السبت، 8 سبتمبر 2012

أبو تريكة و توماس مور و سيد علي



توماس مور أو رجل لكل العصور هو الرجل الذي تحدى ملك إنجلترا في أوج جبروته هنرى الثامن و دفع حياته  كثمن لمبادئه و قيمه و الحق الذي يراه من وجهة نظره حق الحق الذي تربى عليه الذي تعلمه في الكنيسة الذي تعلمه في دينه المسيحي الذي يدين به جهر به و وقف في وجهة السُلطة الغاشمة بكُل قوتها لتطير رقبته و يموت ليعيش إسمه أكثر من إسم قاتله فكم من يتذكر هنري الثامن بنفس القدر الذي نتذكر به توماس مور رجُل لكُل العصور.

في يوم 1 فبراير لسنة 2012 كانت الإنسانية على موعد مع كارثة جديدة أو فاجعة أو مجزرة فقد أستيقظ من النمو في صبيحة هذا اليوم ما يزيد عن السبعين شاباً و صبياً و رجلاً دون أن يدروا أنهم على موعد مع الموت في مذبحة مُروعة تحدثت عنها و ستتحدث عنها الألسنة كثيراً لقد أستيقظت تلك المجموعة من النوم و أستعدت إلى الذهاب إلى إستاد بورسعيد لتشجيع فريقها في مُباراة كُرة قدم نعم مُباراة كُرة قدم لا تندهش فهذا ما حدث و هذا هو الأمر لقد تم إقتحام مُدرجاتهم بواسطة جُمهور فريق النادي المصري البورسعيدي و أوقعوا بهم إصابات و وفيات لم تحدث من قبل في أي حادثة رياضية كُل هذا حدث أمام أبناء و رجال الداخلية الشُرطة المُكلفة بحماية و تأمين كُل من في المُباراة.

سيد علي أحد تلك الوجوه المُنتشرة بكثرة على شاشات التلفاز من نوعية عُكاشة و خالد عبد الله شوبير و الغندور شلبي و مُصطفى يونس خيري رمضان و تامر أمين و لا يسعنا المجال و لا الذاكرة لأضافة المزيد من الأسماء و الصفات لأولئك الأشخاص فلو كان الأمر بيدي لحاكمتهم بتهمة تدمير البلد و عقول البُسطاء و المساكين الذين يُعتبر هذا الجهاز الملاذ و المرجعية لهم في كُل أمور حياتهم فبعد يوم شاق من اللهث وراء لُقمة العيش يعود أولئك المقهورين و المُضطهدين ليستريحوا من عناء يوم طويل امام شاشة هذا الجهاز فهم لا يملكوا رفاهية الدخول إلى الإنترنت أو قراءة كتاب و إن التمسوا ذلك فقدرات عقولهم التي تم تدميرها بطريقة مُنظمة و مُمنهجة لا تسمح لهم بالتفكر و التدبر في أمور حياتهم.

سيد علي صاحب أفضل أنواع الفضائح الإعلامية في تاريخ النفاق الإعلامي المُنتشر في واقعة الفتاة التي تدربت في أمريكا على قلب نظام الحُكم بطريقة سلمية و كشفها بعد ذلك الأستاذ بلال فضل سيد علي صاحب الوثائق المُزورة التي عرضها على الشاشة و لم يذهب بها إلى النيابة العامة لأنه يُدرك أكثر من غيره أنها مُزورة و غير موجودة من الأصل سيد على هو أحد أولئك الذين لا يملكون أي قدر من المبادئ أو القيم أو المهنية هو أحد الأشخاص الذين ينقلون أخبار ليس لها أساس من الصحة و يؤلفون و يصنعون أحداث وهمية من أجل مصلحة شخصية سيد علي كُنت أتوقع أن يختفي من وش الناس و أن يُصيبه أي نوع من أنواع الإحراج بعد فضيحته اللي أتفضحها   و لكن لم يحدُث لأنه لا يمتلك أي مقدار من الحياء أو الإحترام فعاد مرة ليظهر علينا بنفس الوجه و الملامح بنفس الكلام السيئ بنفس الأخبار التي لا أساس لها من الصحة و الغرض من ورائها واضح وضوح الشمس إلا أنه يجد من له يستمع يجد من له يُتابع لأنه للأسف هُناك من أفسدته السنين الطويلة من الفساد و القهر و التخلُف حتى أصبح ينتظر مثل هذا الهُراء ليُتابعه كما هو بالمثل في تلك القنوات الدينية التي لا تتحدث عن العدل و فقه المُعاملات و أخلاق الرسول عليه الصلاة و السلام بقدر حديثها عن أن المرأة عورة و أن المرأة لا تفعل كذا و كذا و أن المرأة عليها أن تُكون في البيت لا تخرُج منه و ما إلى ذلك من فتاوي إمتلأت بها الفضائيات و وجدت التُربة الخصبة لتنمو و تترعرع بها سيد علي صاحب الفضائح الإخبارية و اللقاءات المُفبركة خرج علينا أخيراً ليتحدث عن أبو تريكة لاعب كُرة القدم.

كان ذات يوم هُناك طفل فقير يلهو بتلك الكُرة المصنوعة من الشراب كان أبوه و أمُه من البُسطاء المُسلميين يلتمسوا منه الأخلاق الكريمة و القيم و المُثل العُليا أجادوا تربية هذا الطفل الذي شاء له الله أن يكون لاعب كُرة قدم و أن يكون ذو خُلق إسلامي مُعتدل يعلم جيداً من دينه أن الحق أحق أن يُتبع و أن الشُهرة زائلة و أن المال زائل و أن ما يبقى للإنسان هو عمله فتراه دائم العمل دون أن يجذب إليه الأضواء التي هي بالفعل مُنجذبة دون أن يُتاجر بدينه دون أن يدعي أنه ملاك أو قديس أحبته جماهير ناديه و غبطتهم عليه جماهير الأندية المُنافسة إنه أبو تريكة إختلف عليه الكثير و تحدث عنه الحاقدين و الكارهين على أنه يدعي الخُلق و يدعي التديُن و هُم أحوج ما يكون أن يدعوا مثله إن كانت حياته هي حقاً إدعاء لن أتحدث سوى عن تجربُة شخصية مررت بها كان أبو تريكة طرفاً فيها فقد هاتفني مرة صديق عزيز علي و طلب من أن نتقابل ليتحدث معي في أمر ما ذهبت إليه و قال لي هل تُريد أن تفعل معي الخير قُلت له نعم أُريد هُلم بنا إلى التفاصيل قال لي إن هُناك مشروع تربية أيتام على القرآءن الكريم و أنا صاحب هذا المشروع هو أبو تريكة بالتعاون مع أحد الشيوخ الأفاضل و أنه أكتشف هذا الأمر من الشيخ و إنه لا يُريد ضجة إعلامية من هذا الأمر كانت فكرة المشروع بسيطة و رائعة فأنت تكفُل يتيم بمئة جُنيه في الشهر لمُدة سنة يتم فيها الإنفاق عليه و تحفيظه القرآءن الكريم كاملاً و بعد الإنتهاء من تجفيظه القُرآءن الكريم و تعليمه و إعداده كي يكون عضواً عاملاً في المُجتمع يلتزم بتحفيظ عشرة أطفال كتاب الله هذا ما عرفته من صديقي و هذا ما أشتركنا فيه.

في يوم المُباراة أو المجزرة رأي أبو تريكة و زملائه الموت و هو يطير بأجنحته السوداء و الجُثث أمامهم يُساعدوا هذا و يسعفوا ذاك و يُلقنوا بعضاً منهم الشهادة لعل الله يقبلهم بين عباده المُخلصين و رسم الحُزن بيده الثقيلة على تلك الوجوه المُختلفة كآئبته و قهره تلك الوجوه كان منها اللاعب و المُشاهد كان منها الأب و الأم كان منها الصديق و الرفيق كان منها الإنسان المُسلم و المسيحي و حتى الملاحدة شعروا بالحُزن لقتلي لا يعرفوهم و لكنهم شعروا بألام عائلتهم و أصدقائهم كان منهم أبو تريكة الإنسان قبل اللاعب الذي رأي المُشجعين يموتوا بلا أي ذنب سوى أنهم ذهبوا ليُشاهدوا مُباراة كُرة قدم

رفض أبو تريكة الإنضمام لفريقه في مُبارة السوبر القادمة دفاعاً عن حق هؤلاء دفاعاً عن آية من الدين الذين يدينُ به أن لكم في القصاص حياة أن العدل أسمى من كُل شيئ أن الإنسان له حُرمة في ماله و عرضه و أمنه و سلامته و حياته قرر أبو تريكة عدم الإنضمام لفريقه في مُباراة بداية الموسم لأنه مُتضامن مع الألتراس أهلاوي و زمالكاوي و إسماعيلاوي و كُل المُشجعين أنه لا بداية لموسم كروي جديد قبل أن يتم القصاص لهؤلاء القتلي من قاتليهم و من المتواطئون معهم و من الصامتين عن قتلهم أمتنع عن اللعب مُعرضاً نفسه للعقوبات و الأذى المادي للثبات على موقفه مُتخذاً من الإمام بن حنبل رحمة الله عليه مثلاً أعلى و هو الذي قدم حياته ثمناً لما رأه حقاً و صدقاً مُتحملاً الاذي و العذاب في سبيل كلمة الحق.

خرج علينا سيد علي الإعلامي المعروف بمواقفه هو و شوبير و شلبي و الغندور و من على شاكلتهم ليقولوا أن أبو تريكة يبحث عن شو إعلامي حقاً نحن في زمن المسخ الذي تُقلب فيه الحقائق و تُشوه فيه المواقف البطولية من أجل مصالحهم المادية.

ليست هناك تعليقات: