الثلاثاء، 22 مايو 2012

ياسين





رزقني الله بطفل فأسميته ياسين سأتركه ينمو حتى يصير رجُلاً فإذا أشتد عوده سأُعلمه كيف يكون رجُلاً بكُل ما تعني الكلمة من معاني و هُناك سيُهاجر إليها و سيبني بيتاً كبيراً سيملأوه بالرجال مثله و سيصيرُ هذا البيت قرية سيطلُقون عليها دير ياسين ستنمو القرية و ستكبر و سيأتي الملاعين مرة أُخرى ليحتلوها ليذبحوا العجائز و الشيوخ لكي يغتصبوا فتيات القرية لكي يدهسوا بأقدامهم الغليظة بسمات الأطفال لكي يغتالوا آمال أُم و مُستقبل رضيع و لكنهم على غير العادة سيجدون من يقف لهُم سيجدوا ياسين و أولاده رجالً أشداء عليهم في يدهم سلاح و في قلوبهم عشقُ الكِفاح سيجدوا من ينتظر رُصاصهم الخائن و قنابلهم الغادرة بصدور مفتوحة لا تهاب الموت و لا تخشاه تنتظر إحدى الحُسنيين إما النصر و إما الشهادة.

ستكون قريته قوية ظلال أشجارها وارفة و بنعم الله و حمده عامرة و مساجدها شامخة يُرفع بها الآذان للصلاة سيكون أبناؤها ذووي شأن عظيم رُحماء بينهم مُتسامحون أشداء على أحفاد الخنازير مُستعدين ليوم التلاق في نفس ذات المكان سيمحون أسماء الخونة الغدارين من على الشوارع و سيكتبُون بالمجد آيات من القرآءن الحكيم و سنبني هُنا مُلكاً يطول تتوارثه أجيال من الرجال لن يسمحوا للوهن أن يدُب فيه و لن يتركوا العفن ينمو بين أفراده لن يكون بينهم من باع أو خان من ضل الطريق أو ضاع سيعتصموا جميعاً بحبل اله حتى لا تتفرق بهم الطنون سيكونون كما شاء الله لهم أن يكونوا عِباده المخُصون.

سيكون في قريته مصانع تصنع السلاح حتى إذا جاء وقت الكفاح إلتفوا حولها و أغترفوا بإيديهم الصامدة الخشنة من مجهود العمل و الأمل و الرغبة في البقاء رصاص بالغضب مصبوب و قنابل بالثأر مُغلفة سنثأر لمن كانوا ضُعفاء سنثأر ممن ظنوا أنفُسهم أقوياء و سيُطلق الله في قلوب الملاعين رُعب التاريخ خوف آلاف السنين فها هو جيش كجيش مُحمد يعود هاهو ما كانت منه فرائضكم ترتعد و أرواحكم عن الأرض تبتعد فلا نسنيا و لن نسنى أبناء دير ياسين و سيكون لنا دير ياسين جديدة بالقوة و بالحديد و الدم و النيران و باليد و العمل و الجُهد سنصُد عنها العدوان.

رزقني الله بطفل فأسميته ياسين سأُعلمه الدين و العمل و الكفاح سأعلمه أن الشرف يسكُن حينما يأتي من بعدنا ليأخُذ من أيدي موتانا السلاح ليقود و يثور و يثأر و يزأر كما هي الأسود في السهل كفانا نُباح الجرو و أُمه كفانا إنهزام كفانا إنبطاح إنهضوا و أستقيموا و أعتدلوا و أتحدوا فالعدو واحد و الموت واحد.

ليست هناك تعليقات: