الأربعاء، 3 أغسطس 2011

محمد أبو الغيط

لو ما تعرفوش تبقى أنت عيل سيس بيقُعد على النت يهيس و يفيس و مش بعيد تكون مُشترك في صفحة إحنا آسفين يا ريس, على العموم عادي ممكن تتعرف عليه ده مُدون إنما من النوعية اللي بتفهم اللي بتفكر في الحاجة و بتتعامل معها بطريقة تحليلية نقدية مش بياخدها كده زي ما هي و يجري وراها زي العبيط و السلام حكايتي معاه بدأت لما وقعت تحت إيدي مقالة أسمها الفُقراء أولاً و دي أتكلم عنها الأُستاذ الكبير فهمي هويدي المُقف و المفُكر الكبير.

المُهم المقالة كانت جامدة بشكل مُبالغ فيه و إنتشرت بعُنف خلاني أستغرب إزاي حد بالفكر ده مش موجود عندي في الفريندز ليست الشخصية دي المفروض إنها كده أبو تريكة السياسية ده يمكن ميسي كمان لو تم إعداده بطريقة كويسة الراجل يا جماعة قرأ الصورة من بدري أوي و قالها بالفم المليان يا ولاد التيت الفُقراء أولاً بيني و بينكم هوا جالي على الجرح و عشان أكون صريح هوا و المقالة الأخيرة بتاعت علاء الأسواني اللي بيتكلم فيها عن إجهاض الثورة في 6 خطوات ليه بقى لأني من البداية و أنا حاسس إن فيه فيلم بيتعمل و فيلم غريب و مريب و أنا أي حاجة بتتعمل في الضلمة مش بحبها و بكون شاكك فيها المُهم أبو الغيط هرش بدري قصة الدستور أولاً أو الإنتخابات أولاً و قالها واضحة و صريحة الفُقراء أولاً الأهم من كده بقى إنه تطرق إلى الكثير من الأدلة و بالشرح المُستفيض عن التضحيات اللي قدمها و عن طيب خاطر الفُقراء و تجلت الصراحة في مقولة"هؤلاء لم يخرجوا ليطالبوا بالدستور - سواء كان أولاً أم آخراً- ولا بالانتخابات، لم يخرجوا لتكون مصر ليبرالية أو مدنية أو إسلامية أو مهلبية! .. خرجوا فقط للأسباب التي تلمس واقعهم .. أسعار الطعام والملابس والمساكن التي ترتفع بجنون، أمين الشرطة الذي يوقف ميكروباص أخيه ليسرق منه خمسين جنيهاً، الضابط الذي أخذه تحري وعذبه لأيام بلا ذنب، أخته التي لا يملك نقوداً (ليجهزها)، عمه الذي تم تسريحه معاش مبكر بعد خصخصة المصنع، ابن عمه الذي خسر كل شيء في أراضي شباب الخريجين التي مات فيها الزرع عطشاً بعد تفضيل أراضي الكبار، خالته التي ماتت بالسرطان ولم يجدوا لها سريراً في المستشفى الحكومي ...الخ الخ الخ"

و لكن ليس هذا هو أهم ما قاله محمد أبو الغيط في تلك المقالة التي تثير الدموع دائماً في عيوني فهي تحكي بالمخُتصر المُفيد الكارثة التي نعيشها و يراها البعض من أمثال أبو الغيط و يرفض الآخرين أن يروها أو أن يسيروا ورائها أو أن يلتفتوا حتى لكي يروها هُم يُريدون أن يكونوا بنفس هذا الشكل و بنفس هذه التفاصيل و إيه الجديد في كده إذا كان صفحة إحنا آسفين يا ريس وصلت حاجة و تسعين ألف صحيح فيه كتير داخل عشان يتريق و يشوف الهبل اللي الناس دي بتكتبه بس أهه بقى ليه صفحة و مُعجبين من نوعية مُتلازمة أستوكهولم و في ضربة أنا شايف إنها قاضية لكل هذه التنظيرات الفارغة كتب أبو الغيط الفقرة الأروع في المقالة:


في التسعينات كان أردوغان يحضر مؤتمراً لممثلي المنظمات الإسلامية، وبدلاً من أن يقول أنه سيعمل على (تطبيق الشريعة) أو (نشر الروح الاسلامية في النسيج المجتمعي) قال لهم أنه سيعمل على حل مشكلة الصرف الصحي في اسطانبول، ليضج الحاضرون بالضحك!
لكن هذا فقط ما أوصله وأوصل تركيا بالتبعية إلى ما هم عليه الآن، لا ينتخب الأتراك حزبه لأنه إسلامي بل لأنه من أثبت قدرته على حل مشاكلهم اليومية الواقعية .. ليس لدينا أردوغان مصري حتى الآن للأسف ... لدينا فقط العواجيز النخبويون المملون الذين مازالوا غارقين في تنظيرات 
(إسلامية/علمانية) و (الدستور أولاً/الانتخابات أولاً)، ولهم جميعاً أقول: 
الفقراء أولاً يا ولاد الكلب!

و هنا بقى مربط الفرس و كل الأفراس و هوا ده المُهم إن الناس محتاجة اللي يبص على حالها الناس محتاجة اللي يشوف إن فيها بلاد مش لاقيين مية نضيفة يشربوها و في نفس الوقت فيها ناس بتعمل أفراح في الإنتركونتنينتال و الفور سيزون و خلافه فيه ناس بتموت عشان مش لاقية تاكل مش لاقية تتعالج فيه أطفال بتشتغل عشان تصرف على أهلها بدل ما تتعلم و تبقى حاجة في البلد المهببة دي و مصر فيها عربيات مرسيدس أكتر من ألمانيا اللي فيها الشركة الأم و الأب كمان.

مصر اللي فيها الناس بتعمل الأفراح عشان تغيظ بعضها و بتعمل المآئتم عشان تبين للناس شكلها مصر اللي فيها الواد المتعلم هوا اللي مش بيعرف يتكلم كلمة عربي و بدل كده بيتكلم إنجليزي و فرنساوي و ألماني في مدارس بالشيئ الفلاني مصر اللي فيها اللي عنده بي إم أو مرسيدس راجل برنس و مُحترم و الغلبان اللي مش لاقي ياكل راجل على قد حاله و سيبك منه.

المهم نرجع للراجل اللي إحنا بنتكلم عنه لأنه مفيش كام يوم و راح رازع مقالة في رأيي المتواضع لازم تتقرأ لأنها فعلاً مش عادية و بتوضح حجات كتير أوي أوي.
المقالة أسمها 
قطع بازل ثورية و اللينك بتاعها أهه

قطع بازل ثورية !

قطع بازل ثورية !

ليست هناك تعليقات: