الأربعاء، 9 نوفمبر 2011

و لكننا

نسير تحت نفس الشمس و نستنشق نفس الهواء قد يجمعنا ضوء القمر ذات مساء أو نرنو بأعيُن ساهرة إلى أضواء المراكب تتهادى أمامنا و نحن على شاطئ بحر - بُحيرة - أو نهر النيل, قد نجتمع سوياً في أتوبيس نقل عام أو قد نجلس بجوار أحدنا الآخر على الطائرة المُتجهة إلى القارة العجوز قد نكون قاطنين في نفس ذات الحي و نُلقي على بعض تحية الصباح و المساء قد أتبرع بقليل من الدم يسري في دم إبنك الذي سيأتي يوم ليتبرع بقليل من الدم فيسري في جسدي.


و لكننا نحمل نفس الصفات قد نختلف في القليل و لكننا على العموم نفس الشكل و الأعضاء بالمثل هي وظائفنا الفسيولوجية و الحيوية لا يوجد إختلافات أنظر إننا نأكل من نفس الطعام و نشرب نفس الماء و حينما ننام قد يتصادف أن نمتلك نفس الأحلام و حينما نصحو في الصباح راكضين ضد الوقت ضد الزحام قد يُضحكنا نفس الموقف قد تدمع عيوننا لنفس المنظر لطفلة شاحبة تلتمس الغذاء أو لشاب أستلقى على الأرض يتلمس دفء في هذا الشتاء.


قد نجلس سوياً على نفس ذات المقهى نُشجع نفس الفريق نصرخ بجنون لإحرازه هدف الفوز في لقاء مصيري ننفعل و نصخب و نقذف بالسباب على اللاعبين و الحكم و كُل المُتفرجين قد نسخط بنفس القدر على فرصة ضائعة قد نشترى المواد الغذائية من نفس البائع قد نجلس في نفس السينما نُتابع نفس الفيلم.


و لكننا أحياناً نختلف قد أعشق أنا الفول المدمس و تعشق أنت الطعمية قد أشتهي المأكولات البحرية بينما تذوب أنت في المطعم ذو النكهة الإيطالية قد أُتقن الفرنسية بينما تُتقن أنت الألمانية قد أكون أهلاوي و قد تكون أنت زمالكاوي قد أُحب اللون الأخضر و تعشق أنت الأصفر قد أقتني سيارة ألمانية و تقتني أنت سيارة يابانية قد ترتدي ملابس رياضية شبابية و أرتدي أنا بدلة عتيقة إنجليزية قد تعشق المشي و أهوى أنا ركوب الدراجة قد تُحب الغطس و لا أُجيد أنا السباحة.


و لكننا نفس الخلايا و نفس الدماء نفس الروح في جسد تحت نفس السماء

ليست هناك تعليقات: