الأحد، 10 يونيو 2012

مُقاطعة حتى الموت


كم أنتي ساحرة و ساخرة أيتُها الحياة بكُل ما بكي من تناقض و تضاد من أمور تُثير الدهشة و الإستعجاب و الأستغراب و تخلي العيشة هباب من يجي سنة و شوية خرج شوية شباب و لحق بيهم شوية شباب كُنت مسافر برة القاهرة و جاتلي الأخبار هادرة كُل يوم جديد بس كان النت مقطوع و الصوت مش مسموع بالعافية تليفون تطمن بيه على أهلك تسمع صوت أبوك اللي ملحقتش تشوفوه بعد ما رجعت تُقعد في الشارع في لجان شعبية رُعب و إشاعات صُراخ و صوت طلقات إيه الحكاية ما هي هي كذب و إفترا على قنوات محلية و أخبار تكاد تكون وهمية على الجزيرة و البي بي سي البريطانية و في الآخر قعدت مع واحد من اللي شاف و حضر و شارك بكُل قوته و سمعت منه الحكاية و دموعي تنزل أكتر و أكتر و أنا بقول الجُملة الخالدة يا ريتني كُنت معاهم.
اللي بدا كان مُحاولة بسيطة للصُراخ بأعلى صوت يمكن الدُنيا تسمع أولا السكوت يمكن الصوت يقدر يكسر حاجز الخوف يمكن شعبنا يفكر مرة يعيش إنسان بدل ما يعيش خروف بدل ما ياكل و يشرب و يصحى يلاقي نفسه متعلق بيتسلخ حتى من غير ما يندبح يمكن يقدر يقول إسمي إنسان هعيش بكرامة أموت شُجاع و لا أعيش جبان كان بيحكي و هوا بيعيط يفتكر فُلان الفُلاني يقولي ده كان إخواني و اللي جانبه كان سلفي و بينهم حد علماني كانوا بيصرخوا بعلو الصوت إحنا مش خايفين منك يا موت.
كان بيحكي و يقولي لما جه الشباب الفقير شكلهم البسيط هدومهم البسيطة قالوا ليهم تعالوا ورانا بعد ما نموت إحنا هنخُش التحرير ده مكان المصير إستنوا متجوش معانا تعالوا ورانا عشان لما الثورة تنجح تلاقي ناس نُضاف عايشين متعلميين ياخدوا بإيد أهالينا على الحياة الكريمة قلعوا القمصان و تحتها بان حديد و نار و دم بيغلي آثار تعذيب على الجلد بتحكي مكان طعنات و جروح مكان للقلب الطيب اللي بقى زي الطير المدبوح طاروا من على الأرض طير و إحنا وراهم بنهتف و بنشوف واحد ورا واحد منهم بيقع و لون الأرض حمُرته بتزيد و إحنا لسه الأيد في الإيد لحد ما دخلنا الميدان و عرفنا إن الظابط ده جبان كُل اللي بيحميه الخوف اللي في القلوب و الأمثال الشعبية و التهديدات عرفنا إن العسكري ده غلبان مضحوك عليه زي سبع الليل في فيلم البرئ عرفنا إننا شعب جرئ و إن الظُلم ليه نهاية يااااه على اللي مات شباب و بنات ملايكة كانت عايشة وسطنا شايلة همنا بتحلم حلمنا و نقول كمان.
18 يوم و سقف حلمنا بيعلى و يعلى لحد ما عدا القمر و النجوم و خلاص داخل على السما بطاطين بتيجي و كراتين مية و أكل من حد جدع أو من واحدة عندها دم يقولوا علينا في التليفزيون المصري الراعي الرسمي للكذب الحصري غننا بلطجية و حرامية و إننا بنعمل حفلات جنس جماعية و إننا واكلين شاربين ناييمن في خيم مُكيفة و هُما مش عارفين إننا شوية احلام و شوية أماني و شوية أمل في مُستقبل بيقتلوه و بيدهسوه و بيطحنونا و يطحنوه و بعد ما مشي على شرم الشيخ و أتحسرنا على فرحة ناس مننا و تفكيرهم إن القضية إنتهت و هُما مش عارفين إن يدوبك المؤامرة إبتدت فرحنا معاهم و قُمنا ماشيين قبضوا على أجدع ما فينا من البني آدميين و اللي كانوا فعلاً فاهميين و لحد دلوقتي من غيرهم تاييهين.
يااااه من يجي سنة و شوية خرج شوية شباب لحق بيهم شوية شباب مات اللي مات و عاش اللي عاش أفتكر اللي أفتكر قد إيه دمهم راح هدر و ناس بتقولي مقاطعين عشان نعاقب الأخوان الوحشيين فنلبس كُلنا في الفتيق المتين.


ليست هناك تعليقات: