الثلاثاء، 21 يونيو 2011

أتفقنا على ألا نتفق (مسلم ليبرالي2)

دعونا نتفق على أننا لا نتفق في أي شيئ على الإطلاق فنحن ملوك دعوات الإتهام لأي طرف يُخالفنا في الرأي أو لا يُشاركنا نفس الرأي تطبيقاً لمبدأ بوش أفندي اللي معانا علينا و مع كامل إحترامي لكل الأطراف المختلفة إلا أنه لا يوجد طرف يُعطي نفسه قدر ضئيل من الحيادية لعله يستطيع ترتيب أوراقه و الإستفادة منها و من الآخر كده كله مقتنع برأيه و بمرجعيته و لذلك يرفض و بشدة مجرد الإستماع للطرف التاني.

أستعنا على الشقا بالله
نقطة و من أول السطر العلمانين مالهم يا عم هقلك يا سيدي بس قبل ما أقلك تعالى نعرف يعني إيه علمانية زي ما الأخ ويكبديا بيقول العَلمانية (بالإنجليزية: Secularism‏) تعني اصطلاحاً فصل الدين والمعتقدات الدينية عن السياسة والحياة العامة، وعدم إجبار أي أحد على اعتناق وتبني معتقد أو دين أو تقليد معين لأسباب ذاتية غير موضوعية. ينطبق نفس المفهوم على الكون والأجرام السماوية عندما يُفسّر بصورة دنيوية بحتة بعيداً عن الدين في محاولة لإيجاد تفسير للكون ومكوناته.
وتقدم دائرة المعارف البريطانية تعريف العلمانية بكونها: "حركة اجتماعية تتجه نحو الاهتمام بالشؤون الأرضية بدلاً من الاهتمام بالشؤون الآخروية. وهي تعتبر جزءًا من النزعة الإنسانية التي سادت منذ عصر النهضة الداعية لإعلاء شأن الإنسان والأمور المرتبطة به بدلاً من إفراط الاهتمام بالعزوف عن شؤون الحياة والتأمل في الله واليوم الأخير. وقد كانت الإنجازات الثقافية البشرية المختلفة في عصر النهضة أحد أبرز منطلقاتها، فبدلاً من تحقيق غايات الإنسان من سعادة ورفاه في الحياة الآخرة، سعت العلمانية في أحد جوانبها إلى تحقيق ذلك في الحياة الحالية".[2]

بس يا عم حد عاوز يقرأ أكتر و يتبحر أكتر يدوس بقى على النت و يشوف المهم الأخوة الأفاضل مدُعي العلمانية هنا في مصر و كالمعتاد بيتمصروا و بيحولوا المبدأ اللي عندهم من مبدأ إلى وسيلة تحقيق لأغراضهم و هي متلخصة في حاجة واحدة بس الهجوم على الأديان كافةً و الدين الإسلامي خاصةً و ده راجع لأنه دين الأغلبية و مع أن مفهوم العلمانية بسيط أوي أوي و هو فقط فصل الدين عن السياسة إلا أنه هنا في مصر تحول إلا فصل الدين و التخلص منه تماماً يعني من الآخر كده تعالوا نخلي العملية زيطة طب إزاي نشأت العلمانية و إزاي تطورت هيقلك مفيش يا معنمي زمان أيام أوربا الوسطى كان فيه ملوك و أمراء و نبلاء و كان فيه كنيسة و كان الملك بيحكم شعبه بالحق الإلهي و اللي كانت بتوفره ليه الكنيسة و كان الموضوع لا علاقة له بأي حاجة إلا إن الكنيسة تدعم الملك دينياً و الملك يسيب الكنيسة تعمل اللي هي عاوزاه و كان نفوذ البابوات و المجتمع الكُنسي في بلاط ملك قوي و لا حدود له و يعمل اللي هوا عاوزه لدرجة إنكم عارفين إن جاليلو العالم الشهير كان مُطارد من قبل الكنيسة عشان بيعمل تجارب و أبحاث و عمال بيفكر فبدأ إتجاه تنويري في أوربا للقيام بفصل الدين عن الدولة و يشابه هذا الموضوع موضوع صراع الخُلفاء في بغداد و القاهرة يعني بطريقة أبسط العلمانية هي محاولة لفصل الخطاب الديني عن الخطاب السياسي.

لكن في مصر العلمانية تختلف بدل ما العلماني يركز على إنه يطبق المبدأ اللي هوا بيتكلم عليه و هو إن الدين لله و الوطن للجميع تلاقيه سايب كل حاجة و مسخر كل جهده و وقته لمهاجمة الدين عمال على بطال.

نقطة و من أول السطر الليبرالية تعني الحرية المشروطة بعدم الإعتداء على حرية الآخرين يعني لو فرضنا إن فيه حد عاوز يمشي عريان في الشارع فهو حر بس لو الناس أتأذت من هذا المنظر و أعترضت فهو كده إنتهك حريتهم بحريته فياخد على دماغه على طول و يلبس على فكرة الموضوع ده لسه حاصل طازة في أسبانيا و من مبادئ الليبرالية حرية الفكر و المعتقد و الرأي تلاقي الليبرالية في مصر طعم تاني و آخر حاجة مُضحكة حصلت كانت من مني مكرم عبيد اللي زعلت من تحقيق صحفي عن بنت مسلمة أتخطفت من جماعة أقباط و ضربوها و عذبوها و دقوا صليب على أيدها طب يا استاذة منى إيه الغلط في إن تحقيق زي ده يتنشر و هل إنتي بتتكلمي بصفة قبطية و لا بصفة ليبرالية طب لو إنتي بتتضايقي من كل الأخبار المُثيرة للفتنة ليه مزعلتيش من جريدة الأهرام لما كتبت تحقيق عن قنا و قطع ودان مواطن قبطي تطبيقاً لحد قطع الودان اللي لسه الأهرام مفتكساه حالاً هنا بقى مربط الفرس إن منى مكرم عبيد ليبرالية ظاهرياً قبطية باطنياً و هي دي مصر يا عبلة إن كل واحد بيلعب بالكارت اللي بيكسب بيه و مفيش مانع إنها تكون إسلامية بكرة لو فيه مصلحة ورا الموضوع ده.

الأخوان و السلفيين و ما نستطيع أن نضمه كله تحت مسمى واحد و هو التيار الديني الإسلامي و التيار كله مع بعضه قوي للغاية و لكنه مش مع بعضه غريبة دي مع أن المفروض إنهم بيطبقوا الدين و من الدين إنهم يجتمعوا سوياً و هنا بقى مربط الفرس إن كل طرف منهم بيقدم فهمه هوا للدين و ما سواه لأ أو تؤ متعرفش ليه برده المهم بقى إنت جوا التيار ده هتلاقي الناس اللي بتحتكم إلى المرجعية الدينية الإسلامية و اللي سبحان الله مش بتختلف مع أطراف أخرى إلا في المسمى يعني مثلاً الشيخ ليس له أي سلطة سياسية أو أي تدخل في الحكم هو مسئول عن النُصح و الإرشاد و الدعوة و تقديم العون للمجتمع بكل أفراده و طوائفه و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و ما إلى ذلك من واجبات دينية بحتة يعني الراجل متدخلش في السياسة اهه أومال العلمانين زعلانين ليه لكن فيه الكثير من التيار ده بيخلط الحابل بالنابل و بيدخل الدين في السياسة زي ما سمعنا عن غزوة الصناديق و زي ما سمعنا عن إن الأستفتاء بنعم واجب شرعي و ما إلى ذلك من شطحات غريبة و على فكرة برده أنا أعرف سلفيين راحوا قالوا لأ في الإستفتاء و مارسوا حقهم السياسي براحتهم عادي من غير أي ضغوط دينية التيار ده بيستند إلى مرجعية قوية و هي الدين الإسلامي و لكن بيختلف في التطبيق من طرف إلى طرف و أحب اشبهه بالسعودية تلاقيهم قافشين أوي في موضوع غريب و هي إن الست متقودش السيارة في حين إن أهم حلفائهم هم الأمريكان الصديق و الحليف و الحبيب للكيان الصهيوني مُغتصب الأرض و العرض الفلسطيني.

و في النهاية لا أستطيع أن أرى إلا إنه هناك الكثير من النقاط المشتركة بين كل طرف و التاني و هناك إختلافات بين كل طرف و التاني ليه كل طرف مش عاوز يشوف الإتفاق و عاوز يشوف الإختلاف ليه العلمانين بيهاجموا الدين عشان مجرد إنه دين و ليه التيار الديني مش شايف في الليبرالية غير إنها هتسيب الشواذ يمارسوا الفحشاء في الشارع على الرغم من إن الليبرالية مبتقولش كده و ليه الليبرالي عاوز يطبقها على كل الناس إلا على نفسه.

هي دي مصر و لا لأ

ليست هناك تعليقات: