الخميس، 5 أبريل 2012

محمد مُصطفى




في يوم ميلادك أبكي و أدعو لك بالرحمة بدلاً من أصطحب معي هدية لائقة و أرتدي أفضل ملابسي و أضع عطري المُفضل لأذهب لتهنئتك 


هكذا أتخيل حبيبته و هي تكتُب تلك الكلمات في ورقة تُغرقها الدموع و الأفكار و الذكريات فقصتها لم يُكتب لها أن تبدأ مع فارسها الذي فضل أن يكون دمه ثمتاً لحُرية مصر بلاً من أن يعيش قصص الغرام الحالمة على أرض يُقتل فيها الحُب بدم بارد و نقف جميعلً نتفرج بدم بارد و مِنا من يُبارك هذا القتل بدم بارد و مِنا من يغُض الطرف عن هذا القتل بدم بارد و مِنا من يُغمض عيناه و يستغشي ثياباه و يُغلق أُذنيه عن هذا القتل بدم بارد كما لو كان الدم البارد هو أصل وراثي نتميز به عن سائر البشر.


أتخيلها الآن و هي واقفة بعيون مُغطاة بدموع و قلب مُنكسر بِحسرة تتأمل صورتها في المرايا الكاذبة الخادعة التي حاول هذا الشهيد أن يُكسرها تتسائل هي الآن أكان حُلمك صدق أكان حُبي لك صدق أأنت بالفعل في العالم الآخر حي صدق تتسائل عن كيف هي حال الأُم و الأُخت الأهل و الأقارب و الأصدقاء.


في يوم ميلادك أبكي و أدعو لك بالرحمة بعد أن تحركت أصابعي فاتحة صفحتك الشخصية على موقع التواصلالإجتماعي أحد عوامل تفجير الثورة رُغماً عني يا صديقي أكُتب لك كُل سنة و أنت بخير و يا رب السنة اللي جاية تكون أحلى و أتذكر و أنا عبراتي تخنُقني أنه لا يوجد سنة قادمة أو أيام أو حتى دقائق تنتزعني ثقتي بأنك حي عند الله عز و جل من حُزني و تُخبرني أن هُناك من صدق الله ما وعده فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلاً.


هكذا يكتب أصدقائه و هُم يُصارعون تلك الدموع الساخنة و هُم يتذكرون تلك الأيام الباسمة و كم أنتي ظالمة يا أرضنا حينما يكون القاتل هو الأخ و هو مُقلة العيون هو القلب المكنون في أعماقنا هو سلاحُنا هو فخرُنا هو أملُنا هو نِدائُنا حينما يقف الخوف يطرِق باب بيتُنا هو الوحيد حينمت تطأ أُرجل العدو حينُا, كم أنتي ظالمة يا أرضنا حينما تختلط مشاعر الحُزن بصور الوجوه الباسمة.


في يوم ميلادك أبكي و أدعو لك بالرحمة و تأخُذني قدماي إلى المطبخ أُعد لك ما تشتهي من طعام أجتهد حتى أصنع تلك الكعكة أفضل من محلات الحلويات الشهيرة سأنتظر حتى أستمع لكلمات الساخرة اللاذعة و أنت تقول أنني بحاجة ماسة إلى تدريب على يد خبير فرنسي كي أُدرك كيف تُصنع كعكة أعياد الميلاد سأنتظرك و أنت عائد بهدايا أصدقائك و صديقاتك سأرى ماذا أحضرت لك صديقاتك أتمنى أن تكون زوجتك إحداهن و لكن أتمنى أن تكون لي كما أنت دائما لن أبكي يوم عُرسك لأنه لن يأتي ذلك اليوم لأن أقف بفخر أُم سعيدة بتلقي تهاني الأهل و الأصدقاء لن أتناقش أنا و أبيك في كيف سنُجهز شقتك أو من أين ستكون بدلتك لن أُذغرد و أنا أحتضن وليدك أو ليدتك فما للموتى أن يُنجبوا.


هكذا تُراود أُمه الذكريات و تقتلعها من عالم النسيان إلى عالم الواقع المرير إلى عالم ملأته الأحذية الثقيلة قسوة غلى عالم طمست شياطين الإنس بهجته سحقتها بغِلظة و كانت لهُم الدُنيا و كانت لك السماء فهنيئاً إبني ما أنت فيه و صبراً فالله المُستعان.




أكُتبه أنا عزيزي الشهيد محمد مُصطفى هكذا أنت عندي مهما صرخت كُل الشيوخ مهما تحدث الرجال الذين ملأتهم الشروخ مهما ظهر على الإعلام كُل أولئك المسوخ هكذا أنت عندي و عند آلاف مثلي شهيد عند الله هو بك أدرى منا و أدرى بنا منك فأدعوه و أنت حي تُرزق أنا مغلبون فأنتصر و أُبشرك بأن غداً









سيولد من يلبس الدرع كاملة - من يوقد النار شاملة - من يستولد الحق من أضلُع المُستحيل




أخوك الذي ينتظر دوره محمد ممدوح

ليست هناك تعليقات: