الخميس، 7 يوليو 2011

علاء الأسواني يكتب من مواطنة مصرية إلى المشير طنطاوى


في بداية الأمر كنت أود أن أكتب عن نجيب ساويرس و فعلته الحمقاء التي أسقطته من نظري بشكل مبالغ فيه على الرغم من أني كنت أتعامل معه على أنه رجل وطني يُحب بلده إلا إني قرأت مقالة علاء الأسواني هذا اليوم في جريدة المصري اليوم و هي بالمناسبة جريدة مملوكة لذات الشخص الذي كُنت أود التعرض إلى سقطته.

علاء الأسواني هو كاتب مصري شُجاع مسلم الديانة ليبرالي الفكر كتاباته شهيرة للغاية و تمت ترجمتها إلى العديد من اللغات هو بالأصل دكتور أسنان و لكنه في ذات الوقت أديب بارع يذكره أعدائه دائما بأنه أديب الجنس و لكن هؤلاء فيما أعتقد لم يروا في رواياته سوى ما أرادوا أن يروا و إن كان قد كتب ذات مرة أن الرواية هي خيال من عقل الكاتب إلا أن قناعتهم و إعتقادهم بأن وجود الشخصيات غير السوية في أي راوية هو أمر معيب على الرغم من أن طريقة التعلُم من الشخصيات السلبية بإجتناب أفعالها و البُعد عن منهجها أمر مُتعارف عليه إلا أنهم لا يقتنعوا على الإطلاق.

في مقالاته باليوم أيقظ في نفسي كابوسي الذي أعتدت أن أراه و هو أني في قلب مظاهرة و هناك في أحد البنايات قناص ينظر في عدسة بندقيته و يتخذ وضع الإستعداد كي يُسقطني قتيلاً هو يراني من بعيد و أنا لا أراه و لكني أشعر به أشعر بأني أنظر إليه تتلاقي عينان من بعيد أنا لا أرى عيناه و هو يرى عيناي أتردد هل أحاول الهرب أم أقف منتظراً تلك الرصاصة التي حتماً ستُمزق جمجمتي و تخترق مخي ستغتال أحلامي ستُحياليني في لحظات من جسد بروح إلى جسد بلا روح و ستغدو روحي حرة من تلك الكتلة من الخلايا و الأنسجة و الأعضاء تروقني تلك الفكرة بل تتملكني فرحة أني قريباً سأغدو حُراً فأبتسم و أقف مُستعد فينزعج.

كان يُريد أن يراني منزعج خائف كان يُريد أن يرى الفزع في عيناي كان يُريد أن يلمح الخوف مني أن يستشعره أن يتلذذ برؤيتي محاولاً الهرب كان كذلك القط السادي الذي يُداعب فأراً وقع في مصيدته و لما رأى الفأر يقف بشجاعة بين مخالبه تعجب منه و أستشعر الخوف لابد أن أنتظر كثيراً يُريد مني أن ألعب ذلك الدور الذي طالما لعبه الكثير و الكثير من الأبرياء الذين باغتهم دون أن يشعروا به الكثير و الكثير من الأبرياء الذين طلبوا الحُرية فأخذوها بالموت و كللوها بالشهادة الذين طافت أرواحهم صارخة في هذا المساء أن هذه أرواحنا قدمناها لكم فماذا أنتم فاعلون.

كما لو توقف الزمن قليلاً ريثما أُفكر و بينما هو يستعد لأطلاق رصاصة حريتي كُنت محتار كثيراً هل هو حقاً يعتبرني عدواً له يجب تصفيته و القضاء عليه هل من السهل عليه أن يُطلق على الرُصاص و يرديني قتيلاً هل يعرف أسمي هل يعرف أن هناك أم تنتظرني و قد أعدت لي طعام الغذاء هل بعد أن ينتهي من قتلي سيذهب لينام ملء جفنيه هل يعرف عمري هل يُدرك اني طالب في كلية الهندسة ينتظرني المستقبل كم تنتظر العروس ليلة زفافها هل يعي كم أنا فقير و لكني لم أكن يوماً ذليل إلا لربي إلا لخالقي هل صلى بجواري ذات يوم  ألا يخاف من تبعات فعلته ألا يخشى أن يستجيب الله لدعوة أم مظلومة ثكلت وليدها الذي أنفقت عمرها في تربيتها.

تحررت من ذلك الجسد أخيراً و أصبحت حراً تعلو شفتاي أبتسامة راحل من برودة الحياة إلى دفء الجنة و تحمل عينوي نظرة عتاب إلى قاتلي تسأله كيف لك أن تنتهك حُرمة هذه الحياة كيف لك أن تُسيل دموع أم أنهاراً كيف لك أن تُطيع أوامر أسيادك كيف لك و أنا فقط كُنت أنقذ وطن سيأتي يوماً وليدك ليعيش فيه كيف لك أن تُكلل جبهتك بأكاليل العار و تنجو بفعلتك أنسيت ربك.؟

و بينما أنا في عليائي أرى جسدي الممدد و علو وجهه إبتسامة أقترب مني أحد الرفاق ليحمل ذات الحُلم الذي سقط مع موتي و يعتنقه سار برايتي مُكملاً طريقي رافعاً جسدي لأعلى صارخاً بغضب أن لن يضيع هدراً دمائكم.

ليست هناك تعليقات: