الخميس، 20 أكتوبر 2011

قليل

و قليل من الأحلام المُبعثرة على تلك الصفحات المُتناثرة كثيرة هي تلك الكلمات بقدر ما هي صادقة حالمة بقدر ما هي آسفة مُدركة أنها تخفي ورائها عجز أصحابها يضغطون فقط على تلك الأزرار في لوحة المفاتيح لتتحول إلى تغريدات أو مقالات أو حالة على صفحات ذلك العالم المُمتدد أمامنا و بينما هُم يُدركون أنهم مفعول به لا فاعل و أنهم مُعطلون لا عاطل تبقى تلك الأحلام المُبعثرة دليل على أنهم موجودن قد يكونوا من مقهى مقاهي الشبكة أو على مكاتبهم بسيطة كانت أو فارهة أو و هم يحملون أحد تلك الأجهزة الحديثة على أسرتهم أو في سياراتهم لا يهم المكان و لا الزمان المُهم الشعور بأنهم حقاً يعيشون.


و قليل من الأجساد تراصت في هدوء و صمت بنبل ووقار مشت حتى ذلك الميدان طافت به محمولة على الأعناق هاتفة و لا يسمع هتافها أياً من المخلوقات مُستنشقة نسيم الحرية المُدنس بمئات المؤمرات تُحاك على مرأى و مسمع من أُولي الأمر فيغضوا البصر عنها و يستغشون ثيابهم كما لو كانوا لا يُبصرون و كثير من الدماء أُريقت بلا حق و أين الحق في تلك الأرض المُغتصبة بظُلم الجُهلاء ضاجعوها حتى أنجبت مسوخ و أنقرض من عليها الشُرفاء أين العدل هو حقاً فقط في السماء.


و قليل من بُكاء و إبتسامات حزينة تُخفي خلفها عويل النساء و نحيب اليتامى و تساؤلات الأبرياء بأي حق كان هذا هو الجزاء و من أين لك يا صاحب العصا بتلك الروح السادية و ضرباتك القوية من أين لك يا صاحب النجوم و البدلة الرسمية بهذا الكبرياء - كبرياء مُجرم يُدرك أنه سيغدو حُراً في المساء, ألا عليكم لعنة من في السماء ألا عليكم لعنة من في السماء ألا عليكم لعنة من في السماء  

ليست هناك تعليقات: