الثلاثاء، 17 أبريل 2012

ثائر على ما تُفرج



عزيزي الثائر على ما تُفرج أرجوك و أتوسل إليك حاول تفكر شوية في الأسباب اللي بتدفعك إلى الثورة و إن كُنت مُتفق معاك إن من حقك إنك تثور في أي وقت و لأي سبب إنت شايف إنه منطقي بس أرجوك حاول تخلي أسباب ثورتك فعلاً منطقية و إنها تكون في خدمة الوطن أو المنهج مش في خدمة حزب سياسي إنت مُتحمس ليه و مُتعصب ليه و مش هتجيبها لبر إلا لما اللي في بالك يتم أرجوك لما تيجي تثور تسأل نفسك شوية أسئلة صُغيرة و بسيطة الموضوع دلوقتي بقى مُعقد للغاية و مش مستحمل أي خلافات أيدولوجية عقيمة أو مرجعيات مُتباينة تعالى نسيب كُل ده في البيت قبل ما ننزل نثور تعالى ننسى شوية كُل المُصطلحات اللي من نوعية ليبرالي علماني تُركماني باتنجاني أناركي ما أناركيش إسلامي إخوانجي سلفنجي قبطي مُتأسلم كُل الكلام ده مش في مصلحتنا على الإطلاق في الوقت الحالي لأن زي ما قُلتلك الوضع بقى مُتأزم للغاية.


عزيزي الثائر على ما تُفرج الثورة اللي قامت في البداية تفتكر قامت عشان إحنا مش عارفيين نصلي أو مش عارفيين نصوم أو يمكن ممنوعين من أداء فريضة الحج أو بيلموا من الزكاة و يضحكوا علينا و يروحوا يلعبوا بيها قُمار في لاس فيجاس معتقدش و متهيألي إنت كمان متعتقدش زيي لأن و الحمد لله الجوامع كتيرة و الكنايس كتيرة و اللي عاوز يصلي يصلي و اللي عاوز يهلس يهلس يعني الثورة مبدأتش لأسباب دينية ليه بقى إحنا عاوزين نعملها ثورة دينية الثورة قامت لأسباب إجتماعية بحتة تعالى نوصل للحُرية و للعدالة الإجتماعية و للعيش و التعليم و الصحة الكويسيين و بعدين نشوف بقى مين هيقدر يطبق المشروع السياسي بتاعه مين هيقدر يقنع الناخب إنه بيشتغل عشان مصلحة مصر مش عشان مصلحته الشخصية مصر دي يا عزيزي الثائر بتاعتنا كُلنا مش مكتوب عليها في أي رُكن من أركانها للأقباط فقط أو للعلمانيين فقط أو للإسلاميين فقط مصر دي أرض كُل واحد أتولد عليها و عاش فيها و مُستعد يموت عشانها.


عزيزي الثائر أياً كان نوعك شكلك دينك مُعتقدك مرجعيتك حلمك ألمك هدفك لو إنت نازل عشان ترفع راية غير راية مصر لو إنت نازل عشان تنادي بشعارات حزبية طائفية عُنصرية أستميحك عُذراً ريح في البيت شد ضهرك على السرير لابتوبك جنبك الشاشة اللي سي دي الجميلة متعلقة على الحيط الريموت كُنترول في إيديك و أُقعد بقى شير و ريتويت و كومنت و إكتب و إشتم و ألعن و هزق براحتك لكن الشارع ده يا عزيزي الثائر للمصريين اللي قدموا يجي 5000 أوكتر أو أقل من الشباب إلى السماء عشان الحال المايل يتعدل ده غير بقى العذاب اللي كُلنا عماليين بنتعذبه بنزين و عيش و رز و حكومة رايحة و حكومة جاية و طوابير في كُل حتة بسبب إن اللي قافشين في البلد من شياطين الإنس مش عاوزين يدونا فُرصة نشم نفسنا و بيستغلونا كُلنا في إننا نساعدهم على كده شوية يعمل نفسه معاك و شوية يعمل نفسه مع اللي عكسك و إنت و أنا زي الغنم زايطين في الزياطة طب ما تيجي نُدرك اللحظة الفارقة و نُدرك إننا كُلنا في نفس أُم المركب سوى سوى يعني ميصحش أخُرم المركب و أقول أصل الحتة دي بتاعتي.


عزيزي الثائر على ما تٌفرج أنا عاوز أُقلك حاجة أنا مُسلم الحمد لله و فخور بديني جداً و بصلي و بصوم و بتمنى ربنا يغفر لي ذنوبي اللي حاسس إنها كترت أوي و عشان كده بستغفر الله دائما و بأدعي إنه يرحم والدي و يشفي أُمي و مع ذلك أنا مش من التيارات الإسلامية السياسية إيه ده طب إزاي آه و الله زي ما بقُلك كده لأني مش مُقتنع بطريقتهم في التطبيق و لكن هذا لا يعني إني مش مُقتنع بالمنهج نفسه أن في الإسلام لقيت حجات كتيرة أوي عظيمة بس ملقتش منها إني لو مكُنتش في التيار الإسلامي السياسي أبقى أنا كده زنديق و فاسق أن لقيت عبادات رائعة بتغذي الروح و لقيت مُعاملات جميلة بتُنمي روح الحُب و الود في المُجتمع و لقيت روحانيات جميلة بتسمو بالإنسان فوق كُل التعقيدات الدنيوية الزائلة لقيت إن مع الله و من إجل شرع الله أفضل بكثير جداً من أي شعارات حزبية إسلامية فالإسلام لم يُطالب أتباعه بأن ينصروا جماعة تتحدث بإسمه و أن يتعصبوا لحزب أو لشخص مُعين لا أعتقد ذلك على الإطلاق.


عزيزي الثائر على ما تُفرج زي ما من حقك إنك تثور فصاحب المشروع الإسلامي من حقه إنه يثور الفكرة هي اللي هتكسب مش الشخص اللي بيفكر صح و بيشتغل صح هو اللي يكسب بس لو كُلنا بنفكر صح في مصر أكيد كُلنا هنبقى إيد واحدة ضد العدو اللي كُلنا عارفينه كويس جداً جداً و مع ذلك ساييبين الحُمار و بنتشطر على البرادعة إذا كان من حقك أن تثور لأنك ترى إنك صاحب حق في بلدك فهو أيضاً له نفس الحق هو ليس عدوك هو مُجرد شخص يختلف معك في الرأي



ليست هناك تعليقات: