الأحد، 15 يوليو 2012

رسالة إلى السيد الرئيس





سيدي الرئيس السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.


تحية طيبة و بعد.


سيدي الرئيس أود أن أُخبر سيادتكم بأني أحد أولئك الذين إنتخبوك لتكون رئيساً لمصر ليس ذلك فقط بل إنني أحد الذين شاركوا بجُهدهم و بوقتهم و بكلامهم من إجل إقناع الآخرين بإنتخابكم كي يكون أول رئيس لمصر في إنتخابات حُرة ديمقراطية نزيهة بعد سنة و نصف من ثورة مصر على النظام البائد شخص جديد لا ينتمي للنظام السابق إيماناً مني بأن أي تجرُبة أُخرى غير رجال النظام السابق ستكون أفضل من إعادة النظام السابق كما هو.


سيدي الرئيس لقد مر قُرابة الأسبوعين على توليكم لمقاليد الحُكم في مصر و قد رأيتُ أن أنتظر ما ستُسفر عنه الأيام المائة الأولى التي أعلنتها في خطتك قصيرة الأجل إلا إنني و أنا أُراقبُ من بعيد لم أجد ما يسُر و لم أجد أي تغيير جذري حدث كُل ما وجدته صراعات سياسية غير حاسمة غير قاطعة كُل ما رأيته هو تكهُنات و إشاعات إنطلقت بفِعل عدم حسم الأمور من جانب سيادتكم و لا يصح أن شخصي المُتواضع يرى أن عدم الحسم دافع لمُثيري الشائعات و الفتن بينما لا تراه سيادتكم لذا أتمنى من الله أن تبدأ في الحسم و الحزم و أن تستعن بالله و أن تُكاشفُنا و تُصارحنا فقد أصابنا السأم من التخبط و غياب الشفافية و المصداقية.


سيدي الرئيس صمت مؤسسة الرئاسة يدفع الصُحف و الإعلام و أنت تعلم كم منهم مُتربصون و كم مِنهُم مُحرضون و مُحركون للشائعات منهم من يبحث عن الخبر قبل غيره و منهم من يبحث عن التشويه و التعريض مِنهم من لا يُريد بنا خيراً فلا تكُن بصمتك عوناً لهم و ببطئك دافعاً لهم لتقديم المزيد فالخبر الآن أصبح سلاح في كُل شيئ و العالم لم يعُد نفس العالم كما سبق فما يحدُث في الصين و اليابان لم يعُد بعيداً عنا هُنا في القاهرة و الأسكندرية.


سيدي الرئيس لقد سئمنا من القائد المُلهم القائد الذي تؤيده ملائكة الله و تخشاه الشياطين القائد الذي لا يفوقه حكمة أحد و لا يُجاوز عِلمه أحد سيدي الرئيس لقد هِرمنا من الأساليب العتيقة و الكهنوت و الأسرار و الصفقات و التربيطات و التحالفات و الغُرف المُغلقة سيدي الرئيس إن ما يولد في النور يختلف كثيراً عما يولد في الظلام و من خلف الستار سيدي الرئيس إننا من إنتخبناك لم نكُن ننتمي يوماً إلى أي تيار سياسي مُحدد تألمنا للظُلم الواقع عليكم و تشبثنا بالأمل المعقود عليكم و لكننا نأسف لإن الإختيار كان صعب و الإختبار كان أصعب الأختيار ما بين الإنحياز لشعب يطمح و يأمل أو الإنحياز لسياسة النفس الطويل و التغيير التدريجي و هذا هو الإختيار الصعب و هذا هو الإختبار الأصعب بأن تلتفت إلينا و نحن لا حول لنا و لا قوة بدل من أن تلتفت إلى المجلس العسكري الذي لم نرى من وراء قرارته أي خير بل رأينا فيها كُل شر.


سيدي الرئيس التقي كُن التقي القوي فشعبنا يحتاج قوتك أكثر ما يحتاج تقواك فتقواك لك يُحاسبك عليها الرحمن الرحيم أما قوتك فهي إلى هذا الشعب الذي أمضى الفقر و العوز و غياب العدل فيه مخالبه و أطلق كلابه تنهش و تنهش حتى ما بقى وراءه أو أمامه ما يدفعه إلى الإحساس بالحياة فهُنا تجد مُنتحر و هُنا تجد سارق و هُنا تجد بلطجي كُل هؤلاء صنعتهم الظروف المُحيطة بهم قبل أن يُغريهم الشيطان بالمعصية سيدي الرئيس لم يعُد بنا حاجة أن نرى صورك و أن تبكي في الحرم أو تؤم المُرافقين في مسجد الرسول الكريم أو نسمع أقاويل عماذا تأكل أو ماذا تشرب عن مُواظبتك على الصلاة في المسجد و ما إلى ذلك نُريدك أن تكون مثل الفاروق أو بن عبد العزيز رضي الله عنهما و أرضاهم نُريد أن نرى إسلامك في أفعالك و في حُكمك لا في أقوالك و في صورك و أخبارك.


سيدي الرئيس هُنالك ثُلة من شباب هذا اليوم كفرت بتقديس الحاكم و تأليه البشر تكره هذا الذي على صواب و لا يأتيه الباطلُ من ورائه و لا من أمامه تمقُت المُنفردين بالقرار المُحتفظين وحدهم بالأسرار تتلمس فيما حولها من دول و تجارُب سياسية و ترى الكثير و الكثير من تلكم التجارب لا يهملون وجهات النظر المُختلفة يُثرون النقاشات بالإختلاف لا يحتكرون الصواب ثُم تنظُر صوب أُمتنا فترانا كما كُما من قبل سيدي الرئيس لن نؤلهك فأنت بشر و لن نُطيعك فيما يرفُضه ديننا أو عقلنا صارحنا بالله عليك و قف معنا فسنقف معك نعلمُ أن الحرب تدور راحاها فكُن معنا نكُن لك.


سيدي الرئيس لماذا تتأخر في إختيار رئيس وزارتك و بداية تشكيل الحكومة الجديدة ألم يطرح حزبك الثقة في حكومة الجنزوري مرات عديدة قُبيل الإنتخابات الرئاسية لماذا تترك الشائعات تُحيط بنا تقتلنا تخنُق أحلامنا و بأحذيتها الثقيلة تدهس الآمال القليلة المُتبقية سيدي الرئيس سيقولون هأنت تطُلب حلماً يطول فُخذ الآن قليل مما تُريد في هذه الأيام القليلة و لكنه ليس حُلمك وحدك إنه حُلم جيلاً فجيل إنه أمل هذا الشعب الاصيل فلا تُحالف من لا يُحافظ على العهد و لا تتوخي الهرب.




و الله على ما أقولي شهيد و هو الموفق و المُستعان

ليست هناك تعليقات: