الخميس، 2 فبراير 2012

حكايتي مع الألتراس الأهلاوي





هكتبها النهاردة و أنا من إمبارح عمال أعيط - أعيط جامد و بحُرقة و ألم عشان اللي ماتوا مش هيعرفوا يقروها مش هيعرفوا يسافروا تاني ورا فريق كرة عشان يتفرجوا على ماتش كرة عشان يشجعوا عشان يهيصوا عشان يفرحوا لما الأهلي يفوز و يفرحوا لما الأهلي يخسر مكنتش فارقة معاهم مكسب و لا خُسارة كانت العملية عندهم أسلوب تشجيع و أسلوب حياة.
أختلف معاهم زي ما أنت عاوز تختلف قوول عليهم اللي إنت عاوز تقوله بس أفتكر دول كانوا شوية شباب سنه صغير ملقاش حزب سياسي يلمه و لا نادي يلعب فيه محبش إنه يُقعد على القهوة أو يقف في الشارع يعاكس البنات لقى في التشجيع حاجة بيعملها حاجة بيحبها بيخرج طاقته فيها حاجة بتشغله عن إنه يتطرف دينياً أو ينزلق في فخ الصياعة اللي إنزلق فيه كتير أوي من ولادك يا مصر في الفترة اللي فاتت سجاير و بانجو و حشيش و ترامادول كُل ده كان طريق مفتوح و مفروش بالورد و الدماغ و الكيف ليهم لكن رفضوه قرورا إنهم يخرجوا طاقتهم في التشجيع و لا شيئ غير التشجيع و التنافس في التشجيع أنا شايف إن الشباب دي عملت الصح مع نفسها أنا مُمكن أكون شاب زيهم بس كان حظي أحسن شوية كُنت و لا بتاع لعب كرة و لا بتاع نشاطات عنيفة كان حُبي الكتاب و كُنت بحب الكرة و كنت بروح الأستاد كتير و هناك قابلتهم أصغر مني بس مش كتير بس أجدع مني و مُنظمين كتير عني و عندهم حاجة بيضحوا عشانها بالتعب و الجُهد و المال و مكنش بيهمهم أي حاجة تفتيش و تنطيط في أتوبيسات و قطارات و عربيات و بهدلة في المحافظات و خناقات بتخرج على مفيش مع الألتراس الزملكاوي و الإسماعيلاوي.
أتعرفت على شباب كتير منهم و فوجئت بإن فيهم المُهندس و الدكتور و المُحامي و المُدرس و فيهم الطالب المُثقف الواعي و فيهم الشاب الغلبان الفقير اللي و لا مُثقف و لا واعي بس بيحب إنه يكون مع ناس مُحترمة و بيحب إنه يحس إن ليه دور في أي حاجة في البلد دي كُنت دايما ببص ليهم بإحترام مرجعيته حاجة واحدة بس إن مهما كان العدد كبير فأنت بتتعامل مع شخص واحد قلب واحد هتاف واحد فكر واحد ياااااااه قد كِده فيه ناس بتعرف تنتمي و بتعرف تحب بتعرف تعمل حاجة للكيان اللي هي تبعه بتعرف تعيش نظام حياة بالطريقة دي و نُقطة و من أول السطر.


كُل ده كان قبل الثورة, الثورة اللي رجعتلي أمل إن دعوات المظلومين و المظلومات المقهورين و المقهورات الجائعين و الجائعات جابت نتيجة إن فيه واحد زيي شاف ست فقيرة معها شنطة و داخلة جوة صندوق قمامة عمالة تنقي منه حجات عشات تاكلها هي و عيالها بدل ما يُقعد يعيط زيي نزل يُصرخ من الظُلم و الألم و الأسى بدل ما يُقعد يكتب على التويتر و لا فيسبوك نِزل عشان يقولها بصوت عالي وقتها أنا حسيت إن مصر بتتغير و إن الحق بيكبر و وقتها حسيت إن أكيد هيكون ليهم دور و دور كبير و هُما اللي ياما قاسوا من الداخلية و أمراضها السادية و شعورها بالتميز و التكبُر لا لشيئ إلا لأنه لابس بدلة ميري في وطن قالك لو فاتك الميري أتمرمغ في ترابه في وطن عاش حياته كُلها يضرب تعظيم سلام لأي حد يركب و يدلدل رجليها و معرفش على إيه بدلة ميري و من جوة خواء تام لا فكر و لا عقل و لا ثقافة و لا علم مُجرد روح سادية إنتقامية مهولة.


و فعلاً كان ليهم دور و دور كبير سواء بأغانيهم في الماتشات أو في التحرير قِبلة الحُرية في مصر آه لو تعرف هُما و أبناء الطبقة الفقيرة اللي عندهم موتسيكلات صيني أنقذوا قد إيه و ساهموا في نقل مُصابين قد إيه في كُل أيام و أحداث المُظاهرات في السنة اللي فاتت كُلها دور بطولي دور جميل من شباب أصيل و لقيت فيهم شباب بتفهم مع إن مُمكن يكون مش خريج جامعة ألمانية أو أمريكية يمكن يكون مش بيعرف حتى يقرأ و يكتب بس عارف إن الحق حق و إن الطُلم نهايته جبارة عشان كده خرجوا و يا سُبحان الله أتحدوا أهلاوي مع زملكاوي مع إسماعيلاوي مع كُل الأطياف.


فضحوا الظُباط و عرفوهم حقيقتهم في أُغنيتهم يا غُراب و معشش فعلاً فضحوهم فضيحة جامدة أوي فكرتني بقصة جميلة أوي عن أب فلاح ثري غير مُتعلم يعشق الفشخرة و المنظرة عياله فشلة ضايعين و مضيعينوا معاهم في كُل حتة و مع إنهم دبلوم إلا إنه أصر إنهم ياخدوا ثانوية عامة منازل و بالعافية أخدوها و بعد كده قعد يجري و يروح و يتطنط في كُل حتة عشان يخلي عياله الأتنين يخشوا شُرطة و كان بيتباهي بالفلوس اللي هو دافعها للواء فلان و العميد عِلان و سهرات و قعدات و إختبارات و كُشوفات و في الآخر سألته إنت راجل إبن سوق و فاهم ليه دفعت ده كُله و صرفت ده كُله و تعبت عيالك عشان يخشوا شُرطة قالي يا بيه السُلطة و النفوذ و يبقى الواد ماشي ببدالته كده بيقول يا أرض أتهدي ما عليكي قدي فعلاً هوا ده كلام الأُغنية قصة كُل عيل فاشل مالوش أي ستين لازمة بفلوس أبوه أو بواسطته بقى ظابط شُرطة عاوز إيه من بهيمة زي دي غير اللي بيحصل.


كان لازم ينتقموا منهم عشان بيزعلوا أوي لما حد يعرفهم حقيقتهم لما حد يُقلهم إنتوا قاع المُجتمع إنتوا زبالته فعلاً و حصل اللي حصل في ماتش الكاس القديم و لما عبيد شعبنا سكتوا كالمُعتاد أتكرر تاني الإنتقام بس بشكل أفظع و أبشع بشكل خلانا كُلنا بنعزي بعض خلانا كُلنا بنعيط على أكتر من 70 شهيد راحوا ضحية ماتش كورة كُل ده و مفيش حد عاوز يتطهر من الذنوب اللي هوا غرقان فيها.


كام واحد لازم يموت عشان تسيونا نعيش قد إيه دم عاوزينوا يسيل عشان ترحلوا كُل ده عشان هتفوا يسقط يسقط حُكم العسكر


طب يسقط يسقط حُكم العسكر

ليست هناك تعليقات: