السبت، 12 مايو 2012

هل أخطأ الإخوان؟



غالب الظن أنهم أخطأوا و لكن كعادة المصريين حينما يتعصبوا إلى أي شيئ فإنهم يرفعونه مكاناً علياً و لا يتداركوا أن كُلٌ يُؤخذ منه و يُرد إليه إلا الرسول الكريم عليه الصلوات و أفضل السلام فهو كان مُؤيد بوحي الله عزل و جل أما الباقي من البشر فلهُم السعي و ليس عليهم إدراك النجاح و عليهم إدراك أن الدفاع بإستماتة عن فكرة قد تكون صواب أو خطأ هو أمر بغيض إلى أبعد الحدود الفكرة تنتصر بالمنطق و الحُجة و الدليل و البُرهان لا بكثرة المُتعصبين لها و السائرين خلفها.


الطبيعي أن أي حزب سياسي أو فصيل سياسي يبحث عن الحُكم و عن الفوز بأغلبية المقاعد في السُلطات المُختلفة من سُلطات الدولة اللهُم إلا السُلطة القضائية فهي يجب أن تكون مُستقلة بذاتها لا يُوجد لأي أحد سُلطان عليها و هذا حق لا نُنكره على الإخوان أو الليبراليين أو العلمانيين و من هذا المُنطلق لا ينبغي أن نجد غضاضة في ترشيح الإخوان لمحمد المُرسي أو للشاطر أو لأياً كان من الأسماء فكُل الأسماء كما يسوقون تدور في فلك فكر واحد و مشروع واحد والعُهدة في هذا الكلام على من يقوله إلا أننا يجب أن ننتبه إلا أنهم قطعوا على أنفُسهم عهداً و لم يلتزموا به و هو الأمر الغريب من أُناس يُفترض فيهم أنهم تمرسوا في بحور السياسية و خباياها و مُدركون بشدة إلى معنى هذه الحركة المُفاجئة فهي تُعد غريبة علي و أنا لازلت أحبو في عالم السياسة و المُفترض في السياسة أنك تُحافظ على مصداقيتك بقدر المُستطاع و بكُل ما أُوتيت من قوة و من هُنا كان هذا التعجب من أنه لم يُطالبك أحد بهذا التعهُد فأنت من قطعته على نفسك فلماذا قطعته؟ و كيف واتتك الجُرأة أن تحنث به؟ ستجد الكثير من المُبرارت لهذا الحنث و لكنها يُرد عليها بالكثير و الكثير من الكلام و في نهاية الأمر هذا خطأ حدث و أبسط أنواع النقد الذاتي ستؤكد ذلك.


الأمر الذي يتشابه مع ذلك النائب الأنفي فما حدث منه هو جريمة سياسية بكلُ المقاييس و في كُل الأعراف و توقعنا جميعاً أن ينزوي خجلاً و أن يستقيل إلا أنه ضرب بكُل توقعاتنا عرض الحائط و لم يُدرك مدى التشويه الذي سببه إلى أقرانه من نفس التيار السياسي فحزب وليد مثل حزب النور آخر ما يبحث عنه هو مثل هذه الأفعال الصبيانية التي حذفت بالفعل من رصيده كحزب قدم نفسه على أنه ذو مرجعية سلفية بحتة تأمُر بالمعروف و تنهى عن المُنكر تأتمر بأخلاق الإسلام و بقيمه و تعاليمه و هذا ما يقترب بشكل ما من الخطأ الإخواني و إن كان الخطأ الإخواني مُبرر شيئما و له أبعاده في اللُعبة السياسية بينما الخطاً البلكيمي هو خطأ أبسط تعليق عليه أنه خطأ قذر


المُهم أننا نعود إلى الإخوان بعيداً عن حزب النور و النائب الأنفي و نُقدم هذا التساؤل و هو هل خطأ الإخوان جريمة لا تُغتفر و يجب أن يُعاد قمعهم و التحرُش بهم مرة أُخرى كما سبق؟ أولاً في تقديري البسيط الخطأ الإخواني هو ليس بخطأ قانوني يستوجب العقاب فهو خطأ سياسي إنتقص من قدرهم و إنه خطأ له مُبراراته السياسية و أن ثمن هذا الخطأ هو إضافة المزيد من المُعارضين لهم ليس أكثر و يعتقد الإخوان أنهم يستندون إلى أغلبية يُدركون هُم قبل غيرهم أن في الحياة الديمُقراطية لا يوجد ما يُسمى بالأغلبية دائمة فهُناك لُعبة الكراسي الموسيقية المُتغيرة دائماً و أن هذا هو ناموس الحياة نفسها و إنها إن كانت تدوم ما أتت لهُم على الإطلاق و ما يتوقفني هُنا هو ما هو السر في عدم وجود نقد ذاتي و مُراجعات للمواقف السياسية العديدة و الأخطاء التي يقعوا بها؟ و ما هو السر في وجود فصيلين إلا ما رحم ربي فصيل يُنادي بالنقاء الإخواني و أنهم أصحاب الدماء الزرقاء و أنهم المبعوثون من الله لإنقاذ الأرض و من عليها و فصيل يُجاهر بكراهية تنطق بها كلماتهم حرفاً حرفاً.


الإخوان إنفصلوا عن القوى الثورية المُختلفة حقاً و غرتهم كثرتهم التي حصلوا عليها في البرلمان حقاً و تنكروا لرفاق السلاح في المواقف المُتوالية و حينما جاء عليهم الدور في المواجهة أستنكروا على القوى الثورية المُختلفة عدم وقوفهم معهم في نفس الخندق كما لو كانوا لم يترُكوهم من قبل في مُراهقة سياسية رهيبة و مع ذلك شئنا أم أبينا يجب علينا الإعتراف بأنهم لهم ما لهم و عليهم ما عليهم و أنه لا يوجد من هو دون أخطأ و أن الكراهية و التحقير من شأنهم شيئ غير منطقي على الإطلاق.


يكفي أنا أُنهي المقال بهذا التصريح:


إن كاتب هذا المقال مُختلف أيدولوجياً مع الإخوان و لكن هذا الأمر لم يمنعه من أن يتحدث بصدق عن رأيه و أن يُدافع عن حقهم في أن يكون لهم رأيهم و لهم تطلعاتُهم السياسية المُختلفة و أنهم أصحاب مشروع سياسي انتظر الوقت الكافي كي أنظُر إليه و أُقيمه و أُقر بأن لهم دورهم في الثورة و لهُم أخطائهم بعد الثورة و في النهاية أتمنى التوفيق لمصر على يد إخواني أو علماني أو أي فصيل يجتمع عليه الأكثرية و أدعو الله أن يُرشدنا إلى طريق الحق و الصواب

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

اطمئن قلبا أيها المؤمن .. و أعرض عن هذه الغابة التي يتعارك فيها الكل بالمخلب و الناب ..قل كلمتك و الزم معرفتك و اعمل على شاكلتك ...
و خض البحر فلن تبتل .. و اعبر أرض الغربة و الوحشة فلن تستوحش .. فلست وحدك فالله معك .. و أينما كنت فهو معك