السبت، 26 مايو 2012

الكلام الباتنجان في حق الإخوان





كُنت بالأمس القريب قد تعرضت لمُتلازمة الإخوان و التي أُعاني مِنها و كيف يتم إتهامي من جميع الأطراف التي أعرفها بأني إخواني تارة و بأني علماني تارة أُخرى بينما أنا في الأصل شخص بتنجاني بالسليقة و قد أنتميت لهذا الفكر البتنجاني مُنذ زمان طويل و أعوام سحيقة رُبما في حياة سابقة قبل هذه الحياة و الفكر البتنجاني فكر رائع أنت لست بحاجة للترويج له فهو يُروج لنفسه بنفسه و يتميز الفكر البتنجاني بأنه يصلُح لكذا حاجة يثلُح مسقعة أو مخلل أو مقلي أو مطبوخ زي في المقلوبة كده و إن كان هُناك الكثير من الأصدقاء لما يُحالفهم الحظ و يأكلوا المقلوبة الرائعة بكُل ما فيها من باتنجان مليان حديد و فيتامينات السخونة هرست أُمها.


في هذه المقالة العصماء أتعرض لكلام الباتنجان في حق الإخوان و هو موضوع حيوي و خطير و هام و يحتاج إلى تركيز و يطرح نفس السؤال الذي يطرحه الجميع و نطرحه كُلنا لحد ما السؤال تعب من كُتر الطرح هو إيه مُشكلة الإخوان ليه بلاقي اللي بيكره الإخوان مُتفاني أوي في كُرهه لهم و مُثابر في ذلك و ليه ألاقي الإخواني إخواني أوي كده و شغال تبرير و دفاع عن أي هفوة أو فسوة أو غلطة ليهم و إذا كُنت أشترك مع الإخواني و أتضامن معه في إنه من حقه يتفرد كده و يتمطع بعد ما قعد هو و الجماعة بتاعته يدفعوا التمن لفترة طويلة أوي أوي أوي زيهم زي أي حد من الناس الثوريين الإشتراكيين المساكيين من نوعية حمدين و كمال خليل لدرجة إن فيه ناس بتؤكد إنه لو حمدين كان حمدي واحد مكنش إستحمل كُل اللي حصله في عيشة أُمه من حبس و تشريد.


و لكني لا أستفهم حماس و مُثابرة الكارهين للإخوانيين و على رأي المثل قال يا إخوانييين يكفيكوا شر المروحيين يعني هنفرض مثلاً مثلا يعني إن حد إخواني عمل حاجة غلط هتلاقي كُل الناس نازلة عليه هجوم و سب و قذف و إنتم بايعين القضية و إنتم واحشيين و إنتم ولاد ستين في سعبين في تنين و على الرغم من ذلك قد تجد أن هُناك من أخطأ نفس الخطأ اللي هو من وجهة نطرنا إحنا غلط لكن محدش شايفه أصلاً و لا بيتكلم عنه يعني هنفرض مثلا مثلاً يعني إن عدم نزول الإخوان في أحداث محمد محمود كان خيانة للثورة يبقى من هذا المُنطلق حزب الوفد بقيادة اللي مع الرص سيد البدوي خائن و البُق إبن المرة رفعت السعيد خائن و عم قرد ممدوح حمزة يبقى خاين لأن كُل دول منزلوش أحداث محمد محمود و لكن لأ نسيب كُل الناس و نقفش في الإخوان يلا خُش عليا بالتهمة الرئيسية إنت إخوانجي يا برنس هقُلك قشطة شغال.


غالباً ما أتعجب من الكراهية و الكراهية المُضادة من الحُب بعُنف لا مثيل له و الكُره بعُنف لا نظير له الأمر الذي ياخُذ الكثير منا بعيداً عن أي منطقية أو عقلانية في التفكير بعيداً عن أي حيادية أو أي نوع من أنواع العدل و أبسطها و هو الوقوف مع الحق أي حق و إن كان هذا الحق ضدك أنت شخصياً و سُبحان الله الذي جعل العدل مرجعية ثابتة لقيام الاُمم فالله ينصُر الدولة الكافرة إذا أقامت العدل بينها و يخذُل المُسلمة إذا لم تُقيم العدل بينها و لذا فبين مصر الآن و مصر التي نُريدها عقبة كبيرة للغاية عقبة إزالة التعصُب الأعمى و الشوفينية المقيتة فنظرية أنا الحق و ما دوني الباطل نظرية تميزنا بها كثيراً حتى أردتنا مهالك الأُمم فأصبحنا شعب يُساق كالغنم و لا يتقدم إلى الأمام في وقت إنطلقت فيه النمور الآسيوية و العملاق الصيني و تعود روسيا من جديد و تتألق القارة العجوز بإتحادها رغم إختلافها و فقط بقينا نحن هاهُنا نتراشق بالكلام و نتفاعل مع مُعطيات الأمور بعاطفة النساء لا بعقلانية الرجال.


المُهم نرجع للبتنجان في حق الإخوان و نقول إديني قناة فضائية و ميك و واحد بيعرف يتكلم كلام من نوعية بيروقراطي برجوازي موازي إشتراكي ثوري يساري يميني مُتطرف مُحافظ ثيوقراطي براجماتي و مُذيع بيعرف يسخن من نوعية العاهرين الإعلاميين و ما أكثرهم و شوية فلوس صح الصح و أنا أعملك مازنجر عادي جداً و بعتمد في ده كُله على إن غباء اللي قاعد بيتفرج مش هيسمحله بحاجتين مُهميين أوي مش هيسمحله إن يعرف إن اللي بيتكلموا دول بيسرحوا بيه و هيحس إنه عشان يبقى مُثقف و فاهم إنه لازم يسمع الأشكال دي عشان يُلقط كلمتين يقولهم لمراته أو لأصحابه على القهوة عشان يتفرد و يتني على الناس إنه واد برنس و مخلص و حاصل على شهادات من هارفارد و كمبريدج و السوربون و تاني حاجة هيعتمد عليها إن الغبي ده مش هيستمع لنداء العقل و إنه يحول على إم بي سي 2 يشوفلوا فيلم ينفعه.


الخلطة جاهزة و معروفة و مهروشة بس تقول لمين طول ما الغباء متوافر في الأسواق قنوات تليفزيونية فضائية لولبية تابعة لرجال أعمال كُل همهم الحصول على مزيد من الأموال و السُلطة بأي طريقة و لا أعتقد أنهم سيجدوا الوقت الكافي لإنفاق تلك الأموال إعلاميين مُرتزقة عاهريين أو داعريين شوية عواطلية اللي يُقلك خبير استراتيجي و اللي يُقلك مُنسق أمني و اللي يُقلك ناشط على ما تُرج و شغل كاميراتك و رجع يا معلم إنت و هو في دماغ اللي بيتفرجوا و اللي بيسمعوا و يبدأ المُستمع و المُتفرج في الإرتداد بالنظرية الدارونية و يعود إلى أصله كقرد بسلاسل و عمال يفلي في مراته و عياله زي ما القرود ما بتعمل و هاتك يا تشويه هنا و يا تشويه هنا و على فكرة التشويه أصاب كُل الناس ليس فقط الإخوان أصاب كُل الناس المُحترمة الكويسة اللي فاهمة يعني إيه ثورة و يعني إيه مصر بتتغير و ما إلى ذلك.
أخطاء الإخوان السياسية للأسف جسيمة و للأسف أعطت إنطباع أن هذه الجماعة تبحث عن مصلحتها دون النظر إلى مصلحة الوطن و إلى مصلحة باقي الأفراد و الطوائف و بدى في الأُفق أنهم يصنعون حزب واطي جديد فمن أخطاء البرلمان إلى أخطاء التأسيسية إلى الإبتعاد عن القوى الثورية إلى الإستعلاء بالبرلمان و ترك الميدان إلى و إلي و لكن قليل من الإنصاف يُظهر لنا أننا نُحاسب من لا يحكُم فعلياً زي ما بيقول أغلب الناس أشُك في نوايا الإخوان أظُن أعتقد و لكن فين الدليل على إن الناس دي لو مسكت سُلطة تنفيذية هتخربها تلاقي مفيش أي دليل على الإطلاق و أن الأمر عبثي بشكل يفوق الوصف و الخيال.


أنا طولت عليكم بس أحب أقول في نهاية المقالة دي إني و الله العظيم لا أنتمي حتى هذه اللحظة لأي تيار سياسي و أني ذو فكر و عقلية سياسية ليبرالية مُتحررة أقف فقط بشدة و عُنف ضد نظام زفت الطين و أعوانه و أتمنى الخير لهذه البلد على إيد أي حد و الكلام ده كُله عبارة عن كلمة حق أُريد بها الخير لمصر.

ليست هناك تعليقات: