السبت، 4 يونيو 2011

عاوز إيه يا مريد يا برغوثي مش كفاية إبنك

غريب هو أمر أولئك الشعراء عندهم قدرة فائقة على أن يستعملوا تلك الكلمات الرشيقة الخفيفة إلى جملة سهلة في قرائتها صعبة في فهمها يطلب منك أن تتأملها في عمق بينما هي التي تتاملك تطلب منك أن تُدرك ما خلفها بينما هي كراقصة باليه محترفة ترى في عيونك هل تُدرك معنى الجمال في رقصتها أم أنك فقط تستمع بذلك الجسد الممشوق الذي يتطاير في خفة و رشاقة بينما أنت تئن تحت ثقل جسدك الفاقد لمعنى الحياة.

من يومين يا معلم قاعد في حالي في الشغل و بعدين وصلت إلى مرحلة من الإندماج العملي صعب إني أوصلها إلا في شركتنا الحبيبة مدير بيتصل مستعجل على الشغل زملاء بيطمنوا على حجات متعلقة بيهم شركات بتتصل تتابع الموقف و أنا في وسط كل ده دماغي ساخنة و مليانة بهارات على الآخر المهم يدوبك بدأت الدنيا تروق و الحياة العملية بتستقر على الساعة الرابعة كده لقيت إني محتاج أروح قلت يا واد أقرأ الشروق جريدتك المفضلة مفيش يا معلم و ألاقيلك حوار مع مريد البرغوثي و هو شاعر فلسيطني كان عايش في مصر وتخرج في قسم اللغة الإنجليزية وآدابها العام 1967 وهو العام الذي احتلت فيه إسرائيل الضفة الغربيةومنعت الفلسطينيين الذين تصادف وجودهم خارج البلاد من العودة إليها. وعن هذا الموضوع كتب مريد البرغوثي في كتابه الذائع الصيت رأيت رام الله "نجحت في الحصول على شهادة تخرّجي وفشلتُ في العثور على حائط أعلِّق عليه شهادتي". خد بالك إنت بس من جملته الرشيقة دي عشان تعرف إنه شاعر و شاعر أوي كمان المهم مريد متزوج من رضوى عاشور أستاذة الأدب الإنجليزي بآداب عين شمس يا ريت لو تقرأوا شوية عن رضوى عاشور عشان أن تعرفوا إن الطيور على أشكالها تقع و إبنهم تميم البرغوثي من أكبر الأدلة على صدق هذا المثل و صدق المقولة هذا الشبل من ذاك الأسد المهم أقرأ الحوار عشان أتوقف عند جملة محددة بتقول يا ريت لو الثوار ميسمحوش نمر الشهداء من على موبيلاتهم يمكن يتصلوا بيهم يسألهم حققتم إيه من المطالب.

يا عم مريد ده لسه إبنك تميم مدينا مقالة كانت من الصعوبة بالدرجة اللي خلتني اتوقف عند كل كلمة و عند كل حرف فيها ده أنا لسه بفكر فيها لحد دلوقتي تيجي إنت تكمل علينا قال إيه بقى إبنه قال في مقالته:
"لم تقم فى مصر ثورة إن كنا نظن أن بيع الكرامة بالمال جائز، وأن قتل أولادنا خشية الإملاق حلال، وأن ترك بعض القتلة والمعذِبين واللصوص طلقاء، ناهيك عن إطلاق من حُبس منهم، لقاء منحة من حلفائهم الأغنياء، أمر مقبول. "

طب بجد بقى هنلاقيها منك و لا من إبنك يعني نعمل إيه في العبارات الواضحة الصريحة اللي أنتوا بتكتبوها دي مش اسلوب ده و الله يا جماعة.

يبدو أن هناك من يرفض أن يكسو الحزن النبيل وجهه أن يشنف الصمت الوقور أذنيه بينما هو يشاهد موكب الشهداء يمر في ميدان الصمود و الكرامة في ميدان التحرير كما يطلقون عليه و كما أعتاد دائما أن يكون رمزاً لتحريرنا من عبودية من ظلم من قهر.

لما قرأت الكلام بتاع البرغوثي و إبنه حسيت إن فيه حد عاوز يقلنا حافظوا على الثورة بنقائها و طهرها بتضحيات شهدائها بإصابات الشباب  المصابين اللي أتضربوا بالرصاص عشان يقوموا يقولوا تاني رصاصكم مقتلش جوانا غير الخوف المصابين اللي إتعلموا الحسد عشان بيحسدوا الشهداء فيه حد عاوز يقلنا ب 18 يوم مع بعض غيرتوا وجه مصر طب إيه اللي هيحصل لو كملتوا كده شهر شهرين سنة سنتين يا ترى مصر هتبقى فين.

فيه حد دمه مش مصري بس هوا مصري مية مية مش عاش على أرضها و شرب من المية بتاعتها مش كل نفس الأكل مش عاشر القوم أكتر من أربعين يوم بيقول إيه الحد ده بيقول فوقوا أبوس إيديكم اللي فات كان مجرد جولة لكن اللي جاي لسه أصعب و أصعب و كل ما هنكبر كل ما التحديات هتزيد علينا أكتر و أكتر كل ما الصعاب هتكتر مش مهم إنت إيه شكلك إيه لونك إيه جنسك إيه دينك إيه المهم إنك مصري و بتحب البلد دي أكتر ما هي بتحبك مصلحتك إنك تنسى كل ده و تركز في مصلحتك لأن مصلحتك إنت و أهلك مش هتلاقيها غير في بلدك و عشان كده أرجع لكلام تميم البرغوثي الشبل الصغير و هو بيقول في تعليقه على الفتنة الطائفية 

إن كل من يرى فى المسيحى أو الشيعى أو الشيوعى أو القومى أو الليبرالى عدوا له قبل أمريكا وإسرائيل إنما يعمل لمصلحة أمريكا وإسرائيل، وكل من يرى فى المسلم أو الإسلامى أو السلفى أو الوهابى عدوا له قبل أمريكا وإسرائيل إنما يعمل لمصلحة أمريكا وإسرائيل.

في شوية الكلمات اللي فوق لخص الموضوع بس مين يفهم اللي مكتوب على العموم يا برغوثي كبير و برغوثي صغير مش هقلكم إلا هنلاقيها من فين و لا من فين كله مش قادر يحدد مين عدوه كله مش قادر يعرف إن كله بيدور على مصلحته و لا بيهمه أي حاجة تانية

يا عم ما أنا قلت حسني مبارك ده مش كان مسلم و يوسف غالي ده مش كان مسيحي طب ما هما الأتنين إشتركوا في مص دمنا. 

ليست هناك تعليقات: