الأحد، 27 مايو 2012

كيف تختار؟






كم أنت صعب أيه الإختيار حينما تأتي بين خيارين كلاهما مرفوض بالنسبة لك و كم أنت تحتاج إلى عقل و تفكير و جُهد حتى تهتدي إلى الحقيقة و إلى أن تختار أقلهم ضرر بالنسبة لك و بالنسبة لمُستقبلك و بالنسبة لحياتك.


في صباح ذات يوم توجه أحد الأشخاص إلى الأسكندرية بسيارته و هو يُعاني من مرض السُكر و شعر بأنه يحتاج أن يأكل حالاً و لكنه لم يجد سوى مطعم واحد يُقدم فقط وجبتين وجبة يمقُتها بشدة و وجبة تُسبب له حساسية قاتلة فأختار أن لا يأكُل و أن يموت في طريقه خيراً له من أن يقبل بوجبة يمقُتها على أمل أن يعيش لفترة أُخرى فيستبدلها بوجبة أُخرى مُفضلة له.


في عرض البحر و بينما نحن في مركب كبير حدث ثُقب به و بدأ الماء يتسرب إليه و بدأ الكثير و الكثير في القفز خارج هذا القارب تاركين إياه يغرق كُل منهم أخذ ما يملُك تاركاً مكانه في صفوف المواجهة حتى أتي رجُل يُريد أن يستولي على المركب لنفسه فتصدى له شخص الكثير من الناس تمقته و طلب من الناس أن تُساعده على أن يُصلح المركب و يُنقذه و من عليه وافق البعض و وقف البعض بجوار الشرير الذي يُريد أن يستولى على المركب و هو غارق ليبيعه خُردة بينما وقف آخرون يتفرجون على ما يحدُث لأنهم فقط يمقتون الرجُل الذي يُحاول أن يُصلح المركب.


كُنا في الطريق إلى الأسكندرية و بينما نحن على مشارف المدينة خرج علينا مجموعة من البلطجية يُريدون أن يستولوا على كُل ما نملُك فقط مُقابل أن يتركوا لنا الحياة بلا مأوى و بلا مأكل أو مشرب عرض علينا أحد الرُكاب أن يُنقذنا من هؤلاء البلطجية و أن يقود الحافلة بنا إلى الأسكندرية و هُناك نستطيع أن نتدبر حالنا فرفض الكثير من هذا العرض بحجة أننا غير واثقون أن هذا الراكب يستطيع قيادة الحافلة.


كُنا في معركة مع بعض الأشخاص من البلطجية الذين يُحاولون السيطرة على الحي فتجمعنا و أتفقنا على أن لا نسمح لهم و بالفعل إنتصرنا عليهم بسبب وحدتنا حتى رحلوا و غيروا من هيئتهم و عادوا مرة أُخرى يحاولون السيطرة على الحي فتركنا أحدنا يواجههم وحيداً لأننا لا نُحبه و لأنه إنشغل عنا قبل ذلك و قُلنا نحن على الحياد حتى سيطر البلطجية على الحي و أذاقونا الدم و النار.


كُنا نتساءل ذات يوم كيف نستطيع أن نبني بيتاً نحن الأربعة فأتي كُل منا بتصميم للبيت فأختلفنا حول التصميمات و كُل واحد منا أخذ يقدح في تصميمات غيره و يمدح في تصميمه حتى أتى شرير سارق أخذ الأرض و بنى وكراً له و لأعوانه و أمتص خير أرضنا و تركنا عاريا بلا مأوى.


دائما و أنا طفل كُنت أكره أثنين فقط من الأطفال صاحب الكُرة الذي يُحدد متى و أين نستطيع أن نلعب و نلهو و ذلك الشرير اللي دايماً يقول يلعب يا مفيش لعب.


سأختار السفاح و أُساعده على الإنتصار و إستكمال مُسلسل بيع البلد نكاية في من وقف بجواري ذات يوم من الأيام لأنه لم ينصاع إلى رغباتي و توجهاتي السياسية و كان له رأيه و مشروعه ليبرالية إنتقائية لو عرف بها فولتير لأنتحر من الأسى. 

ليست هناك تعليقات: