الثلاثاء، 2 أغسطس 2011

و لكننا

و لكننا نسير على نفس الأرض تحت نفس الشمس نتنفس ذات الهواء و في الليل ننتظر القمر كي نراه كما عاهدناه مُضيئ ذلك الضوء الفضي الجميل.
كل ما في الأمر أننا قد نختلف في الدين أو في الجنس في الفكر أو في العقيدة في المذهب في اللون في الشكل في الأصل في النسب و لكنها تظل أمور فرعية فالأصل أننا جميعاً بني آدمين إنسان أخ لأنسان آخر يعني ممكن نعمل جماعة زي جماعة الأخوان المُسلمين كرم الله وجههم عشان بس محدش من أتباعها يزعل مني و نسميها جماعة الأخوان في الأنسانية أو الأنسانيين.
و بمُناسبة الإخوان لي صديق فاضل عزيز على قلبي ينتمي لهذه الجماعة منذ فترة طويلة و يعتنق أفكارها الجميلة رد على مقالة لي ذات مرة من إن ليه أنا بحط الأخوان كل مرة في جُملة مُفيدة و إني نازل فيهم نقد و خلافه و شرح لي أن كل ما يُقال عنهم هو شائعات و إنهم ناس كويسين و زي الفل و أظهر لي الفارق ما بين النقد الموضوعي و بين النقد الغير الموضوعي و هو الهجوم لمجرد الهجوم و على الرغم من إني و لا بهاجم الإخوان لمجرد الهجوم و لا بهاجم الأخوات لمجرد الهجوم إلا إني إتحطت في هذا المُربع و كل ده بسبب صديق تاني عزيز عليا أوي برده قال عليا إني ليبرالي و دي حاجة مش في الإسلام و أنا عندي في الإسلام اللي مكفيني ليه بقى أروح أجيب حجات غربية و تعبت بصراحة في شرح فكرتي إن الإسلام ده دين سماوي أنا من أتباعه و يا رب ربنا يهدي الواحد أكتر و أكتر و إن الليبرالية دي فكر بشري قابل للتحاور و التحور و خلافه فشلت عشان هي فقط مُجرد مُسميات زي ما هي مظاهر يهتم بها بشدة رهيبة الوهابيين فهو لا يسمح للمرأة بقيادة السيارة و لكنه يسمح لنفسي بوضع يده في يد الأمريكان و الصهاينة من أجل مصلحته هو.

المُهم عشان ما نروحش بعيد إنتقاد الأخوان من عدمه ليس أمر شخصي على الإطلاق و أنا قبل كده كُنت بدافع عن حقهم في إنهم ينزلوا الإنتخابات زيهم زي أي حد و يعرضوا برامجهم و أفكارهم و يتكلموا عن رؤيتهم و لازلت مش قادر أفهم ليه الناس بتهاجم أي حد ليه أيدلوجية بتحركه ليه مرجعية بيستقي منها أهدافه و تحركاته و مع أن نفس الناس اللي بتهاجم الأخوان عشان أيدولوجيتهم هما نفس الناس اللي بيطلبوا بالحرية و الديمقراطية و ما إلى خلافه من أفكار سامية و جميلة طول ما هي في مصلحتهم أول ما تبعد عن مصلحتهم يبقى لأ نهاجم ألحق يا عم أنا بهاجم الليبراليين أهه و اليساريين و الإشتراكين و التينين التخين.
فزي ما دافعت عن حقهم في رأيهم من حقي إني أنتقد رأيهم أو أستغرب منه و أنا كل اللي أنا عملته إني أستغربت منه و نصحتهم يجيبوا عدلي القيعي عشان ميحصلش معاهم زي اللي حصل أيام الملك فاروق اللي كان عاوزين يعملوه خليفة المُسلمين و هو لعيب قُمار درجة أولي أو زي ما حصل معاهم مع عبد الناصر أو السادات أو مُبارك و بقول الناس دي لو مشت وراء مبادئها الجميلة و بطلت تقرأ في كتاب الأمير بتاع ميكافيللي و الله هيبقوا أصحاب مبادئ و أنا أول واحد هجري وراهم عشان أنضم ليهم و مش بعيد كمان أكون عيل أخوانجي.

و مع أحترامي الكامل للعنصرية المتأصلة في كيان كل مصري مش معني إني بهاجم الأخوان أبقى أنا بقى إيماني ناقص أو مش مُسلم ده لأنهم مُسلمين يبقى لا يأتيهم الباطل من ورائهم و لا من أمامهم أو إنهم هما الحق و غيرهم أبن ستين في سبعين و مع إنهم كان بيتلعب معاهم سياسية الإقصاء و الناس كُلها و أنا منهم كنت مُتعاطف معاهم إلا إنهم للأسف المفروض عليهم يكونوا أكثر أعداء سياسة الإقصاء يعني مينفعش أتكلم عن الأخوان بطريقة مش فيها شتيمة و لا نيلةألاقي كُل الناس بتهاجم شخصي و أنا كل اللي بقوله كلام اللي عاوز يسمعه أهلاً و سهلاً و اللي مش عاوز يسمعه أهلاً و سهلاً.
يا عم حب بلدك زي ما أنت عاوز حب بلدك بمرجعيتك بفكرك بعلمانيتك بليبراليتك بس من غير نا تقول على حد إنه خاين أو إنه عميل أو إنه إيه من غير دليل ده طبعاً كله كوم و موضوع صربيا ده كوم تاني خالص مالص مش هينفع نتكلم فيه لأنه مُثير للضوحكبشكل مُبالغ فيه و دلوقتي و في نهاية المطاف جت حلقة المترادفات:

ينتقد الجيش: ضد الأستقرار و عاوز يعطل عجلة الإنتاج
مسيرة سلمية لوزارة الدفاع: بيتاجروا بدماء الشُهداء و عاوزين يولعوا البلد
ينتقد الإخوان: بينتقد الإسلام
سلفي في حاله: رجعي
سلفي في المليونية اللي فاتت: عاوز يركب الثورة (بس محدش عارف هي بتروح فين)

و في النهاية أهه كلام 

ليست هناك تعليقات: