الخميس، 17 مايو 2012

بلا عُنوان



فهو أمر صعب للغاية أن تكون مُطالب بكتابة عُنوان لمجموعة من الكلمات التي تشعر فقط أنك تُريد أن تكتُبها تفريغاً لمشاعر غاضبة صاخبة فرحة حزينة هادئة ناعمة دافئة باردة حيوانية قميئة لا أحد يدري على وجه التحديد أي مشاعر كان يملُكها بطل تلك القصة و هو يكُتب تلك القٌصاصة الصغيرة التي أهداني إيها مُقابل سيجارة بفلتر أحمر كما أطلق عليها.


بلا عنوان لأني أصلاً مش إنسان أو مُمكن تقول نُص إنسان و الباقي حيوان أنا مُطالب إني أروح الشُغل و أشتغل و أكون فرحان مع إني في الحقيقة جعان و زهقان و على الآخر قرفان النص بتدهسني و الدنيا بتدوس عليا و في الآخر ألاقي واد روش و قمور شايل أي باد و أي فون و يقولي إنت لازم تكون إنسان طب مش لما أشبع الأول مش لما ألاقي أتعالج مش لما أفرح بإبني راجع من المدرسة بيشرحلي قد إيه درس الساينس كان يجنن و قد إيه المدرسة مليانة لعب و ضحك و جد و إنه مبسوط أوي بيها مش كُل يوم ألاقيها راجع مضروب و متشحتف و حالته تصعب على الكفرة بتوع برة اللي بيقولوا عليهم عشان مش عارف ياخد دروس و لا عارف يدفع المصاريف.
إزاي بتقولي أبقى إنسان و أنا مُرتبي الكبير أوي معداش الألف جنيه و لازم أركب بيه مواصلات و أدفع إيجار الشقة و الكهربا و المية و الغاز و وصلة الدش و وصلة النت إنت لسه بتطلب مني إني أكون إنسان و أنا مُرتبي معداش الألف جنيه و مطلوب مني أكل و شُرب و شاي و هدوم و مصاريف لحتة عيل واحد عنده 5 سنين بس طب ده لو دخل الثانوية العامة هعمل إيه ههههههههههههه لسه برده عاوزني أكون إنسان.


طب عاملني إنت على إني أكون إنسان يا راجل ده الناس النضيفة اللي زيك لما بتشوفني ماشي بيخافوا مني بيفتكروني هجام هههههه ميعرفوش إني حامل كتاب الله و ميعرفوش إني خريج جامعة زيهم و إني متربي تربية حلوة أوي أوي على إيد راجل مُهم أوي الله يرحمه كان وكيل وزارة و كُنا لازم نسمع درس الشيخ الشعراوي الله يرحمه كُل يوم جُمعة في الجامع ميعرفوش إني بدأت أصلي في الجامع و أنا عندي 4 سنين و كُنت بقول لأمي وقتها أنا رايح أقابل ربنا أنا بحبه أوي قوليلي عاوزة حاجة منه تُرد عليا و تقولي عاوزين الستر يا بني دُنيا و آخرة مش عاوزين حاجة تاني يا بني ده كاس و داير و مسيرك توصلني ليه بُكرة أنا و أبوك مكنتش فاهم كلامها بس فهمته و أنا بوصلهم بعد كده بلاش تعاملني كإنسان عاملني زي ما بتعمل قُطتط مش بتجيبلها أكل بالشيئ الفُلاني مش بتجيب ليها شامبو من النوعية اللي بقد كده طب هاتلي أنا حتة جبنة و لا خُدني ربيني عندك ههههههههههههههههه.


هذه كانت القُصاصة الصغيرة التي كان تمنها سيجارة بفلتر أحمر على قهوة في وسط البلد و ربنا يسامحك يا بلد قتلتي حلم الأب بعد ما خنقتي حلم الولد.

ليست هناك تعليقات: