الأربعاء، 22 يونيو 2011

مين أطول

مشهد أول
دكة فصل في تالتة أول الإبتدائي قاعد عليه أتنين واحد اسمه محمود و واحد أسمه هاني

محمود: أتاخر شوية يا هاني أنا مش عارف أكتب
هاني: ماشي يا عم حودة بس إنت شايف الدكة صغيرة أوي أنا مش عارف قاعد كده أصلاً
محمود: هتلعب معانا كورة في الفسحة
هاني: لا يا عم مش هلعب الواد محمد و الواد خالد بيضربوني جامد أوي في الملعب الظاهر مش بيحبوني
محمود: مش هيبحبوك ليه يا عم ده بس عشان إنت حريف

مشهد تاني
بعد صلاة الجمعة في المسجد
المعلم توفيق أبو حتة قاعد في المسجد مع الشيخ حسين

ابو حتة: يعني يرضيك يا شيخ حسين اللي بيحصل ده و الله ده أفترا و حرام
الشيخ: يا معلم هدي نفسك الأمور مش بتتاخد قفش كده و كبر دماغك
أبو حتة: لا يا عم الشيخ ده ميرضيش ربنا أنا هجيب الترخيص يعني هجيب الترخيص يعني إيه الموظفى تقولي مينفعش نطول مئذنة الجامع شوية كل ده عشان متبقاش أطول من برج الكنيسة اللي قدام الجامع.
الشيخ: يعني هي هتفرق يا معلم توفيق مين أطول و لا مين أقصر
ابو حتة: لأ هتفرق يا شيخنا إشمعنى هما السنة اللي فاتت خدوا الترخيص و خلصوا البرج في ظرف أسبوع تفسرها إزاي دي بقى يا أخي ده إحنا مضطهدين في بلدنا و أحنا الأغلبية.
الشيخ: لا حول و لا قوة إلا بالله.

مشهد ثالث
الصائغ الشهير ناجي عريان قاعد مع القسيس في مكتبه في الكنيسة
عريان: أنا مش فاهم يا أبونا الناس دي عايزة إيه
القسيس: ناس مين بس
عريان: المعلم أبو حتة و الشيخ حسين
القسيس: مالهم إيه اللي حصل منهم
عريان: إنت مش واخد بالك يا أبونا و لا إيه دول علوا مئذنة الجامع لحد ما بقت أطول من برج الكنيسة بتلاتة متر طب انا مش هسكتلهم.
القسيس: يعني هي هتفرق يا ناجي مين أطول و لا مين أقصر
عريان: طبعاً هتفرق أموت و أعرف جابوا الترخيص إزاي دي ماري في الحي بتقولي الترخيص طلع بأوامر من فوق طبعاً ما هما ماسكين كل حاجة في البلد و إحنا على الرف يا جدعان ده إحنا أصحاب البلد دي
القسيس: ربنا كبير يا ناجي
عريان: بس أنا مش هسكت أنا هتصرف.

مشهد رابع
أتوبيس المدرسة متوجه إلى الإسماعيلية في رحلة مدرسية
محمود و هاني قاعدين سوى
هاني: تاخد يا محمود ساندوتش
محمود: هات يا هاني ساندوتش غيه ده
هاني: الواد محمد عمال يبص علينا و يتكلم مع عبد الله تفتكر بيقولوا إيه
محمود: معرفش يا هاني سيبك منهم دي عيال مش كويسة
هاني: أنا مش عارف هما بيعاملوني كده ليه
محمود: يا عم مش أنا صاحبك و بلعب معاك إنت زعلان ليه
هاني: كان نفسي الفصل كله يبقى زيك كده يا محمود
محمود: و أنا كان نفسي الفصل كله يبقى طيب زيك كده

ضجة في الأتوبيس و صوت صرير عجل و فجأة ظلام دامس

مشهد خامس
في منزل المعلم توفيق أبو حتة معالم الثراء تبدو على المنزل بشكل واضح بعد الغذاء الدسم يجلس المعلم أبو حتة مع زوجته لشرب الشاي بينما يُعد له الخادم الشيشة
أبو حتة: إيه يا أم طارق كنتي عاوزة إيه؟ إيه هوا الموضوع المهم اللي إنتي عاوزاني فيه من الصُبح و هاتك يا تررن تررن كل شوية على الموبيل
أم طارق: مفيش يا معلم دي الولية أم محمود جاتلي من الصُبحية و العياط مبهدلها إبنها الحيلة يا أخويا كان في الأتوبيس بتاعة رحلة إسماعيلية اللي أتقلب و الواد متكسر مية حتة و المستشفى بتقلهم عاوزين 20 ألف جنيه عشان يعملوا ليه العملية.
أبو حتة: عشرين ألف عفريت ير كبهم ولاد ...... دول هي الناس هتجيب منين مش دي الولية الغلبانة اللي فاتحة كشك على أول الشارع.
أم طارق: أيوا هي يا أخويا ولية غلبانة و منكسرة و بتعلم الواد بالعافية
أبو حتة: و كانت جايلك ليه الست دي
أم طارق: كانت بتقولي لو يعني - يعني لو ينفع يعني
أبو حتة: إيه هوا اللولوا بتاعتك دي متنطقي يا أم طارق
أم طارق: كانت يعني بتقول لو ينفع نساعدها يعني عشان تدفع مصاريف المستشفى
أبو حتة: آه طب و مالوا أديها متين جنيه من اللي معاكي يا أم طارق ولية غلبانة و واجب نقف جانبها
أم طارق: متين جنيه غيه يا سيد الرجالة هوا إنت مقامك متين جنيه برده و بعدين الست كانت عاوزك تدفع مصاريف العملية و هي مُستعدة تقسطهم أو تشتغل عندنا خدمة العمر كله
أبو حتة: مصاريف إيه يا أم طارق و عملية إيه هوا أنا يعني كنت ولي أمرها و بعدين ما أنا لسه صارف قد كده على المئذنة بتاعت الجامع.
أم طارق: تمصمص شفايفها و مالوا يا أخويا اللي تشوفوه.

مشهد سادس
في منزل الصائغ الشهير ناجي عريان بعد عودته من المنزل جالس مع إبنته ميرولا
عريان: أزيك يا حبيبة بابا عاملة إيه
ميرولا: نشكر الرب يا بابا كله تمام
عريان: و إيه أخبار الجامعة ماشي الحال
ميرولا: أيوا يا بابا عال العال بس قولي بقى إنت شكلك مبسوط أوي كده ليه
عريان: أوي يا ميرولا عرفت يا حبيبتي أجيب الترخيص عشان نعلي البرج بتاع الكنيسة و أتفقت مع المقاول و فهمته بقى هيعمل إيه و إيه بقى هجدد الصليب الكبير اللي علقناه السنة اللي فاتت على الكنيسة و هخليه مطلي بالدهب
ميرولا: يا سلام عليك يا بابا و إنت بتجتهد في خدمة الرب, الرب يرعاك يا بابا كنت عاوزة منك طلب
عريان: بس كده أي طلب لحبيبة بابا
ميرولا: الست أم هاني كانت عندنا من شوية و كانت محتاجة مساعدة
عريان: خير مالها عاوزة إيه
ميرولا: إبنها كان في الأتوبيس بتاع رحلة إسماعيلية اللي أتقلب ده و المستشفى بيقلها عاوزين عشرين ألف جنيه تحت الحساب عشان هاني حالته خطيرة و محتاج عملية.
عريان: طب يا حبيبتي أسحبي لها متين جنيه من الفيزا بتاعتي ما هي معاكي يا روح بابا
ميرولا: لا يا بابا هي كانت عاوزة حضرتك يعني لو ينفع تديها مصاريف العملية و هي تقسطهم أو تشتغل بيهم خدمة عندنا طول عمرها ده إبنه الوحيد
عريان: ما أنتي عارفة يا حبيبتي البير و غطاه و بعدين أنا تجديد الصليب و تعلية البرج محتاجين مني مصاريف كتير
ميرولا: و هي تُغالب دموعها اللي تشوفها يا بابا

مشهد سابع
في الشارع الفريقين واقفين في الشارع فريق قدام الجامع و فريق قدام الكنيسة و النعشين خارجين واحد خارج من الجامع و واحد خارج من الكنيسة 
المعلم أبو حتة بيفتح باب المرسيدس للشيخ و بيقوله أتفضل يا شيخنا عشان نلحق ندفن قبل المغرب و هو بيركب منسيش يبص على المئذنة بتاعت الجامع و البرج بتاع الكنيسة.
ناجي عريان بيفتح باب المرسيدس للقسيس و بيقوله اتفضل يا أبونا ندفن قبل ما الليل يخش علينا وهو بيركب منسيش يبص على برج الكنيسة و الصليب المُدهب و على مئذنة الجامع

ليست هناك تعليقات: