الثلاثاء، 6 ديسمبر 2011

نعمل فيكم إيه

هل المصريون غير مُستعدين للديمقراطية كما قال الخُرم الكبير عُمر سليمان في لقائه مع محطة أمريكية؟
هل يستطيع هذا الخُرم الكبير أن يقول مثل هذا الرأي مرة أخرى بعد حجم الإقبال الهائل الذي شاهدنه جميعا في كُل مُحافظات المرحلة الأولى.
أعتقد أنه لا يجرؤ أو يستطيع أن يُفكر في ذلك و لكنه يستطيع أن يتحسر على أيام كانت له و لأسرته و لشلة الأخرام الدائرة في فلك ملك الأخرام الغير مُبارك حُسني أفندي و إبنه الأهبل اللي خرب البلد ربنا ينتقم منهم قولوا آمين.
و لكن هل قرأ أحد ما بين سطور تلك الإنتخابات هل رأى أحد أو لاحظ أي تفسيرات طب بلاش حد شاف إيه السيناريوهات المُتوقعة بعد نتائج المرحلة الأولى و التي غالباً لن تختلف كثيراً عن نتائج المراحل المُقبلة عنها طب بلاش حد مُمكن يقولي إيه الهدف من كمية اللوم والتقريع و التريقة اللي شوية الناس اللي فاكرين نفسهم مُثقفين و ليبراليين و مُتحضرين و نازلين تريقة على الشعب المصري عشان قال كلمته.


أنا بقى فضلت مستني و عمال أفكر و أفكر هوا ليه الناس دي بتتصرف كده مع إن اللي حصل ده شيئ مُتوقع جداً فالشعب المصري بطبيعته شعب عاطفي ديني فعاطفته الدينية بتغلُب عليه في كل الأوجه و الأحوال إلا قلة قليلة تتعجب من هذه العاطفة التي قد يُسيئ البعض إستخدامها و قد يُحسن البعض إستغلالها فمن الطبيعي إن التيارات الإسلامية تكتسح أو تفوز بنسب كبيرة في الإنتخابات و على فكرة وجود التيارات الإسلامية مش إفتكاسة و لا بدعة مصرية خالصة لأن الأصوليين المسحيين موجودين في أمريكا و إنجلترا و الحزب الحاكم في ألمانيا أسمه الحزب الديمقراطي المسيحي و محدش قالهم إنتوا بتستغلوا الدين و بتخلطوا الدين بالسياسة و القلش بتاعنا اللي هنا ده.
و عندك بقى يا معلم تفتح التليفزيون  تسمع الراديو تقرأ الصحافة كله يا معلم هتلاقي هجوم التنين على الشعب المصري من كُل الأصناف و كُل الأشكال و اللي يقُلك ده شعب جعان بيبيع صوته بإزازة زيت و كيلو سُكر و اللي يقُلك ده شعب جاهل مش بيعرف يقرأ و لا يكتب و اللي يُقلك ده شعب مُستقطب دينياً بواسطة المساجد و السلفيين المُتشددين الأمر الذي يدعو للتعجب أنه لا يوجد أي شخص أشار إلى تدخل الكنيسة في العملية السياسية من قبل في أثناء الأستفتاء أو في أثناء المرحلة الأولى من الإنتخابات عن طريق دعم مُرشحين أقباط و هو الأمر العادي للغاية فمن الطبيعي أن تتم عملية تكتُل و إستقطاب في أي إنتخابات و إن كانت تتم على أساس ديني في مصر فهذا يعود لعدة أسباب أهمها على الإطلاق هو غياب الحياة السياسية الحزبية و عدم وجود الثقافة السياسية لمصر مع عُنصر هام و فعال و هو الإعلام الموجه الغريب الذي جعل من الحجاب و البيكيني معركة الدولة و أهم أولوياته.
و هو ما دعا الأستاذ فهمي هويدي و هو من كبار رجال الصحافة المصرية أن يكتب مقاله اليومي مُتحدثاً عن المناحة و العزاء الذي أُقُيم في إعلام مصر بعد نتائج مبدئية فقط للمرحلة الأولى و قد أصاب كبد الحقيقة في مقاله الذي أنصح الجميع بقرائته و هو يتحدث عن أن المصريين الليبرالين و العلمانين يتحسروا على نتائج الإنتخابات في المرحلة الأولى بشكل أكبر من أعدى أعداء مصر الصهاينة غير مُدركين أن الإسلاميين موجودين و بكثرة و بقوة في المُجتمع المصري و إن كان هُناك تحفُظات على تصرفات بعضهم إلا أن هُناك العديد من التحفظات على العديد من الليبرالين و العلمانيين 
مقال فهمي هويدي:
http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=06122011&id=e93152dc-ff28-4c96-b1f4-0b08fed89f75

و في نفس الوقت فإن الإعلام المصري يتناسى أو يتجاهل أي نوع من أنواع التطرفات الليبرالية الأمر الذي يوحي بأنه إعلام موجه و لا يعمل بحيادية أو موضوعية على الإطلاق و هذا على كُل الأوجه فأنا نفسي أتخيل حيرة أصدقائي في تصنيفي فمنهم من يعتقد أني ليبرالي علماني زنديق ثُم يُفاجيء بي واقف إلى جواره أثناء تأدية الصلاة و هُناك من يعتقد أني إسلامي مُتشدد لا يوافق على مدنية الدولة ثُم يُفاجي بي أتكلم عن أهمية مدنية الدولة و الحُرية و هذا الأمر ناتج عن حُب المصريين للتصنيف و العُنصرية فهذا زملكاوي و هذا أهلاوي و هذا مُسلم و هذا سلفي و هذا إخوانجي و هذا وهابي و هذا عنابي و ما أن يتم التصنيف حتى يبدأ كُل طرف بالأنحياز للطرف الذي ينتمي له و مُهاجمة أي فكر مُناقض لشخص قد يُصيب بقدر ما قد يُخطيء إلا أنه لا ينظر إلى الأمر بموضوعية بقدر ما ينظر إليه بعصبية و جاهلية و هو ذات الأمر الذي جعلني أختلف مع أعز أصدقائي بخصوص تصريحات المُهندس عبد المنعم الشحات عن حُرمة الخروج على الحاكم و عن حُرمة الديمقراطية و هي أشياء تدعو إلى التعجب فكيف نُحرم الخروج على حاكم ظالم لم يُراعي الله في شعبه أو في بلد و سلمها إلى الأعداء بكل سهولة و يُسر و عليها بوسة بدل من أن نُحرم على الشعب أنه ظل خانعاً خاضعاً مُتمسكاً بالحياة التي لم تكن كريمة على الإطلاق على الرغم من أننا هُنا فقط لفترة من الوقت (قضية الخلود التي تؤرق المصري منذ أن كان المصري القديم).
و على الطرف الآخر ترى أن هُناك من يُدمر أي فرصة للتواصل و التفاهم على أرضية مُشتركة هذا الطرف أعتقد أنه لم يجد غضاضة حينما قامت فرنسا قلعة الليبرالية بتجريم النقاب هو هنا لم يبكي على الحرية و إنما بكي عليها حينما كانت هُناك أحاديث من بعض الأشخاص عن إحتمال تجريم الخمر في مصر و هذا الطرف مُصيبته للأسف أكبر لأنه يُطالب بتدخل دولي في مصر لحمايته و يا ريت لو نُحط خمسين خط تحت كلمة تدخل دولي و أكيد إنتوا عارفين معنى الكلمة دي إيه الأستاذ ساويرس بيطالب بحماية دولية للخمر في مصر طب نقله إيه مُمكن تكون مش مصدق 
الفيديو بتاع ساويرس باشا
كُل ده و بننسى إن مُخطط السياسات في حزب الحُرية و العدالة قبطي و كُل ده و بننسى النماذج المُشرفة المُختلفة للأقباط المصريين بجد قبل ما يكون أقباط بجد و في نهاية هذا المقال يتبقى جُملة قالها أخ عزيز عليا بسيطة في كلماتها عميقة في معناها


طول ما مفيش عدل مش هتلاقي حيادية مش هتلاقي موضوعية مشهتلاقي إحترافية كُله بيدور على أي مصلحة