الاثنين، 23 مايو 2011

عزيزتي منى مكرم عبيد

«كيف تنشر جريدة حزب ليبرالى «تقصد صحيفة الوفد» تحت عناوين حمراء واقعة كان يمكن «وضعها فى صفحة الحوادث، فى الوقت الذى يجتهد فيه كل شرفاء مصر محاولين لملمة الأوضاع وتهدئة المشكلة الطائفية.. كما أن هذا ليس وقت الإثارة والسبق الصحفى على حساب السلام المجتمعى؟».

هذا هو نص ما قالته السيدة الفاضلة منى مكرم عبيد عن قصة نشر الوفد لقصة الفتاة رغدة و التي على حد قول الصحيفة تم أختطافها و وشم الصليب على يدها و تعذيبها لمدة 3 ليال و إلى ما آخره من هذه القصص, كتب السيد فهمي هويدي عن حادثة إستقالة منى مكرم عبيد من الوفد و تقديم بلاغ للنائب العام هي و بعض الأعضاء أيضاً في الوفد أحتجاجاً على نشر هذه القصة.

عزيزتي منى مكرم عبيد يا ليبرالية الفكر إن ما ترفضيه هو ألف باء ليبرالية فأنتي تتسائلي كيف تقوم جريدة حزب ليبرالي بنشر هذه القصة و أين تعارض الليبرالية مع النشر يا عزيزتي أنتي هنا لم تتحدثي مدافعة عن الفكر الليبرالي أنتي هنا تتحدثي مدافعة عن الفكر القبطي لأنكي لو تحدثتي عن الفكر الليبرالي فأنتي سوف تتفقي مع حق الأقباط في الإعتصام و في الضجيج أمام ماسبيرو و لكنك لن تتفقي معهم في إختطاف و ترويع فتاة أو بضع فتيات كما تقول القصة فالليبرالية التي تتحدثي عنها بريئة من الربط بينها و بين النشر عن حادثة إختطاف ذات مغزى طائفي.

عزيزتي منى مكرم عبيد أنا شخص مسلم الديانة إلا إني أتفق مع حق الأقباط في بناء الكنائس كما يحلو لهم فاليبنوا مليون كنيسة في مصر و أنا مع حقهم في ممارسة شعائرهم الدينية كما يحلو لهم و بحرية تامة و لكني عفواً لا أتفق معاكي في أن يكونوا فوق القانون أو يكونوا فوق الدولة فالقانون و الدولة أهم عندي مائة مرة من أي فصيل أو قبيلة أو طائفة بعينها.

عزيزتي منى مكرم عبيد دعيني أشرح لكي ما حدث أنتي أنزعجتي من نشر الصورة السلبية الموجودة لدى بعض الأقباط و أردتي فقط أن تظل الصورة الإيجابية الجميلة المليئة بالمحبة و التسامح رافعة الصليب و تحته شعار الله محبة و أن الأقباط مضطهدين و مظلومين على طول الخط هذا هو سبب إنزعاجك فأرجوكي لا تستخدمي الليبرالية لأغراضك الطائفية و دعيني أُصارحك بأن الأقباط كما بهم الصورة الإيجابية التي تُحبين فقط أن تريها هم أيضاً بهم الصورة السلبية التي لا نُحب جميعاً عن نراها فبدلاً من أن تُنركي على صحيفة نشر خبر إنكري على الفئة التي فعلت ذلك تصرفها السلبي, كما هم المسلمون بهم الصورة الإيجابية التي نُحب أن نراها و بهم الصورة السلبية التي لا نٌحب أن نراها و كفى بمقطع الفيديو لذلك الشخص الذي يُريد أن يحرق كنائس إمبابة كلها بدليل على صدق كلامي.

الطُهر و النقاء و الأخلاق الحميدة ليست حكراً على أحد بعينه أو طائفة بعينها و إلا أراكي تهللتي فرحاً و سعادة حينما أتهموا السلفيين بقطع أُذن قبطي في قنا لتدور الأيام و يكون بعد ذلك السلفيين لا علاقة لهم من قريب أو بعيد بالقصة بل و ذهب الناس بعيداً بأن أخترعوا حد قطع الأُذن في الإسلام و هو ما كان مثار سخرية واسعة من المسلمين و الأقباط العارفين بحدود الإسلام.

عزيزتي منى مكرم عبيد كفى بما قاله الأستاذ فهمي هويدي في مقاله بالأمس و أطرح معه نفس سؤاله هل النشر يجب أن يكون للقصص التي تُبرز و تُبين و توضح الصورة السلبية عن المسلمين فقط فإذا ما وجد صحفي قصة صحفية تُقدم صورة سلبية عن الأقباط إمتنع عنها هذه ليست حرية و ليست ليبرالية يا دكتورة.

ليست هناك تعليقات: