الأحد، 22 مايو 2011

أنا و الأقباط

أصل أنا وضعي مختلف
لأ مش أشول و لا حاجة أنا قصدي وضعي مختلف عشان أنا أتولدت و عشت و أتربيت في شبرا و شبرا دي بقى بالصلاة على النبي معقل الأقباط في القاهرة و العمارة اللي أنا ساكن فيها في شبرا مكونة من يجي 6 أو 7 أدوار و كل دور 3 شقق و أنا الشقة الوحيدة اللي ساكنها مسلمين يعني أنا أقلية في العمارة ههههههههه.

و بحكم الجيرة في البيت و في المدرسة كمان كنت في فصل مكون من يجي 40 واحد فيها بس 5 مسلمين و الباقي أقباط فتقدر تقول كده إني متربي معاهم و زمان كانت العمارة زي ما تكون بيت كبير كل الأبواب مفتوحة و كلنا بنلعب مع بعض و عايشين مع بعض زي الفل و لما الدنيا أتغيرت أنا متغيرتش معها و فضلت كتير أوي مش فاهم إيه موضوع الوحدة الوطنية و إيه هي المشكلة الطائفية لكن مع الوقت بدأت تظهر قدامي حجات و حجات كتير أوي و نظراً لإيماني الشديد بنظرية المؤمراة فكنت عارف إن فيه إيد تالتة في الموضوع بتسخن ده على ده و بتدينا كلنا على قفنا و تلهف هي البلد باللي فيها و طبعاً في ظل النظام السابق كان المتهم الأول و الأخير و قبل الأخير كمان هوا الحكومة و شلة المستفيدين اللي فيها و اللي حواليها اللي باعوا البلد و باعوا ولادها و قبضوا التمن و مش عارف هيلحقوا يصرفوا التمن ده إمتى ما الموت جاي جاي هوا إحنا هنروح فين.

و مع الأيام بدأت أشوف الموضوع بطريقة أحسن طب لو فعلاً فيه إيد تالتة بتسخن و بتظبط و بتوقع ده في ده إيه السبب اللي بيخلينا نوقع في بعض الإحباط - الجهل - التخلف - الشوفينية - مفيش حرية - مفيش ديمقراطية - مفيش حقوق سياسية و إجتماعية مفيش حقوق دينية - مفيش أي حاجة ممكن بس برضه أكيد فيه سبب للموضوع ده يعني ليه فه إحتقان طائفي أوي كده ليه الأقباط تحولوا إلى دولة داخل الدولة رئيسها البابا شنودة و رعاياها الأقباط الموجودين في مصر ليه أول حلم عند أي قبطي إنه يهاجر من البلد دي و هوا الحلم اللي فيه مسلمين كتير بيحلموا بيه برضه بس مش بيكون واخد الأولوية الرهيبة دي زي عند الأقباط ليه عندهم أحساس متضخم بالأضطهاد ليه عندهم رغبة دفينة في التريقة علينا و السخرية من دينا على الرغم من إن أغلب المسلمين مش بيعملوا كده ليه بيفرحوا أوي لما يلاقوا رسومات تريقة على الدين الإسلامي منتشرة في الدانمارك أو في أي حتة ليه بيعتبرونا العدو.
و لأني قريب أوي من كتير منهم و بتكلم كتير مع الأقباط و أنا مضايق إني بستعمل كلمة الأقباط دي بدل ما أقول المصريين إلا إن فيه ناس كتير بتحب التصنيف ده يقلك ده مصري قبطي و ده مصري مسلم و ده مصري علماني و ده مصري ليبرالي و ده مصري نص نص.
صحيح فيه إضطهاد و إضطهاد سمج و قذر و منحط لأنه بيصنفك على اساس دينك بس مين قال إننا مش بنصنف الناس بعنصرية من زمان أوي مين قال إننا مش حاسين بنفسنا و دايما حاسين إننا أقل من اللي حوالينا أومال عقدة الخواجة دي جت من فين و مين قال إن التصنيف العنصري ده مقتصر على الأقباط بس أو بمعني أصح إنه بيمارس ضد الأقباط و بس لأ ده فيه تصنيف على أساس جغرافي يعني المنوفي خبيث و بخيل و الدمايطي بخيل و البورسعيد كلامنجي و نصاب و السويسي حقود و حسود و الصعيدي غبي و على نياته و الفلاح خبيث بهبل و القاهري طري و الشبراوي صايع و إمبابة بلطجي طب أستنى ده في الكرة الزملكاوي بواب و الأهلاوي جهلاوي و كله عمال يتريق على كله و كله عمال يظيط في الظيطة و هوا لو بص في نفسه بس هيلاقي بلاوي سودة و بدل من ينزع القشة من عين أخيه ينزع الخشبة اللي في عينه و بدل ما كل واحد يتبع تعاليم دينه السامية الراقية لأ كل واحد عاوز يضحك على نفسه و يثبت لنفسه إن هوا اللي صح و إن هوا اللي هيخش الجنة لوحده و إنه هوا النضيف الشريف العفيف و أي حد مش من الفئة بتاعته شرير حقير وضيع و رقيع و ما إلى ذلك.

و تاني صحيح فيه إضطهاد و أوقات بيكون ممنهج و كتير بيكون متبادل يعني مثلاً واحد قبطي من اللي أنا أعرفهم شافني واقف مع واحد جاري قبطي و عمالين بنضحك و جاري بيقلي هتربي دقنك بقى و تعملنا فيه شيخ طب ما تشيل شنبك بقى عشان تكمل الدور و عمالين بنضحك أنا و هوا فلما جه صاحبي القبطي ده وقف معانا شوية و قعدنا نتكلم و ندردش إحنا التلاتة و بعدين قالتلهم تعالوا نجيب حاجة من السوبر ماركت اللي على أول الشارع و اللي صاحبه واحد قبطي فجاري أستأذن و صاحبي مش معايا و لقيته من غير مقدمات بيقلي إنت ليه مش بتجيب من عند سوبر ماركت تاني غير ده قالتله يا عم ده جنب البيت و بعدين حاجته نضيفة لقيته بيقولي بس ده قبطي مش أنتوا المفروض مش بتشتروا من الأقباط قلتله عندك حق أطخ أنا بقى مشوار السنين عشان أشتري من عند واحد مسلم و بعدين يا عم ربنا اللي بيرزق مش أنا و صحيح فيه ناس بتعمل كده بس مش كلنا يا عم قالي أصل إحنا بنعمل نفس الموضوع قلتله عارف إن فيه ناس منكم بتعمل كده بس برضه مش كلكم.

في الشغل تلاقي شركة أقباط بس و أوقات تلاقي شركة مسلمين بس , و مش بس كده ممكن تلاقي شركة منيافة بس و ممكن تلاقي مصنع دمايطة بس و ممكن تلاقي محل شراقوة بس و طبعاً ممكن تلاقي حكومة أو عصابة مستفيدين بس العنصرية موجودة بكل صورها و كل واحد يهاجمها لما بتكون موجهة ضده و كل واحد بيمارسها لما بتكون في صفه و هنا يختفي المعيار الثابت و هنا يختفي العدل و المشكلة بقى إن لما بيختفي العدل الدنيا بتقع.

الكاتب الفاضل فهمي هويدي كان عامل كتاب في رأيي الشخصي أحد أهم ما قرأت طوال عمري و هو كتاب أسمه مواطنون لا ذميون و بكل حيادية بيعرض المشكلة الطائفية و بيفند كل المزاعم بأن هذه الفتنة من نصيب المسلمين وحدهم أو الأقباط وحدهم لو كان الأمر بيدي لأمرت بتدريس هذا الكتاب في المدارس كافة الكتاب بيستند إلى مراجع و كتب و مؤرخين مسلمين و أقباط مصريين و أجانب بيتعامل مع المنطق بحرية كاملة و بحيادية أكمل.

و هنا يجب أن نتوقف عند بعض النقط الهامة من الآخر كده فيه تعصب و تطرف و إحتقان من الجانبين و أي تفكير حيادي هيقول كده لكن أي تفكير عنصري هيقول لأ طبعاً يعني الأقباط هيقولوا إحنا بننضرب و بننقتل و المسلمين هيقولوا اللي بتسلم بيحبسوها و بيعذبوها عشان ترجع عن إسلامها فالأقباط هيقولوا إحنا مش بنعرف نبني كنايس و المسلمين هيردوا إنتوا قتلتوا واحدة و أطفالها عشان أسلمت و أتجوزت واحد مسلم محدش هيشوف حاجة مع إن التاريخ قدامنا ممكن نبص عليه بصة جميلة هتلاقي الأقباط بيقولوا إنتوا عملتوا غزوات عشان تنشروا الإسلام بحد السيف هنا بقى أنا اللي هرد عليهم و هقلهم طب أومال إنتوا موجودين دلوقتي إزاي عارف يعني إيه اللي إنت بتقولوه يعني المسيحين يعملوا العملة دي زي ما عملوها في أسبانيا أيام ما كانت إسمها الأندلس و إنت تيجي تلزقها للمسلمين لأن أسبانيا بعد ما المسيحين سيطروا عليها عملوا حاجة أسمها محاكم تفتيش و حرقوا المسلم و اليهودي و أي ديانة تانية غير المسيحية إزاي بقى إنت بتقول علي المسلمين إنهم عملوا كده و إنت لسه موجود مش مصدق خش على جوجل و أعمل سيرش و أقرأ و شوف و الكلام ده هتلاقي اللي كتبه مؤرخين أوربيين مسيحين عشان بس متقلش غني بألف أو بغني عليك.

بس ده ميمنعش برضه إن فيه إضطهاد للمسيحين في مصر لأن فيه ناس كتيرة أوي بتأول النصوص على مزاجها و براحتها خالص  و بيعملوا نفسهم مسلمين أكتر مني و من أي حد ماشي يا عم الجامد إنت و هوا حد فيكم قرأ عهد الرسول الكريم صلوات الله عليه و سلم للنصارى من بني نجران بدل الشاب اللي على رأي باسم يوسف بيعمل دعاية لشركة راني اللي بيقول منبقاش رجالة لو محرقناش الكنايس طب جبت من فين الحكم ده أو الأمر ده يا أخي ده الرسول عليه الصلاة و السلام كان متزوج من قبطية و سيدنا عمر بن الخطاب مرضيش يصلي في الكنيسة لما دخل القدس إيه ده هوا كان فيه كنيسة آه يا أخي تصدق و كان فيه بابا ليها و تخيل بقى سيدنا عمر بن الخطاب محرقش الكنيسة و لا قتل كل المسيحين اللي في القدس و لا عمل أي حاجة من اللي عملتها الجيوش المسيحية لما دخلوا أسبانيا أو لما عملوا الحملات الصليبية اللي كان هدفها المصلحة و اللي كان فيه أقباط بيحاربوا معنا ضدهم برضه مش مصدقني خش يا عم على جوجل و متتعبنيش أتعب شوية عشان توصل للحقيقة إذا كنت عاوز توصلها.

صديقي الجميل هاني عزيز هو صديق و زميل و هو مصري و قبطي في أحد الليالي النقاشية الدائمة بيني و بينه كان بيحاول يثبت لي إن الأقباط مضطهدون و إن المسلمين بيعملوا فيهم و فيهم مكنش متخيل إني عارف إن الأقباط مضطهدون و من بعض المسلمين و حط خط و أتنين و تلاتة تحت كلمة بعض لأن مش كل المسلمين بيضطهدوا الأقباط زي مش كل الأقباط اللي حد منهم أسلم بيقتلوه و مش معنى إن فيه بعض المسلمين بيعملوا كده يبقى الدين الإسلامي طلب منهم كده لأ مطلبش منهم كده و إتعبوا شوية في البحث عشان تعرفوا إن الدين الإسلامي بريء من هذه التصرفات المهم بقى صديقي العزيز هاني طلب مني إني معتقدش إني أكثر منه وطنية عشان أن مصري مسلم و هو مصري قبطي و على الرغم من إني معتقدتش إلا إني ممكن أستعمل نفس أسلوب التعميم اللي بعض من كلا المعسكريين بيستعمله و أقله طب ما الأقباط عاوزين أمريكا تيجي تحتل البلد عشان تحميهم إلا إني مش هستعمل الأسلوب ده لأنه مش أسلوبي و لأني مش بحترم الأسلوب الأهبل ده و هقله يا هاني ألمانيا فيها يجي 5 مليون مسلم هل تتخيل إن وزير الدفاع الألماني واحد منهم طب هل تتخيل إن رئيس المخابرات الألمانية مسلم طب شفت عمرك مستشار ألمانيا اللي هو زي رئيس الحكومة عندنا مسلم طب أمريكا اللي فيه بعض الأقباط عاوزينها تيجي تحتلنا عشان تحميهم عمرك شوفت فيها وزير مسلم أو حتى عضو كونجرس مسلم ده يا هاني مش بسبب إنهم بيضطهدوا المسلمين هناك ده بسبب إن القوة الإنتخابية للأقلية متقدرش تخلي فيه رئيس حكومة منها أو وزير في إحدى الحقائب السيادية منها و ده تقريبا اللي بيحصل هنا في مصر و لو الأقباط مضطهدين فالمسلمين كمان مضطهدين بس اللي بيضطهدنا واحد الجهل و التخلف و شلل المستفيدين من نوعية الأخ اللي بيطالب بحماية دولية و هو أصلاً مزدوج الجنسية.

فيه جملة حلوة أوي قالهما نجيب ساويرس قال مصر محتاج مدارس و مستشفيات أكتر ما هي محتاجة جوامع و كنايس ألحق يا عم ده نجيب ساويرس عاوز يضطهد الأقباط هوا كمان.

يا أخ هاني كل ما يحدث حولك هو عبارة عن مُحن و كُهن و سهوكة مش عارف إنت طلبت مني أحط التلات كلمات دول في جملة مفيدة قبل كده ليه بس أنا سمعت كلامك أهه يا عم عشان متزعلش.

ليست هناك تعليقات: