الثلاثاء، 28 فبراير 2012

الإعتذار للحُمار

مما لا شك فيه أن النائب الموقر زياد العليمي أخطأ خطأ جسيم حينما وصف المُشير بالحُمار فالحُمار لا يأمر حميره المُتوحشة بقتل و سحل و تعرية أبناء و بنات جنسه من الحمير المسكينة الغلبانة اللي طالعة بتنهق إعتراضاً على أدائه السياسي كحُمار و هو الأمر الذي يمس أبسط أحتياجاتهم الأساسية من مقومات الحياة العادية و عُمرك ما شفت حُمار يموت من أهل عشيرته 77 واحد في أقل من نص ساعة شنقاً و ذبحاً و رمياً من على أسوار الإستاد و يقُلك عادي الحوادث دي بتحصل في أي حتة فيها حمير و إن كُل الحمير لازم تشترك و تساعد بعضها على التخلص من بعضها الحُمار مش بينسى أبداً طريقه و لا عُمرك شوفت حُمار بيخدع الحمير اللي زيهم و يُقلهم أنا بحميكم و أنا بحافظ عليكم و هو عمال يقتل في بني جِنسه و يساعد في نجاح الثورة المُضادة اللي راجعة بقوتها ضد الحمير المساكين الغلابة اللي صدقوا الكلام أو صدقوا النهيق اللي الحُمار الكبير قاله و عمله فعشان كده لازم نتفق إن النائب الموقر أخطأ أدبياً و لغوياً و معنويا في حق راجل كُلنا بنحترمه و بنقدره و شايلين جميل حمايته للثورة و أهدافها فوق رأسنا من فوق.


من الغريب إن المجلس الموقر اللي النائب الموقر جُزء لا يتجزأ منه إعتراضه كان على السب و القذف أقوى مما نتخيل كُلنا كحمير قصدي كشعب إنتخب هذا المجلس فنفس هذا المجلس لم يجد غضاضة في إرسال لجان تقصي حقائق هُنا و هُناك في أي حادثة قتل أو كارثة من الكوارث الغير طبيعية التي تحدث في بلدنا الحبيبة بلد الحمير هذا المجلس الموقر إتخذ إجراءات سريعة قوية مؤثرة لضمان عدم تكرار واقعة السب المشهورة بموقعة الحُمار بينما نراه حائراً خائفاً متوجساً و هو يُناقش أشياء أُخرى أهم بكثير من واقعة السب أو من موقعة الحُمار أو من الحُمار نفسه.


من الرهيب و العجيب و المُريب إن فيه موقعة القرنين و دي في رأي المُتواضع أهم بكتير من موقعة الحُمار لأن موقعة القرنين بطولة واحد بيتميز بقُدرة رهيبة على الإنبطاح و إرتداء أجود و أفخم أنواع الملابس المُثيرة لأي صاحب سُلطة أو نفوذ بل إنه بيتفانى في إداء العملية الملعونة بإستمتاع رهيب يحسده عليه كُل شواذ العالم الإنبطاحيين قال كلام في حق شخص مش هنحكم عليه إلا إنه من الحق أن نقول إنه أحد أهم عوامل الثورة و أحد أهم من قاموا بتحريك المياه الراكدة أبو القرون ده بقى قال عليه إنه عميل و بالدليل و المُستندات و السيديهات و الديفيدهات بل و الفلاشات أيضاً و قال عليه أكثر مما قيل في الخمر و مع ذلك المجلس الموقر قعد في وصلة تصفيق طرباً و إعجابا بهذا الكم من الإنبطاح تفوق إعجابنا بفريق برشلونة و هو يُمارس أفعاله السحرية في أي فريق يقابله.


و مع إن هذا المجلس يمتلك أغلبية كبيرة من تيار الإسلام السياسي الذين قدموا إلى المجلس بوصفهم أسود الشريعة و نمور الأُمة و فهود الشعب و ديناصورات و تنيانات الإسلام و أنهم سيعودوا بنا إلى أيام مثل أيام عُمر بن عبد العزيز إلا إنك لا تراهم ينتفضوا إلى أي شيئ له علاقة بقيم و تعاليم الإسلام بل و يبدو الأمر أنهم ضد هذه القيم و التعاليم فمنهم من إتهم حامل كتاب الله بالفسق لأنه ليس من جماعته السياسية و طالب أن نتبين حتى لا نُصيب شُرطة مصر و خرطوشها بجهالة و بينما نقيب الأطباء مُصاب بخرطوش و مُراسلة صحفية مُصابة بخرطوش و الفيديوهات لا تُعد و لا تُحصى عن إطلاق خرطوش إلا أن هذا النائب الموقر تذكر فجأة تلك الآية كم لو كانت نزلت في واقعة تُطالبنا بأن نصُدقه هو و جماعته و نُكذب النائب الآخر لمُجرد أنه ليس من جماعته السياسية.


الأمر يبدو كأنه مُزحة ثقيلة فبينما نحن في وسط كُل هذا الغم و الهم و القتلى و الإنفلات الأمني و الأخلاقي و الأعضائي و(محدش يسأل يعني إيه إنفلات أعضائي عشان عجبتني) و السياسي و الشخرمون اللي طاش في الترالالي تلاقي نائب موقر جميل ظريف لطيف خارج علينا بطلب غلق المواقع الإباحية من على الإنترنت و هُنا يعجز القلم و الكيبورد و الأي باد و التاب و السيف و القرطاس عن التحدُث أو عن المُناقشة أو عن أي حاجة خالص مالص غير إن الواحد يقول حسبي الله و نعم الوكيل فيمن لم يُحرك مقتل الشباب و سحل البنات و كشف عُذريتهن قلبه و حركتها المواقع الإباحية لعنة الله عليها و لو كان درس الموضوع لكان أدرك أن هُناك من الوسائل و الأساليب التقنية ما يسمح لمن يُريد أن يفتح هذه المواقع سيفتحها حتى لو من على البوتاجاز إلا أن هذا الموقر أكتشف أن كُل بلاوي مصر مُتلخصة في المواقع الإباحية و أن غلقها سيؤدي بنا إلى التقدم و الإزدهار أو لعله أدرك أن المسئولين عن القصاص للشُهداء و إسترجاع أموال و ثروات البلد المنهوبة مشغولين بمُتابعة تلك المواقع فقالك نقفلها ليهم بقى عشان نعرف نخليهم يشتغلوا أستقيموا يرحمكم الله.


هل الناس اللي نظام بلا يُخالف شرع الله دول عارفين يعني إيه كلمة حق عند سُلطان جائر عارفين يعني إيه حُرمة الروح و العرض و المال و الجسد و عقوبة من ينتهك الحُرمات دي عارفين يعني إيه إفساد في الأرض بغير حق و إيه عقوبته عند الله و إيه عقوبة اللي ساكت عليه طب نقول إيه و لا نعمل إيه و لا نتصرف إزاي نقول حسبي الله و نعم الوكيل له الأمر من قبل و من بعد أجلسكم في مقاعد من ظلموكم لتُمارسوا نفس ظُلمهم مارسوه فسيستبدلكم الله بمن هو خير منكم إن شاء الله.



ليست هناك تعليقات: