن تعود الأيام أفضل من ذي قبل و عند مُغادرته الصيدالية نسي حاجة على الكونتر محدش خد باله منها حتى الصيدلي و الراجل اللي واقف جنبه مخدوش بالهم أن صديقي نسي التفاؤل و الأمل اللي كان عايش بيهم.

السبت، 8 سبتمبر 2012

أبو تريكة و توماس مور و سيد علي



توماس مور أو رجل لكل العصور هو الرجل الذي تحدى ملك إنجلترا في أوج جبروته هنرى الثامن و دفع حياته  كثمن لمبادئه و قيمه و الحق الذي يراه من وجهة نظره حق الحق الذي تربى عليه الذي تعلمه في الكنيسة الذي تعلمه في دينه المسيحي الذي يدين به جهر به و وقف في وجهة السُلطة الغاشمة بكُل قوتها لتطير رقبته و يموت ليعيش إسمه أكثر من إسم قاتله فكم من يتذكر هنري الثامن بنفس القدر الذي نتذكر به توماس مور رجُل لكُل العصور.

في يوم 1 فبراير لسنة 2012 كانت الإنسانية على موعد مع كارثة جديدة أو فاجعة أو مجزرة فقد أستيقظ من النمو في صبيحة هذا اليوم ما يزيد عن السبعين شاباً و صبياً و رجلاً دون أن يدروا أنهم على موعد مع الموت في مذبحة مُروعة تحدثت عنها و ستتحدث عنها الألسنة كثيراً لقد أستيقظت تلك المجموعة من النوم و أستعدت إلى الذهاب إلى إستاد بورسعيد لتشجيع فريقها في مُباراة كُرة قدم نعم مُباراة كُرة قدم لا تندهش فهذا ما حدث و هذا هو الأمر لقد تم إقتحام مُدرجاتهم بواسطة جُمهور فريق النادي المصري البورسعيدي و أوقعوا بهم إصابات و وفيات لم تحدث من قبل في أي حادثة رياضية كُل هذا حدث أمام أبناء و رجال الداخلية الشُرطة المُكلفة بحماية و تأمين كُل من في المُباراة.

سيد علي أحد تلك الوجوه المُنتشرة بكثرة على شاشات التلفاز من نوعية عُكاشة و خالد عبد الله شوبير و الغندور شلبي و مُصطفى يونس خيري رمضان و تامر أمين و لا يسعنا المجال و لا الذاكرة لأضافة المزيد من الأسماء و الصفات لأولئك الأشخاص فلو كان الأمر بيدي لحاكمتهم بتهمة تدمير البلد و عقول البُسطاء و المساكين الذين يُعتبر هذا الجهاز الملاذ و المرجعية لهم في كُل أمور حياتهم فبعد يوم شاق من اللهث وراء لُقمة العيش يعود أولئك المقهورين و المُضطهدين ليستريحوا من عناء يوم طويل امام شاشة هذا الجهاز فهم لا يملكوا رفاهية الدخول إلى الإنترنت أو قراءة كتاب و إن التمسوا ذلك فقدرات عقولهم التي تم تدميرها بطريقة مُنظمة و مُمنهجة لا تسمح لهم بالتفكر و التدبر في أمور حياتهم.

سيد علي صاحب أفضل أنواع الفضائح الإعلامية في تاريخ النفاق الإعلامي المُنتشر في واقعة الفتاة التي تدربت في أمريكا على قلب نظام الحُكم بطريقة سلمية و كشفها بعد ذلك الأستاذ بلال فضل سيد علي صاحب الوثائق المُزورة التي عرضها على الشاشة و لم يذهب بها إلى النيابة العامة لأنه يُدرك أكثر من غيره أنها مُزورة و غير موجودة من الأصل سيد على هو أحد أولئك الذين لا يملكون أي قدر من المبادئ أو القيم أو المهنية هو أحد الأشخاص الذين ينقلون أخبار ليس لها أساس من الصحة و يؤلفون و يصنعون أحداث وهمية من أجل مصلحة شخصية سيد علي كُنت أتوقع أن يختفي من وش الناس و أن يُصيبه أي نوع من أنواع الإحراج بعد فضيحته اللي أتفضحها   و لكن لم يحدُث لأنه لا يمتلك أي مقدار من الحياء أو الإحترام فعاد مرة ليظهر علينا بنفس الوجه و الملامح بنفس الكلام السيئ بنفس الأخبار التي لا أساس لها من الصحة و الغرض من ورائها واضح وضوح الشمس إلا أنه يجد من له يستمع يجد من له يُتابع لأنه للأسف هُناك من أفسدته السنين الطويلة من الفساد و القهر و التخلُف حتى أصبح ينتظر مثل هذا الهُراء ليُتابعه كما هو بالمثل في تلك القنوات الدينية التي لا تتحدث عن العدل و فقه المُعاملات و أخلاق الرسول عليه الصلاة و السلام بقدر حديثها عن أن المرأة عورة و أن المرأة لا تفعل كذا و كذا و أن المرأة عليها أن تُكون في البيت لا تخرُج منه و ما إلى ذلك من فتاوي إمتلأت بها الفضائيات و وجدت التُربة الخصبة لتنمو و تترعرع بها سيد علي صاحب الفضائح الإخبارية و اللقاءات المُفبركة خرج علينا أخيراً ليتحدث عن أبو تريكة لاعب كُرة القدم.

كان ذات يوم هُناك طفل فقير يلهو بتلك الكُرة المصنوعة من الشراب كان أبوه و أمُه من البُسطاء المُسلميين يلتمسوا منه الأخلاق الكريمة و القيم و المُثل العُليا أجادوا تربية هذا الطفل الذي شاء له الله أن يكون لاعب كُرة قدم و أن يكون ذو خُلق إسلامي مُعتدل يعلم جيداً من دينه أن الحق أحق أن يُتبع و أن الشُهرة زائلة و أن المال زائل و أن ما يبقى للإنسان هو عمله فتراه دائم العمل دون أن يجذب إليه الأضواء التي هي بالفعل مُنجذبة دون أن يُتاجر بدينه دون أن يدعي أنه ملاك أو قديس أحبته جماهير ناديه و غبطتهم عليه جماهير الأندية المُنافسة إنه أبو تريكة إختلف عليه الكثير و تحدث عنه الحاقدين و الكارهين على أنه يدعي الخُلق و يدعي التديُن و هُم أحوج ما يكون أن يدعوا مثله إن كانت حياته هي حقاً إدعاء لن أتحدث سوى عن تجربُة شخصية مررت بها كان أبو تريكة طرفاً فيها فقد هاتفني مرة صديق عزيز علي و طلب من أن نتقابل ليتحدث معي في أمر ما ذهبت إليه و قال لي هل تُريد أن تفعل معي الخير قُلت له نعم أُريد هُلم بنا إلى التفاصيل قال لي إن هُناك مشروع تربية أيتام على القرآءن الكريم و أنا صاحب هذا المشروع هو أبو تريكة بالتعاون مع أحد الشيوخ الأفاضل و أنه أكتشف هذا الأمر من الشيخ و إنه لا يُريد ضجة إعلامية من هذا الأمر كانت فكرة المشروع بسيطة و رائعة فأنت تكفُل يتيم بمئة جُنيه في الشهر لمُدة سنة يتم فيها الإنفاق عليه و تحفيظه القرآءن الكريم كاملاً و بعد الإنتهاء من تجفيظه القُرآءن الكريم و تعليمه و إعداده كي يكون عضواً عاملاً في المُجتمع يلتزم بتحفيظ عشرة أطفال كتاب الله هذا ما عرفته من صديقي و هذا ما أشتركنا فيه.

في يوم المُباراة أو المجزرة رأي أبو تريكة و زملائه الموت و هو يطير بأجنحته السوداء و الجُثث أمامهم يُساعدوا هذا و يسعفوا ذاك و يُلقنوا بعضاً منهم الشهادة لعل الله يقبلهم بين عباده المُخلصين و رسم الحُزن بيده الثقيلة على تلك الوجوه المُختلفة كآئبته و قهره تلك الوجوه كان منها اللاعب و المُشاهد كان منها الأب و الأم كان منها الصديق و الرفيق كان منها الإنسان المُسلم و المسيحي و حتى الملاحدة شعروا بالحُزن لقتلي لا يعرفوهم و لكنهم شعروا بألام عائلتهم و أصدقائهم كان منهم أبو تريكة الإنسان قبل اللاعب الذي رأي المُشجعين يموتوا بلا أي ذنب سوى أنهم ذهبوا ليُشاهدوا مُباراة كُرة قدم

رفض أبو تريكة الإنضمام لفريقه في مُبارة السوبر القادمة دفاعاً عن حق هؤلاء دفاعاً عن آية من الدين الذين يدينُ به أن لكم في القصاص حياة أن العدل أسمى من كُل شيئ أن الإنسان له حُرمة في ماله و عرضه و أمنه و سلامته و حياته قرر أبو تريكة عدم الإنضمام لفريقه في مُباراة بداية الموسم لأنه مُتضامن مع الألتراس أهلاوي و زمالكاوي و إسماعيلاوي و كُل المُشجعين أنه لا بداية لموسم كروي جديد قبل أن يتم القصاص لهؤلاء القتلي من قاتليهم و من المتواطئون معهم و من الصامتين عن قتلهم أمتنع عن اللعب مُعرضاً نفسه للعقوبات و الأذى المادي للثبات على موقفه مُتخذاً من الإمام بن حنبل رحمة الله عليه مثلاً أعلى و هو الذي قدم حياته ثمناً لما رأه حقاً و صدقاً مُتحملاً الاذي و العذاب في سبيل كلمة الحق.

خرج علينا سيد علي الإعلامي المعروف بمواقفه هو و شوبير و شلبي و الغندور و من على شاكلتهم ليقولوا أن أبو تريكة يبحث عن شو إعلامي حقاً نحن في زمن المسخ الذي تُقلب فيه الحقائق و تُشوه فيه المواقف البطولية من أجل مصالحهم المادية.

الخميس، 6 سبتمبر 2012

أي هبل في الجبل


عزيزي قارئ هذه السطور أحب أقلك إن مصر بتنقسم إلى كذا فريق إلا إن فيه فريق مُميز أوي حاولت أشوفله أي إسم ملقيتش غير إني أسميهم فريق أي هبل في الجبل لأن الفريق ده عنده قدرة جبارة على إيجاد مسوغات إعتراض قوية و فاعلة و يبدو مُقتنع بها للغاية في أي نقاش حول أي قرار سواء كان لمصلحة البلد و اللي خلفوا البلد إلا لأن اللي قاموا بالطلعة دي ناس غيره أو غير المرجعية اللي هو بينتمي ليها فيجد دائما ما يدعوه للإعتراض حتى لو كان إعتراض أهبل و السلام.

عزيزي القارئ عاوزك تفهم إن في أمريكا في إنتخابات الرئاسة الناس بتفشخ بعض هناك و بيقطعوا هدوم بعض و في الآخر واحد بيكسب بفرق صُغنن أوي عن اللي بعده مبيطلعش بتوع المُرشح التاني يقول لا إنت مش ريسنا إحنا ريسنا اللي خسر و لا بتلاقي فيه ناس بتقاطع عشان المُرشح بتاعها مش في جولة الإعادة و لا بتلاقي ناس بتشتغل لمصلحتها و بتحاول تضحك ع الناس المواطنين ليه بقى يا برنس مش عشان الناس دي طاهرة و هتفضل طووول عُمرها طاهرة بالعكس ده الناس دي سافلة بس الشعب هناك مش أهبل و مش عبيط للأسف هنا في مصر كُل شيخ طريقة بيلاقي أتباعه بسهولة متسألش ليه لأني معرفش جهل - فقر - تعصب - تطرف حجات كتيرة غير مفهمومة في مصر مش هقدر أفهمها لأن قُدراتي العقلية محدودة للغاية إزاي الناس الأغبياء دوول بيلاقوا حد يسمع ليهم بالشكل.
المُفترض في أي مُعارضة إنها بتعارض اللي شايفة إنه ضد مصلحة الدولة مش مُجرد مُعارضة و السلام مش نظام إنت جاي تعمل إيه في البرلمان يا كابتن تلاقيه بيقلك أنا جاي أعترض و أروح و حتى بعد ما أتحل البرلمان اللي مكنش عاجب ناس كتيرة مع إننا كدولة دفعنا فيه الشيئ الفُلاني إلا إن أغلب المُعارضين مازلوا يُمارسوا مُعارضتهم في كُل حتة فيسبوك قشطة - توتير و ماله - فضائيات ضايعة و سافلة شغال هواي نوت و أهه كُله بثوابه يا برنس البرانس يا مكيفة يعني مثلاً كانوا أيام رمضان بيتكلموا عن إنهم بعد العيد هيخلوا المحلات تقفل الساعة تسعة باليل قرار في رأيي المُتواضع جميل و ظريف و مُحترم و ليه فوائد و إيجابيات كتيرة ده حتى الدول الأوربية كُلها بتقفل محلاتها من الساعة سابعة ماعدا محلات الأكل و الشُرب لقيتلك يا معلم كُله عمال بيعارض ليه يا جماعة دي مصلحة مصر يقلك لأ مالييش فيه أنا لازم أعارض.
أحد أهم مظاهر أي هبل في الجبل كانت بتتلخص في موضوع تشكيل مجلس حقوق الإنسان بجد أن ذُهلت من الأداء الأهبل بتاع المُعارضين إنتوا بتضحكوا الحكومة و اليمين و القوميين و الإسلاميين عليكم و على اللي خلفكم يعني بدل ما تتكلموا في إن قانون تعيين الأعضاء ده المفروض يتيغير و إن مجلس حقوق الإنسان ده يكون ليه إستقلالية و ليه تنظيم مُرتبط بالرأي العام و الحراك الشعبي لأ يا معلم طلع كُل إعترضهم على عضو واحد بس في المجلس و هو الأخ صفوت حجازي و هو بحد ذاته شخص مُثير للجدال بسبب مواقفه المُتعنتة من شباب الثورة و إتهامه ليهم بأتهامات باطلة و لكن هل هذا هو الشخص الوحيد الذي أخظأ من التيار السياسي الإسلامي طب بلاش يا عم تعالوا نروح نبص على التشكيل بتاع مجلس حقوق الإنسان تاني 
رئيس مُحترم مش هينفع أتكلم عنه المُستشار حُسام الغرياني لأن أسمه بيتكلم عنه - نائب يساري الدكتور عبد الغفار شُكر لاحظ أن الرئيس مُستقل و النائب يساري يعني لحد دلوقتي مفيش شُبهة أخونة و لا القلش بتاع المُعارضة ده بعد كده نُخش على الأسامي بتاعت الأعضاءأحمد سيف الإسلام، المحامي والناشط الحقوقي، والدكتور أحمد حرارة، الناشط السياسي، وأميرة أبوالفتوح، المحامية، والدكتور إيهاب الخراط، عضو اللجنة التأسيسية للدستور، والدكتور حنا جرجس، وصفوت حجازي وطارق معوض وطلعت مرزوق وعبدالخالق فاروق وعبدالله الأشعل وعبدالله بدران وعبدالمنعم عبدالمقصود ومريان ملاك ومحمد البلتاجي ومحمد طوسون ومحمد زارع وفهمى الدماطى ووائل خليل ووجدان العربى وهدى عبدالمنعم ومنى مكرم عبيد ومحمود غزلان وهانى عبدالعال ومحمد العدوي،إيه رأيك بقى يا سيدي بعد ما قرأت الأسماء اللي فوق دي بما بها من تباين شديد و واضح أصل محدش يقولي أنا أحمد حرارة إخوان و لا أحمد سيف الإسلام إخوان ممكن يكون دكتور حنا جرجس هوا اللي سلفي مُتشدد أو مُنى مكرم عبيد مثلاً  من السلفيين أو مريان ملاك طبعاً. بوضوح كده صفوت حجازي و محمد البلتاجي و طلعت مرزوق و عبد الله بدران و الأشعل هُم مُمثلي التيار السياسي الإسلامي الذي يُمثله حزبي الحُرية و العدالة و حزب النور اللي هُما أكبر حزبين في الإنتخابات اللي فاتت.
و من الطبيعي إن الموضوع بتاع التشكيل يكون متوزع على كُل الناس و يكون فيه نسب و تربيطات و إتفاقات لكن السؤال اللي بيطرح نفسه و بقوة هل الأشخاص الموجودة في المجلس كُلهم أشخاص عديمي الكفاءة و الأهلية أم إنهم يستحقوا هذا المنصب غالباً لن تجد شخص يتفق عليه الجميع لأن هذه الطبيعة البشرية بس ده مش معناه إننا نقلب الدُنيا عشان خاطر صفوت حجازي إحنا شايفين إنه مش مُتسق مع حقوق الإنسان لكن شئنا أم أبينا صفوت حجازي بيعبر عن تيار موجود في الشعب المصري و ليه دور كبير و يُعتبر كُتلة تصويتة كبيرة أي سياسي هيعملها ألف حساب لحد كده و كفاية كلام بس أحب أقول
إبتذال المُعارضة في هذه المعارك التافهة هو أكثر ما يُريده الإخوان

السبت، 28 يوليو 2012

سيدي الرئيس إين أنت من بن الخطاب



لا أدري لماذا إنطرح على رأسي هذا التساؤل الآن و هو أيهم أولى أن يتم سجنه و حبسه في هذا الشهر الكريم شياطين الإنس و البشر أم شياطين الجن و إبليس إنطرح هذا السؤال على دماغي و أن أتخيل الحياة في مصر بدون المجلس العسكري و أبو حامد و الزند و توفيق عُكاشة و حياة الدريدي و هالة سرحان كم ستكون الحياة رائعة حينما لا يُطالعنا وجه مُصطفى بكري و تامر أمين و خيري رمضان و عماد أديب و عمرو أديب كيف ستكون الحياة إذا كان إعلامنا من نوعية يُسري فودة و علاء الأسواني الكاتب الحُر كيف ستكون الحياة إذا كانت شاشة التلفاز لا تعرض ما تعرضه من مُسلسلات لا هدف لها و لا طائل سوى الإعلانات و الغريب أن تكلفة هذه الجُرعة المُكثفة من المُسلسلات تجاوزت المليار و نصف جنيه كيف هذا و يقولون أن البلد لا يوجد بها نقود و لا يوجد بها إقتصاد كيف ذلك و نرى إعلانات الجمعيات الخيرية تنهمر في كُل تلك القنوات تُثير الشفقة و الحُزن على حال أطفالنا و مُجتمعنا المريض الذي لم يجد من يهتم به أو يرثى لحاله من المسئولين الذين سيُسألون عن رعيتهم.
لا أدري لماذا إنطرح على رأسي سؤال جديد عجيب مُريب غير بريء على الإطلاق كيف يقوم الشعب بعمله و عمل غيره كيف يذهب الطبيب إلى المُستشفى صباحاً ليعود ليُشارك مشكوراً في مشروع وطن نظيف كيف يعود سائق التاكسي و قد أنهكه الركض في الشوارع بحثاً عن الرزق له و لأطفاله و لقسط تلك السيارة التي يكرهها بقدر ما لا يستطيع أن يبتعد عنها و يجد نفسه مُطالب بالوقوف في طابور عيش أو البحث عن جركن مياه لأن المياه مقطوعة أو أن يشتري كشاف لأن الكهرباء لازالت مقطوعة كُل هذا و لازال الأمر كما هو صور لسيادتك و أنت تُصلي و تؤم الناس في صلواتك كانت فروض أو نوافل سيدي الرئيس هذه الصلوات عمل بينك و بين ربك لا دخل لنا فيه فأتمنى من الله أن يرزُقك الستر في الدُنيا ة الآخرة و أن تكون بعيداً عن المُتفاخرين المُنافقين صلاواتك لك فلا تجعلها عليك.
لا أدري لماذا إنطرح على رأسي هذا التساؤل و أنا أُتابع صفحات الإنترنت بأن كُل مُختلف مع الرئيس هو فلول كاره حقود حتى و لو كان ينتقد نقد بناء و هام و حيوي و يرى أن هُناك ما يستحق الإلتفات إليه من مشاكل بل و إنه قد يطرح حل ثوري جديد هام و لكن لأنه فقط أختلف فتجد هجومات و فتوحات قد تصل إلى إنه كاره للدين و إنه يُريد الإنحلال و الفسوق و سُبحان الله فمن شتموا الأسواني و أتهموه بكُل الإتهامات ما أن تحدث بحق رأه عن الرئيس المُنتخب بإرادة شعبه حتى تحول في عيون من شتموه الأديب العالمي و رجُل الكلمة و فارس الأدب و قد يخلعوا عليه المزيد من الألقاب أخشى أن يقول رأي مُخالف للرئيس فيعود ذلك الكافر الزنديق.
سيدي الرئيس لقد وعدتنا بالشفافية و بالكفاءة و بالصراحة و الوضوح لقد وعدتنا بأن تضع الغُرف المُغلقة في النور و على شاشات التلفاز لكي يراها من يُريد و لكن عاد الكهنوت يُسيطر على كُل مجالات الحياة و عُدنا نتخبط و يعبث بعقولنا الإعلام الشيطاني و الظنون و أنتم لا تُصارحوننا بأي شيئ و لا ندري ما هي معايير الإختيارات و لما ما هي الإختيارات و لا ما هي المشروعات و لا ما هي حقيقة الوضع كل ما نراه هو المزيد من التعتيم حتى أضحى الإعتقاد السائد لدى من قاموا بترشيحك أن حزبكم لا يُريد أن يُغير النظام السائد من قبل هو فقط يُريد أن يرث النظام السائد من قبل لا يُريد أن يُسأل أو يُحاسب يُريد منا أن نستمر في حياتنا كما كُنا من قبل صامتون سائرون غير معترضون و هذا أبعد ما يكون عما نُريد لتلك البلد التي نحمل جنسيتها بكُل فخر.
سيدي الرئيس لقد هرمنا و تعبنا من كُل هذا الغموض الذي نحياه فهلا صارحتنا و كُنت معنا مثل ما تُريد منا أن نكون لك سيدي الرئيس لا تُضيع من أيديك الفُرصة التاريخية لأن تُغير هذا الشعب إلى الأفضل إلى الأحسن إلى الأمام 

الأحد، 15 يوليو 2012

رسالة إلى السيد الرئيس





سيدي الرئيس السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.


تحية طيبة و بعد.


سيدي الرئيس أود أن أُخبر سيادتكم بأني أحد أولئك الذين إنتخبوك لتكون رئيساً لمصر ليس ذلك فقط بل إنني أحد الذين شاركوا بجُهدهم و بوقتهم و بكلامهم من إجل إقناع الآخرين بإنتخابكم كي يكون أول رئيس لمصر في إنتخابات حُرة ديمقراطية نزيهة بعد سنة و نصف من ثورة مصر على النظام البائد شخص جديد لا ينتمي للنظام السابق إيماناً مني بأن أي تجرُبة أُخرى غير رجال النظام السابق ستكون أفضل من إعادة النظام السابق كما هو.


سيدي الرئيس لقد مر قُرابة الأسبوعين على توليكم لمقاليد الحُكم في مصر و قد رأيتُ أن أنتظر ما ستُسفر عنه الأيام المائة الأولى التي أعلنتها في خطتك قصيرة الأجل إلا إنني و أنا أُراقبُ من بعيد لم أجد ما يسُر و لم أجد أي تغيير جذري حدث كُل ما وجدته صراعات سياسية غير حاسمة غير قاطعة كُل ما رأيته هو تكهُنات و إشاعات إنطلقت بفِعل عدم حسم الأمور من جانب سيادتكم و لا يصح أن شخصي المُتواضع يرى أن عدم الحسم دافع لمُثيري الشائعات و الفتن بينما لا تراه سيادتكم لذا أتمنى من الله أن تبدأ في الحسم و الحزم و أن تستعن بالله و أن تُكاشفُنا و تُصارحنا فقد أصابنا السأم من التخبط و غياب الشفافية و المصداقية.


سيدي الرئيس صمت مؤسسة الرئاسة يدفع الصُحف و الإعلام و أنت تعلم كم منهم مُتربصون و كم مِنهُم مُحرضون و مُحركون للشائعات منهم من يبحث عن الخبر قبل غيره و منهم من يبحث عن التشويه و التعريض مِنهم من لا يُريد بنا خيراً فلا تكُن بصمتك عوناً لهم و ببطئك دافعاً لهم لتقديم المزيد فالخبر الآن أصبح سلاح في كُل شيئ و العالم لم يعُد نفس العالم كما سبق فما يحدُث في الصين و اليابان لم يعُد بعيداً عنا هُنا في القاهرة و الأسكندرية.


سيدي الرئيس لقد سئمنا من القائد المُلهم القائد الذي تؤيده ملائكة الله و تخشاه الشياطين القائد الذي لا يفوقه حكمة أحد و لا يُجاوز عِلمه أحد سيدي الرئيس لقد هِرمنا من الأساليب العتيقة و الكهنوت و الأسرار و الصفقات و التربيطات و التحالفات و الغُرف المُغلقة سيدي الرئيس إن ما يولد في النور يختلف كثيراً عما يولد في الظلام و من خلف الستار سيدي الرئيس إننا من إنتخبناك لم نكُن ننتمي يوماً إلى أي تيار سياسي مُحدد تألمنا للظُلم الواقع عليكم و تشبثنا بالأمل المعقود عليكم و لكننا نأسف لإن الإختيار كان صعب و الإختبار كان أصعب الأختيار ما بين الإنحياز لشعب يطمح و يأمل أو الإنحياز لسياسة النفس الطويل و التغيير التدريجي و هذا هو الإختيار الصعب و هذا هو الإختبار الأصعب بأن تلتفت إلينا و نحن لا حول لنا و لا قوة بدل من أن تلتفت إلى المجلس العسكري الذي لم نرى من وراء قرارته أي خير بل رأينا فيها كُل شر.


سيدي الرئيس التقي كُن التقي القوي فشعبنا يحتاج قوتك أكثر ما يحتاج تقواك فتقواك لك يُحاسبك عليها الرحمن الرحيم أما قوتك فهي إلى هذا الشعب الذي أمضى الفقر و العوز و غياب العدل فيه مخالبه و أطلق كلابه تنهش و تنهش حتى ما بقى وراءه أو أمامه ما يدفعه إلى الإحساس بالحياة فهُنا تجد مُنتحر و هُنا تجد سارق و هُنا تجد بلطجي كُل هؤلاء صنعتهم الظروف المُحيطة بهم قبل أن يُغريهم الشيطان بالمعصية سيدي الرئيس لم يعُد بنا حاجة أن نرى صورك و أن تبكي في الحرم أو تؤم المُرافقين في مسجد الرسول الكريم أو نسمع أقاويل عماذا تأكل أو ماذا تشرب عن مُواظبتك على الصلاة في المسجد و ما إلى ذلك نُريدك أن تكون مثل الفاروق أو بن عبد العزيز رضي الله عنهما و أرضاهم نُريد أن نرى إسلامك في أفعالك و في حُكمك لا في أقوالك و في صورك و أخبارك.


سيدي الرئيس هُنالك ثُلة من شباب هذا اليوم كفرت بتقديس الحاكم و تأليه البشر تكره هذا الذي على صواب و لا يأتيه الباطلُ من ورائه و لا من أمامه تمقُت المُنفردين بالقرار المُحتفظين وحدهم بالأسرار تتلمس فيما حولها من دول و تجارُب سياسية و ترى الكثير و الكثير من تلكم التجارب لا يهملون وجهات النظر المُختلفة يُثرون النقاشات بالإختلاف لا يحتكرون الصواب ثُم تنظُر صوب أُمتنا فترانا كما كُما من قبل سيدي الرئيس لن نؤلهك فأنت بشر و لن نُطيعك فيما يرفُضه ديننا أو عقلنا صارحنا بالله عليك و قف معنا فسنقف معك نعلمُ أن الحرب تدور راحاها فكُن معنا نكُن لك.


سيدي الرئيس لماذا تتأخر في إختيار رئيس وزارتك و بداية تشكيل الحكومة الجديدة ألم يطرح حزبك الثقة في حكومة الجنزوري مرات عديدة قُبيل الإنتخابات الرئاسية لماذا تترك الشائعات تُحيط بنا تقتلنا تخنُق أحلامنا و بأحذيتها الثقيلة تدهس الآمال القليلة المُتبقية سيدي الرئيس سيقولون هأنت تطُلب حلماً يطول فُخذ الآن قليل مما تُريد في هذه الأيام القليلة و لكنه ليس حُلمك وحدك إنه حُلم جيلاً فجيل إنه أمل هذا الشعب الاصيل فلا تُحالف من لا يُحافظ على العهد و لا تتوخي الهرب.




و الله على ما أقولي شهيد و هو الموفق و المُستعان

الاثنين، 9 يوليو 2012

صباح رمادي

حينما يأتي الصباح صامت تصرخ الشمس في غيومه أن تتبدد فتأبى و تتمنع تشتاق العيون إلى النور تلتمس الدفء في تلك الأنفاس البسيطة تبتسم وحدها تلك الشفاه الصغيرة تضحك عيونها البريئة تتأمل هذا الهدوء و تلتمس قليل من الصخب فيما يُحيطها هُنا كان أبي يحملني ضاحكاً مُداعباً و هُنا كانت أُمي تصنع في صمت طعام الإفطار و تتأملني باسمة تُنادي عليا فأتمنع رحل الجميع و أصبحت أستيقظ وحيدة.

أُحاول في جد أن أبحث عن شيئ يُليهني عقلي الصغير لا يتذكر تلك الإجراءات بالغة التعقيد التي يجب عليا ان أقوم بها كي أستطيع مُتابعة قناتي المُفضلة و الرقص و الغناء مع أطفالها على أنغام تلك الأغاني الطفولية المرحة متى سأكبر لأشتاق لتلك الأيام تدور عيناي الواسعة في أرجاء طُرقات المنزل مُتسائلة هُنا كان أبي هُنا كانت أُمي رحل الجميع و أصبحت أستيقظ وحيدة يُهاتفُني صديقي الحبيب أنا أستطيع أن أرُد على الهاتف قد علمني أبي و صديقي مُنذ زمن طويل أن أتحدث في الهاتف و أستمع إلى من يُهاتفني لأرسم تلك البسمة الساحرة و أرى في عيونهم نظرات الإعجاب و التشجيع كان الأمرُ جيد و جميل كان الأمرُ رائع و لكن الآن أنا وحيدة أطلُب منه أن يأتي ليؤنس وحدتي و لكنه يرُد عليا بصوت مُتهدج أنه سيأتي بعد أن ينتهي من العمل.

صديقي الحبيب أتذكر يوم أن إنفصل عنا و رحل من بيتنا إلى ذلك البيت العتيق ذهبت إليه فوجدته مشغول لا يُلاعبني أنا وحدي كما كان من قبل و حينما حان الميعاد بكيتُ بشدة كُنت أُريده أن يكون لي كما كان دائماً كُنت أفتقد حُضنه الدافئء و لعبه المُمتع و مِزاحه الرائع كُنا حقاً نقضي أوقات جميلة سوياً كُنا نذهب لنتمشي بخطواتي الصغيرة البسيطة كُنت أراه سعيداً بأفعالي الطفولية و كُنت أنا أكثرُ سعادة و الآن قدر رحل الجميع و أصبحت أنا وحيدة أمسح عن عيوني بقايا ذلك النوم الطويل فأنا طفلة تنام الكثير من الوقت فقد أخبرني صديقي الحبيب أنا النوم لي مُفيد.

كُنت أنام بجواره يوم و أنام بجواري أبي أغلب الأيام كان أبي يُضحكني كثيراً و كان يقُص لي قصص مُضحكة و كُنت أتذكرها في الصباح فأسأله عنها و هو جالسيقرأ جريدته و يضع نظارته السميكة فوق عيناه فأجذبها منه و أنتظر فلا ينفعل و لا يغضب فقط يضحك و يُدغدغني حتى أتخلى عنها فيلتقطها في حرص و يُنادي على أُمي أن تأتي لتعتني بي أو لتأتي له بكوب من الشاي ثُم يفرُغ منه لي فنلهو سوياً حتى يعود صديقي لنخرُج أو لنمضي الوقت أمام ذلك الجهاز العجيب الذي أدركت أسمه لاحقاً لقد أهداني جهازه القديم و لكني لا أُدرك كيف أستعمله كم هي مُعقدة تلك الحياة و كُل تلك الأجهزة و الآن أنا وحيدة و قد رحل الجميع.

سأُتابع بشغف الشمس و هي تصرخ في تلك الغيوم سأُتابع جيوش النور و هي تقتحم حصون الظلام سأرسم صورة أبطال النور بقلمي الصغير و بيداي البسيطة على تلك الورقة التي نسيتها أُمي هُنا و سأتذكر أني كُنت يوماً حولي الكثير و الآن أصبحت وحيدة

الأربعاء، 4 يوليو 2012

جمعية الأمر بالخرشوف و النهي عن البورجر



كم أنت رائع أساحبي و كم هي رائعة تصميماتك كم أنت مُعبر بوجهك الضاحك و بأسدقائك المُختلفيين إنك حقاً تستحق لقب الأفضل في هذا العام مع باسم يوسف و محمد دياب و وائل غُنيم لقد أستطعت في فترة قليلة أن تفرض ثقافتك على الفيسبوك و توتير و منها إلى شباب هذا الجيل أساحبي أجامد أبرنس.


دعونا قليلاً نبتعد عن أساحبي و قدراته التعبيرية الجبارة و نتسائل سؤال غير برئ على الإطلاق: ماذا يجري بحق الجحيم على الأراضي المصرية؟ أو بتعبير آخر وات ذات هيل إذ جوينج أون إيجبشن لاندس؟؟؟؟؟؟!!!!!!!! حقاً الكثير من علامات الإستفهام مع الكثير من علامات التعجب قد تبدو لك أنها بسبب رغبة دفينة لدى كاتب تلك السطور في الضغط على زُرارين في نفس الوقت و لكنها للأسف الشديد تنم عن حالة إستفاهمية تعجبية حلزونية مُنقطعة النظير حقاً الغباء لا دين له لا وطن له لا جنس له هو فقط يتواجد و يتكاثر بعُنف مُبالغ فيه كُلما وجد التُربة الخصبة.


و لأننا لا نملك أرقام ذات حيثية عن أعداد المُشاهدين للبرامج العُوكاشية أو الجلادية أو الحديدية و أو أفلام الجنس المسروقة بأستخدام برامج التورينت و الشارينج فنحن لن نستطيع أن نُدرك كيف هو الغباء مُنتشر و كيف هي الدعارة المُستترة مُتأصلة في وجدان شعبي اللي و لا هو عظيم و لا نيلة ده من أخيب شعوب الله في الأرض و طبعاً هتلاقي واحد حلزوني مازوني شازوني طالع فيا شمال و يمين و هاتك يا شتيمة عشان بقول إنه و لا شعب عظيم و لا نيلة و هيقُعد يصدع دماغ أهلي بحضارة الفراعنة اللي يخرب بيت أبو حضارتهم و علمهم ما أتعملنش منهم غير إننا نحب الخلود و الفرعنة و الأسرار يعني تلاقي الواحد منا و لا ليه أي ستين لازمة في الحياة و تسأله إسمك إيه و لا بتشتغل إيه يروحح باصصلك بتشكك و بحذر و خيفة لتكون عاوز تكتشف سره الأعظم و كهنوته المُقدس و هتلاقيه بعد الفراعنة يُخش على محمد علي باشا مع إنه مكنش مصري ده كان ألباني عُثماني و بعد كده هتلاقيه يُقلك أم كلثوم و نجيب محفوظ و زويل و عمرو دياب و مش بعيد يُقلك أبو تريكة و بركات و شيكابالا و غالباً هيتكلم عن إن عماد بعرور و عمرو حاحا ظواهر ثقافية نقلت الإنسانية إلى مراتب أكثر رُقي عن ذي قبل.


هتقولي طب ما هو العيب في البرامج دي يا برنس هقلك لأ يا أصلي العيب في اللي بتفرجوا على البرامج دي العيب في الجهل و التخلف اللي بيخلي دكتور طب بيطري بيتكلم عن أن توفيق عُكاشة مصدر موثوق منه في المعلومات الإعلامية و بيتكلم بكُل ثقة و بيُدافع عنه دفاع تسبب في إني أكسر الوعد اللي وعدته لمراتي إني مستعملش ألفاظ قبيحة و أستعملت كُل الألفاظ القبيحة اللي في حياتي فحينما يتحدث دكتور عن توفيق عُكاشة بهذه الصورة فيجب أن نُحاسب كُل من أعطاه أي شهادة في حياته غير شهادة مُعاملة الأطفال.


الإعلام المصري الفضائي السمائي أي أسم تحب تسميه عليه هو إعلام هابط هابط إلى أعلى حدود الهبوط في الحياة و لا مهنية و لا حرفية و لا مصدر موثوق منه و لا إحترام لعقلية المُشاهد و لا إحترام لعقلية الضيف و لا لعقلية اللي مش ضيف و لا فيه أي عقلية أساساً تستاهل إن الشخص يحترمها لأن اللي بيتفرج على الإعلام المصري إلا ما رحم ربي لا يملُك أي عقلية على الإطلاق المُطلق المُطبق.


و بما إننا قاعدين فاضيين فكل شوية يطلع لينا حكاية جديدة و آخرها كان حكاية جماعة الأمر بالمعروف و النهي عن المُنكر و اللي بيُقال إنها قتلت شاب في السويس كان بيوصل خطيبته أو بيوصل صاحبته أو واقف مع واحدة ميعرفهاش أياً كانت البنت اللي معاه فلا أعتقد إن هُناك دين سماوي يطلب قتل اللي واقف مع واحدة أو ماشي معها المُهم الجريمة حصلت و هي لا أكثر و لا أقل من جريمة جنائية بحتة تحتوي على الكثير من المضامين السياسية كرسالة يُراد إيصالها إلى المُجتمع المصري و هي أن الإسلاميين قادمين لتقييد حُريتكم و كسر إرادتكم و إن ما كُنتم فيه و إحنا راكبين أحسن بسنين من اللي هيحصل فيكم على إيدين الإخوان الشياطين الملاعين و طبعاً يا معلم الجريمة أصبحت بين فيمتوثانية و الأُخرى المادة الرئيسية للعب بعقول البُسطاء الذين لا عقول لهم و هم يتفرجوا على التليفزيون اللعين.


طب نبص على الموضوع من زاوية أُخرى تحليلة بحتة أولاً بيقلك الأمر بالمعروف و النهي عن المُنكر عاملة صفحة على الفيسبوم أو بوك اللي يريحك ده شيئ جميل أوي عشان حبينا يتاوصلوا مع المُجتمع و يعرفوهم إيه آخر أخبار جرايمهم و يحددوا لينا مكان الجريمة اللي جاية عشان لو حد حابب يصور كُل ده مش مُشكلة مع إن أجهزة الأمن تقدر تجيب أُم الصفحة و أُم اللي عملها عادي فُكك بيقلك الصفحة دي كانت بتأيد الفشيق الفتيق طب إزاي متعرفش الأكثر كارثية في الموضوع إن فيه إعلامية أكتشفت إنهم كاتبين على الصفحة آيات قُرآنية خاطئة آه قولتلي بقى واضح إنها جماعة إسلامية قوية اللهم قوي إيمانهم الأدهى و الأنكى و الأمر إن طبيعة الإسلاميين و الإخوانيين طبيعة سلمية بحتة لا تحثُ على الثورة و الغليان من أساسه و إن كُل الناس عارفيين إن أغلب اللي ثاروا في بداية الأمر و دفعوا التمن من دمهم كانوا بلا إتجاهات أيدولوجية مُحددة و كانوا بيقولوا سلمية سلمية يبقى إزاي بقى لما الإخوان و السلفيين كانوا مُشتركيين في الثورة أو في مراحل الثورة ليه بقى مشفناش الدموية الرهيبة اللي بيتحكي عنها دي يعني تناقض رهيب يقُلك إن اللي ثاروا في الأساسا الليبراليين و اليساريين و الإسلاميين جُم ركبوا على الثورة طب قشطة حلو أوي يبقى المُفترض إن الإسلاميين يا إما ضد الثورة يا إما ركبوا على الثورة و هُما مُحاييدين إيه بقى اللي هيخلي حد إستلم مقاليد السُلطة يشوه صورته و صورة نظامه اللي لسه مبدأش هتلاقي مفيش منطق في الموضوع من أساسه


عزيزي المُشاهد الذي حتماً لن يصلك كلامي هلا بالله عليك أعملت عقلك قليلاً فيما تسمع و فيما يُقال من حولك فما تُشاهده ينمو و يترعرع في عقلك بأكاذيب و ضلالات ضبابية قاتمة تُحقق الهدف المنشود منها حينما تتستشري في عقلك فتتحول أنت أيضاً إلى ناقل للعدوى و تُصيب الكثير من حولك بمثل هذه الضلالات أفيقوا بالله عليكم فأُمة في خطر و شعباً يُباد.

الجمعة، 29 يونيو 2012

خالد عبد الله؟!!!!




إعلامي على ما تُفرج لا أشُك مُطلقاً في هذا اللفظ الذي أستخدمه لوصف هذا الرجُل الذي لم يكُن يُشكل اي مُشكلة لي من ذي قبل لأني لم أكُن أُتابع برامجه في تلك القناة أو غيرها أو أعلم عنه شيئ حتى عرفته من أسوء أبواب المعرفة و أقذرها و إن لم يكُن أحطها لقد رأيت له فيديو على اليوتيوب و هو يسخر من "ست البنات" الفتاة المسحولة بطريقته الفجة و يتساءل مُنقبة دلوقتي بقيتوا بتهتموا بالمُنقبات نعرفها من فين إحنا المُنقبة دي كما لو كانت كرامة تلك الإنسانة و آدميتها لا تعني أي شيئ عند هذا الشخص و لا يهتم إلا بمن كانت مُنقبة و تتبع نفس الفريق أو نفس التيار الذي يُمثله أي مُنقبة خارج هذا الفصيل لا يضمنها و لا يهتم بها إذا سُحلت أو قُتلت أو ضُرِبت و أنتقل من تسفيه ذلك الأمر الجليل إلى السُخرية من البرادعي و من عمرو حمزاوي و من آخرين و حسناً فعلوا بإنهم لم يلتفتوا إلى هذه الإتهامات التي أخذ يُكيلها بلا هوادة إلى الدكتور البرادعي في اللفظ الشهير يا واد يا مؤمن.


دعونا نتوقف قليلاً لنتلقط الأنفاس و نُحلل المشهد لا لشيئ غلا مُحاولة منا للإنتصار لدين قيمه أعلى و أرقى مما يقدمه هذا الشخص من مُهاترات و من قلب للحقائق و تشويه مُتعمد لأشخاص قدموا للوطن ما لم يُقدمه هو و أمثاله فقط يكفي سؤال بسيط إلى هذا الوهابي العُنصري عن أين كان يوجد بينما البرادعي يقوم بتكوين الجبهة الوطنية للتغيير و أين كان يوجد و حملات التشويه قد طالت شرفه و عِرضه غالباً كان يُقدم المزيد من العُنصرية المقيتة التي يتبرأ منها الإسلام في تعاليمه و قيمه أين كان يوجد هذا الشخص و كُل قيادات الإخوان في السجون أين كان يوجد هذا الشخص و تيار إستقلال القُضاة يُضرب و يُهان أين كان هذا الشخص وقت سحقت الشُرطة بأسلحتها و هرواتها عظام الجيل الأول من جماعة 6 إبريل في عام 2008 في باكورة المُظاهرات الجدية أين كان هذا الشخص وقت كان أيمن نور في السجون أين كان هذا الشخص و برامجه السياسية و مُداخلاته و حماسه الثوري في أيام جُمعة الغضب و بداية الثورة.


لن تجد إجابة سوى أنه أحد القافزين إلى القطار المُنطلق بما يتمتع به من حس وصولي و موهبة في التسلُق على دماء و أحلام و دموع و أماني من قدموا بالفعل تضحيات في تلك الثورة و أين كانت قناته من العمل السياسي من قبل فتلك القناة هي من سيل قنوات الوهابية الأصيلة التي جعلت شُغلها الشاغل نواقض الوضوء و شكل الثياب دون النظر للقيم الأخلاقية السامية و إلى قيم العدل و المساواة و الحُب التي يمنحها ذلك الدين إلى أتباعه و لكن كيف نترُك هذه الفرصة و قد أضحى الحماس الثوري بضاعةُ رائجة و أصبح الكلام الرنان و العبارات الفخيمة هي عُنوان كُل من يُريدُ أن يُطلق عليه مُفكر إسلامي أو ناشط حقوقي أو ناشط سياسي و هُنا في تلك اللحظة الفارقة تبدلت مواقف الأُستاذ الفاضل خالد عبد الله و أضحى بين عشية و ضُحاها ثورجياً عتيد يُشار إليه بالبنان و أضحى من نجوم برامج التوك شو لعنةُ الله عليها فهم فقط يتحدثون و يُنظِرون يُدغدغون تلك المشاعر البسيطة التي تلتمس فيهم الصدق و الحق بينما هُم يقودونها إلى حيثُ يُريدون بلا أدنى شرف و لا إحترام لأمانة الكلمة و أهمية صدقها.


قد يتسائل الكثير عن سر إختياري لهذا النموذج و هُناك الشوعير و الشلبي و خالد المذعور و أولا أديب بلا أدب أو كرامة و لميس الحديدي أو هالة سرحان أو الكثير و الكثير من قواديين الإعلام المصري الذين أصبح الشخص يشعُر بالغثيان من مُجرد رؤيتهم على الشاشات الفضائية ذات الرأسمال الداعر التابع لأغلب إن لم يكُن لكُل الفاسدين و أصبحت تلك القنوات تفعل الأفاعيل حتى تجتذب المُشاهد فتارة تراها قنوات ثورية و تارة تراها قنوات فلولية و تارة تراها قنوات تبثُ الدعارة فقط حتى أتى ذلك الوقت الذي أصبح فيه قادةُ الوطنية إلهام شاهين و وفاء عامر و صابرين و مُصطفى كامل و عمرو مُصطفى وقتها كم كرِهتُ كوني مصرياً ألهذا الحد أصبحنا غوغاء أغبياء نسيرُ على هُدى العاريات و سارقي الألحان على هوى مُدعي الإبداع و الفن و هو منهم برئ براءة الذئبُ من دَمِ إبن يعقوب ألهذا الحد تُخالطهم بنا الظنون أننا بلا عقل أو بلا منطق كي نلتفت لهذا الكلام الغث المقيت.


يبقى السؤال الذي يُطاردني و أمثالي ممن لا يدعون الحق و إن كانوا يبحثون عنه لماذا أجد دائما في حوارات كُل هؤلاء شيئ مُشترك تفوح رائحته و نراه في كلماتهم المسمومة كراهية لذلك الصامت المُتكلم قليلاً المُبتعد عن العيون و عن الأخبار و مُتواجد بقوة في العقول و القلوب نراهم يكنون له حقداً مُقدساً تُشعل ناره كراهية حاسدين حاقدين يعضون أصابعهم من الحسرة على هذا الشخص الذي كان و لازال مُجرد فكرة و مُجرد حُلم لا شيئ آخر على الإطلاق.


سأكون صريحاً و أود لو يستطيع أحد أن ينقُل هذا السؤال عني إلى هذا الخالد عبد الله لماذا تكره البرادعي بهذا القدر و ماذا فعل لك؟


و في النهاية بما إنك الشخص الذي حصل على توكيل إصدار لقب مؤمن هل انا مؤمن حقاً أم مُنافق؟

الجمعة، 22 يونيو 2012

البرادعي



للأسف كلامي سيكون مجروح لأني لن ألتزم فيه بالحيادية على الإطلاق فعقلي دائما كان مع ذلك الهادئ ذو الكلام البسيط الواضح ذو الشخص المُرتبة جيداً أفكاره واثقة خُطواته لا يبحث عن الإثارة لا يبحث عن المنصب أو السُلطة يتألم لنفس ما تألمت من أجله كثيراً جداً جداً جداً لم أتعجب حينما رأيته عائداً إلى وطنه بعد كُل تلك السنين التي قضاها في غُربته الطويلة عائداً يحمل في شنطة سفره بعض من أفكاره الهادئة الظاهر مُلتهبة الباطن بعض من أحلامه التي لا ينام بسببها فهو دائماً يُحاول تحقيقها بعض من علمه و رؤيته المُستقبلية التي لم نرى منها إلا القليل.


للأسف كلامي سيبدو غير واقعي و هذا صحيح لأن هذا الرجُل جاء بفكرة لشعب يمقُت التفكير جاء بحلم لشعب لا يُطارد أحلامه إن حلم  لا يُطارد سوى تلك العُملات الرديئة و لا تُشغله سوى تلك العبارات الركيكة شعب لا يستطيع أن يُفكر في الغد فهُناك أفواه جائعة و يوم عمل شاق و إعلام يُطارده بالأكاذيب و المؤمرات التي تجعله خائفاً مُرتعداً ينظر إلى تلك الطفلة النائمة على نفس ذات السرير الذي سينام عليه مع زوجته سيلتحفون بنفس تلك البطانية التي أرقتها الثقوب و لعب بها الوقت كُل الألاعيب و لكن ربة المنزل تُدرك جيداً أنها لا تملُك رفاهية شراء بطانية جديدة.


كُنت مُدرك بإدراك يقيني أن بضاعة هذا الرجُل لن تلقى رواجاً هُنا في بلدي فالمُفتخيرين بزويل لم يُدركوا أن زويل لم تصنعه مصر بقدر ما صنعته أمريكا بجامعاتها و أمكانياتها البحثية و قُدرتها الفائقة على الحُلم و إحداث التغيير و لكنهم كالعادة تعلقوا به و تعملقوا به و تفاخروا به على الجزائر في أيام تلك الأزمة الكروية التي ذكرتني بإبن هند و إن كُلثوم وصراعات العرب التافهة التي خاضوها من أجل كرامة زائفة و كبرياء لا واقع له سوى أننا نُجيد الكلام.


كان هادئ لا يثور بينما الإعلام الذي رفعه مكاناً عالياً ينِزل به أسفل سافليين لا لشيئ سوى أنه قال التغيير و قتها هب الساجدين من سجودهم و حشدوا قوتهم و هجموا هجمتهم فتارة إبنته ترتدي البكيني و تزوجت من مُلحد و تارة هو الذي أدخل أمريكا إلى العراق و تارة هو يُريد أن ينزع غطاء رأس عن أُمك و تبارى الإعلامييون من كُل النواحي في التقرُب إلى سيدهم بالهجوم على هذا الرجُل وقتها أدركت أنه يحمل كلام صدق و أنه يحمل أفكار الحق و أنه يبحث عن نفس ذات الذي أبحث عنه الحُرية و العدالة الإجتماعية.


لم أكُن يوماً ناشطاً سياسياً و لم أكُن يوما مشغولا بمصر فقد رأيت أوربا و تعلقت مُنذ صغري بالحضارة الغربية فقد كان أبي موسوعي الثقافة رحمة الله عليه و بعد أن أشتد عودي في القراءة على يد نبيل فاروق أخذت أعبث بمكتبة أبي الضخمة في ذلك المنزل البسيط بحي الخلفاوي بشبرا فضحك و أهداني كتاب أساطير الإغريق قال لي إذا أستطعت قراءة هذا الكتاب سأترُك لك هذا الإرث تفعل به ما تشاء فأبحرتُ مع بوسيدون و أبوللو و خشيت رعد زيوس و أفتتنت بسحر فينوس و حكمة ديانا و هرقل و أوديسيوس و تألمت لسقوط طروادة بذلك الحصان الخشبي و من هذا الكتاب إلى الإلياذة و الأوديسة و منهم إلى الكوميديا الإلهية لدانتي حتى أرشدني أبي إلى الرائع شكسبير.


لم أكُن يوماً بعيداً عما يجري على ارض مصر من ظُلم و قهر و إستبداد كان يطولني بعض منه في تلك المدارس الأميرية التي أرتدتها ثُم الجامعة ثُم العمل كُنت أرى الفساد يعلو و يعلو و يعلو و أنا سلبي حتى النهاية حتى حدث ذات يوم أنا كُنت أسير بسيارتي في المعادي عائداً من العمل في ذلك اليوم شديد الحرارة أغلقت الزُجاج بإحكام و هواء التكييف مُنعش أخذتُ أنظُر في الوجوه الواقفة تنتظر الميكروباص أو الأوتوبيس رأيتها مُسودة غابرة مُرهقة فتيات أهلكت الشمس الحارقة جمال وجوههن رجال كسر الزمن ما تبقى من رجولتهم و قتل الركض وراء لُقمة العيش ما يملكون من إنسانية سيدات تحمل أطفال و تحمل أوزار الحياة التعسة حتى إذ بي أمام موقف لن أنساه ما حييت صندوق قمامة ضخم تسلقته سيدة تتشح بالسواد تحمل في يدها كيس أسود تعجبت مما تفعل و توقفت أُراقب من بعيد فرأيتها تتخير من القمامة و تضع في ذلك الكيس لم أشعُر إلا و دموعي تتساقط كما لم تفعل من قبل تتساقط كأني فقدت أعز ما أملُك ها هي أُم لا تُمد يدها و تتخير من بين قمامة أهل المعادي ما يسد جوعها هي و أطفالها يا ويلتنا يا ويلتنا إلى أي جحيم سنذهب إلي أي جحيم سنذهب أين أنت يا عُمر بن الخطاب يا من قُلت لو تعثرت دابة في العراق لسُأل عنها عُمر و هُنا في مصر في بلدي هُناك من هو مثل تلك الأُم و لا ينتحب أحد من أجلها أفقاتني من تأمُلاتي تلك السيارة الفارهة و هي تُطلق الصفير طالبة مني أن أفُسِح الطريق و كانت قمة التناقض بين من تبحث في القمامة عما تأكُله و بين السيارة الفارهة التي يربو ثمنها عن المليون جنيه في مشهد واحد قتل كُل إبتساماتي و رغبتي في الحياة.


وقتها جاء البرادعي إلى مصر بأحلامه و أفكاره فمعه حلمت و معه إنطلقت أفكاري و أشتركت و وقعت على بيان التغيير حتى حدثت الثورة و حدث ما حدث و أعتقدت أننا سنلتف جميعاً حول أفكاره و لكني كُنت واهم فقد بحث كُل من قيصر و أنتونيو و أغسطس و نيرون و بومبي عن مجدهُم هُم و لتحترق روما أو تذهب إلى الجحيم هكذا كان حالُنا فمن سار وراء الخطاب الديني سار و من سار وراء النظام القديم سار و من سار وراء الكارهيين سار و من سار وراء المُستفيدين سار و وقف الرجُل وحده حوله بعض من المؤمنين به و بأحلامه و بأفكاره جميعهم أدركوا أنه من العبث أن يكون هُناك شعب يُحقق فيلم شارع الهرم أعلى إيرادته أن يلتفت إلى البرادعي الفكرة أو شعب يؤرقه إنتقال عبد الله السعيد إلى الأهلي أكثر ما يؤرقه الإستبداد و الفساد أن يلتفت إلى البرادعي الحُلم يؤرقه أن مصر لم تصل إلى كأس العالم أكثر ما يؤرقه أن مصر تحمل المركز الأول في الكثير من الأمراض الخبيثة و السرطانية شغب أغمض عيناه عن العدل اليوم فطاله الظُلم الغد.


سأقف مع الحق و مع الفكرة و مع الحُلم حتى يأتي نصر الله أو يقضي الله أمره في و في كُل الموجودين ثُم نُرد إليه جميعاً فيُحاسبنا جميعاً و يُخبرنا أياً كان حق و أياً كان باطل ألا لعنةُ الله على الظالميين عزيزي البرادعي هذا الوطن لا يستحقك بقدر ما يحتاجك هذا الوطن يحتاج إلى من يُحطم بداخله تابوهات كثيرة حتى يُدرك أنه لا عبودية إلا لله عز و جل.






الإجابة كانت حقاً البرادعي الفكرة و لا زالت

الأحد، 10 يونيو 2012

مُقاطعة حتى الموت


كم أنتي ساحرة و ساخرة أيتُها الحياة بكُل ما بكي من تناقض و تضاد من أمور تُثير الدهشة و الإستعجاب و الأستغراب و تخلي العيشة هباب من يجي سنة و شوية خرج شوية شباب و لحق بيهم شوية شباب كُنت مسافر برة القاهرة و جاتلي الأخبار هادرة كُل يوم جديد بس كان النت مقطوع و الصوت مش مسموع بالعافية تليفون تطمن بيه على أهلك تسمع صوت أبوك اللي ملحقتش تشوفوه بعد ما رجعت تُقعد في الشارع في لجان شعبية رُعب و إشاعات صُراخ و صوت طلقات إيه الحكاية ما هي هي كذب و إفترا على قنوات محلية و أخبار تكاد تكون وهمية على الجزيرة و البي بي سي البريطانية و في الآخر قعدت مع واحد من اللي شاف و حضر و شارك بكُل قوته و سمعت منه الحكاية و دموعي تنزل أكتر و أكتر و أنا بقول الجُملة الخالدة يا ريتني كُنت معاهم.
اللي بدا كان مُحاولة بسيطة للصُراخ بأعلى صوت يمكن الدُنيا تسمع أولا السكوت يمكن الصوت يقدر يكسر حاجز الخوف يمكن شعبنا يفكر مرة يعيش إنسان بدل ما يعيش خروف بدل ما ياكل و يشرب و يصحى يلاقي نفسه متعلق بيتسلخ حتى من غير ما يندبح يمكن يقدر يقول إسمي إنسان هعيش بكرامة أموت شُجاع و لا أعيش جبان كان بيحكي و هوا بيعيط يفتكر فُلان الفُلاني يقولي ده كان إخواني و اللي جانبه كان سلفي و بينهم حد علماني كانوا بيصرخوا بعلو الصوت إحنا مش خايفين منك يا موت.
كان بيحكي و يقولي لما جه الشباب الفقير شكلهم البسيط هدومهم البسيطة قالوا ليهم تعالوا ورانا بعد ما نموت إحنا هنخُش التحرير ده مكان المصير إستنوا متجوش معانا تعالوا ورانا عشان لما الثورة تنجح تلاقي ناس نُضاف عايشين متعلميين ياخدوا بإيد أهالينا على الحياة الكريمة قلعوا القمصان و تحتها بان حديد و نار و دم بيغلي آثار تعذيب على الجلد بتحكي مكان طعنات و جروح مكان للقلب الطيب اللي بقى زي الطير المدبوح طاروا من على الأرض طير و إحنا وراهم بنهتف و بنشوف واحد ورا واحد منهم بيقع و لون الأرض حمُرته بتزيد و إحنا لسه الأيد في الإيد لحد ما دخلنا الميدان و عرفنا إن الظابط ده جبان كُل اللي بيحميه الخوف اللي في القلوب و الأمثال الشعبية و التهديدات عرفنا إن العسكري ده غلبان مضحوك عليه زي سبع الليل في فيلم البرئ عرفنا إننا شعب جرئ و إن الظُلم ليه نهاية يااااه على اللي مات شباب و بنات ملايكة كانت عايشة وسطنا شايلة همنا بتحلم حلمنا و نقول كمان.
18 يوم و سقف حلمنا بيعلى و يعلى لحد ما عدا القمر و النجوم و خلاص داخل على السما بطاطين بتيجي و كراتين مية و أكل من حد جدع أو من واحدة عندها دم يقولوا علينا في التليفزيون المصري الراعي الرسمي للكذب الحصري غننا بلطجية و حرامية و إننا بنعمل حفلات جنس جماعية و إننا واكلين شاربين ناييمن في خيم مُكيفة و هُما مش عارفين إننا شوية احلام و شوية أماني و شوية أمل في مُستقبل بيقتلوه و بيدهسوه و بيطحنونا و يطحنوه و بعد ما مشي على شرم الشيخ و أتحسرنا على فرحة ناس مننا و تفكيرهم إن القضية إنتهت و هُما مش عارفين إن يدوبك المؤامرة إبتدت فرحنا معاهم و قُمنا ماشيين قبضوا على أجدع ما فينا من البني آدميين و اللي كانوا فعلاً فاهميين و لحد دلوقتي من غيرهم تاييهين.
يااااه من يجي سنة و شوية خرج شوية شباب لحق بيهم شوية شباب مات اللي مات و عاش اللي عاش أفتكر اللي أفتكر قد إيه دمهم راح هدر و ناس بتقولي مقاطعين عشان نعاقب الأخوان الوحشيين فنلبس كُلنا في الفتيق المتين.


الخميس، 31 مايو 2012

الميدان السماوي ينتقل إلى التحرير.



في يونيو من عام 1989 ثارت طبقة من الطبقات الصينية في واحدة من أكبر الثوارت عدداً في العالم فقد ثار الطُلاب و العُمال على الشيوعية الصينية أو الأشتراكية الصينية التي أسسها ماو تسي تونج و على الرغم من مُعدلات النمو الهائلة وقتها إلا إنها تركزت على السلع الإستهلاكية فقط و كان من نتائج إدارة الأزمة أن أرتفعت مُعدلات التضخُم بشكل رهيب و حدث نقص حاد في الموارد الأساسية من غذاء إلى طاقة إلى كُل تلك الأشياء التي تمس حياة المواطن البسيط و كالعادة إتسعت الفجوة بين الأغنياء و بين الفُقراء حتى حدثت تلك الإنتفاضة التي راح ضحيتها عشرات الآلاف تجمعوا في الميدان السماوي فسحقتها الدبابات النظامية وقتها كان بداية الثورة وقتها مُفاجئة إلى حد كبير فقد أُشيع أن أحد القادة الليبراليين تُوفي نتيجة أزمة قلبية في سجال حاد مع أحد قادة الحزب المُسيطرين في هذا وقت على مقاليد الحُكم في الصين فتجمع الطُلاب بالمئات ثم تحولت تلك المئات إلى الآلاف وراحت الهتافات تزأر: “يموت البعض وهم يستحقون الحياة، ويحيا آخرون يستحقون الموت”.

لقد مرت تلك الحادثة في هدوء و بدا أن ما كان ثورة في بداية الأمر ينحصر على مُجرد جنازة كبيرة لشخص هام أو زعيم رحل فجأة في وسط المعركة و ساهم في هذا الهدوء مُحاولات القادة تهدئة الأمور و تصويرها على أنها وسيلة جيدة للتعبير عن الرأي يقترب هذا الأمر مما حدث معنا في القاهرة بعد تنحي مُبارك عن الحُكم إلا إن الأمور و هي في طريقها إلى الهدوء تحركت مرة أُخرى بصورة مُفاجئة أيضاً فقد أضرب ما يُقارب من المائتين طالب عن الطعام في الميدان السماوي في الوقت الذي كان جورباتشوف يصل إلى الصين في زيارة دبلوماسية إعتبرتها السُلطات إنتصار للصين الدبلوماسية نادراً ما يكون الإضراب عن الطعام وسيلة ضغط و لكن مع تعاطف الكثيرين بدأت الأعداد تنتشر في الوقت الذي صدرت أوامر للجيش بأن يتحرك ليُنهي هذا الإضراب و الإعتصام بأي ثمن و لكنه فيما يبدو تفاجئ بأعداد من العُمال و الأتوبيسات و المتاريس امامه و هو في الطريق بل أن الشعب بدأ يتحدث مع الجنود الأمر الذي أدى إلى تعاطف بعض الجنود مع الشعب و ألقوا أسلحتهم و بدا أن إكتساب الجيش إلى صفهم أفضل من مُحاربته في وقت ما أدرك بعض الجنود أنهم لا يواجهون عدوهم بقدر ما هُم يواجهون شعبهم المسئولون عن حمايته.

و مرة أُخرى ألتفت الطبقة الحاكمة و بدأت في التفاوض مع قادة الحركة الطُلابية و نجحوا في إقناع الطُلاب بإلغاء الدعوة للإضراب عن العمل و التي كانت دعى لها الجناح اليساري العُمالي في هذا الوقت و بدأ الكلام عن الأقتصاد الوطني و عجلة الإنتاج يتردد بقوة في وسائل الأعلام و بين المواطنين و قبل العُمال بهذا الإلغاء و بدا الأمر يتحول إلى نقاشات و خلاف كلامي بحت وقتها أدرك أفعوان السُلطة أن الوقت قد حان ليضرب ضربته و بالفعل صدرت الأوامر و توجهت الدبابات و المدفعية الثقيلة لتصوب نحو المعتصمين و بدأت المعركة بين أثقل ما في الجيش من مُعدات ضد أثقل ما في البشر من معاني الكرامة و الإباء قد تعتقد أن المُعدات العسكرية الثقيلة هي التي إنتصرت فقد مات الآلاف في هذا اليوم و سالت الدماء بشكل يفوق القُدرة على الخيال و لكنك مُخطئ إذا تمسكت بهذا الإعتقاد فقد أستطاعت الإنسانية أن تُضيف إليها قصة نبيلة لمُحتجين ماتوا دون أي سبب سوى أنهم يطمحون في كثير من الحُرية و كثير من الكرامة و كثير من العدالة الإجتماعية و يُقال أن الأرواح الغاضبة لازالت تسكُن الميدان السماوي تحكي قصة عشق للحياة كُتبت بدماء الأحرار ليعيش العبيد.

هذا الميدان ينتقل عبر الزمن و عبر المكان ليستقر في ميدان التحرير الرمز الذي وهبته لنا السماء في ذات يوم من الأيام كأنها قالت هُنا تولودا من جديد المكان الذي كُنت أذهب إليه لأتطهر من كُل المفاسد التي زُرعت بداخلي طيلة عُمري المباركي فعلى مدى ثلاثين عاماً أو أكثر لما أرى إلا أسوء ما فينا لم أرى إلا مُجتمع لا يوجد به معيار ثابت يكيل بميكيالين شوفييني النزعة عُنصري الطبع يُمارس عُنصريته على أبناء بلده لينحني إحتراما للأجانب أصحاب البشرة البيضاء و الشعر الذهبي لم أرى شُرطي يُساعدنا على أن نعيش في أمان بل أرى شُرطة تُساعد نظام على أن نعيش في المُهان و الظُلم و الدنس كُنت أرى أسوء ما في البشر بينما هُم يملكون الأفضل.

الآن و في هذه اللحظة الحاسمة و على بُعد أمتار قليلة من خط النهاية ستكون المدفعية الثقيلة هي صندوق الإنتخابات الذي سيهرس ملايين البشر المصريين حينما يتم تنصيب أحمد شفيق على رأس الهرم الفاسد ليتعاون مع أصدقائه و رفاق السلاح في قهر شعب أصيل يدفع ثمن أخطاء بعضهم.

الثلاثاء، 29 مايو 2012

همسات باردة




تتساقط قطرات المطر باردة بينما تحمل الأمل في غد لتلك البُقعة القاحلة من تلك الصحراء الموحشة التي يمتد لونها الأصفر القاتم على مرمى بصر تلك الروح الهائمة التي لا تعرف أين الطريق فلا نجم به تهتدي و لا رفيق يؤنس وحدتها تتذكر كلمات العرافة الغجرية التي ما أن رأتها حتى أنتفضت من أمام تلك البلورة السحرية قائلة تعيشي وحيدة و تُغادري وحيدة مهما كثُر من حولك أيتها الهائمة.


أما آن لهذا الفارس أن يرتجل و أن يُزيح عن صدره عبء هذا الدرع الثقيل أما آن له أن يُريح يده من حِسامه القاسي ذو النصل اللامع من دماء المعارك أما آن لعيناه أن ترى الأشعة الدافئة التي سطعت على تلك العيون فأشرقت لنور ربها أما آن لهذا الصغير أن يلهو في تلك المروج الخضراء و أن يُطارد الأحلام التي توقظ العيون الناعسة أما آن لتلك الحبيبة أن ترتشف عشق و أن تُشنف أُذنيها بكلمات الإطراء أما آن لهذا الفجر أن يُزيح وطأة ذلك الليل البهيم أما أن لنسيم الكلمات الحُرة أن يهُب على تلك القلوب الآسنة أما آن لقلمي أن يتوقف و أن يكُف عن الأمل فما عاد الصغير يُصارع من أجل الكلمات أو يُحارب من أجل الوقوف.


تتساءل عيونها الحائرة و ماذا بعد تتوه في قُرص ذهبي يحاول أن يُغادر كي ياتي بغد جديد تتناول يد مهزومة تتلمس بها الأمان الأمل الرغبة فتراها باردة فاترة تتساقط العبرات قائلة و إلى متى تتطاير الخُصلات الناعمة بفعل زفرات القلب الصامت أو الصامد هل سيأتي يوم نولد فيه من نور و نحيا في نور و نرحلُ في نور أم فقط نحنُ أبناءالظلام.


في ذلك الصباح الرمادي جاءني الخبر و أنا أنظُر من خلف الزجاج أتأمل تلك الحياة التي تركُض أمامي بعيونها الزرقاء و قلبها الحيوي النابض تُصارع من أجل أن تدلُف إلي تلك السيارة الفارهة هُناك من كان النعيمُ لهُم نقمة يشقُ صدري ذلك الحُزن المُعتاد لأتساءل لماذا يرحلون تاركي إياي هكذا وحيداً مودعاً باكياً, أرتدي ملابسي لا على عجل أتمهل كأني أقول لتلك الأرواح المُغادرة إنتظروا معي قليلاً لعلنا نجلسُ سوياً في نفس ذات المقهى الذي إعتدناه نتحدث نفس تلك الأحاديث الطويلة التي لا تنتهي نرحل على وعد بلقاء في نفس ذات الميعاد لا يوجد المزيد من المواعيد لقد رحلوا جميعاً تساقطوا واحداً تلو الآخر و أنا بقيت كصخرة في وسط المُحيط تُلاطمها الأمواج فلا هي أنتصرت على الأمواج و لا صخرها أنكسر.


كانت ذات ضحكة صافية كصفحة تلك البُحيرة التي كُنا نقطُن على شاطئها كانت تلك البُحيرة هادئة إلى شكل يُثير العجب فلا يوم سمعنا لها ضجيج و لا شق سطحها قارب في الشتاء تتجمد حتى تعتقد أنها أختفت و في الصيف تلمع كأنها وليدة تلك اللحظة كانت تُحيط بها جبال شاهقة ذات قمم بيضاء كم من مرة أتخذنا ذلك القرار أن نصعد إلى القمة و كم من مرة تراجعنا الآن أنا و فقط أنا أجلس أمام المدفأة في ذلك الشتاء البارد أُصارع نفسي أن أتخذ القرار بينما الضحكة الصافية لا تُفارق مخيلتي.


سأعود كم أعتدت دائما إلى نفس المكان الذي بدأت فيه تلك القصة التي لم تستمر طويلاً سأعود لأحكي لهؤلاء الصبية كيف كانت المعارك تدور كيف كانت الخيول تعدو حاملة الموت و حاملة النصر سأجعلهم يتسائلون كيف تُنبت الأشجار في هذا المكان زهور حمراء قانية فقط سأدعهم يُدركون أن تلك الأشجار لم ترتوي من الماء قط فقط هي إرتوت بالدماء و سأعود في حياةً أُخرى لأحتضن تلك الفتاة الجميلة التي لم أحظ بمثلها في حياتي هذه و سأبني بيتاً عند تلك التلال الخضراء سأزرع هُناك الأمل و البسمة و سأصنع لصغيري بعض من المُستقبل و قليلاً من الأمل.

الاثنين، 28 مايو 2012

الترنيمة الأخيرة



بينما كانت المعركة الأخيرة على وشك الإنتهاء كان الملك قد ناله ما ناله من طعنات و من جروح حتى أتى سهم من بعيد أخترق تلك الإنسجة الضامة التي تخفي تحتها عضلات فولاذية كأنما صُنعت في السماء أو في كوكب خارجي كان السهم قوي فأخذ يغوص في تلك العضلات كحوت كبير يشُق الماء حتى توقف قلب أن يخترق القلب الحديدي بملليمترات صغيرة و لكنه كان قد شق ما في طريقه من شرايين و أوردة أضاف هذا السهم إلى الجراح المزيد من الألم و المزيد من الدماء المفقودة التي تساقطت نحو الأرض تهمس في أُذنيها من الأرض و إلى الأرض نعود.


أمتشق الحِسام الثقيل الكبير و وقف بجواره آخر ما تبقى من رجاله الشُجعان كان يراه قادما بردائه الأسود الذي يختمره من فوق رأسه حتى أخمص قدميه لم يرتهب من ذلك المِنجل الطويل اللامع في يديه إبتسم إبتسامته الواهنة شعر بالدماء الساخنة تتجمع لتكون بُحيرة صغيرة تحت قدميه أرتفعت رؤوسهم في عزة تطاير الشعر الذهبي الناعم بفعل الريح الباردة أحتدت العيون الزرقاء و هي تتأهب ضاقت الحدقات و أرتفاع دبيب القلوب حتى على فوق صوت الجياد و صهيلها المُرعب كان صهيلاً صارخاً يُقال أن الزمن توقف قليلاً أمام تلك الصورة لذلك الملك الشاب الذي ما أن تسلم الحُكم حتى أجتاحت جيوش الظلام أرضها كانوا يأكلون الضحايا و يرتدون جلودها لم ينتموا إلى فصيلة الإنسان ذات مرة يعشيون في كهوف الدببة و ينون من العظام و الهياكل البشرية أسرة عليها يرقدون تقودهم رمزُ الشر كاهنة شيطانية تُبارك قائدهم قبل كُل غارة من تلك الغارات الوحشية.


يُقال أن الزمن توقف يتأمل أولئك الشُجعان ثلاثة عشر رجُل أو يزيدون و لكن حول الملك الشاب كان هُناك ثلاثة عشر رجُل ثلاثة عشر فارس بينهم ذلك العربي الوسيم صاحب الجواد الرشيق الذي أنقذ ذات يوم طفلاً من يد الجحالف الوحشية يُقال أن الزمن طلب من ذلك الرسول ذو الرداء الأسود الثقيل و المِنجل ذو النصل الحاد اللامع أن يتريث و ينتظر بينما وقف الملك الشاب ينتظره و رافعاً سيفه و يُردد أبيات الرثاء الأخيرة لنفسه قبل أن يُرددوها عليها و هو في طريق إلى الأرض الخالدة رفع سيفه على الرغم من الآلام الرهيبة و الدماء المُتساقطة و من وراءه علا صوت الترنيمة الأخيرة و أشرأبت أعناق النساء الآرية فلمعت كنصل ذلك الحِسام الثقيل و تطايرت أغطية الرأس عنها فبدت الخيوط الحريرة الذهبية مُثيرة للشجن حزينة أم سعيدة لا تدري هي تنتصر و تفقد الملك الشاب.

الآن أنا أقف على الأرض الفانية 
لأعبر إلى الأرض الخالدة
هأنا أُشاهد أرواح أبي و أمي 
هأنا أُراقب أرواح الأجداد
هأنا أُراقب أرواح المُقاتلون الأحرار
و الرجال الأخير
هأنا أرى قلوب الشُجعان النابضة 
تدعوني إلى الإنضمام
هأنا لا أخاف الموت
هأنا أنتظر النصر 
سيفي يصنع نصري يمنحني مجدي
يبني اركان عرشي
فلتسمع السماء إسمي
فأنا قادم إلى الأرض الخالدة


لم يدري أحد كم أستغرق الوقت كي تهجم الجحالف الوحشية هجمتها الأخيرة من على طهور تلك الجياد النارية الوحشية كُل ما يتذكروه أنهم وقفوا و ثبتوا حينما لم يكُن الوقوف و الثبات بهذا القدر من اليُسر حينما كان الوقوف و الثبات يعني التضحية بآخر نفس يتردد في صدرك بآخر دقات قلبك و كما تكون الوحوش الضارية في قمة شراستها وقت تلك اللحظات الأخيرة في حياتها كانت الهجمة الأخيرة عاتية تمهل الملك قليلاً حتى أقترب ذلك القائد الوحشي على جواده الأسود عريض الصدر قوي القوام و أنتفض من وقفته واثبا ليهوي بذلك السيف الثقيل قاطعاً تلك الرأس الخبيثة التي هوت على الأرض في وقت أن لمست قدمي الملك الشاب الأرض فغرس السيف في جبهة الأرض الطينية الخصبة التي روتها الدماء الشُجاعة و جلس بينما أستقر بجواره الفرُسان الشُجعان أو ما بقى منهم و عند قدميه أطلق ذئبه الأليف عوائه الأخير مُغادراً مع مليكه إلى الأرض الخالدة.