الاثنين، 25 يوليو 2011

رسالة من شهيد إلى قاتله.


عزيزي القاتل.
تحية طيبة و بعد...
أكتب لك تلك الكلمات قبل أن تنطلق منك بعض الرصاصات أو تدهسني بعض السيارات أو تسحق عظامي بالهراوات أو تشج رأسي و تمزق جسدي ببعض من رصاصك المطاط, عزيزي القاتل من سخرية الأمر أني أُقدم حياتي من أجل أن تحيا أنت حياة كريمة مثل باقي الشعوب المتُحضرة ذات الحقوق ذات الرأي ذات القُدرة على الأختيار.

عزيزي القاتل لا تبتأس بينما أنت تقُتلني و لا تخشى لومة لائم فبينما أنت تنُفذ أوامرك بطريقتك كُنت انا مشغول بإيقاظ أُمة لم تمُت كنت أحاول إنقاذ وطن سحقه أسيادك بأحذيتهم الثقيلة و هرواتهم الغشيمة عزيزي القاتل طريقتك في قتلي لا تفرق معي فهي عنوان لك فإطلاقك الرصاص من تلك المسافة القريبة دليل صفاقتك و همجيتك و هوان حُرمة الروح عندك و قتلي من مسافة بعيدة عن طريق عدستك دليل جُبنك و خستك و دناءة أخلاقك أم دهسي بسيارتك فهو لا شيئ سوى أن خوفك من صوتي قد أصابك بالرُعب و أفقدك سيطرتك على أعصابك.

عزيزي القاتل من قريب أو من بعيد لا تنتظر إرسلني إلى حيثُ أستحق لأُرسلك إلى حيث تنتمي لا تتمهل بينما تُطلق الموت كي يُعانقني أطلقه فروحي ملك خالقي أنا عبده لا عبدك و هو سيدي سبحانه و تعالى فقط تنفس بعمق تلفت حولك و لا تنسى أن تنظُر في عيناي ثم أضغط الزناد ستراني أمامك جثة هامدة ها أنا روحي صاعدة بينما أنت بلا روح ها أنا في دمائي غارق و أنت في سُعارك للمزيد باحث.

عزيزي القاتل لا تخشى من شيئ على الأرض و العدل بك أدرى في السماء هو يُحاسبك كما يشاء أما على الأرض فلا تخشى من شيئ فهناك من سيعقد الصفقات السوداء كي تنجو بفعلتك و يفوز بمقعده و سيحميك من يخدعون شعبهم ليعيشوا في جبروتهم أواخر أيامهم رافضين أن يتطهروا رافضين أن يتوبوا عن ذنوبهم, لن تمتد إليك يد و لن نراك في قفص لن يُحاسبك أحد. 

عزيزي القاتل أما أنا فهناك رفاق ثائرون على دربي ماضون سيصلوا إلى جسدي المُمدد ليأخذوا من مخي الذي تناثر بفعلتك أفكاري سيأخذوا من عيناي الباهتة بفعل جريمتك أحلامي سيرفعوا من قلبي المتوقف أهدافي و سيأتي يوماً ليروا لأطفالهم قصة أيامي سيمضون في الطريق رفيق بجواره رفيق و غداً سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً , يوقد النار شاملةً, يطلب الثأر, يستولد الحق من أضلُع المستحيل.





سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً،
يوقد النار شاملةً،
يطلب الثأرَ،
يستولد الحقَّ،

من أَضْلُع المستحيل

الراحل أمل دُنقل

ليست هناك تعليقات: