الأربعاء، 29 يونيو 2011

يعني إيه تكون فنان كلاكيت سادس مرة

هناك في نهاية النفق بعض من الضوء تعالوا إليه لعله يقودنا إلى الخلاص و هنا يبرز السؤال الذي ردده الشاب الباكي على شاشات التليفزيون المصري في سقطة إعلامية مُعتادة من ذلك الجهاز الذي كانت قد ملأته الفطريات الإعلامية و الصراصير الفنية السؤال هو الخلاص من مين؟ بالرجاء الشحتفة أثناء نُطق السؤال.

هناك نجوم تلمع بقوة لتنطفيء من بعد لمعانها و توهجها و هناك نجوم تلمع على مهل تحتل مكانتها في عالم الفلك الواسع تبقى مكانها لنسترشد بها في بحر الحياة لعل سفينتنا ترسو في ذلك الميناء المنتظر الذي يبدو أننا سنظل نحلم به كثيراً لأن هكذا قدرنا نحن العرب على العموم و المصريين على الأخص سنظل تائهين حائرين إلى أن نُدرك قيمة أنفسنا و أننا لا نحتاج إلى من يُلهمنا كيف نعيش إلا من يقودنا إلى كيف نسمو و نعلو نحن بالفعل قادرون على الإبهار و غداً سنكون قادرون على الإستمرار.

نجمة لامعة على مهل منذ زمن طويل تتألق بفنها الراقي تُقدم لنا تلقائية في الأداء لا نراها في أنصاف الفنانات أو قل بقايا الفنانات اللائي يُدركن أنهن لولا الكبت الذي يُعنيه المراهقين و العازبين لجلسوا في بيوتهن يغسلن الصحون اللائي يُدركن أنه لولا تلك الملابس الساخنة و غياب الدراما و الفن الحقيقي عن الأفلام لما سمع عنهم احد اللائي يُدركن أنه لولا وجود جزار يعمل بالإنتاج السينمائي و يعرف قيمة اللحم لما ظهروا على الشاشة الفضية التي ظهر عليها الكثير و الكثير من الفنانين الحقيقين.

نجمة لامعة تجاوزت الخمسين لازلت أذكر كيف كانت الأسرة تجتمع لتُشاهد لتنفعل لتنتظر الحلقة القادمة لتتأثر بما يدور على شاشة التليفزيون لازلت أذكر كيف بكينا و فرحنا كيف ملأنا الفخر و الحب كيف تألمنا و كيف حلمنا و كيف أنتصرنا كل هذا و نحن نُتابع قصة رفعت الجمال أو كما صنعوها تحت إسم رأفت الهجان.

و في الميدان رأيتها لازالت كما هي طيف يتحرك بيننا يلتف حولها أطياف من مُختلف البشر الذين يجمعهم كلهم أنهم فقط مصريين كانت هناك يعلو صوتها الذي لعِب الزمان بطبقاته فبدا خافتاً إلا أن قلبها جعله هادراً صارخاً غاضباً " مش عايزينيك مش عايزنيك" و يسري الهتاف في الجموع فتردده خلفها تسير فنسير تقود بلا أن تلعب دور القائدة تُلهم مشاعرنا أنا هناك نصر لنا على جاسوس بالداخل خان شعبه و جمع جُنده تكبر علينا و تجبر فخسف الله به و بمن على شاكلته.

لم يمنعها ضعفها من أن تقف وسطنا تُعلمنا أن الفنان حقاً هو من لا ينفصل عن هويته هو من لا يبيع شعبه هو من لا يُنافق أو يُدهان هو من يقف ليقول ما يُريد في وجه من يُريد لا أدري إن كنتم مثلي تذكروها كم أذكرها فقط هناك من الثائرين من يُدرك قيمة الأحلام في عيون الأطفال النائمة في دعوات أم و في حكايات اب لصغيرهما أن هناك غد سيكون مُشرق بإذن الله

تيسير فهمي شكراً أنا عرفت يعني إيه تكون فنان

ليست هناك تعليقات: