الخميس، 27 أكتوبر 2011

أنا مش سعيد زي خالد مش سعيد





خالد سعيد الشاب السكندري ما أن تُطالع صورته المنشورة أو صوره بالأصح المتداولة على صفحات الإنترنت المُتعددة حتى تُصاب بالذهول المُطلق إن كان عندك إحساس و الإحباط و اليأس و الحُزن إن كنت مُرهف الأحساس أو بالرغبة الشديدة في الحديث و التساؤل و مُناقشة قضيته و التحول إلى ناشط سياسي حقوقي تبحث عن حقوق تلك الروح التي يعتقد الكثير منا أنها بريئة و طاهرة.


و هنا أقف دقائق لأتذكر كم البُكاء و الدموع التي كانت تُغرق عيناي و أنا أكتب عنه أو و أنا أقرأ عنه و أتعجب من حكمة الله سُبحانه و تعالى فمقتل هذا الشاب نقل مصر نقلة نوعية فريدة لا أعتقد أنها ستحدث في أي وقت قادم و مُتأكد أنها لم تحدث من قبل فقط نظرة واحدة في إحدى صوره و بالتحديد في عيناه لترى سؤال يرتسم أمامك ببطء و صمت و نُبل ووقار بأي ذنب قُتلت؟ هذا السؤال غالباً لن تجد له إجابه سوى أنها حكمة الله سُبحانه و تعالى فقد تأثر شاب ذو خُلق و ذو مكانة علمية مرموقة و يعمل بشركة تُعد هي الأقوى بين شركات الإنترنت على مستوى العالم بما حدث و أنشأ صفحة على الفيسبوك أشهر موقع تواصل إجتماعي على مستوى العالم جذبت تلك الصفحة الآلاف من المؤيدين و أيضاً حفنة من المُعارضين الذين دأبوا بكل وسعهم على تشويه الصفحة و تشويه سمعة خالد سعيد أنتظر دقائق و تنفس بعمق و فكر ملياً في طِباع هذا الشعب لتُدرك كم التغير الرهيب الذي حدث في هذا الشعب فخالد سعيد قد تم ضربه حتى الموت و بدم بارد أمام الكثير من المارة و أمام بيته بل أنه تم أقتياده من أحد مقاهي الإنترنت و كان كُل ما يشغل بال صاحب المقهى هو أن يبتعدوا عن مكان أكل عيشه ليس أكثر و لا أقل.


وائل غُنيم أحد أهم رجال خالد سعيد بل أنا أعتقد أنه أحد جنود الله التي جندها لتتم الكثير من الأمور التي قدرها المولى عز و جل فقد أندلعت الإحتجاجات واحدة بواحدة حتى أتى ذلك اليوم الذي يعتبره الكثير منا اليوم الأغلى في حياته و إن هناك من كان يبكي ندماً على هذا اليوم أن لم يكن حاضر كي يموت شهيد على يد زبانية البلد و لقد رزق الله أطهر أهل هذه البلد الشهادة و للأسف أنها أتت لا على يد عدو صهيوني أو أجنبي لقد أتت على يد من يحملون الجنسية المصرية و من المُفترض أنهم يقومون بحماية هذا الشعب إلا أنهم كانوا كلاب للنظام و أعداء للشعب هذا الوائل غُنيم رجُل لن تستفيد به مصر لأنه في رأيي المتواضع سيكون مثل جمال حمدان و زويل و مجدي يعقوب و غيره من الذين لفظتهم آلة التدمير الجُهنمية التي تعبث بهذا البلد.


الجميع يعرف تطورات الأحداث و جمعة الغضب و قصص ميدان الرجولة و الصمود و قصص الشُهداء المختلفة و لكن القليل منا يُدرك أنها دعوة أم في قلب الليل وصلت إلى العزيز الجبار يبدو أنها صرخت إني مغلوبة فأنتصر و لكن الشعب المصري كما يُجيد صناعة المعجزات يُجيد بكل بساطة تدمير تلك المُعجزات و الدليل هو الحُكم الصادر ضد قتلة خالد سعيد و هو حُكم يُثير الكثير من الشجن في النفوس فقد تم الحكم على قاتليه بسبع سنين سجن بينما هناك من عوقب بعشرة سنين سجن لمجرد رسمه على الحائط و هُناك من عوقب بما هو أكثر لا لشيئ إلا لأنه ليس مع الفئة الباغية و رأيي المتواضع أنه لا يوجد ما يدعو للتعجب فقضاء مصر أخرج ممدوح إسماعيل براءة و هو من تسبب في موت ما يزيد على الألف و شرطة مصر قامت بترقية وائل الكومي لشرطة الكهرباء و أنتم تدرون من هو وائل الكومي و مصر نفسها لا تستطيع أن تنتقم لمقتل جنودها على الحدود أو من نظام مارس التدمير في كُل شيئ بها حتى أصبحت دولة مواطنيها بلا ولاء سوى قليل من الشعارات الجوفاء.


خالد سعيد غداً قد يكون أنا قد يكون أنت قد يكون شخص تعرفه طالما أن هُناك مصري يرضى بالظلم فقط لمجرد أن يعيش يرضى بأن يكون غير موجود من أجل بضعة لُقيمات و من أجل ليلة في فراش مع إمراءة من أجل قليل من المُخدر يأخذه بعيداً عن واقعه العاجز إلى خيالاته المريضة ليفيق منه ناقم حاسد كاره غير مُدرك أنه يستحب الحياة كالحيوان على أن يموت كإنسان بينما هو يُدرك بيقين كامل أنه و لو عاش ألف عام هو ميت في نهاية الأمر 
خالد سعيد مولود يوم 27 يناير 1982 و مقتول يوم 6 يونيو 2010 خالد سعيد كان ينتظر تأشيرة تسمح له بالهجرة من تلك البلدة الظالم أهلها إلى دولة كافرة يعدل أهلها خالد سعيد لم يكن مجرد أسم أو مجرد رقم لم يكن مجرد صفحة على موقع الفيسبوك أو غيره كان روح كان جسد يمشي على الأرض كان أحلام تستيقظ حين ننام كان أماني تنتظر لغد أفضل. 


أتوسل إليكم لا تنسوا هذا الشاب و أدعوا له بالرحمة من الله العزيز اللهم إنتقم من كل من ظلمه بالقول أو الفعل أو بأي سوء إنك قادر اللهم أرنا فيهم قدرتك فقد أعجزونا ببغيهم و لا ملجأ لنا سواك.




و هنا نعود إلى تلك المقولة الخالدة للغزالي رحمه الله فيما أعتقد و الله أدرى و أعلم


 اللَّهُ يَنْصُرُ الدَّوْلَةَ الْعَادِلَةَ وَإِنْ كَانَتْ كَافِرَةً وَلَا يَنْصُرُ الدَّوْلَةَ الظَّالِمَةَ وَإِنْ كَانَتْ مُؤْمِنَةً 



ليست هناك تعليقات: