السبت، 24 مارس 2012

الأزمة الراهنة

هي بالطبع ليست أزمة البنزين أو السولار فالأمر أعقد من ذلك بكثير و إن كانت أزمة البنزين و السولار هي إحدى أهم أرهاصات الأزمة الحالية و التي أزعُم أنها أزمة نشترك فيها جميعاً كُلنا بسائر أطيافنا و مُختلف التيارات السياسية و الدينية و الدينية السياسية و الإجتماعية و الثقافية و حتى الرياضية لم تسلم من هذه الأزمة.


طبعاً هلاقي حد بيقولي إيه هي يا عم الأزمة و خلصنا هقله معلش أصل أنا بحب آخد و أدي مع نفسي كده قبل ما أفتح أي موضوع و بعدين إنت زعلان ليه الإزمة دي كُلنا عايشين فيها و مفيش جديد بيحصل بس أهه الواحد بيتفك بكلمتين و السلام طبعاً إنت أتنرفزت و عاوز تعرف إيه هي الأزمة اللي أنا عاوز أقُلك عليها الموضوع و ببساطة يا سيدي الفاضل هي أزمة غياب الأولويات و عدم تفهُم الآخر أو إعتقاد أو التفكير في إن الإختلاف يُمكن أن يكون قوة بقدر ما يُمكن أن يكون ضعف و في النُقط زي اللي إحنا فيها دي المفروض إنه يكون قوة لا ضعف و لكن لأننا مصريون أو مصريين أو أبناء مصر أو أي حاجة من الحجات اللي الناس بتحب تقول عليها دي كُلها فلازم الموضوع يتقلوظ ليُصبح ضعف و ضعف شديد للغاية.


أديك مثال دلوقتي الأفندية بتوع القوى الثورية الإشتراكية الليبرالية المُتحررة يقفون دائما في موقف العداء مع أي شخص مُطلق اللحية أو يرتدي جلباب أو يتحدث بإسم التيار الإسلامي السياسي و هوب عينك ما تشوف إلا النور هتلاقي سُخرية السنين و أفيهات و تريقة قد تطول في بعض الأحيان قيم دينية أو أحاديث للرسول عليه الصلاة و السلام لا لشيئ إلا لمُتعة السُخرية من تخلف و رجعية الآخر و إعتماده على العاطفة الدينية للشعب المصري حقاً و إحقاقاً للحق ليس أكثر و لا أقل هؤلاء وقعوا في عدة مُغالطات هي كالأتي:

  1. هُم ينسفوا المبدأ الأساسي لليبرالية القائم على حُرية الرأي و حرية المُعتقد يعني من الآخر فولتير قائل مقولة من حقي أنا أختلف معك في الرأي لكني على إستعداد أن أدفع حياتي ثمناً لحُريتك في قول رأيك لو شاف الليبراليين اللي في مصر كان قالهم كلمة قبيحة وش سلندر و راح إترمى في أي خرابة يعيط ده بسبب إن الأفندية بتوع الحُرية هنا في مصر عاوزين حُريتهم هُما بس
  2. هُم ينسفوا المبدأ الديمقراطيي من أصل أهل لأن محدش قال إن الديمقراطية بالطبيعة هتجيب الأحسن و محدش قال إن الديمقراطية هتجيب الأصلح للقيادة و ما إلى ذلك بدليل إن القوى الثورية اللي كانت الشُعلة الثورية الأولى لبست أحلى خازوق في الإنتخابات البرلمانية السابقة اللي كسبها المُجيدين لقواعد الإنتخابات و المبادئ السياسية التنظيمية فنوضوع الشعارات و الخُطب و الكلام و التويتير و الفيسبوك و الجو ده مش بيجيب همه مع المصريين لابتوب قُدام اللجنة و كوادر مُنظمة و دعاية مُكثفة بكل الطُرق و الوسائل هوا ده اللي بيجيب همه هذا بالإضافة إلى أن الشعب المصري بطبيعته شعب أيدولوجي يعني شعب ذو مرجعية دايماً بيحب يعمله كبير و هتلاقي إيه كبير أحسن من رجال الدين.
  3. و عشان نبقى مُحايدين تماماً فالقوى الليبرالية قلبت الدنيا و هاجت و ماجت على التيارات الدينية الإسلامية و على الإستقطاب الديني و الدعاية الإنتخابية من خلال الشيوخ و خلافه و لكنها صمتت صمت القبور امام الإستقطاب الديني المسيحي و سياسية الكنيسة و توجيهاتها للرعية مما أفقد هذه التيارات موضوعيتها و حياديتها إلا ما رحم ربي و مع إني مش مُتفق على الإعتراض على الأحزاب ذات المرجعية الدينية سواء من الإسلاميين أو المسحيين أو أي مذاهب و فئات أُخرى لأن هي دي جماعات الضغط اللي محتاجة السياسي الصح اللي يخاطبها و لأن الموضوع مش بدعة فالحزب الحاكم في ألمانيا هو الديمقراطي المسيحي و شاس اليهودي المُتطرف ليه كلمة مسموعة في إسرائيل و الأصوليين الأمريكيين و البروتسانت ليهم وجود رهيب في السياسية الأمريكية جنب اليهود فمعلش يعني مش هنقفش على كُل اللي بيدور على مرجعية أو على مصلحته اللي هوا شايفها إنها الصح و لا شيئ سوى الصح.
  4. هُم لم يقتربوا يوماً من الواقع اللهم إلا الأخ المُحترم مُصطفى النجار و عمرو الشوبكي في حزب العدل و الذي لا يزال بلا قاعدة جماهيرية حقيقية و لكن أين باقي القوى الثورية تفرقت و تشتت و مش عاجبها حد و لما قُلنا الصندوق أهه قالك لأ يا معلم الشعب جاهل طب نعملكم إيه نجيب شعب تاني على مزاجكم و لا تشتغلوا من أجل تغيير الواقع فالواقع السياسي لا يتغير بدون ضغط و الضغط لن ينشأ من السُخرية من الإخوان و النور و الشيخ حازم أبو سمعيين كما يحلو لهم أن يُطلقوا عليه بالعكس الناس فقط تنفُر من هذه الأشياء و تراها هجوم على الدين أتفق أنها ليست كذلك و لكن ما الذي يدعوني لتلويث صورتي أمام الناس.
السياسة ليست من يضحك أكثر على الفيسبوك و هي بالطبع ليست بقدر من قام بعمل ريتويت ليتويتك التُحفة مع الإعتراف أنني في مُعظم الأوقات أنقلب على ظهري من الضُحك إلا إن أنغلقي على مجموعة من الأصدقاء و هاتك يا تريقة على هذا و ذاك لن يُحقق لي ما أُريد مع إعترافي بإتفاق أرائي مع الأراء الليبرالية إلا أن البُعد عن ثبات المبدأ و تغيره طبقاً لما أُريد ما هو إلا براجماتية أو ميكافيللية ساقطة في رأيي لأن المبدأ و الثبات عليه هو ما سيجذب الناس لكمُ النزول إلى الشارع السياسي و رؤية أرضية مُشتركة كي نقف عليها جميعاً هو أهم التحديات التي تواجهنا في الوقت الحالي.
 أعلم تمام العلم أن هذه المقالة ستُقابل بالسُخرية هي الأُخرى و قد أجد إتهامات من نوعية إنت إسلامي أو إنت ليبرالي أو إنت علماني و هي إتهامات قد إعتدت عليها كثيراً هذا لأني غير مُنتمي إلى أي تيار بعينه و إن كُنت أُحب الحق و أبحث عنه و أيضاً لا أدعيه فقد أكون صواب أو أكون خطأ و هذا الأمر الذي يتكرر كثيراً من كُل الطوائف لا أرى فيه إلا الآتي

الحُرية و العدالة أو الإخوان سكارى بنشوة إنتصار إنتخابي و للأسف بدأوا يحتكروا الحقيقة و الحق على أنفسهم فقط إستناداً إلى أغلبية إنتخابية لا أعتقد إنها ستكرر إذا أستمروا على هذا الأداء من الهبوط و فقد الشعبية خاصة بعد أن إنفصلوا بشكل كبير عن الشارع الثوري و مُختلف القوى الثورية 
القوى الثورية لا تفعل شيئ منطقي سوى الشير و التويت على الفيس و التويتير بالإضافة إلى الأفيهات المُضحكة و لا أُحب أن أن أقول أن النُخبة الإعلامية جُزء من القوى الثورية إلا إنها تفعل نفس الشيئ و لكن بطريقة إعلامية على فضائيات الدعارة الإعلامية و التي إنتشرت بشكل بالغ
الإسلاميين السياسيين يبدو أن فقه الأولويات بعيد كُل البُعد عنهم بالرغم من قوتهم الإنتخابية الواضحة و التي أعتقد أنهم إذا أستطاعوا أن يتعلموا سياسية بالقدر الكافي فسيكون المُنافس الرئيسي للحُرية و العدالة الجناح السياسي للإخوان و هو الأمر الذي سيُثري الحياة السياسية بالفعل.

أعلم تمام العلم أن كلامي قد يكون خطأ بقدر ما قد يكون صواب و هو رؤيتي المُتواضعة للحياة السياسية الآن في مصر و التي نتمنى أن تمُر بسلام

ليست هناك تعليقات: