الأربعاء، 31 أكتوبر 2012

ساندي تُقدم رقصتها القبل الأخيرة


إعصار هائل يضرب سواحل نيوريوك المدينة الأمريكية التي يعرفها الكثير منا فهي تُعتبر العاصمة التُجارية للولايات المُتحدة الأمريكية الكثير منا كمصريين و كعرب قد واتته الفُرصة و أصبح زائر لها أو مُقيم بها أو على الأقل مثلي يحلُم بأن يكون أحد مواطنيها – نعم هُناك الكثير منا يحلُم أن ينتمي إلى هذا العالم الذي يحترم قيمة الإنسان و يُقدره إلى هذا العالم الذي يحتوي الجميع و لا يُفرق بين شخص و آخر لا على أساس ديني و لا عرقي و لا حتى على أساس رائحة ملابسه أو شكلها أو هيئته أنت إنسان لك كُل الحقوق و عليك كُل الواجبات.            الإعصار الكاسح لم ينقض عليهم إذ فجأة كما نعتقد بل ضرب العديد من المناطق قبل أن ينتقل إلى أمريكا حصيلة الضحايا حتى هذا اليوم هي 44 قتيل على ما أعتقد مع العديد من المفقودين و العديد من الأستثمارات الضائعة و الخسائر المادية الكبيرة التي غالباً ستتولى الحكومة الأمريكية و شركات التأمين تعويض المُضارين من هذه الكارثة الطبيعية كُل هذا و المزيد من التحليلات ستأتي تباعاً تُقدم و تُحلل و تُجبر الجميع على الإحترام لتلك المقدرة السياسية على قيادة الأزمة و كيفية إحتواء آثارها و التخفيف منها إلى حد كبير – الكُل يعمل يا عزيزي من أجل الفرد و الفرد يعمل من أجل الكُل بهذه العبارة المُستوحاة من أبطال الفُرسان الثلاثة أرى المُجتمع الأمريكي الناضج يتعامل مع أزمته بقدر وافر من الحرفية في الأداء و الإنسانية أيضاً في التعامل و لن تمُر أيام كثيرة حتى نرى فيلم أو لقطات حية لمُحاولات إنقاذ لقطة أو كلب أو إنسان لا فرق هُنا بين كُل الكائنات الحية في ذلك الوقت.            و بصفتي لستُ خبيراً في الأعاصير و الكوارث الطبيعية فلن أتكلم عن هذا الإعصار ذو الإسم الناعم إلى حد كبير و مع أني حاصل على دورات عديدة و شهادات من مُنظمة العمل الأمريكية نفسها في التعامل مع الأزمات و الكواراث إلا أنني لن أتحدث أيضاً عن ذلك الأمر فهُناك من هُم أجدر مني ملايين المرات على الحديث عن هذا الأمر فما درسته شيئ و ما تم و يتم شيئ آخر غلى حد كبير فالجلوس في القاعات المُكيفة و الإستماع إلى المُحاضر ذو الأنجليزية الأمريكية المرحة لا يتساوى على الإطلاق على الوقوف بين أنقاض هذا الجحيم العابر أنا فقط سأتحدث عن مردود هذا الإعصار على صفحات الفيسبوك و التوتير و سُخرية المصريين و تعليقاتهم المرحة التي قد تُصيب أي إنسان عاقل بسكتة قلبية حينما يرى كم الإستهزاء بالأرواح و هونها على هذا الشعب لا أقول الجميع و لكن الغالب منه.            الأمر الذي أثار حفيظتي في بدايته و تعجبت منه كثيراً هو وجود بعض من ذوي التوجه الإسلامي الذين يعتقدون أن ما حدث في أمريكا هو ضربة الرب التي تسحق كُل من يتأمر على أورشليم عفواً على المُسلمين و على الرغم أن من بين الضحايا يوجد مُسلمين أيضاً إلا إن هذا لم يمنع بعض أولئك الغاضبون من أن يشمتوا في أمريكا الشيطان الأكبر بل قد وصل الأمر بالبعض أن يقول أن أمريكا ألقت جُثة بن لادن في البحر فجاء الله لهم بالبحر في عُقر دارهم و أغرقهم كما أغرقوا الشهيد المُبجل أسد الله بن لادن – لا أدري عن أي شهيد يتحدثون و هو رجُل صناعة أمريكية بحتة أيام الغزو السوفيتي لأفغانستان أو ما يُعرف بالقلم الأمريكي للسوفييت رداً على القلم السوفييتي لأمريكا في فيتنام بل إنه أستمر بعد ذلك في لعب دور هام ألا و هو المُبرر في الحرب على بلاد المُسلمين و العرب لفترات طويلة بحُجة مُقاومة الإرهاب هذا الشيخ الذي يروع الآمنين و يُمارس أعمال تتنافى مع الإسلام و مع فقه الحروب الإسلامية أصبح شهيداً و ينتقم له الرب أيضاً على الرغم من أن المساحة الزمنية بين موته و بين إنتقام الله تبدو بعيدة إلى حد ما.            و مرة أُخرى على الرغم من عدم وجاهة هذا السبب إلا إنهم قالوا أن هذا الإعصار بسبب أن الحكومة الأمريكية رفضت أن ترفع الفيلم المُسيئ للرسول عليه الصلاةُ و أفضل السلام من على اليوتيوب  لهذا جاء إنتقام الله منهم في عُقر دارهم و على الرغم من عدم وجود معلومات كافية تؤكد ان مُصنعي الفيلم بين الضحايا أو أن مقر شركة جوجل و يوتيوب من بين المواقع المُصابة إذا كان أصلاً في نيويورك إلا أن هذه المعلومة إنتشرت و أخذت وضعها على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي بكثافة و للأسف لا أستطيع أن أُحدد بقُدراتي العقلية المُتواضعة من يُسيئ إلى النبي أكثر مُصنعي فيلم هابط لنا الفضل في نشر إعلاناته و الترويج له أم الشيخ الذي صرح بأن النبي الكريم الذي كان خُلقه القُرآن كان سباب هو و الصديق رضِي الله عنه هُم أم من يرمون الناس بالباطل لمُجرد الإختلاف معهم في بعض الأمور أو حتى الإختلاف الأيدولوجي معهم.            أؤمن تمام الإيمان بأن الله عزيزٌ ذو إنتقام و لكن لماذا تأخر هذا الإنتقام إذا كان ما تقولونه حقاً و لماذا لم ينتقم الله ممن قتلو و سحلوا و شردوا و عذبوا المئات بل و الآلاف من المُسلمين في بلادنا لماذا لم ينتقم الله عز و جل من أولئك اللواطيين و مُعاقري الخمور و الزُناة الذين تفيض بيهم شوارع الأُمة الإسلامية و العربية كُلها لماذا لم ينتقم الله من أولئك الذين أفقروا شعوبهم و عذبوا ابناء أوطانهم من أجل البقاء في منصب أو الحصول على مكاسب دُنيوية حقيرة مُتواضعة مالكم كيف تحكمون؟            بالفعل أمريكا عدو لنا و لكن كيف أستعددنا لهذا العدو الذي يحمي مصالحه في أرضنا و يمتص ثرواتنا و يُمارس السلب و النهب المُنظم بينما هُناك من يمُد له يده و يحتضنها برفق و يعتبره الصديق الصدوق من أبناء الأُمة الإسلامية كيف و نحن نعيش على أسلحته التي يبيعنا إياها و يُدرك حجم قواتنا و تسليحنا و قُدراتنا باكثر مما نُدرك نحن كيف أستعددنا لمعركة مع من نعيش تحت وطأة و ثِقل أقدامهم و هي تدهس أحلامنا البسيطة في عيش كريم و حُرية و عدالة قضائية و إجتماعية.            عزيزي المُعتقد أن الكوارث الطبيعية هي إنتقام الله و قد تكون بالفعل هلا أنتقمت أنت لدينك و لنفسك و توقفت قليلاً عن طلب الإنتقام من الله فإن الله لا يُغير ما بقوم حتى يُغيروا ما بأنفسهم هلا تأملت و تدبرت فيما يحدُث في أرضك و وطنك من ظُلم و إستبداد و فساد هلا أنتفضت لما حدث مؤخراً على يد أبناء الداخلية من تعذيب و تلفيق تُهم لناشطين سياسيين أو حقوقين هل سألت نفسك أيُهم أفضل لك و لدينك و لحياتك أن تشمت في الأمريكان أو أن تغضب لتعاليم و قيم دينك المُهدرة على يد حكومتك و أبناء وطنك سامحك الله يا سيدي الفاضل. 

ليست هناك تعليقات: