الخميس، 19 أبريل 2012

لماذا تكره الإخوان؟





بهذا السؤال الصادم إلى حد بعيد إبتدء النقاش بيني و بين صديق مازال مُصر إنه لا ينتمي إلى جماعة الإخوان و أنا من الأساس لم أتهمه بالإنتماء لها و إن كان يؤكد أن الإنضمام و الإنتماء لهذه الجماعة هو شرف لا يُضهيه شرف و مع إني لا أكره الإخوان و لا أكره الأخوات و لا أي فصيل سياسي بعينه فاعجبت من هذا السؤال و حاولت أن أنظُر له بمعمقية أكثر يعني بعُمق بس قُلت مُمكن تطلع كلمة صح و أطلع أنا ضليع في اللُغة و أهه أسمي بحُط التاتش بتاعتي برده.
عزيزي الإخواني أنا عن صدق لا أكرهك و لا أكره جماعتك على الإطلاق بل على العكس تماماً فجماعتك تحمل في قلبي و نفسي الكثير من الود و الإحترام بل و الإعجاب أيضاً فهذه الجماعة التي خرج من رحمها الكثير و الكثير من العُظماء حقاً و صدقاً لا يستطيع إنسان صادق أن يكرهها و لكن و توقف معي قليلاً عن و لكن هذا لا يمنع أنني سأنتقدها أو أنتقد أدائها السياسي في أي وقت و في أي موقف لأن هذا واجبي و هذا رأيي و قد كُنت أتخذت قرار أن أتوقف عن كوني شيطان أخرس سأجتهد و أتناقش مع أي شخص لعلي أصل إلى الحقيقة ذات يوم أو يهيدني الله إليها أو يتقبل مني إجتهادي حينما أقف بين يديه في يوم الحق.
عزيزي الإخواني لا تتحدث معي عن تاريخ جماعتك أو عن الظُلم البين الذي وقع على أفرادها أو على التعذيب فهُناك مُلحد مُعارض تم تعذيبه و إنتهاكه جنسياً و جسدياً و هُناك من هُم بلا أيدولوجيات و وقع عليهم الظُلم و هُناك من أنتحر يأساً من وجود عدل على أرض بلده و هُناك من هاجر و ترك بعض ذكريات و قلة من بسمات هبت على روح طفل كان هو ذات يوم في شوارع القاهرة أو في حواري و أزقة الأسكندرية, توقف عن الصُراخ بأنك كُنت مظلوم و أن الله لك أنتصر فبني صهيون يفعلون المثل فنستنكره عليهم فلا تحزن إذا أستنكرنه عليك فكُلُنا كان مظلوم و مقهور فإذا كان النظام السابق قد قام بتعذيبك فهُناك من غرق في البرح بسبب النظام السابق و هُناك من مات في حادثة طريق أو في قطار مُحترق أو في قصر ثقافة مُحترق أو في مُستشفى لا يجد الدواء أنت تنعم الآن بالحياة فلا تتخذ من عذاباتك السابقة وسيلة إثبات أنك الحق و ما دونك باطل فالحق هو الله و الكُل يؤخذ منه و يُرد إليه إلا صلوات الله عليه و سلامه رسوله الكريم مُحمد سيد الخلق أجمعين.


لذا رجاءاً لا تفهم كُل نقد على أنه موجه ضدك أو أنك الوحيد الذي تعرضت للإضطها فكُلنا في الهواء سواء فخالد سعيد لم يكُن إخوانياً و سيد بلال لم يكُن إخوانياً و عبد الحميد شتا المُنتحر بعد العُنصرية الرهيبة ضد تفوقه لم يكُن إخوانياً لذا دع عنك أفكار الهولوكوست الإخواني و تعالى نتفق على أن نختلف دون أن تتميز عني أو أتميز عنك فجميعاً نبحث عن الحقيقية و جميعاً نبحث عن مصلحتنا أو مصلحة هذا الوطن.


حينما قامت الثورة كان لكم الدور الإيجابي الرائع و جلس الجميع سوياً بحلم واحد و هدف واحد و رغبة واحدة و لم بدا أنها في طريقها إلى أن تتحقق كُنا و كُنتم كالرُماة يوم أُحد تركنا مواقعنا و ثغراتنا فأنتفض العدو منها و أنقض علينا فتشرذمنا ثُم طلبنا منكم أن نكون معكم و تكونوا معنا فغرتكم كثرتكم و أغلبيتكم البرلمانية و قُلتم نحنُ نبحث عن الشرعية البرلمانية و الدستورية و سمحتم للعدو أن يستخدمكم فيما يُحقق أهدافه هو للأسف لقد بدوتم كمن أدار ظهره لرفاق السلاح فأستوى في عينكم يداً سيفُها كان لك بيداً سيفُها أثكلك و مرة أُخرى كررت عن قصد أو عن حُسن نية نفس أخطاء الماضي كما لو كُنتم لا تقرأوا التاريخ و لا تُدركوا أنه يُعيد نفسه بنفس ذات الطريقة و من الغباء أن تُكرر نفس التجرُبة بنفس الطريقة و نفس العوامل و تتوقع نتائج مُغايرة للسابقة.


عزيزي الإخواني إن ما يدور على الأرض يختلف إختلاف كُلي و جُزئي عما يدور في رأسك فليس كُل الخلاف تشويه و ليس كُل النقد هجوم بل قد يكون من مصلحتك أن تُراجع أفعالك و أن ترى أخطائك من أولئك الذين تتوسم فيهم  العداوة و هُم ليسوا كذلك قبل أن تقع فيها على يد من أولئك تعتقد فيهم الصدق و الصداقة و هُم ليسوا كذلك.

ليست هناك تعليقات: