الأحد، 11 سبتمبر 2011

ليست مُجرد رغبة في الإنتقام

إذا لم تكن معي فأنت ضدي مؤخراً أكتشفت أن مؤسس هذا المبدأ ليس هو بوش اللعين بل هو أجدادنا المصريين أولئك الذين صنعوا منهم آلهة و تكبروا في الأرض و تجبروا و للأسف يبدو أنهم تركوا لنا تلك الجينات التي تسوقنا رغماً عنا إلى أن نصنع إله و نُقدسه و كما صنعنا عبد الناصر و السادات صنعنا مُبارك و سنصنع من بعده فهؤلاء ما تجبروا و لا تكبروا إلا بصمتنا و رؤيتنا إلى كل أفعالهم على أنها حكمة بالغة و أفضل ما يُمكن فعله.


في الفترة اللي فاتت حصل من الأحداث اللي عوض فترة الصمت اللي فضلنا فيها بطريقة رهيبة و الحمد لله ناس شاركت في ثورة ناس وقعت رئيس ناس قطعت رأس الأفعى و نسيت ديلها اللي عمال يلعب بين شمال و يمين ناس أستفادت و ناس أتخنقت ناس سافرت و ناس رجعت و ناس قعدت على الحيطة عمالة تسمع و تتفرج على الزيطة ناس كتبت و ناس ماتت ناس ضربت و ناس إنضربت و في الآخر النتيجة على قديمه يا برنس يعني مفيش حاجة أتغيرت و لا أي حاجة حصلت.


لحد ما حصل موضوع الماتش بتاع الأهلي و التعدي على جمهوره و بعدها بمفيش جمعة تصحيح المسار و هدم جدار السفارة الملعونة و الهجوم على مدُيرية أمن الجيزة وقتها أنا أنفعلت على الشُرطة كالمُعتاد نظراً للرصيد الضخم من الكراهية الموجود في كُل جوارحي لها لأن الشُرطة عندي بشوفها في واحد حُمار مفيش ثقافة مفيش تعليم فيه واسطة و فيه فلوس ماسك منصب عنده سُلطة بيتنك على خلق الله و ماشي في الأرض فرحاً يملاه ذلك الغرور المقيت إنه لا أحد يستطيع أن يُحاسبه على الأرض و لا أعلم إن كان يخشى حساب من في السماء أم لا الشُرطة عندي هي اللي قتلوا خالد سعيد و هي اللي بيضربونا و إحنا في الأستاد و هي اللي بيتعملوا بصلف و غرور لا مُبرر له سوى بدلة رسمية و طبنجة مع إنه لو دخل على حد فارس لفارس و في الميدان هينظبط ظبطة السنين.


حصل خلاف بيني و بين أصدقاء ليا شايفين إني مُتحامل على الشرطة و هما شايفين إن الشُرطة دي كويسة و إنها لازم تتعامل كده عشان ترجع لها هيبتها و كرامتها الأصدقاء دول أن مُلتمس ليهم العُذر لأنهم مش فاهمين إن مش لازم الشرطة تكون كده عشان تشوف شُغلها مش فاهمين يعني إيه إحترام آدمية أو يعني إيه حقوق لأنهم أتولدوا و جواهم جينات الخوف و جينات التأليه و على رأي المثل الأهبل بتاع اللي ملوش كبير يعملوا كبير طب ليه ميعملش هو كبير نفسه ليه ميتصرفش بحرية و بمنطق و تحول الخلاف إلى جدل و مُحن مالوش أي ستين لازمة.


الشرطة في مصر بتتمتع برصيد رائع من الكراهية لدى الكثير من الناس لكن الشرطة شيئ هام و الأمن شيئ هام و الأمان شيئ هام و السلامة في الشارع و المدرسة و الجامعة شيئ هام برده لكن الناس لما تشوف جحافل الأمن المركزي بتنقض على شوية مهاويس كورة آخرهم أغاني و شتيمة و هبل و في نفس الوقت تشوف محلات بتتسرق و ناس بتتقتل و بلطجية في كل حتة و الناس بتعمل اللي هي عاوزة تعمله ضد القانون أو مع القانون كله عايش على مزاجه فيما يُشبه الفوضى و مفيش شُرطة فهنا الأمر بيلتبس عليهم ليه مُهم أوي عند الشرطة ضرب مشجعي الكورة منع المظاهرات السلمية التعامل الخشن مع المواطنين و المُثقفين و في نفس الوقت زي الفل مع الحرامية و البلطجية زي ما يكونوا أصحاب من زمان.


ده كان التساؤل اللي طرحته و حاولت أوصله في أستيتس ليا على الفيسبوك و ده اللي محدش فهمه من الناس اللي علقت و وقفت مع الشرطة في عنفها ضد ناس غلطانة و لكن غلطها ميجيش حاجة جنب قتل و سرقة و نهب و ترويع و محدش بيعمل معاهم أي حاجة أنا ممكن أكون بكره الشرطة بسبب كل اللي فوق لكن أنا مش عاوز أنتقم من الشرطة لأن ده جهاز حيوي كلنا محتاجينه لكن مش عشان إحنا محتاجينه يتعامل معانا كده بنفس أسلوب القمع و البلطجة الرسمية و أعلى ما في خيلك أركبه لأنهم المفروض شافوا أعلى ما في خيل الشعب لما طلعوا يجروا و كُنا بنلبسهم مدني عشان مينضربوش كُل الناس شافت صورة العسكري اللي بيعيط و واحد من أفراد الشعب بيطبط عليه و بيحاول يهديه إحنا مش أعداء بس إصرار الشرطة على إنها تكون نفس الجهاز القديم هوا اللي هيودي الدنيا في داهية لأنهم لازم يفهموا إن فيه ناس كتير الخوف اللي عندهم مات في يناير اللي فات و خدوا فيه العزا من زمان و بقية الأشكال اللي متربية على الخوف و عايشة فيه هيجيله يوم و هتزهق من الخوف ده.


البلد مش عاوزة تمشي و عجلة الإنتاج واقفة و كل ده بسبب الثورة و لقينا ناس بتتحسر على أيام مُبارك الليكُنا عايشين فيها زي البهايم و هُما عاملين يمرمطوا في بلدنا و يمصوا في دمها عاملين يبيعوا فيها حتة حتة و أهلها مالهمش نصيب في أي حاجة و في الآخر يطلع علينا حد من أبناء الخوف يُطلب من الثورة إنها تسُكت بقى عشان غرقت البلد لأ يا أخي حوش البلد كانت من دول العالم الأول و الثورة غرقتها و مع إن الثورة مش هي اللي ماسكة الُحكم و لا ليها دعوة بيه إلا إنها هي الملامة على كل اللي بيحصل طب بأي منطق.


تختار الفوضى أو الأمن تختار تتظلم أو الأمن تختار تتنهب أو الأمن تختار تنضرب على قفاك أو الأمن هي دي الأختيارات المطروحة هي و أختيارات من نوعية ندوس على كرامتك او الأمن كل الأختيارات دي بتفكرني بالعيل الغتت الموجود في كُل شلة و هو بيقول يلعب يا مفيش لعب.


أتقوا الله فينا





ليست هناك تعليقات: